أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق















المزيد.....

بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 11:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وسط حملة دعائية عالمية واقليمية مخادعة واسعة قل نظيرها في تأريخ اي عملية انتخابية حتى تلك الانتخابات التي تجري في امريكا والدول الغربية سواء من حيث التغطية الاعلامية اوبذخ الاموال السخية، دفعوا بالجماهير نحو صناديق الاقتراع لتدلي باصواتها لإقامة دولة وحكومة القمع والرعب الطائفي التي تعادي كل القيم الانسانية والقائمة على اسس تتناقض مع مبادئ حقوق المواطنة، في ضوء تعريف وتحديد الهوية الطائفية البغيضة للفرد واحلالها محل الهوية الانسانية والحقوق المدنية، ذلك ان الاسس التي تقوم عليها هذه الحكومة تعكس الطبيعة السياسية الرجعية للقوى المشاركة في هذه المهزلة الانتخابية .
ان الازمة التي تعصف بالعراق جراء الاحتلال ،ربما تستمر الى اجل غير مسمى وان البرلمان القادم الناتج عن المهزلة الانتخابية سيتحول الى مركزللاستقطابات والصراعات الطائفية والقومية وسيعزز المحاصصات الطائفية والقومية على حساب اوضاع الجماهير الراهنة ومستقبلها. وقد تعقد الوضع السياسي وبدأ واضحا للادارة الفاشية الامريكية ولغيرها ان لا الدستور او الاستفتاء والانتخابات ولا الحكومة المنبثقة عنها ستغير شيئا في الوضع العراقي المضطرب- فالقادم هو الاخطر كما يقول النواب- في إطار الحرب الارهابية المستمرة. ان الادعائات حول الانتخابات الاخيرة" كآخر مسمار يدق في نعش الدكتاتورية" "اوتهيأة الارضية للمعايشة والانسجام والسلام الطائفي والقومي" او" حكومة طائفية متوازنة "،هي إدعائات جوفاء تسخر لتضليل الجماهيرو حصرها ضمن النعرات والتصورات الطائفية بغية تعبئتها نحوالحرب الرجعية الطائفية . ما يميز هذه العملية المفروضة على الجماهير عن سابقتها هو اشتراك ملحوظ للجماعات المسلحة من البعثيين والاسلاميين الذين طيروا رؤوس المئات وقتلوا آلاف الابرياء . ساهموا في الانتخابات بدعم امريكي مباشر كمكافئة لهم و لجرائمهم ولإن الحكومة القادمة بحاجة لهؤلاء السفاحين. وضمن المساومة السياسية الامريكية المعادية للجماهيرلإنجاح عملية المهزلة الانتخابية ، تم اطلاق صراح عدد من الجلادين البعثيين ضمن قائمة 57 الامريكية المطلوبين من قبل الجماهير لإرتكابهم افضح الجرائم ابان حكمهم الدموي .ان عملية اطلاق صراح هؤلاء القتلة ليس سوى تحديا سافرا لإرادة ومطالب الجماهير ويدل من ناحية اخرى على فشل المشروع الامريكي في العراق وكشف زييف المهزلة الانتخابية في العراق خاصة و ان عملية اطلاق صراح هؤلاء البعثيين جاءت تلبية لمطالب بقايا البعثيين والاسلاميين المسلحين لقاء اشتراكهم في المؤامرة الانتخابية على الجماهير.
من ناحية اخرى استثمرت الاطراف المشاركة هذه العملية لإفراز سمومها الطائفية والعرقية على الجماهير حيث شرعت الاحزاب القومية الكردية بتبليغات رجعية لترهيب الجماهير الكردية وعملت على بث إدعائات كاذبة حول معاداة الجماهير العربية والتركمانية للقومية الكردية رافعة شعار "ما اثمن صوتك لوقف هذا التهديد" في الوقت الذي يتحالف القوميين الكرد مع اشرس الحركات الاسلامية والشوفينية العربية التي تشكل هي التهديد الفعلي للجماهير الكردية والعربية معا .الخوف من العرب هو دعاية شوفينية قومية تقليدية اثيرت هذه المرة بشكل واسع في كردستان لسد الطريق امام التعايش السلمي بين القوميات. ولكن من حق المرء ان يسائل هذه الاحزاب؛ اذا كان يشعرون بهذا القدر من الخوف لماذا يدفعون بالجماهير الكردية نحو هذه الصراعات الطائفية العقيمة !؟ و لماذا لا ترفعون ايديكم عن رقاب الجماهير لتدلي باصواتها ضمن استفتاء حر حول استقلال كردستان من اجل تجنب الصراع والبلاء الطائفي والعرقي؟ يبدو ان الاحزاب القومية الكردية استخلصت دروسا ثمينة من تجاربها الماضية مع النظام البعثي في كيفية التعايش مع المستبدين لضمان بقائهم ومساهمتهم في السلطة الاستبدادية على حساب معاناة الجماهير و مآسيها. الحركات الاسلامية الشيعية من جانبها اغلقت سبعة محافظات تقريبا بوجه منافسيها ولجأت الى التهديد ومهاجمة الاطراف الاخرى وحرق المقرات وتمزيق اللافتات و والاغتيالات ...الخ ومن جانب آخر لعبت كتلة الائتلاف الشيعي بورقة السيستاني بعد فضح حكومة الجعفري وإداءها السئ وارتكابها الجرائم البشعة برئاسة السيستاني و لتجاوز هذا المأزق و لتنظيف وجه السيستاني، اعلنت الحركة الاسلامية الشيعية ان دور السيستاني سيقتصر على دعوة الناخبين الى الادلاء باصواتهم في الانتخابات دون التدخل في خياراتهم !! ان هذا الفصل بين الحركات الاسلامية الشيعية ورجال الدين من امثال السيستاني هو من صنع امريكا والغرب بهدف اخضاع الجماهير واقناعها بجرائمهم وإلا لماذا يتمتع السيستاني بدعم كل الحركات الاسلامية الشيعية الدموية من الجعفري والحكيم الى صدروالرفسنجاني !! بعكس هذه الادعائات فان السيستاني هو رمز وقائد الحركة الاسلامية الشيعية في العراق و هو مخطط سياسات هذه الحركات الوحشية و ان تبرئته من جرائم حكومة المحمية الامريكية جاءت لإعادة الاعتبارلمصداقيته ولمرجعيته ونفوذه السياسي التي بدأ عدها التنازلي ولإن هذه المهزلة الانتخابية بحاجة الى خداع السيستاني وفتاويه مثل حاجتها الى قمع امريكا والحكومة الطائفية الفاشية . وما يتعلق بكتلة العلاوي القومية وهي على نمط الدكتاتورية الشرق الاوسطية وخصوصا الدكتاتوريات في العالم العربي فقد رفعت شعار الوحدة الوطنية و"العلمانية" بوجه التحالف الكردستاني والتحالف الشيعي واختارت هذا الخندق بهدف ايجاد حكومة قومية شوفينية و بدعم من التكتلات السنية- في نهاية المطاف- وهو بديل رجعي ويوازي في طبيعته الرجعية الحركات الاسلامية . ان العراق الذي تحول الى محطة انظار العالم تتصارع فيه اشد التيارات السياسية الرجعية إطلاقا حول بسط سيطرتها على ثروة ومقدرات الجماهير وان الحكومة الدائمة المزعومة التي تتأتي من المؤامرة الانتخابية هي وسيلة شرسة لتنفيذ مهام تلك القوى الرجعية لفرض مزيدا من البؤس والحرمان على الجماهيروتعلق امريكا آمالها عليها بغية إنقاذ نفسها من المأزق العراقي بأي ثمن ومحتوى "استراتيجية بوش للنصر" في العراق يستند على ايجاد مثل هذه الحكومة القمعية الطائفية القادرة على سحق إرادة الجماهير .



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا الحزب -الشيوعي-العراقي بطلاقات الاسلاميين وبنادق الحزب ...
- حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش
- فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
- احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
- محاكمة صدام من فضائح العصر
- الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد ...
- امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
- اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال ...
- بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
- جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
- السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال ...
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق