أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - التنوير في عصر التكفير














المزيد.....

التنوير في عصر التكفير


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التنوير في عصر التكفير
بعد أن استبدلت الثقافة العقلية إلى الثقافة النقلية، فأصبح الناقل خط احمر لايمكن تجاوزه وانه لايخطيء، عندها انطفئ نور العقل خوفا من القتل والتصفية، فالمعروف إن أوربا جابهت الظلامية بالثقافة العقلية، أما عندنا فالنص مقدس ومن يخرج عن النص ويمارس التحقيق فانه زنديق، وان التنوير خروج عن الدين والإسلام.
مات التنوير بعد أن برز التكفير، التنوير عدو للشوفينية والطائفية والمذهبية، وهذه أدوات لدى البعض للبقاء في السلطة أو الحصول على الجاه والنفوذ لأنه الحامي عن الملة والدين، لذلك برز تكفير كل من يتصدى للجهل ومناقشة بعض الروايات المنقولة التي لايقبلها العقل، فالحرب مستمرة على التنويريين.
اليوم نمر بأخطر مرحلة خاصة في امتنا العربية، فالدول الغنية في عالمنا تصرف المليارات على السلاح بدل الفكر والكتب والكتاب، بل وتصرف ملياراتها لنشر الفكر المتطرف الذي يكفر الآخرين، واعتياد العرب على الخنوع والجمود فتعبد الرئيس حتى الموت، لاتوجد قراءة ولا ثقافة ولا باحثين أو مجددين، قلة الشجعان المتصدين فالتنوير يحتاج إلى شجاعة فمن ينادي به ربما يتعرض للسجن أو القتل.
ربما كان للاستعمار دور في غرس عقيدة النقص لدى العرب، والدور الاقتصادي المتردي دائما، واستخدام المال لقهر أي فكر جديد، لم يعرف العالم العربي أي ثورات فكرية، بينما رافق الثورة الصناعية في أوربا ثورة فكرية وزراعية وفي كافة المجالات فكان الحاكم مثقفا ملما بجميع العلوم ، لذلك يقال: اعطني حاكم مثقف أعطيك شعب مثقف، إضافة إلى ذلك فلا يوجد تخصص في الدين، فالدكتوراه في الدين هي في النقل ولا يفهم شيئا في العقل، لذلك الإسلام اختفى وظهرت مذاهب وطوائف ونحل، وأصبح التكفير سمة بارزة فالسني لايكون سنيا إلا إذا عادى الشيعة، والسلفي لايصبح على السلف الصالح إلا إذا عادى الصوفية.
إن سبب التقهقر والعودة للوراء هو هجر الكتب المهمة ، ككتاب القران ، وانعدام المدارس الفكرية، فالفضائيات اليوم تجدها أما تشيع الخلاعة والرذيلة ، أو تشيع الذبح والقتل وتصفية الآخر، ولا يوجد برنامج ثقافيا واحدا، وإذا وجد مفكر فهو يتبع للسياسي ولا يوجد لديه أي إبداع لأنه تابع.
الدواعش في سوريا والعراق اتو من أكثر من 93 دولة بعضها متقدمة، وأعدادهم بالآلاف ، امتلكوا التكنولوجيا المتطورة، لكن خدعتهم التوصيفات الدينية التي تجعل منهم ملائكة يطيرون في الجنة ، يعانقون ويواقعون الحوريات ، ولا يأتي هذا إلا من خلال الذبح وقتل المخالفين من الأديان الأخرى والمذاهب الأخرى لأنهم كفرة، بينما لا تجد أحدا يسمع لرجل يوضح معنى كلمة أو رواية ويعطي دليلا ، فمثلا الزوجة عندهم يتزوجها الرجل للتلذذ ، والسؤال هنا إذا كان الهدف التلذذ إذا هي مرضت من يقوم بدفع مصاريف علاجها هل الزوج الذي تزوجها لأجل اللذة وهي الآن أصبحت عاجزة ؟ أم يكون علاجها على أهلها، فالأمر يحتاج لعقل وليس فقط نقل ومع هذا التوضيح فمجالس التنوير قليل روادها ومجالس التكفير كثير أتباعها!!.
ينبغي إعطاء دور للعلوم العلمية في المدارس، وتشغيل العقل عند الأطفال ، والاستفادة من تجارب الأمم الأخرى، ودراسة العلوم المقارنة ، وعدم الإكثار من الممنوعات بدون مبرر ، ووضع الأفكار والكتب والبرامج الجيدة في متناول الشباب



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفو عن الجلاد قبل انصاف الضحية!
- الحسابات التركية والاهداف الكوردية في سوريا
- مالذي يؤخر معركة الموصل
- الدولة الوطنية
- بوكو حلال
- القضاء مسيس والدليل غير كافي
- عندما يختلف الحرامية تنكشف السرقات
- التاجر الوسيط وخراب البلد
- الباخص والتقشف
- الهدف الحكم وليس الوطن
- احزب الله ارهابي واسرائيل صديقة
- هيكل والصحافة العربية
- لايصلح التكنو قراط ما افسده الساسة
- ناس تتلكة العجاج وناس تاكل دجاج
- العرب وحرب الوكالة
- السعودية وتحالفات التقسيم
- تحرير سنجار وبقاء العرش
- العبادي الى الوراء در
- الاصلاح حلم جميل والواقع شبه مستحيل
- الاصلاح وتقليص الحمايات


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - التنوير في عصر التكفير