أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟














المزيد.....

لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 22:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفرلأم النبى؟
طلعت رضوان
من يستحق الرحمة: أم النبى وعمه أم قاتل حمزة؟
أليس العفوعن وحشى كان لأسباب عملية؟
أعتقد أنّ كتب تفسيرالقرآن وأسباب النزول لها أهمية فى كشف سرالتباين فى المواقف التى تبدومـُـحيـّـرة للبعض، مثل عدم الاستغفارلأم النبى، والعفو عن وحشى قاتل حمزة ابن عم النبى.
القرآن كان يـُـتابع الأحداث الجارية على أرض الواقع، فيـُـسارع بتقنين ما يـُـثارمن أسئلة، من ذلك ماحدث عندما كان أبوطالب على وشك الوفاة، ودخل عليه الرسول وعنده (أبوجهل) وعبدالله بن أبى أمية. قال الرسول لأبى طالب : يا عم قل لا إله إلاّ الله أحاجج لك بها عند الله. فقال أبوجهل وعبدالله : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فقال على ملة عبدالمطلب (وكان هذا آخر ما نطق به) فقال النبى : لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك (ضمة على همزة الألف) فنزلتْ آية ((ما كان للنبى والذين آمنوا أنْ يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبيـّـن لهم أنهم أصحاب الجحيم)) (التوبة/113) وأنزل (الله) فى أبى طالب ((إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء)) (القصص/56) وظاهر من هذا أنها نزلتْ بمكة. وأخرج الترمذى وحسـّـنه الحاكم عن على بن أبى طالب قال : سمعتُ رجلا يستغفر لأبويه وهما مُـشركان، فقلت له : أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال : استغفر إبراهيم لأبيه وهو مُـشرك. فذكرتُ ذلك للرسول... فنزلتْ آية ((وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه فلما تبيـّـن له أنه عدو لله تبرّأ منه إبراهيم)) (التوبة/114)
وتواصل كتب التراث العربى/ الإسلامى سرد باقى تفاصيل مسألة الاستغفار (للمشركين) حيث ذكر الحاكم والبيهقى فى (الدلائل) وغيرهما عن ابن مسعود قال : خرج رسول الله يومًا إلى المقابر، فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى وقال إنّ القبر الذى جلستُ عنده قبر أمى. وإنى استأذنتُ ربى فى الدعاء لهما فلم يأذن لى، فأنزل الله الآية رقم 113من سورة التوبة. وأخرج أحمد وابن مردويه من حديث بريده قال : كنتُ مع النبى حيث وقف على (عسفان) فأبصر قبر أمه فتوضأ وصلى وبكى ثم قال : إنى استأذنتُ ربى أنْ أستغفر لها فنـُـهيتُ وأنزل الله ((ما كان للنبى.. إلخ)) وأخرج الطبرانى وابن مردويه نحوه من حديث ابن عباس. وقال الحافظ بن حجر: يـُـحتمل أنْ يكون لنزول الآية سببان : أحدهما أمر أبى طالب (عمه) والثانى أمر آمنه (أمه)
وأعتقد أنّ الجدل الذى دار بين رسول الله ووحشى (قاتل حمزه بن عبدالمطلب) أحد الأدلة الدامغة على استجابة (السماء) لمعطيات أرض الواقع. وهذا الجدل رواه كثيرون عن ابن عباس الذى قال: أتى وحشى إلى النبى وقال: يا محمد أتيتك مستجيرًا فأجرنى حتى أسمع كلام الله. فقال رسول الله : قد كنتُ أحب أنْ أراك على غير جوار. فأما إذْ أتيتنى مستجيرًا فأنت فى جوارى حتى تسمع كلام الله. قال : فإنى أشركتُ بالله وقتلتُ النفس التى حرّم الله تعالى وزنيتُ، فهل يقبل الله منى توبة؟ فصمت رسول الله حتى نزلتْ آية ((والذين لا يدعون مع الله إلهـًـا آخر ولا يقتلون النفس التى حرّم الله إلاّ بالحق ولا يزنون)) (الفرقان/68) فتلاها عليه فقال : أرى شرطــًـا ، فلعلى لا أعمل صالحـًـا. أنا فى جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلتْ آية ((إنّ الله لا يغفر أنْ يـُـشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) (النساء/48) طلب النبى استدعاء وحشى ليتلو عليه الآية. وبعد أنْ سمعها قال : لعى من لا يشاء (أى أنّ الآية لاتنطبق عليه إذا كان الله لم يشأ أنْ يغفر له) ثم أضاف وحشى : أنا فى جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلتْ آية ((قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعـًـا)) (الزمر/53) فقال وحشى : نعم الآن لا أرى شرطــًـا فأسلم. مع ملاحظة أنّ تفاصيل هذا الجدل دار حول شىء واحد، ومع ذلك جاء فى ثلاث سور مُـتفرّقة.
فلماذا غفر (الله) لوحشى الذى قتل حمزة بن عبدالمطلب، ولم يغفر لعم الرسول ولا لأمه ؟ ومعروف كما روتْ كتب السيرة النبوية أنّ النبى أقسم بعد وفاة حمزة، أنه لو واتته الفرصة ليمثلنّ بسبعين من المشركين، وذلك تأثرًا مما حدث من التمثيل بجثة حمزة. وكان وحشى قتل حمزة بعد أنْ وعدته هند بالحرية ثأرًا لمقتل أبيها عتبة فى وقعة بدر الكبرى. انتهز وحشى فرصة انهماك حمزة فى القتال ورماه بحربته من خلف. ولما تأكــّـد من موته انصرف وتوجه لسيدته، فلما تيقنتْ من حقيقة الأمر فرحتْ وأعطته حليها ثم أقبلتْ على جسد حمزة وبقرتْ بطنه واستخرجت كبده ولاكتها، ولكنها لم تستسغ طعم كبد حمزة فلفظتها. وروى البعض أنّ النبى قال لو ابتلعتها لدخلتْ الجنة. وأنه من المستحيل أنْ تصطلى كبد حمزة بالنار مع أم معاوية، فى حين أنّ سائر جسد حمزة يحظى بالنعيم فى الجنة.
وأعتقد أنّ تفسير الراحل الجليل خليل عبدالكريم لموقف السماء والنبى من وحشى ومنحه (المغفرة) بعد أنْ قتل (أسد الله) حمزة غاية فى الأهمية، فكتب عن بـُـعد نظر النبى وفراسته العميقة فى استخدام وحشى فى حروبه، نظرًا لما تمتع به وحشى من قدرة قتالية عالية. وبالتالى سيكون شديد النفع فى الغزوات لنشر الإسلام وتوسيع رقعة جزيرة العرب. ولقد صدقتْ فراسة النبى، فبعد وفاته قتل وحشى (مسيلمة الكذاب) رأس وقائد ثورة بنى حنيفة باليمامة. ومن أقوال وحشى الشهيرة ((قتلتُ خير الناس (يعنى حمزة) وشر الناس (يعنى مسيلمة)
ألا تطرح المقارنة بين الموقف من أم النبى ونقيضه مع وحشى هذا السؤال : أليس الواقع العملى ومرحلة تأسيس الدولة، هو الذى أفرز الانحياز لوحشى قاتل ابن عم النبى؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل النص الدينى سابق على الواقع أم العكس؟
- مغزى تجاورضريح محمد بن أبى بكروضريح مارجرجس
- ما حقيقة موقف سارتر من الصهيونية ؟
- العلاقة بين المجتمع والنص الدينى
- نوال السعداوى والقمنى والفاشية الدينية
- حملة التضامن مع سيد القمنى
- إحنا المصريين بنتكلم مصرى
- أهمية الاحتفال بذكرى ميلاد فرج فوده
- شخصية اليهودى المُتدين والنزعة العدوانية
- هل يوجد فرق بين لفظ العرب ولفظ (الأعراب)؟
- تضامن ناهض حتر
- الملياردير فى منظومة الفساد إبداعيًا
- بخصوص الحملة ضد الإسلاميين المجرمين
- الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية
- التطبيق العملى للإيمان بالحضارلة المصرية
- هل عرفت مصر القديمة ألعاب القوى؟
- هل سيدخل غير المسلمين الجنة ؟
- هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟
- ما هدف عودة الخلافة الاسلامية ؟
- لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟