أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - أفكار عن واقع لافكر فيه














المزيد.....

أفكار عن واقع لافكر فيه


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 05:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أفكار عن واقع لافكر فيه
**********************
بدأت أتحسس قناعاتي ، واتخوف من سذاجتي ، وأبحث في زوايا عقلي عن مكان قد تختبئ فيه أفكار الطهرانية والبراءة ، والعفة والمروءة . لم أعد اصدق احدا يتحدث عن النزاهة والشفافية والديمقراطية والمناصفة والعدل . وكل من يدخل في هذه الأنفاق
المعتمة يصبح عندي متهما الى أن تثبت براءته عبر أفعال عملية وممارسة يومية . فالحديث عن الأخلاق هو أنشوطة يلفها المنافقون حول عنق المغفلين ، والحديث في الدين يتوكأ عليه الدجالون مثل جدار متين كي يرموا المستمعين الى هاوية لاقرار لها . أمة الكلام لاينحرها الا الكلام .
وليس أسهل من بيع الكلام ، فهو لايفترض أي مبلغ مالي قد يشكل رأسمالا يخيف صاحبه من الافلاس . هو مجرد ملفوظ يشتغل ذهنيا ، أي في أقبية لا يدركها الا صاحبها ، وهو منتوج لا يخضع لقوانين العرض والطلب ، فهو معروض وقد يطلبه مليون شخص في آن واحد ، وقد لايطلبه احد . حتى ان تجارة الكلام أصبحت في عصرنا تجارة من لا تجارة له . باسم الله تدمر الأمم ، وتنهب الثروات ويزج بالأبرياء في السجون . وبادعاء الأخلاق يتم ربط المغفلين الى طاحونة البؤس والشقاء . ورغم اننا من أهل "ولاتطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم " ، فان اكثر الشعوب طاعة للحلافين والهمازين والنمامين ، ومانعي الخير المعتدين الآثمين ، هم نحن . وباسم الديمقراطية والحوار والمساوة تهمش طاقات وتفترس مواهب . يا للعجب !!!!
حين تلتقط أذناي كلاما عن الأخلاق ، او حديثا في الدين ، أشعر ان داء خطيرا ومزمنا قد يصيب شغاف ايماني بالأشياء . أقرأ المعوذتين ، وأستغفر الله . وأبتعد بعيدا عن أصحاب هذا الداء المعاصر . الداء الذي كبل الأمة الاسلامية لقرون ، وسوف يزيد تكبيلها قرونا أخرى حسب الدراسات العلم اجتماعية والسياسية . يكفي أن تحفظ بعض الآيات ، واذا كنت من أصحاب الطموح اللامحدود ، ان تحفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب ، وبعض السير وقليل من الأحاديث لتصبح أغنى الأغنياء وقائد يحتشد له الأتباع والحواريون والمريدون الذين قد يبذلون حياتهم من أجلك . ان بيع الوهم في مجتمع فقد الواقع صار من أسهل انواع التجارة . يكفي أن تعد المتلظي بنار الواقع بجنة وهمية ليقتنع بتفجير ذاته في أبرياء يكتوون من لظى الواقع أكثر منه . يكفي ان يربي الواحد منا ذقنا طويلا ويلبس لباسا أفغانيا او قندورة ليحترمه العوام وان لم يحمل قلبه أية آية قرآنية ، او حديث نبوي شريف . يكفي ان تهرف بمصطلحات الحداثة والعلمانية والعقلانية ، كي تعتقل كل الأسئلة وتغتال الحوارات .
ماذا بقي منا كأمة غوغائية ؟ ، جربنا اليسار ولغة الديمقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، فاذا هم يبيعون أقرب مقربيهم ، ليأتي الدور على البضاعة التي بيعت ، كي تبيع هي أيضا ما تبقى من لفيف المنبهرين والمتحمسين . وها نحن اليوم امام نموذج ليس جديدا ، لكنه استثمر جيدا في جهالة الناس وأميتهم ، وراح يبيع آيات الله بأثمنة بخسة .
صديقي اليساري وهو صديق طفولة ، بعد تجربة يسارية ناهزت ربع قرن او يزيد قليلا ، تحول الى مجرد مخبر لقيط ، لم تشفع له شهادته الجامعية ، ولا دربته وحنكته وكل معلوماته عن حركة اليسار بالمغرب . قلت له أكثر من مرة ، اليسار ليس حشد معلومات ومعطيات وتواريخ واحداث في الرأس وسردها في جميع الجلسات واللقاءات ، اليسار بجملة مفيدة مسار . انه التزام مع الذات قبل ان يكون التزاما مع الرفاق ، فالخائن اول ما يخون ، يخون ذاته . أما الآخرون فمع مرور الوقت قد يدوسونه بنعال ذاكرتهم المتجددة ويرمونه في سلة الخونة العفنة .
اما صديقي الاسلامي ، فقد اسررت له أكثر من مرة ، الاسلام حداثة وعلمانية ، الاسلام دين الجميع ، دين من لادين له ، لالشيئ لأن ربه هو رب العالمين . وهو دين العلم والتقدم والازدهار والأنفة والعزة ، وأي امة اسلامية ترزح تحت عتبة التخلف والجهل ويسودها المستبدون والغوغاء ، هي أمة تتشبه بالاسلام وليست مسلمة بالمعنى القرآني .
وها انذا لازلت اتحسس أفكاري وأتشكك في قناعاتي . فالحياة تعاش جماعة ولا تعاش وحدة . لذا علي أن أتظاهر بالعيش والتواؤم معهم ، الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفس الايقاع
- حلم سياسي
- ما زال في الشعر بقية
- مفهوم الشعب بين النظرية والتطبيق
- يا الله
- عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي بين الصواب والخطأ
- الانقلاب التركي بين المؤامرة وبين الصناعة
- الميتا مواطن
- رسالة الى الضابط السابق مصطفى أديب
- المكلية الفرنسية الجديدة
- هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
- قراءة متأنية لنبرة خطاب الملك القوية في قمة الخليج
- حان الوقت للافلات من تبعية القادة العظام
- قمة التفاهة أن يحتفل الشعراء بيوم عالمي للشعر
- أوباما يعيد كتابة التاريخ بطريقته
- عرب يوقعون بقلم اسرائيل
- حب قديم
- تأجيل والغاء القمة العربية هل هو حكمة مغربية او انقاذ فشل حت ...
- الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي
- متاهات اتحاد كتاب المغرب المغلقة


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - أفكار عن واقع لافكر فيه