أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعادة أبو عراق - العنوسة















المزيد.....

العنوسة


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 03:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العنوسة
لنتكلم في موضوع قلما فُتِحَ صراحة للنقاش، ربما لأنه لم يكن موجودا في المجتمعات العربية بشكل صارخ ، حتى انه ما قبل عام 50 قلما تجد عانسا في بيت ابيها، وان القبيحات والجميلات كن يتزوجن، والمتعلمات والأميات ، حتى المصابات ببعض التشوهات الخلقية ،ولكن يبدو ان المشكلة اصبحت ترتفع منذ ذلك الوقت تقريبا، حتى اصبح عدد العوانس الإناث في مصر اكثر من عشرة ملايين فتاة وثلاثة ملايين شاب ، ونفس العدد في الجزائر، ونفس النسبة من عدد السكان في جميع الدول العربية.
اذن فالمشكلة تتفاقم سنة وراء اخرى لأن الانتباه لها ومعالجتها لم يتم على اي صعيد، اكان على المستوى الدراسات الأكاديمية في كليات الإجتماع ، أو على المستوى الحكومي في وزارت الشؤون الدينية او الداخلية والافتاء والإحصاء، او المستوى الإجتماعي العشائري والأسري والجمعيات ,والصحافة والإعلام او مستوى الأحزاب الدينية او رجال الوعظ والدعوة وخطباءالمساجد او غيرهم.
واعزو هذا السكوت شبه التام راجع إلى الأمور التالية :
1- عدم شعورتا بأننا مجتمع واحد، وان مفهوم الوطن بما هو وطن غائب عنا تماما، فلا يجعل من كل مواطن منا مسؤول عما يحدث من خلل في المجتمع ، حتى ولو رمى أحدهم عقب سيجارة على قارعة الطريق، ان مفهومنا بان ما يصيب غيرنا ليس من شأننا، ما هو إلا تفكك ذرات المجتمع ليصبح كثبانا من الرمل ، وبالتالي قابل للبعثرة وقابل ان يخترقه اي شيء.
2- ان هذه الحالة من عدم المواطنة، تنزع منا ارادة المبادرة في الأزمات، فنرى أن ليس من واجبنا كأفراد ان نبادر إلى الترميم والإصلاح ودق ناقوس الخطر، ولن نتكلم إلا إذا وصلت المشكلة إلى داخل بيتنا، ولا نعلم انها إذا ما وصلت كل بيت فإنه يصعب معالجتها.
3- عدم وجود ادارة اعلامية موجهة لنا ، فمعظم الناس ليس لها القدرة على ادارة شؤونها الخاصة بل تتبع التقليد، اي المشي بأعين مغمضة، فالإعلام مشغول دوما بالترويج لنظام الحكم وليس لإصلاح الشعب.
4- الجماعات الدينية التي تعتبر ذات مصداقية عند معظم الناس، إلا أنها لم تقم بدورها في هذا الشأن وذلك للأسباب التالية:
أ‌- عدم وجود نصوص قديمة في التراث الفقهي ما يعالج هذه الحالة لذلك فإنهم لا يجدون ما يقولونه، وذلك لأن مبدا الإتباع وليس الإبداع هو المفضل ، كما لا نجد من يملك الجرأة على تقديم افكار جديدة خوفا من أن يكسب اثما، فالمعالجة الوحيد هي في الصوم وغض البصر.
ب‌- ان الحض على الزواج الذي أتى به الإسلام والوارد في الحديث الشريف (من ملك منكم الباءة فليتزوج) ، والحديث الآخر (تزاوجوا تناكحوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة )، لم يقم السلفيون ولا الدعاة ولا مؤسسة الإفتاء بتفعيله، غير ايراد الحديثين الشريفين السابقين ، ولم يوضع لهما خطة تنفيذية.
ت‌- ان ازدياد عدد افراد الأسرة بشكل عشوائي لم نجد من يعمل على تنظيم عددها بما يتفق مع الموارد المتاحة للأسرة ، فالمنظمات الإسلامية اقامت القيامة على رؤوس الذين ارادوا مرة عقد مؤتمر لتنظيم الأسرة في القاهرة لتحجيم عدد الأسرة، اسوة بما فعلته الصين وما تفعلة اوروبا، ففي اوروبا ليسو بحاجة لبناء مدارس جديدة ولا مستشفيات ولا ضواحي اسكان، لذلك فإن بنيتهم التحتية قادرة على استيعاب المواليد وبالتالي لا يوجد ازمات، واشهروا شعار الرزق على الله ، لذلك فإن ازدياد عدد السكان بشكل غير مدروس اصطحب معه زيادة في المشكلات المجتمعية ومنها الزواج ، وخاصة في ظل حكومات لا تفكر بأمور مواطنيها.
ث‌- ان الهيئات الأكاديمية في الجامعات التي تخرج افواجا من المتعلمين، لا ترى من واجبها حل المشكلات الاجتماعية والنفسية والتقنية والزراعيةوغيرها ، وعليهم يقع تطوير المجتمع وتصحيح مساراته، وان لا يكلوا الأمر للجماعات الإسلامية الذين يفتون بكل شيء، حتى دوران الأرض حول نفسها افتوا ببطلانه. فعلى الهيئات البحثية ان تتقصى حدود المشكة عن الأسباب الحقيقية، وفي أي الطبقات الاجتماعية تكثر، والحلول المقترحة من المتضررين، ونتائجها السلبية على الأفراد والمجتمع وغير ذلك.
ج‌- ان اسباب العنوسة ليست واحدة في كل المجتمعات ،فأسبابها في العراق يختلف عما في مصر والسعودية ولبنان وسوريا والأردن، إذن فكل مجتمع له اسبابه الخاصة وبالتالي لها معالجتها الخاصة.
5- ولعل الذين تكلموا في الموضوع ارجعوا الأسباب للأمور التالية:
أ‌- غلاء المهور، وعدم قدرة الشباب على تحمل تكاليف الزواج
ب‌- وضع الشروط التعجيزية من جهة أهل الفتاة أو الشاب.
ت‌- قلة عدد الرجال الراغبين للزواج
ث‌- غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن
ج‌- الرغبة في الدراسة سواء من طرف الشاب أو الفتاة
ح‌- الانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم لخطبتها
6- هذا وصف ظاهري للمشكلة، ولم يثبتوا بالطريقة العلمية انها أسباب حقيقية، ففي كل المجتمعات هناك نفس هذه الأسباب، ولكن لدينا قضايا اجتماعية مترسبة من التراث، واسباب مستحدثة، هي التي زادت من المشكلة ومنها:
أ – هناك شبه حظرمن الأهل بان لا تبحث الفتاة لها عن زوج ، بل تنتظر حسب الطريقة التقليدية ان ياتي والد او والدة العريس ليقوموا بالخطبة وطلب النسب.
ب – هناك مباهاة اجتماعية بالصرف على حفلات العرس بشكل لا يحتمل، وليس له معنى، فمعظم تكاليف العرس لا تؤسس للحياة الزوجية للعريسين.
ج _ عدم التشجيع على تعدد الزوجات، بل تقبيح هذا الفعل واستهجانه ،ورغم ان الذين يحبذون تعدد الزوجات او يمارسونه هم قلة قليلة إلا انها ستمتص حتما هذا الخلل الناتج في المجتمع.
د – انخفاض نسبة الوفيات عند النساء بسبب مشاكل الحمل والولادة وسرطان الثدي وغيرها بما اصبح متوفرا من وعي صحي وعيادات الأمومة، والمتابعة الكاملة لمراحل الحمل.
هـ - هجرة الشباب إلى بلدان اجنبية والإستقرار بها والزواح من فتيات تلك البلاد.
7- طرحت بعض المعالجات، كمحاولة لحل بعض الحالات، تتمثل في إيجاد بعض انواع الزواج، كزواج المسيار الذي لا يشترط الديمومة، وزواج آخر لا يشترط الإنجاب وزواج لا يشترط المساكنة، وزواج إسمي لاتقاء الحرج الاجتماعي الذي يلازم العانس من ذكر وأنثى، وزواج المتعة المؤقت مقابل المال، فجميع هذه الأشكال المقترحة كنوع من الحلول لبعض الحالات إلا انها رفضت جميعا من السلطات الدينية.
8- هناك تجربتان احداهما في الهند والثانية في مصر ، حينما بلغت أزمة العنوسة ذروتها عندهم، ففي الهند تفعل المرأة ما يفعلة الرجل عندنا فوالد الفتاة يبحث لها عن عريس، ويعطيه مهرا، وربما ان تكاليف الزواج كاملا تتحمله الزوجة واهلها، من جهاز وتأثيث للبيت أو حفلات الزواج ، وبالطبع لا ادري التفاصيل الأخرى وما يقع على عاتق الزوج وأهله، ولكن هذا يعني ان المرأة هي التي تبادر العريس ولا تنتظره، وتنشئ العش الزوجي، وفي مصر _ ولا ادري من اي عهد _ يقوم والد العروس بتجهيز ابنته، بمعنى ان والد الفتاة ووالد الشاب يتقاسمان تكاليف الزواج، واعتقد ان مثل هذه الحلول التي افرزتها أزمات العنوسة يمكن ان تجعل اهل العروس يشعرون بتكاليف الزواج أو يقللون منها، وإذا ما قد تم تطبيقها في مجتمعات أخرى فيمكن لها ان تصبح عرفا او عادة عندنا.
9- لا اريد ان أتكلم عن الجوانب السلبية. واضرارها المؤكدة على العانس من النساء والرجال ، ومضار الإنجاب بعد الخامسة والثلاثين، وتأثيره على هيكلية الأسرة، وغير ذلك ، التي يلمسها كل ذي عين بصيرة.
10- هذا المقال لا يعدو ان يكون دعوة أولية وبابا مشرعا لكل قلم مستنير ان يبحث فيه.



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذهب النقل والعقل في تراثنا
- إلى الكتبة الفلسطينيين الذين يزيفون الوعي
- الأفكار الميتة
- الأفكار الحية والأفكار الميتة
- هوس القتل في فقه الأقدمين
- عبد الملك الحوثي حيث ينتحر
- ماذا بعد هزيمة داعش
- هل يكفي دولة واحدة للخلافة؟
- إلى روح سميح القاسم
- قبل أن يهدأ غبار الحرب
- كيف نحمي الشعب من الحاكم


المزيد.....




- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعادة أبو عراق - العنوسة