أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - المواطن الصحفي















المزيد.....

المواطن الصحفي


حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 13:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


المواطن الصحفي
د.حبيب مال الله ابراهيم

تفرز الظواهر الانسانية باختلاف أنواعها، مفاهيم جديدة عن الظروف المستجدة، يتم تداولها من قبل افراد المجتمع، وهي تعبير عن ظواهر جزئية ضمن الظاهرة الكلية الشاسعة، والتي سرعان ما تتحول بدورها الى ظاهرة كلية قائمة بحد ذاتها. وغالبا ما تمهد التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبروز هذه المفاهيم، تحديدا في مجال الاعلام بسبب ارتباط الاعلام بالمجالات الاخرى الى الحد الذي اصبح الاعلام بمثابة الاطار الذي يحوي مجالات الحياة الاخرى كالسياسة والاقتصاد والاجتماع...الخ. 
ولعل مفهوم (المواطن الصحفي) احد ابرز تلك المفاهيم، التي ارتبطت بالتغييرات السياسية التي عصفت بالمنطقة العربية والتي سميت فيما بعد بـ(ثورات الربيع العربي)، فلأول مرة في تاريخ البشرية تتخطى مشاركة المواطن في الثورات من مجرد مشاركة سياسية الى المشاركة الاعلامية، ذلك ان حدود مشاركته تخطت الى نشر المعلومات وتصوير عمليات اعتداء الشرطة على المتظاهرين والاستفادة من افرازات تكنولوجيا المعلومات كالفيس بوك والتويتر في تحديد اماكن المظاهرات وتنظيم حركة المتظاهرين والبقاء على اتصال بينهم في المدن المختلفة.
ساهمت وسائل الاعلام الحديثة (New Media) كما يسميها عالم الاتصال (جون بافلك) في تعميق وترسيخ مفهوم المشاركة‌الجماهيرية‌من جهة وتغطية تفاصيل تلك الاحداث لغرض نشرها من جهة اخرى، وقد انقسم الاخير بدوره الى مجالين: مجال نشر تلك المعلومات في وسائل الاعلام الحديثة ومجال تغطيتها لوسائل الاعلام. فهل استطاع المواطن ان يمارس دور الصحفي؟ ان الاجابة عن سؤال كهذا يتطلب التوقف عند مستجدات عصر تكنولوجيا المعلومات ووسائلها، فالمواطن يمتلك هاتف نقال يحتوي على كاميرا وبلوتوث وبمواصفات حديثة وهو يمتلك كاميرا رقمية تصل دقة تصويره الى 18 ميكابيكسل وتستطيع تقريب المناظر حتى ×30، كذلك فهو يستطيع استخدام الانترنيت وهنالك الالاف من المواقع والمنتديات والصفحات التي يستطيع ان ينشر فيها نتاجاته. فضلا عن امكانية ارسالها الى الصحف والقنوات الفضائية لاجل عرضها.
وبالمقابل هنالك سؤال يطرح نفسه: ما هي الاسباب التي وقفت وراء المواطن في القيام بدور الصحفي، بمعنى اخر: ما هي الاسباب التي تقف امام انحسار دور الصحفي في تغطية تلك الاحداث بحيث يناط بهذا الدور للمواطن؟ هنالك سببان رئيسيان يقفان وراء ذلك، يتمثل الأول في ان الاحداث شهدت ازديادا ملحوظا في العقود الاخيرة بسبب سعة حجم المجتمعات والصراعات الناشئة بين الافراد والاحساس بالظلم نتيجة حكم فئة من الشعب لبقية فئات الشعب وبروز مجالات اخرى للحياة تطلبت تغطيتها، اي ان وسائل الاعلام بل وحتى وكالات الانباء العالمية لم يعد بمقدورها تغطية جميع الاحداث، حتى مع وجود عدد هائل من المراسلين، لذا اصبح بامكان المواطن تغطية بعض تلك الاحداث، فقد نقلت القنوات الفضائية تعرض شاب للغرق في حين لم يستطيع صديقيه من انقاذه بسبب عدم اجادتهم للسباحة فيقوم احد الشبان يتصوير صديقه وهو يغرق. في هذا التغطية استطاع هذا الشاب ان يمارس دور الصحفي دون ان يكون لديه ادنى المام بمهنة الصحافة وقد قدم صورة تلفزيونية (تم التقاطه بكاميرا الموبايل) لا تتوفر فيها تقاليد الفن او المهنية، لكن القنوات الفضائية نشرتها مع ذلك بسبب غياب الصحفي عن مسرح الحدث.
وهذه سيدة عجوز ترمي قطتها في حاوية النفايات اما باب منزلها، فيصورها احد شبان المنطقة ويقوم بنشر الفيديو على اليوتيوب والفيس بوك، ما يتسبب في اثارة مشاعر عدد كبير من الناس ممن يقطنون تلك البلدة فيرسلون لها رسائل تهديد وتضطرالى تقديم اعتذار لاهل البلدة. ان غياب المراسل عن الحدث اعطى لصورة المواطن الافضلية في النشر وفي اثارة الراي العام.
أما السبب الثاني فيمكن في غياب دور الصحفي في الدول ذات الانظمة الشمولية، فمن المعروف ان الانظمة في هذه الدول لا تسمح بتغطية المراسلين الاجانب والمحليين بحرية، فقد تسعى الى اطلاعهم على جزء بسيط من الاحداث، ويكون فرصة سانحة للمواطن بالقيام بدور الصحفي، ففي الايام الاولى من الثورة الليبية اضطلع المواطنون بدور في تصوير صور معمر القذافي وهي تحترق وترمى بالأحذية في بنغازي، كذلك في سوريا فغياب الصحفي بسبب كثافة القصف المدفعي اعطى الضوء الاخضر للمواطنين بتصوير منظر المدينة والقتلى.
لو قارنا بين التغطيتين، تغطية الصحفي للحدث وتغطية المواطن للحدث، انشهد اختلافا بينهما؟
يعود الاختلاف بين التغطيتين الى الاختلاف الجذري بين الصحفي الممتهن والمواطن غير الممتهن، بين الصحفي الذي يعمل مراسلا لصالح مؤسسة الاعلامية مقابل اجر معين ويمتلك احدث الاجهزة والمعدات وهو ممتهن ويتخذ من الصحافة مهنة رئيسية، لكنه يقف عاجزا احيانا عن تغطيةجميع الاحداث في الدولة او المدينة التي يغطي احداثها، أما المواطن فهو لا يمتلك في احسن الاحوال سوى كاميرا او موبايل ولا يتخذ من الصحافة مهنة رئيسية ولا يتقاضى اجرا لكن هنالك ظروف اجبرته لتغطية الاحداث المحيطة به مثل عن احاطه الاخرين بالجرائم الانسانية والكشف عمليات القتل ووقد تتعدى ذلك الى كسب الشهرة  في احيان اخرى ويتمتع بحرية التنقل بسبب معرفته بظروف مدينته اما تغطيته فبالرغم من احتوائها على المبادئ الرئيسية لفن التغطية الصحفية من صور وتعليق فانها من جهة اخرى تفتقر الى المبادئ الصحفية وقد تبدو تلك التغطية بدائية مقارنة بتغطية المراسل الصحفي.
أما المؤسسة الاعلامية فهي وان اضافت مصدرا جديدا الى مصادرها الاخبارية المتمثلة بالمواطن، الا انها تتعامل بحذر مع ما يبعث بها المواطنون، خشية ان يكون التعليق فيه معلومات غير صحيحة او ان تكون الصور مفتعلة او ان يكون منظر القتلى فيه تمثيل، وقد حدث وان تورطت بعض القنوات الفضائية في نشر هكذا اخبار وصور وكانت نتيجتها اتهامها بالمبالغة وبنشر معلومات غير صحيحة حتى وصل الامر الى المحاكم والمنظمات الاعلامية، هنا ينبغي ان يتم التفريق بين تغطية المواطن من جهة وتغطية المراسل من جهة اخرى، فالمؤسسة الاعلامية تثق في التغطية التي تبعث بها مراسليها لاعتبارات قانونية  واخلاقية ومهنية، أما التغطية التي يبعث بها المواطن فهنالك مجموعة من الاسئلة تواجهها مثل: اتضم التغطية معلومات صحيحة؟ هل الصور الملتقطة هي بالفعل لتلك المدينة؟ اهنالك في الصور مبالغة في حجم الماساة؟.
جاء الحل سريعا من قبل المؤسسات الاعلامية، وان لم يكن يجدي في جميع الحالات، فاستحدثت بعض القنوات الفضائية لجنة من الخبراء للتحقق من المعلومات والصور، وقد احس المواطن الصحفي بمخاوف تلك المؤسسات من صحة معلوماته بتاجيل عرض الصور لبضعة ايام ريثما يتم التاكد منها، لذا طلب من احد المتظاهرين بكتابة مكان الحدث والتاريخ على لوحة لتصويرها قبل تصوير الحدث، وحين احست المؤسسات الاعلامية ان المواطن الصحفي يجب ان يكافأ لجهوده قامت بعض القنوات بارسال مبلغ مالي الى حساب المواطنين الذين يرسلون بتغطياتهم لتلك القنوات. فهي مبالغ قليلة لو قيست بحجم الجهد الذي يبذله المواطن لكن العديد منهم قد يفكر في ولوج مهنة الصحافة.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب الى اين؟
- لنحارب الارهاب


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - المواطن الصحفي