أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم















المزيد.....

ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 22:02
المحور: الادب والفن
    


الشاعر والباحث والمترجم " محمود عبد الغني" ، سبق أن تُرجمت أشعاره إلى لغات عالمية منها، الفرنسية والاسبانية، وغيرهما ،كما قدم تراجم شعرية وروائية، من اللغتين الفرنسية والاسبانية ، إلى اللغة العربية ، ومنها راويات:" محمد يحبني" لألينا ريس،و"خط ساخن" للويس سبولفيدا، و" في بلاد النخيل القصير" لأندريه جيد، و" الاحتلال الأمريكي" لباسكال كينغارد، و" يوميات حرب الشرق" لجيل كيبل. وفي الشعر ترجم "عبد الغني" إلى اللغة العربية عدداً من الأعمال الشعرية منها:" مثل قصر مفكك" لليونيل راي ،و " في قلب العالم" لبليز ساندارس، و "ما لا يُـدرك" للشاعر الفرنسي "جاك أنصي"، وهي المرة الأولى التي يُـقدم فيها " أنصي" إلى اللغة العربية في مجموعة شعرية - منشورات دار التنوير- علي نكيل أبو عراق . " محمود عبد الغني" ولد عام 1967 ،في مدينة (خريبكة)، ويعمل أستاذاً جامعياً للأدب الحديث، في المغرب. في تقديمه لـ" ما لا يُـدرك" يذكر : أن الشاعر الفرنسي" جاك أنصي" مرّ في عام 2000 بمدينة الرباط كـ"الشهاب"، عندما استضافه "مركز حوار الثقافات"،والشاعر "محمد بنيس" هو مَنْ أشار عليه بالإنصات، وسبق لـ" بنيس" أن ترجم،إلى اللغة العربية، عام 1996 لـ" أنصي" كتاب "الغرفة الفارغة". يذهب " عبد الغني" إلى تسجيل انطباعاته بعد (10 ) سنوات على تلك الليلة، فيؤكد أن: الشاعر" أنـصي كان يعزف على قيثارة وينشد قصائده بصوت خفيض"، الصنعة التي لا يخبرها ولا يجيدها إلا الذين يخبرون عما يحدث في الروح. تلك الروح المسكونة بهاجس الشعر. الشعر الذي لا يخضع للتعريف، الذي يؤكد ارنست فيشر انه ((ضرورة.. ولكن آه..)) لو يعرف لماذا؟. أما لقاء " محمود عبد الغني" الثاني بـ" أنـصي" فكان بمراكش، سنة 2010 ، إذ اقترب أكثر من "جاك " المترجم المحترف من اللغة الاسبانية إلى الفرنسية،وبين حارات ودروب "مراكش" العتيقة ، تحدثا عن أشياء كثيرة في الحياة والثقافة ، ،وأهمها الشعر الفرنسي الراهن، والترجمات الأدبية، والشعرية بالذات، وهي واحدة من اعقد القضايا والأمور الأدبية، ومن خلال تلك الحوارات المتواصلة "انفتحت المغارة المغلقة بسحر كلمات قليلة من شاعر ومترجم لم ينل حظه الكافي من الشهرة والتعريف به في العالم العربي"؟!. "جاك أنصي" ولد في مدينة " ليون" 1942 ،و نشر أكثر من خمسة عشر عملاً أدبياً، بين رواية ، ومجموعات شعرية ،ويوميات،وتراجم، وحصل عام 1992 على جائزة " نيلي" عن ترجماته ، وجائزة " الرون- الألب للكتاب" 1992 عن مجمل أعماله المنشورة، كما حاز على جائزة الشعر- شارل فيدراك- عام 2006 ، ومنحة الترجمة عام 2006 ، و يعيش في مدينة " أنيسي" التي تبعد عن "باريس"540 كم،ومتفرغ للكتابة والترجمة. يرى "جاك أنصي" في كتابه" صمت ،جسد، طريق" 1996 :" أن تكتب يعني أن تكون مخترقاً"، مؤكدا أن الشاعر- المترجم، مخترق بكل الأصوات التي مصدرها ثنائية ، الذات - العالم، وهذا ما يثيره فيه كل الشعراء الذين قرأهم طوال سنوات،وأعجب بهم ،وصمم على ترجمة قصائد ، وأعمال بعضهم، إلى اللغة الفرنسية ،ومنهم: غامونيدا، فالانتي،لويس سارنودا،فيسانتي اليكسادري، رامون غوميز دي لا سيرنا..وغيرهم. وبذا امتلك الكثير من الأسرار الشعرية-الجمالية، التي باتت عبرها قصائده "نصوصاً صعبةً..فهي قصيدة الحدود التي كتبت لتقود القارئ إلى حدود الكائن " بموجب ما كتبته عنها الناقدة الفرنسية " هيلين سوريس":
" هناك أيضاً في العتمة،
نبحث: وجه ، يدان،
نسقط دون سقوط ،
ننادي ، نغرق في الصمت.
في الفم ، يوجد طعم
الدم ، وما يشبه الدوار،
في مركز الجسد..هو هذا
ربما، ذلك التحرك،
ذلك النوع من بخار
الصور التي لا نرى".
يبدو " جاك أنصي " في قصائده، من خلال الجمل المكثفة، القصيرة، والاستعارات المألوفة له، وليس لغيره، في هيئة شاعر يشغله إلى حد كبير، البحث عن اليومي، الذي يريد الاستحواذ عليه في الحياة، ثم يستثمره، بعد امتلاكه، والابتعاد عنه وأدواته، فاليومي هو ما لا تتوفر لنا رؤيته، وهو ذلك الذي لا يمكن أن نحدد معناه بسبب التصاقنا به :
" في منتصف النهار، ساحة
فارغة بعصفور واحد،
وسط برك الشمس،
والظلال التي تتحرك قليلاً،
لا نعرف هل ذلك،
يأتي أم يذهب؟.
يشبه..كرسياً منسياً هنالك،
من اجل لا أحد،
نفس محبوس،
أصوات جد بعيدة،
حتى أننا لا نستطيع فهمها"
قصائد " أنصي " في" مالا يُـدرك"، غير معنونة ، وكذلك غير مؤرخة ، و صغيرة إلى الحد الذي يخيل إلينا أنها لا ترى، وميزتها ، وفي ذات الوقت صعوبتها ، في أنها غالبا تزوغ من المعنى:
"كل كلمة تقول ضدها،
ليس المعنى الخاطئ،
بل معنى،
يضيع بعد المعنى،
لنرى نغمض العيون:
الحجر صلب مثل حجرة،
الليل يخدع النهار،
لا نعثر أبداً على يديه"
وكما يؤكد مترجمها :" أنها تشبه شاعرها الصامت ، المتحفظ ، لكن الذي يرتجف لأدنى نفس يهب من جهة الحياة":
" في الصيف، ربما ضجيج
الذباب في الثانية،
مع الزمن في العيون،
جامد ، كأنه توقف.
نرى ضوءاً، طفولة،
أو شيئاً قادماً ،
من العدم، يتنفس ، يعبر
الجدران، الأشجار، الأجساد،
ريح عظيمة،
ولا شيء يتحرك".
في " ما لا يُـدرك"،يراودنا البحث مع التعطش لمعرفة الشاعر " جاك أنصي" الذي يؤكد أن القصيدة بالنسبة إليه: " هي الصوت الذي يحدثه العالم عندما أتكلم". ويضيف:" لم يعد الأدب هو - الكلام - مع المسافة التي يفرضها السرد، الوصف أو التعبير، بل أصبحت هي الوجود، لم نعد أمام أو جنب: إننا في الداخل ، في جلد الآخر ، فنكتشف جلدنا":
"رغم أننا نسقط ،
عندما يفككنا الزمن،
فإن ذلك إشارة ،
أقل أحياناً،
كلمة لم تنطق جيداً،
إنه أنت، من بعيد،
آتياً من الشمس،
أحسب الخطى، التي تفصلنا،
أرى ما لن يحدث،
هنا ما لا يدرك يحترق"
ما لا يُـدرك ، في المعنى العام ، هي الكلمات، الأشياء ،الزائغة، وهي إصغاؤنا لدوي الحياة، وإنصاتنا لألفة كائن غير مرئي يتجسد في الشعر..الشعر الذي هو" فن التذكر، وفن النسيان" في آن واحدٍ، والقصيدة كما يردد " جاك أنصي":" هي ذلك الانتظار الدائم على حافة الصمت"، إلى أن يأتي، في الأخير، ما لم نكن ننتظره، ولا نعرف ماهيته. لعل الأضواء لن تفيدنا في أن نتعرف عليه، قد تكون تلك الظلال الواضحة، وان عن بعد، تجعلنا نلمس نفعها في التعرف على ما لا يُـدرك،ربما الزوابع هي الضيف الوافد؟.لا ننشغل في ذلك، لأننا سنرى أبعد كثيراً من تلك اللحظات العابرة، الدائمة في الهروب بعيداً :
" لا شيء أيضاً،
لا شيء قبلاً،
انه غير مدرك تقريباً،
خيط النار،
لقاء اللحظة واللمعان،
انبهار أسود، ولا شيء،
الزبد ، الرمل".
في "ما لا يُـدرك".. يكمن ذلك الشاعر، بغض النظر عن اسمه ومكانه، وزمنه ، والذي يثيره جداً، ويشغله دائماً، التمييز بين الحقيقة والواقع، الحقيقة التي ليست غير وصف لهذا العالم الذي يفرضه علينا((المجتمع)) الذي نحن في قلبه،عن طريق اللغة التي نتفاهم ونحلم بها.. أما وجودنا في الواقع فهو ما ينأى عنها، ويتجاوزها، وفي ذات الوقت يؤسسها اللانهائي الراقد في الأعماق.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(2 -2 )
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(1 -2 )
- عرابو الديكتاتوريات..وخطاباتهم الراهنة
- 14 تموز 1958:..و آثام الماضي العراقي
- مهدي محمد علي : .. مختارات شعرية
- التاريخ المسرحي بين الانثروبولجيا و التنقيب الآثاري
- -: ربيع عودة.. بيت للعصافير.. في زمن الضواري..؟!.*
- البار الأمريكي.. العتمة وعوالم الأرق
- آلية التلقائية في توثيق بعض تجارب الشخصيات الثقافية العراقية
- حياة.. كُرست للمسرح
- رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)
- (مقاربات في الشعر والسرد) ط3 . للكاتب جاسم العايف
- واقف في الظلام.. وتلك الأيام
- حسين عبد اللطيف: مقبرة نائية.. تابوت أسود
- -شاكر العاشور-: وبعض حصاده الشعري
- جماليات الوثقائية الفكرية في الدراما
- القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة
- التلفيقات العنصرية..والسينما النازية
- د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-
- بنيان صالح :.. رحلة الحياة والمسرح


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم