أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!















المزيد.....

الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سأبدأ هذه الحلقة بتقديم توضيح أو اعتراف مكتوب بالإجحاف غير المقصود ورد في الحلقة الماضية بحق قائمة الجلبي ، وكلمة "قائمة" في اللغة العربية الفصحى لها عدة معاني فأنت لا تستطيع أن تقول " للسيد الجلبي قائمتان " بل ساقان !! ويمكنك أن تقول عضني الكلب ( بالعامية : الجلب ) فكسرتُ قائمتيه ! فاختاروا من تلك المعاني ما يناسب المقام ،أقدم هذا التوضيح والاعتراف بالإجحاف لأنني لم أذكر أعداد الأصوات " البوسات " التي حصلت عليها قائمته في عدد من المحافظات لسبب بسيط هو أنها لم تكن في حوزتي .. وأعترف بأن العتب ليس على العوينات بل على المفوضية العليا " لا تقدست أسرارها " فهي لم تنشر التفاصيل إلا اليوم الثلاثاء .. وقد حصلتُ على نسخة بمعطيات النتائج الجزئية و بأدق التفاصيل ودون أدنى واسطة أو محسوبية بل من أحد مواقع الانترنيت العراقية ! ومن هذه النسخة بالنتائج الجزئية ( جزئية وهي تمثل ثمانين بالمائة من مجموع الأصوات .. وسيقول البعض : إشمال مكَلوبك حجي ؟) علمت بأن الأصوات الانتخابية التي حصلت عليها قائمة الجلبي باشا عديدة وأكثر مما ذكرت في الحلقة السابقة من "هزلت " فقد نال الجلبي بوسات حلاّوية من طراز " بابل القديمة " فاقت الأصوات البصراوية وبلغ عددها 1957 يعني سنة واحدة قبل الثورة الجمهورية التي للجلبي ثارات وأي ثارات معها ! أما في بغداد فله أكثر من ثمانية آلاف إصبع بنفسجية : بخم بخم !! المعجزة أن قائمة الجلبي نالت في الرمادي مائة واثنتا عشرة بوسة ، وفي رواية أخرى صوت ، وفي رواية ثالثة سوط ، اختراق مو ؟ لا عيني مو اختراق .. صبرا آل مكَرود :
إن الرقم الذي لم أستطع هضمه ولا أعتقد بأن المرحوم كارل ماركس ولا تلميذه الفرنسي مؤسس المنهج البنيوي آلتوسير قادران على تفسيره ديالكتيكيا هو أن أهالي تكريت ، نعم تكريت والتي هي مسقط رأس فد واحد تعرفونه زين وقد أسقط مئات الآلاف من الرؤوس العراقيين -مع إنه والحق يقال لم يضرب أحدا منهم بيده وإنما بالمسدس أحيانا وبالقلم المسكين الذي كان يوقع به على أحكام الإعدام في أحايين أخر - هذه التكريت ، يا سادة وسيدات وآنسات ، منحت الجلبي خمسمائة وخمسة وعشرين " نقطة " ! حلال عليك يا عم بشبش !
صحيح أن مجموع النسب التي نالها الجلبي باشا وحليفه اللبلبان " الشريف " المنادي سابقا بضرورة "معاهدة سلام " بين العراق وإسرائيل لن يعبر خط الواحد بالمائة ولكن التوضيح واجب ، وها قد وضحنا ..خلصنا ؟
ننتقل الآن إلى معمعة وصراعات ديكة الطوائف ذات العرف الدستوري ، وهذا اصطلاح ديموقراطي جديد " العرف الدستوري " دُشِّنَ حديثا من على ( قناة الجزيرة في خطر ) يقضي – هذا العرف الدستوري - بأن يكون رئيس الجمهورية العراقية كردي قح ،ورئيس الوزراء روزخون حوك ويلثغ بالراء أي بالعراقي "يرْتِل " بالراء على طريقة الملالي العجم ، ونائب رئيس الجمهورية خريج تكية و نائب رئيس الوزراء نص ضارب درباش على نص مُلا على نص كاكه ثم يترك المزيج ليبرد قليلا - سيدتي - ويضاف إليه قبل التقديم نص تركماني مجروش على مقام بيات ! فماذا يمكن أن يقول الواحد في هذه الهمروجة التعيسة ؟ ونقول :
كأشقائهم الطائفيين الشيعة ، لا يجهل الطائفيون السُنة قوانين الدخول إلى ، والخروج من الحمام ! وهو حمام سياسي أمريكي أولا وأخيرا ، ولكنهم "يتذاكون "حيث لا ذكاء و "يتعبقرون " بعيدا عن وادي عبقر ومن تلك القوانين الصارمة ما يلي :
- دخول الحمام السياسي الأمريكي يعني القبول بشروط اللعبة من تدليك دبلوماسي ومن إدانة لمقاومة الاحتلال بوصفها إرهاب وتسليم السلاح والدخول في الانتخابات حتى وإن صرخت الجن والأنس بأنها مزورة .
- مَن يقبل بشروط الدخول ويحاول الانقلاب أو التراجع لا يعاقب بل يستأصل استئصالا تاما ويذل إذلالا لا سابق له .
- اللعبة قائمة على أساسين هما : المحاصصات الطائفية والعرقية والقبول ببقاء الاحتلال المباشر ومن ثم غير المباشر و من يريد الدخول في العملية السياسية الاحتلالية عليه الموافقة على هذين الأساسين .

قلنا بأن الطائفيين من الشيعة والسنة وكذلك العنصرين من الأكراد لا يجهلون تلك القوانين ولكنهم يتذاكون . كيف ذلك ؟ الأولون – الطاشيعة - هرعوا إلى العملية السياسية الأمريكية بمجرد تدمير الدولة العراقية وقد أغشت أبصارهم بهجة إسقاط النظام الدموي الصدامي وهي بهجة لا تنكر وكان يجب أن تكون بوابة حقيقية نحو الحرية وبناء الدولة العراقية الديموقراطية الموحدة ولم يعودوا يفكرون سوى باستعمال الغدة الدرقية وشبيهاتها عوضا عن المخ ولمخيخ . لقد سلموا بقواعد الحمام السياسي الأمريكي القائم على المحاصصة الطائفية والعرقية ،وأذعنوا لمطالب الغزاة المحتلين بمنح غطاء شعبي لوجودهم وتمديده تلقائيا وعدم المطالبة حتى بمناقشته وليس بجدولته كما سيطالب بعد حين أشقاؤهم من "الطاسنة " متصورين أن الجدولة هي آخر المنى وذروة العزائم الوطنية في الوقت الذي لا يخفي فيه بوش الصغير شوقه هو الآخر لجدولة انسحاب على مزاجه أي جدولة انسحاب لمنتصرين من خرابة ديموقراطية تصهل فيها خيول وبغال الطوائف المتشنجة والمستعدة للفتك بالوطن والمواطن .
الحقيقة المرة إننا – نحن العراقيين - لم نخترع الباصطرمة أو موديل الحرب الأهلية الطائفية والعرقية ولكننا لا نريد أن نعتبر من دروس الشعوب الأخرى : أمامكم لبنان المعلق منذ تأسيسه كدولة بشعرة معاوية للحفاظ على توازنات النسب الطائفية ، والجميع يعرف أن الحل الوحيد يكمن في اعتماد العلمانية وأسس المواطنة الحديثة وإرسال المحاصصات الطائفية إلى جهنم وبئس المصير، ولكنهم لا يريدون أن يغادروا مستنقعات الرعب والحروب الطائفية التي تنتج بعضها من رماد البعض الآخر لئلا يخسروا ما تحت مؤخراتهم من مقاعد وامتيازات .
قلنا بأن الطائفيين الشيعة سارعوا خلف الكارثة الأمريكية وقد أغشت أبصارهم بهجة إسقاط حكم البلطجية والقتلة ولكنهم – الطاشيعة - جعلوا من جمهور الطائفة الشيعية العراقية وبالتدريج سورا يتكأ عليه المحتل ، بل ويختل خلفه ليطلق النار على كل عراقي مقاوم وحر ولا فرق في الحساب الأمريكي بين مقاتل صدري حافي القدمين أو مقاتل من المجموعات المسلحة في المنطقة الغربية .
الأمر ذاته يحدث الآن مع الطائفيين السنة الذين يضع بعضهم قدما في مستشارية جلال طالباني والقدم الأخرى مناهضة الاحتلال اللفظية ! فهؤلاء يريدون الآن الانقلاب على قواعد اللعبة بعد أن حصلوا على ما حصلوا عليه من أصوات انتخابية صدمت الجميع وفي مقدمة المصدومين هم أنفسهم ذوو الشأن ! الغريب ، هو أن أداء مجموعة الأحزاب الطائفية السنية كان سيئا أو لنقل أقل من المنتظر بكثير حتى في قلب المنطقة الغربية والشمال كالرمادي والموصل . من تفسيرات هذا الواقع هو أن الاستقطاب الطائفي السني على مستوى الشارع كان أقل كثيرا من مستوى مثيله الشيعي وهذا يعني أن العامل السياسي الوطني مازال فعلا في الغربية و لكنه هو الآخر في طريقه إلى التلاشي بفعل دخول مجموعة الأحزاب السياسية السنية تكوينا وفكرا وأيضا بفعل جرائم المنظمات التكفيرية السلفية المتسللة والتي لا يعلم إلا الله تعالى لماذا ، لم تدفع جرائمهم أولئك الألف عالم مسلم سني إلى إدانة جرائمهم بحق الأبرياء المدنيين مثلما دفعت بهم الانتخاباتُ إلى إصدار فتوى "ألفية " لتشجيع الناس على المشاركة فيها .
زبدة الكلام : إن الانتخابات الأخيرة ،التي أجريت تحت ظلال الاحتلال الثقيلة ، ومع احترامنا لخيارات شعبنا في المشاركة أو عدمها فيها ، لن تحل مشكلة واحدة من المشاكل التي يواجهها المجتمع العراقي ، بل هي ستلد مشاكل خطيرة ومختلفة شكلا ومضمونا وسوف يصب الطائفيون السنة والشيعة المزيد من الزيت على نيران الاستقطاب الكامنة والمتأججة : فالطائفيون السنة بدأوا الكلام عن " اللعب بالنار " واللجوء لجميع الخيارات الممكنة " أما أقرانهم من الطائفيين الشيعة وحلفائهم من الأحزاب القومية الكردية بدأوا مبكرا الكلام عن الدفاع عن النتائج المتحققة وعدم السكوت عن أية محاولة لسرقة النصر .. وهكذا تتجمع سحب الحقد الأعمى ، وتدلهم سماء العراق ، ولا خلاص أو منجاة للعراق وأهله إلا بكسر التوجه الطائفي والعنصري الراهن والسائد أيا كان مصدره وجعل مناهضة الاحتلال الأجنبي المقرونة بالنضال من أجل دولة عراقية مستقلة وحكم ديموقراطي علماني القاسم المشترك لجميع العراقيين الاستقلاليين الذين رفضوا ومازالوا يرفضون الدخول إلى حمام الشر الأمريكي . المطلوب عقلا ومنطقا إذن هو الاستعاضة عن الحمام الأمريكي بمضيف عراقي أصيل وحداثي قولا وفعلا .. مضيف واسمه بالفصحى "مضافة " وفيه تعقد بيارق العراق الجديد والطاهر من دنس الغزاة وهلوسات الطائفيين وذكريات القمع الصدامي الأسود



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
- مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...
- هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
- دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع ...
- الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
- نعم ، العراق بلد عربي ولكنه ليس جزءا من الأمة العربية !
- المعممون وفاجعة جسر الأئمة : بين تمجيد الموت العبثي والتستر ...
- الفروق الظاهرة والمخفية بين الدستور واللطمية !
- إنهم يكذبون ، ويشوشون على مظاهرات الجمعة القادمة ،والكرة في ...
- ماذا يريد التكفيريون : تحرير العراق من العراقيين أم من المحت ...
- فيدرالية فيلق بدر - تنـزع القناع نهائيا عن حزب آل الحكيم !
- مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبه ...
- مداخلة ممثل التيار الوطني الديموقراطي في ندوة بيروت - مستقبل ...
- قراءة في الدستور السويسري 2 من11: لغات الدولة والمساواة ومبد ...
- قراءة في الدستور الاتحادي السويسري1من11: خلفية تاريخية وشكل ...
- اقتراح لفدرالية محافظات عراقية تكون فيها -كردستان -محافظة وا ...
- الحملة المدانة لاستهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق : حقا ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!