أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - مكبلوا الحياة والأرواح والفكر زوراً وبهتاناً














المزيد.....

مكبلوا الحياة والأرواح والفكر زوراً وبهتاناً


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 05:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يكن الجهل يوماً دواءً .. ولم يكن الخبث نجاحاً .. ومن أتخذوا الدين مهنة لَيُسْخِرُون الناس لخدماتهم وغاياتهم ويَسْخَرون على عقولهم كونهم بسطاء وسذج وأبرياء ولطفاء ويخشون سر الحياة وغموضه بسبب عدم قدراتهم في التفسير والتحليل لذلك السر الذي ما زال يحتاج إلى البحث والتمحيص فيه للوصول إلى حقيقة وماهية الحياة ..
ففكرة الأديان وطرحها على الناس بأنها نزولاً خشوعاً من السماء ما هي إلا خزعبلة وضعها البعض ليضبطون مجتمعاتهم بها وليقضوا على الوضع الإجتماعي المهتري والمتدهور وليقفون تسلط الحكام الظالمين الاقوياء ( فرعون ) و ( نمرود ) و ( قياصرة رومان وأيران ) على المجتمع والعباد .. حيث الفقر والأمراض والجوع والظلم والسلب والنهب والصراعات والموت والحروب والقتال .. فأستطاع من طرحوها وأدّعوها ( الأديان ) تجميع قوى تواجه تلك المظالم وجمعوها من التبعثر ليشكلون منها قوة تتحدى تلك المظالم .. وكان طرحهم ومفاهيمهم قريبة للوضع الإجتماعي للناس الفقراء والمحتاجين والمظلومين ..

فالتسلط الحكام بالحكم والرقاب .. والحروب الدائرة بين الدول والدول .. كانت تحتاج إلى الاقوياء وإلى قوة الجسدية لتلك الحروب .. فكان الذكر هو المختار والمطلوب في تلك المرحلة وانقسم المجتمع الى فيئتن العنصر الذكوري والعنصر الأنثوي ..فكان العنصر الأنثوي ما هو إلا للمتعة والخدمة والولادة .. حتى أولادهن كانوا مرتبطين بأبائهم أكثر مما يرتبطون مع أمهاتهم .. كون العنصر النسائي كان مهمشاً وضعيفاً ومتهم دائم في نظر الذكور .. فبقي الدين محصوراً في العنصر الذكوري ..
المرض الذكوري في التفكير قادهم إلى التسلط والتحكم بالأرواح والمجتمع .. حتى وصلتهم الظروف إلى أن يظهر البعض لمواجهة المظالم والوضع المآساوي للناس في مجتمعاتهم كزرادشت وإبراهيم وسليمان وداؤد وغيرهم وموسى وعيسى ومحمد .. ولهذا صنعت من الوضع والاوجاع أدياناً .. وبها توعت وتنورت الناس وأستفاقت من غفلتها لتواجه المظالم وليتحسن وضعها المعيشي .. وبعد ذلك بدأت الأيادي التي صنعتها وحمتها هي التي أستلمت رقاب الناس وسخرت الناس لمصالحها وأنقلبت على الناس لتحصرها في بوتقة مصالحها .. وهنا نستطيع أن نقول : بأن الأديان أصبحت عبئ زائد إضافة إلى عبئ الحكام .. فأذدوجت المظالم الحكام من ناحية ومظالم الكهنة من ناحية .. والجهتين كانتا متعاونتين على حساب المجتمع وكانتا تساندان بعضهما البعض ضد المجتمع وحقوق المرأة ..
حتى وصلت إلى رفض الناس لتلك القوى الدينية المتسلطة .. وظهرت فيها قوى ناهضتها من الداخل والخارج .. ولكن تحت يافطة الاديان حتى أصبحت بما تسمى بالطائفية الدينية .. وهكذا بدأت المصالح تظهر في الأديان حتى أنقسمت على نفسها ووصلت إلى قمائة الفكر في المارسة والتوجيه والصراعات ووصلت إلى الذبح وقطع الرؤوس والحرق والإبادة ..
فأثبتت الأديان بأنها هي بذور التفريقة والشر في المجتمع بين الفرد والفرد وبين السلطة الدينية والمجتمع .. وحتى بين المجتمعات والمجتمعات بأسم الطائفية والمذهبية .. حتى أصبحت تلك الأفكار المقدسة في نظر الناس مهنة تستخدم للتوظيف في المكاسب .. ومادة تصدر منها قوانين في خدمة الذكر وكل متعفن متسلق غائب عن الضمير ولخدمة طبقة معينة ..
كان قانونهم يحلل للذكر ما لا يجوز ولا يُعقل ولا يُقبل أي ضمير إنساني .. وكان يقمع المرأة والضعفاء والثائرين ضده بأسم تلك القوانين الدينية المزيفة .. وكان قانونه ترساً يحميه من الرافضين له .. ودون أن يقدم أي تنازل لصالح الطبقة المضهدة ولم يعطي المرأة أي دور أو يُحسن من أوضاعها .. إلا بعد أن توعت وتطورت وتقدمت المجتمعات .. وكانت الثورات تشتعل ضدها من داخلها وخارجها حتى ألغيت دورها في بعض الدول .. ومن ثم توسعت تلك الإلغاءات وشملت دول كثيرة .. وعزلوا السلطة الدينية عن الدولة وحاصروها في الكنائس وطقوسها ..

فلكل زمانٍ واقعه ولكل عقل قناعاته ولكل تطور تغيراته .. ولا يجوز دفن الحاضر بالماضي العفن من أجل طبقة متعفنة في الفساد والمصالح باسم مقدسات هي تدوسها .. بالرغم إنها لا تعلم عن تلك المقدسات شيئاً غير قال وقيل وبعض من وصايات عادية مقتبسة من الصفحات القديمة والمطعمة ببعض أفكار كانت المرحلة بحاجة إليها .. وأتخذت تلك الطبقة الملعونة منها قناع تخفي وجوهها الحقيرة خلفها .. وتتستر بتلك الافكار التي لم تعد تتناسب مع الحياة والواقع والإنسان .. وإنها تعمل المستحيلات حتى لا تتغير وتبقى تلك الأفكار البالية الغير مفيدة .. وكل ذلك هو من أجل أن تستمر نعمتها وسلطانها فقط وليست لها أية علاقة بالإيمان ..

لولا التغير سنة عند الله .. رب اللذين يدّعون بإسمه ليلاً ونهاراً .. لما غير إلههم الكتب بالكتب .. ولما غير ما يدّعون أنفسهم أنبياء بأنبياءٍ آخرين .. أوليس السكوت عن مثل هذه الطبقة وعن تلك الأفكار والمظالم التي تحصل بسببهم جريمة لدى العقلاء والمتنورين واصحاب الضمائر .. أوليس كفر أن نقبل بالجهلاء يتحكمون بنا .. فكم من هؤلاء الأميون يتحكموا ويحكموا عقول فقرائنا وبساطائنا والابرياء وكم من أشخاص متجبنين وخائفين من تلك الأفكار دون أن يفهموا منها بالأساس .. وكم من هؤلاء المتسلقون باسم الله يحتكرون مجتمعاتنا المكبلة بالخمود الفكري والثقافي .. وكم من هؤلاء اتخذوا من المبادئ سلماً للصعود على شهواتهم وغاياتهم الدنيئة .. وشوهوا الأجيال وتربيتها من أجل أن يبقى المجتمع متخلفاً .. لأن تطورهم وبقائهم تستمد من تخلف المجتمع .. وكم من هؤلاء الخبثاء يحمونهم الحمقى والسذجة بأسم القدسية دون أن يفكروا ولو ثانية واحدة ليهشموا حاجز الخوف والدونية في ذاتهم وفي التفكير حتى تكشف لهم الحقيقة بعكس ما هم عليه .. وليسيروا بمجتمعاتهم نحو النور العقل والتحرر من الخرافات .. ويسدون الطرق والسبل أمام غزاة الكذب والتخلف والفكر الهزيل حتى لا يستغلوا الارواح والأوطان ...

دروست عزت _ إنغريد _ السويد
29/ 8 /2016



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطأت يا برناردشو إن كنت تسخر أو كنت صادقاً ...
- زيارة أردوغان وبضاعته الفاسدة على الطاولة الروسية
- الوصول إلى الهدف هو أن تعرف كيف تلعب مع خصومك وتفهم شعبك
- حالة الحطب المشتعل بالنار ليست كحالة من يتدفىء بناره
- تجار الدين يستقتلون من أجل مصالحهم وليسوا من أجل الله
- الهم المشترك وويلات شعوبنا
- السيد ديمستورا بين سنديان تصريحه ومطرقة غاياته
- رسالة إلى السعودي المسلم الكافر عبد المجيد سدير
- إلى برنامج / دو آلي / بأشراف السيد المحترم دل بخوين وكل محاو ...
- أردوغان اليوم يغوص أكثر في رمال احلامه المتحركة
- الأمريكان وحلفائها يحفرون قبر تركيا بمعول أردوغاني
- أردوغان يتخبط
- رسالة إلى أول غبي من عصر أبو بكر وحتى يومنا هذا
- ميشل كيلو يتفلسف لزيادة دولاراته ...
- الفدرالية وفرصة التسابق بين المعارضة والنظام للأعتراف بها
- التناقضات والتلفيقات لدى عزمي بشارة المفكر
- القيادات الهزيلة والسكوت عنها جريمة
- إنحرفت يا محمد العريفي يا دجال الدين وتاجره
- هل مازالت ثورتنا ثورة أم إنها تحتاج إلى ثورة عليها
- رسالة بوجهة النظر إلى أخ صاحب الرد :


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - مكبلوا الحياة والأرواح والفكر زوراً وبهتاناً