أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنواحي هناء - وطأة المرض














المزيد.....

وطأة المرض


بنواحي هناء

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


لا نعرف ما معنى السقم إلا حينما نمرض أو يمرض أحد أقربائنا أو أصدقائنا ، أنذلك نفهم المعنى الحقيقي لوجع الداء الموجع ، الذي يهلك الجسد ويفتك به ، حيث يخوض الجسد معركة ضارية مع الأوجاع والألم ، والعجز وهذا الأخير أشد من الألم نفسه ، حيث يعود الجسد منخورا غير قادر على الإدراك وغير قادر على الحركة ، بينما كان يعتمد على نفسه في كل شيء ، عاد بين ليلة وضحاها يعتمد على الأخرين ، حتى في المسائل الخاصة المتعلقة بنظافة البدن وبحميته وشرابه وبتوضيب سريره وملابسه والإلتزام بمواعيد التطبيب والدواء والسهر على راحته البدنية والنفسية.

حيث يصبح المريض يتكل على الغير أكثر ما يتكل على نفسه ، لأن جسده خانه مع العلة وعاد الإثنان عشيقان سريان ، يتحالفان مع بعضهما ضده ضد روحه يفعلان المستحيل لإطاحة الروح بين قبضة الموت ، وهذا الأخير لا يأتي إلا حين تكون تلك العلة التي تشبه سم الأفعى ، قد تمكنت من كل عضو من أعضاء الجسد هذا الأخير الذي حتى هو يتعب من ذلك العشق المؤلم.

لم يكن يعلم أن ذلك العشق سيقتل جسده يوما ما ، وأنه سيتحول بين يدي العلة مثل أوراق الشجر في فصل الخريف الموحش ، لا حول ولا قوة له تلعب به رياح المرض كيفما شاء ، تلك العلة تبقى وفية وصادقة لقلب الجسد حتى تأخده إلى ذلك المكان الذي تتلاشى فيه المستيحلات ، ويعم فيه الهدوء في ذلك المكان على الأقل لن يشهد على خيانة أخرى ولن يشهد على ذهاب الجسد ووداعه لروحه

نحن نستخف بنعم كثيرة ، من بينها الصحة التي هي أغلى وأعظم النعم ، ولا نفهم معنى الصحة إلا حينما تطأ أقدمنا المستشفيات ، ونرى أناس يخوضون حروبا مع أمراض عدة ، حروبا مع الألم والشكوى والبكاء وألم الإنتظار وفراق الأمال والأحلام والحقوق لأن المرض هو سجن من نوع خاص حيث يسجن فيه الجسد وكل شيئ رائع كان يعيشه ويحلم به ، لا أفهم لماذا لا نستغل صحة أجسادنا لخدمة بعضنا البعض ، وليس للإقتتال والدمار والضرب والصراخ والسب وشتم بعضنا ، أي بشر نحن يا ترى ! نحن بعيدين تماما عن مفهوم الإنسان، الذي أُستمد من الإنسانية هذه الأخيرة التي ماتت في قلوبنا ولم نعد قادرين على نطقها .

نحن خلقنا لزوال وليس للأبد ، فلنترك ولو كلمة طيبة في روح من نحبهم وفي أرواح من يعرفهم قلبنا ، ونحاول أن نزرع الحب بيننا، بدل الأشواك والمسدسات والخناجير لأن سيأتي يوم علينا وسنصبح في دفاتر الماضي ، فلنترك بصمة طيبة في قلوب من مروا بصفحات حياتنا فلا الأيام ستعيدهم ولا رياح العالم الأخر سيعيدهم ، ونحاول أن نزرع بدور الخير والعطاء في دنيانا لثتمر ثمارة حلوة تغدي أرواحنا في العالم الأخر ، ونعلم أن هذه الدنيا بقدر ما نتشبت بها بقدر ما سيأتي يوم ونتركها مرغمين كما أتينا مرغمين ومن دون أخد ولو قرش من مالنا ، سنترك كل شيء من ورائنا كما تركنا جسدنا ، فرأفتا يا بشر بأجسادكم وبإنسانيتكم



#بنواحي_هناء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب الغريب
- التطير من الطيور والحيوان
- قلمي
- الحب مواقف
- قطار الذكريات
- أمي الحبيبة زهرة
- أمي الحبيبة
- قلوب مهجورة
- الزمان بلسم الجراح
- هناء بين الأمس واليوم
- صرخة إمرأة
- لوحات خريفية
- لا للعنصرية
- الكذب يحصد الأخضر واليابس
- طريق الخير
- الخسارة هي الإستسلام
- المال يحيي الوجود ويميت العواطف
- كفى تباهي
- عاد الحب لعبة
- لكل مشكلة حل


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنواحي هناء - وطأة المرض