أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الياسري - الله الذي عرفته














المزيد.....

الله الذي عرفته


سمير الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 05:18
المحور: كتابات ساخرة
    


الله الذي عرفته
كان يثير فينا رعبا لاحدود له ....بعيونه الجاحظة والمتفرسة .... بشعره الاسود اللامع ....بقامته المربوعة الممتلئة المكسوة بقاط اسود مجربّ وبلكع منتشرة هنا وهناك في سترته السراوين كان ذا كرش عظيم يندلق تحت حزامه الكائن مابين ثدييه وصرته
حين يتجشا يكرر قولته الشهيرة : انعل ابو الدجاج !!
كان اشبه بفحل السعلوة او على الاقل هكذا تصورته مخيلتي الطفولية حين كانت السعلوة هي اشد الكائنات رعبا لي حين يتكلم يتناثر التفال من فمه مع كلمات قاسية مهددة لم يكن يعرف غير التهديد والوعيد مستخدما سبابته وعينيه في هذه المهمة ...
لم نكن نحن تلاميذ الصف الاول ب في مدرسة صفي الدين نعرف شيئا عن الدين الا من خلاله حتى ماعلق في اذهاننا من كلام امهاتنا وجداتنا تولى هذا الفحل طمسه ومحوه واحلال صورا مرعبة بدلا عنها لايرانا الا خطاة نحن من لم نكن نعرف من العالم غير الدعبل والتصاويروالعركات الصبيانية ولعاب يسيل ظهرا حين نخرج من المدرسة لتحاصرنا رائحة العنبة من البائع المتجول كل يوم التي غالبا ما اقف امامها متحسرا بعد ان اكون قد صرفت ال 15 فلسا في كيكة وعصير الفيحاء المصنوع في معمل الناصر في الحلة كل يوم اقول ساستغني عن الكيكة لاشتري بال (طلعة ) بخمسة عنبة لم تكن لفة كاملة ولاحتى نصف لفة كانت عبارة عن ربع صمونة يغرسها البائع في قلب شيشة العنبة وبس ..... ارجع بعدها الى البيت ليلومني والدي لاني اكلت العنبة التي طالما حذرني منها وحين اساله كيف عرف يقول لي العصفورة اخبرتني لادخل معه في محاججة :- كيف لها ان تخبرك وهي لاتتكلم !!؟؟
:- لاحاجة لكلامها كانت تغمس منقارها في شيشة العنبة وتاتيني فاعرف !!
مع كل هذا كان ياتي صوت معلم الدين مرعدا مزبدا:-
هل تعرفون عقوبة تارك الصلاة ؟؟؟؟ لحظة صمت ليزيد من ترقبنا وبعد ان نوميء برؤسنا ان لا ...
:- الله يدز ملائكته ويعلكوكم بالجناكيل من لسانكم ليغطسوكم في بحر من القير المغلي عدة مرات .!!!
كان يقولها متفرسا في وجوهنا ملتذا بنظرات الخوف المرتسمة على وجوه اطفال منكمشين رعبا ....رعب غالبا ما يؤدي الى خرير غير مسيطر عليه... حين يتحدث كنت اركز فقط على شاربيه الغليظين وهم يتحركان بشدة وتتحرك معهما شعيرات طويلة تنبت في منخريه بعشوائية
يوم الجمعة كان كابوسا حقيقيا لي حين يحمى الحمام ويبدا الماء في الصفرية بالغليان وارضية الحمام الاسمنتية تجعلني اكمّز من الحرارة وبسحابة البخار التي تمنع الرؤية يستحيل الحمام الى يوم القيامة والصفرية الى بحر من القير المغلي
تشكلت صورة الله في هيئة رجل هائل الضخامة والمهابة والقسوة لايتكلم لكن يشير ويوميء براسه فقط لملائكته ليوزع البشر كل الى طبقة من طبقات جهنم وانا يختصني ببحر القير المغلي !!!
وحين كانت جدتي تحكي لنا قصصا حلوة عن فقراء جياع ارسل الله لهم سلة فيها مالذ وطاب او اسكنهم في قصر منيف او جعل صيادا معدما يتزوج من حورية البحر التي ستغدق عليه الجواهر والالماس كنت اوميء براسي لها موافقا ومنافقا حتى لايعرف الله اني مرعوب منه وارضاء لجدتي التي كانت تحبه كثيرا ولااجرؤ على مصارحتها انها واهمة
. حتى اني سالتها مرة :- بيبي انتي تعرفين تقرين وتكتبين ؟؟ :
:-لابيبي مااعرف .
حينها تاكدت انها لاتعرف الله الذي في درس الدين !!!!!!!!!


سمير الياسري
30 -8-2016



#سمير_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقب البقاء على قيد الحياة
- اكره...... وطني
- الباب الي تجيك منه الريح... دكله دنبك
- الى ثائر عباس منصور
- فنانون مصريون ..... فنانون عراقيون
- تساؤلات من السفح
- 8 أذار ..... نوروزنا
- الجوع والفيس بوك ... اخر الرجال المحترمين
- تفاحة ادم ..... تفاحة نيوتن
- مصر_الجزائر ... ايها العراقيون انتبهوا !!!!!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الياسري - الله الذي عرفته