أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - القلعة والمقدام32















المزيد.....

القلعة والمقدام32


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 11:12
المحور: الادب والفن
    


الفصل التاسع
امينة العهد
استيقظ اهالى الشرق على صوت مركبات كثيفة قادمة قبل ظهور ضوء الشمس ،خرجوا فزعين ينظرون من النوافذ ،والطرقات خالية ،من ناحية الجنوب بنهاية حاره الفقراء ندت صرخة العجوز خلف زوجها الشيخ المقيد فى سلاسلة وكانت هناك حركات مقاومة من المنزل المجاور قبل ان يكبل نائب الشيخ بطوق معلق فى رقبته مثل شيخة والسلاسل فى يده ،لم تستطع النساء الصمت ندت منهم صرخه نواح طويله لم يعرها الحرس اهتمام ،حملوهم داخل سيارتهم الحديدية وعند رحيل اخر حارس منهم القى بشعله من النارعلى المنزلين ..وقف يراقبهم حتى كمال احتراقهم ومنعا لاحد من التدخل والا سيتم التعامل معه مثل الشيخ ونائبه ،وقف الفقراء ينظرون فى صمت وقله حيله منزله المعلم الشهيد وهى تحترق امامهم ،بلا مجيب وقف رئيس الحرس فى منتصف الحاره يصرخ "كل من يقف امام الاب مصيره هكذا "
مرت سياره الحرس الحديدية من امام المنازل وهى تحمل شيخهم بعيدا لاح له اطفال حاره الفقراء من بعيد ابتسم لهم ولم يستطع ان يبادلهم التحيه من قيده وقفالاتباع المخلصون من بعيد غير قادرين على الحركة موعدهم لم ياتى بعد هكذا اخبرهم فى لقاءه الاخير بهم ،كان يعلم رد الاب سيكون قاسيا وامرهم ان يتجهزوا لكل شىء لان الموعد اقترب ونهاية عصر الظلم فى ساعته النهائية.........
فليشيد فى الجانب الشرقى ضريحا جديدا للمعلم الشهيد ،وليحفر بجواره بر يروى العطشى من عدله ورحمته ،فلنفتح بابا للعطشى من الاتباع لياتوا ليعتكفوا بجواره ،كان نائب معلم الخق "الامير " يخطب وسط اتباعه،فى خندق سرى تحت خط قطار الجانب الشرقى ،بعد اشهر من اعدام شيخ الجماعة ونائبة قرر الامير فتح الخندق الاحتياطى للجماعة امام كل الاتباع ،كان قرار خطر خاصا بعد ان رصدت وسط الاتباع المخلصين اعين تتجسس لحساب الاب والجانب الغربى ،لكن الامير كان حازما امر المخلصين بفتح الخندق كسر للعزاء ،بعد شهر الاختبار عادت حديث العهد الى قلب المدينة الشرقية كان عليها ان تنتظر المساء لتكش نفسها لامها وتطرق باب منزلها وتخرج من خيمة الاتباع على اطراف الشرق ،لكنها وجدت الظلام كسى الغرفة المضيئة دائما حاولت اشعال شمعه صغيرة ..جفلت حين رات قنديل والدها نائب الشيخ محطم ،خزانته مبعثرة ...رماد كتبه ملقى فى الزوايا باهمال ..ظل امراه متقوقعة على نفسها جوار الحائط تشهق فى خفوت ،تكبح جماح حسرتها على زوج فقد وابنة رحلت ولن تعود ...اقتربت منها جثت على ركبتيها ،حاولت لمس كف العجوز ...فزعت استندت الى الجدار فى قوه ،حاولت ذات الهمه استجماع نفسها ..نطقت "امى"لم تسمعها العجوز كانت تشيح بيدها لخيال الاب تراه يتراقص امام عيناها فى ضحكتة الصفراء التى تملىء الاوراق والشاشات ،صرخت حاولت حجبه بيدها اقتربت منها ذات الهمه اكثر تطوقعا بذراعيها لكنها لفظتها وظلت تصرخ ..ركضت من الغرف خرجت خارج منزلها وسط عيون اهالى حاره الفقراء المذهولة ..ركضت نحو الجبل غير مباليه بالعقوبة التى وضعها الاب لمن يعود للجبل وهدم بيوت الاتباع اعلاها ...حاولت ايادى النساء ان تمسكها وتعيدها لكنها فرت منهم ،ركضت نحو الجبل ولم يستطع احدا ان يتبعها حتى النهاية ارادت ان تزور المكان الذى دفن به زوجها ...لكنها لاتدرى اين اخفوا قبره عنهم حتى لا يصبح ضريح ،ضاعت وسط اتساعه،علمت ذات الهمه ا نه لم يتبقى سواها ،كان ثاروالدها لديها الان ،كان الامير يعلم ان حديث العهد تلميذ النائب المقتول وانه وحده حظى بشرف وضع اليد عليه من المعلم الشهيد،التقاها الامير فى الخندق صدق ان الشهيد ارسل من روحه بداخل ذلك الشاب الواقف امامه وان الكلمات التى تخرج من فمه هى وصايا المعلم شخصيا ،وقف حديث العهد بين يدى الاتباع يخفى نفسه وسط عباءته الواسعة ،ويخبرهم عن رؤيا التى حدثت له فى مغاره الاختبار،كانت كلمات المعلم الشهيد الذى يظهر لتلميذه اوامر للامير فى ذاتها ،فى الاشهر الاخيرة تحولاسم العضو حديث العهد للتلميذحبيب السيد الشهيد ،امرهم المعلم باقامة الضريح حاول بعض الاتباع الاعتراض التريث لايزال البصاصون يعبثون فى الجوار والفقراء ازدادوا فقرا لكن الامير اعتبرهم اتباعاخارجون ،امرهم بالعوده الى مغارات الاختبار رغم المخاطر التى تحيط بالجبل وان يعيدوا ترتيب قلوبهم وتسليمها للمعلم الشهيد من جديد ،فى منتصف الطريق الذى اختاروا للعبور للجانب العلوى من الجبل كان هناك الصامتون بانتظارهم ،مكثوا فى صندوق اسود لليال لم يعرفوا عددها،سمعوا صوت البحر كانت همساته وارد جديد على اذنهم ،وضعوهم فى غرفة اطلت على مياه شاسعة ،علموا ان اسمها البحر ..البحر فى جانب الاب جانب الغرب ،فى قبو القصر قابلوا الاب ....
خشى ان يظهر الفقراء خوفهم وهم يتعاونون فى بناء الضريح كان المختارين والاتباع يباشرون عمل العاملين على حسب القواعد الموضوعة سابقا للضريح ،كانت مهمة حفر عيون المياه من حولها هى المعضلة الاكبر لان المخزون كان يصلهم بشكل اسبوعى والاعين اصبحت قليلة التى تصلح للشرب ،
نظر المعلم للتلميذ االحبيب من المعلم الشهيد ينتظر الاجابة ،علمت ذات الهمه انها فى موضع حرج هى من ارادت ان تقيم الضريح لجسد والدها الملقى فى العراء ارادت ان تعيد لجسده مكانته المقبوله وسط الناس ،طلبت يومين لتحصل على الاجابة وتعود عادت لتحجز نفسها داخل منزلها بحاره الفقراء حتى تجد الحل،فى اليوم الوعود وبعد رحيلشمس النهارفى الوقت الذى اعتاد معلم الحق الشهيد الاجتماع باتباعه والشمس تسقط من خلفهم ...وقفت ذات الهمه العضو الحبيب لمعلمه ،اشارت باصبعها لمواضع تفجير العيون لتكون تتطهير لمن ياتى لزياره المعلم الشهيد ،اخبرتهم انه سيتفجر بجانب من ياتون اليه وقت الحاجة ويعرف انهم من اتباعه ،لكن من ليس له لن يرى مياه التطهير وسيحجب بركه الضريح عن الوصول اليه ،فى يوم الخروج للزياره المحدده التى تكون للسيد الشهيد ،وقفوا اهالى الجانب الشرقى بين مترقب وخائف ،نظم الاتباع الحضور وقف المختارين يحرصون الضريح ،وقفت ذات الهمه من بعيد من فوق الجبل ومن امامها وقف الاميريتابع عمليه التطهير ،
وقف المترنمون فى حلقات تحيط بالاتباع والحجاج الى الضريح ،كان صرخات ندائهم ترتفع وسط حاله الترقب ،الهمت اصواتهم الباقين فاشتركوا معهم بالاناشيد ،شبح ابتسامة غطى وجه ذات الهمه كان التابع يقترب من الضريح ويتجه الى زاوية المياه التى اشاروا عليها انها موجوده ،كان يضع يده على راسه وتتساقط على جسده حبات الرمال راتها ذات الهمه رمال وراها التابعون المياه المباركة ،حاولت ان تلمح ملامح الامير لكنها عجزت عن رؤيتها كان مغطى بعباءته الرسمية بالكامل ،كانت طقوس اليوم شديدة الصرامة ،
سمع اصوات المهللين تصله من مرمى البصر من اسفل ،لم يتوقع ان يصدق القول ولكن ينابيع المياه تفتح امام عينيه مثل الجميع ايضا ،شعر بالرعشه تجتاحة ،اراد اخفاء الغضب الذى انبعث من داخله هو الامير الذى افنى عمره فى خدمة المعلم الشهيد حتى استطاع الوصول الى المنصب الذى حصل عليه داخل جماعة الحق بل ويقودهم ايضا فى درب السيد الشهيد والان ...الان اختار السيد فتى غر اخر لا يعلم احد اين كان وكيف قام السيد بتنشئتة طوال الاعوام الماضية كما يدعى هو ....
عادت ذات الهمه الى منزلها ولكن الاتباع تبوعها تاركين بقية الاتباع والمخلصين يسيرون من خلفهم ،طوقوا منزلهم من الجهات ،وقف الحشد غير مبالى بالبرد المحيط وملابسهم البالية التى لاتسد ولا تدفىء ،راقبتهم من خلف النافذة من المنزل المظلم الذى سكنه الصمت صمت الاموات والدماءالتى نزفت بداخله لم تعد تسمعها تلك الليلة ....نامت قريره العين تشعر بابتسامة والدها تراقبها من الاعلى ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرفة 15
- القلعة والمقدام 31
- الطائرة الورقية 6
- الطائرة الورقية 5
- القلعة والمقدام 30
- عزيز
- الطائرة الورقية 4
- القلعة والمقدام 29
- الطائرة الورقية 3
- طائرة ورقية 2
- طائرة ورقية 1
- القلعة والمقدام 28
- البجعة البيضاء
- القلعة والمقدام 27
- فتنة الشر
- قهر الذات عقدة بنات جنسنا
- ايام الكرمة2
- المشتاق6
- القلعة والمقدام 26
- المشتاق 5


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - القلعة والمقدام32