أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الرجل الكلب














المزيد.....

الرجل الكلب


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 18:50
المحور: الادب والفن
    


الرجل الكلب
محمد الذهبي
احرق صورتها لمرات عديدة واقام طقوسه السحرية المأخوذة من حضارات اخرى، كان متشبثا بمفاهيم كثيرة يعتقد انها رصينة وحقيقية، قرأ مرة ان الزولو يأكلون قطع الخشب لتكون امورهم الحياتية سريعة التحقق، احدهم يريد ان يشتري حمارا ينفعه في الحقل، يلوك قطعة الخشب ويذهب ليشتري الحمار بثمن مناسب، ولايعود خائبا، وكذلك حين يلوك الرجل قطعة خشب فان قلب محبوبته سيلين له، بعد ان احرق صورتها املا في امتلاك قلبها ولم يحصد سوى الرماد الذي حار كيف يخفيه، اخذ قطعة خشب ولاكها جيدا، لم يكن من الزولو ولم تكن معدته تتحمل ان تهضم قطعة الخشب تلك، فوقع مغشيا عليه، ونقل على اثرها الى المستشفى، استنفد كل الطرق وبحث عن اسم امها وذهب الى الكثير من المشعوذين، تحقق هدفه اخيرا وتزوجها، كان في اسعد حالاته لثلاثة ايام فقط ، مسخ بعدها كلبا، فكانت حيرتها شديدة ، وحاولت ان تخفي عن الناس ماحدث، صارت توصد الابواب ، تذهب وتعود اليه بحنان منقطع النظير، تعطف عليه كثيرا، تقابله وتبكي لما آل اليه امره، كان يستعرض بداخله ماذا فعل ليستحق عقوبة كهذه، ضاق ذرعا في المكان فشكا اليها بنظراته المعبرة والدموع تسيل من عينيه، احتضنته وبكت واصطحبته عصرا الى المتنزه القريب من داره، وهناك التقت والدته التي عزمت نفسها على العشاء، كيف ستتصرف مع والدته وماذا ستقول لها؟، ادخلته الى باحة الدار، فاعترضت العجوز ، كيف تدخلين كلبا الى وسط الدار؟، انه كلب نظيف وهو هدية عادل لي بمناسبة زواجنا.
اقتنعت المرأة بالجواب لكنها عادت للسؤال: واين هو عادل؟ كيف يتركك بمفردك ولم تمض سوى ايام على زواجكما؟، انه العمل الذي يأخذ اغلب وقته، يعود متعبا جدا، مسكين الحياة جهاد ياعمتي، عادت المرأة ثالثة للسؤال: رأيت الكلب يدخل الى غرفة النوم ، ماذا يفعل هناك؟: لا تأخذي ببالك انه كلب نظيف ومدرب ويعرف حسن السلوك، صمتت المرأة وراحت مع افكارها ، عاتبت نفسها كيف رضيتُ ان ازوج ابني من هذه المجنونة، تناولت العشاء وهمت بالخروج، ربما سيتأخر عادل، سأذهب، انتظري سيأتي ويوصلك بسيارته، فعادت العجوز للاسئلة: لقد رأيت سيارة عادل بالكراج، هل هي عاطلة: نعم نعم لقد اتعبته صباحا فتركها ومضى، حارت الام وغادرت مسرعة لتعود فاتن تفكر كيف ستنهي هذا الامر الشائك، ستكلم الام جميع اخوة عادل عن قصة الكلب وستكثر الاسئلة ولاتدري بماذا ستجيب، وفعلا جاءت الوفود في اليوم التالي تسأل عن عادل وعن قصة الكلب، فقالت ان عادل ذهب بايفاد سريع، اما الكلب فهو هديته لها وهو كلب مهذب، ينزوي في احدى زوايا البيت ويسمع احاديثهم ويطرد ذبابة ازعجته بذيله، فتقزز الموجودون وطردوه خارجا، هرولت نحوه واعادته ثانية، انه كلب رقيق يخاف من القطط والطيور لايستطيع ان يعيش خارج البيت.
الحكاية تتسع والامر وصل الى اهلها فهرعوا جميعا يسألون عن حكاية الكلب المؤدب، وهي تختلق الحجج كل حجة حسب السؤال الذي يستدعيها، لتخلو في الليل اليه وتقضي جميع لوازمه ، تضعه على المائدة وتقدم له الطعام ثم تدخله الحمام بعطف منقطع النظير، كان يفكر كثيرا، انها تعامله وكأنها تزوجت نجما من نجوم السينما، هذه المعاملة الطيبة وهذا الحب ربما يخلق المعجزات، انا متأكد انني ساعود الى حالتي الطبيعية، ليس من اجلي بل من اجل فاتن التي غمرتني بالحب والحنان، نام على السرير وتمددت بقربه واحتضنته، استيقظت صباحا وهي تصرخ باعلى صوتها: عادل ، عادل، استيقظ ... لقد عادت اليك انسانيتك.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي
- رجل ولافتة
- المرقط لايليق بك
- استقالة مصحح لغوي
- قصة رجل يعرف موته
- ايران والسعودية في بيتنا
- مجاهرة بالافطار


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الرجل الكلب