أخطأت يا برناردشو إن كنت تسخر أو كنت صادقاً ...

دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 07:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أخطأت يا برناردشو في هذا .. فدين محمد وبالٌ على أهله وأرضه وعلى العالم أجمع .. وإنه إهانة للعقل وللفكر والأخلاق .. ولم يستطيع حل أي شيء منذ ظهوره وحتى الأن غير صناعة الكره والحقد والإستعلاء وإلغاء الآخر .. فالأجدر به أولاً هو أن يحل مشاكل ملته وقومه حتى يكون قدوة لغيره في الحلول ..
نعم أخطأت يا برناردشو :
فلو عرفته جيداً .. أو فهمت لغته .. أو قرأت عنه وعن أفعاله وأفعال أتباعه بحق معارضه لما قلت هذا الكلام بالتأكيد .. ولكنت راجعت نفسك ألف مرة .. ولسألت نفسك كيف تزحلقت إلى مثل هذا الكلام الذي لا معنى له عند العارفين والمفكرين والمثقفين وأصحاب الضمير والمخلصين للسر الكون العظيم المجهول حتى الآن والذي يجب البحث فيه بشكل عقلاني واقعي ..
لو عرفت يا جورج برناردشو بأنه لا يملك فكراً غير أفكار مقتبسة من أفكار الآخرين مثل // إبراهيم الخليل وزرادشت وبوذة وسليمان وموسى وعيسى وتاريخ القديم .. وتعلم وتطور على يد وريقة بن نوفل والراهب بحيرة .. ولكنت أقتنعت ووصلت إلى ما تركه من أخلاق وسلوك سيء بين من معه .. وقتها لعرفت كم هو معيب وعار لبني الإنسان أن يقبل بمثل هكذا فكر .. فالقتل والذبح ونهب الآخرين والسطوة عليهم وسبي نسائهم ومالهم وحلالهم وكل العباد الموجودين وفتح أسواق الجواري والعبيد كان من مبادئهم .. وكل هذا فقط ليُغري المتوحشين من جنوده به حتى يستطيع التوسع والسيطرة ومن ثم تجيش وعسكرة جميع قواه من شعوب تلك الدول المحتلة وكان يسوقونهم إلى الموت وموت الآخرين ..

كانوا يفرضون ما يريدونه بالقوة والتحايل وباللف والدوران بطرق جبانة لا تليق البشر .. ويُغرون الناس بالحوريات والخمر والعسل والروضات .. ويرهبونها ويرعبونها بالنار والحساب .. فقط ليربطها بتلك الخزعبلات وتسخيرها لمآربه وكان هوس النساء وخلق الطمع لديها هو قوة سره وتوسعه وليس فكره .. هذا ولعدم قناعتهم به وبالدين بدأوا من كانوا معهم في ترك فكره .. وأنقسموا بعضهم عن بعضهم بعد أن مات .. ولذا بدأوا يحاربون بعضهم البعض من أجل العروش والحكم والمال والمتعة وملذات الحياة .. وتاريخهم يشهد على ذلك .. فثلاثة خلفاء من أصل أربعة قتلوا بأيدي من تركوا دينه .. أو أختلفوا معهم على السلطة .. وكانت المؤامرات والدسائس تلعب في الممرات وأزقة القصور بين الرجال والنساء حتى وصلت معهم بقطع رأس حسين وتسميم حسن أحفاد زعيمهم ..
لا .. يا برناردشو ..
كم كنت اتمنى أن تكون حياً حتى ترى من هم جنوده وما هي أفعالهم .. ومن أية عجينة هم وإلى كم تقسيم انقسموا .. وإلى كم طائفة أنقسم دينه .. وإلى كم مذهب تفرع .. وكم كنت أتمنى أن تقرأ عنهم جيداً كيف كانوا يفكرون منذ موته وإلى يومنا هذا من أجل مصالحهم .. فكان الغدر ببعضهم سنة .. والقتل لبعضهم طهارة وتطهير الدين .. وسبي نساء غيرهم حلال وأمر منه ومن ربه .. وتشويه الثقافات الأمم التي كانت يحتلونها ويفرضون إزالتها كون تلك الثقافات كانت أفضل من ثقافتهم وأغنى منها .. وكانت الصراعات لديهم هي على السلطة وأعمالهم كلها كانت تصفية خصومهم .. وقتل كل من يقاومهم أو يتمردوا أو يرتدوا عن افكارهم .. كأي حزب دكتاوري طاغي يفعل مع أعضائه المخالفون معه في عصرنا ..

يا سيد برناردشو :
كان أتباعه غزاة عراة متوحشين مَرضى تائهين مشوهين لا يثقون ببعضهم وبغيرهم .. وكانوا يكرهون الناس ويغدرون بهم .. فكل ما يقولونه هو عكس ما يفعلونه ويبتغونه كونهم جبناء يعتمدون على الغدر والفتن والترهيب والترغيب ليصطادوا ضعفاء النفوس وصغار العقول .. إلا البعض منهم من اللذين عرفوا فن اللعبة فتخابثوا لكي يصلوا إلى السلطة والحكم ..

لا ... يا برنادشو:
بالرغم أنني أعرف جيداً بإن كل من يقرأ لك ما كتبته أنت لن يصدقوك أو سسيسخرون منك كما كنت تسخر من الناس في وقتك .. وهذا الذي أخشاه بأنك كنت تسخر من محمد أكثر من أن تمدحه .. لأن ذلك من عاداتك التي كانت الناس تعرف عنك .. فعندما كنت تريد أن تسخر من شيء كنت ترميه للناس بشكل تؤجج فيهم الفكرة وتزيد من عدائها للفكرة .. وأنا أعترف لك بهذا لأنك معلم في فن السخرية يا برناردشوا العظيم في طرحه .. والخبيث الذكي في رمي الأفكار .. ويا لئيم في التأجيج ...

فهل أخطأت أم تخابثت يا برناردشو عندما قلت :
// لو تولى العالم الأوربي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة .. بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية .. أني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل شرائط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة .. لقد ثبت بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى اوروبا غداص وقد بدأ يكون مقبولاص لديها اليوم .. وما احوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم .. // ..
جورج برناردشو
لو كنت مقتنعاً حقاً بقولك لكنت إتبعته في بلدك .. وما كان يمنعك من ذلك أحد .. مادمت كنت معجباً به ..ولك ثقة بقدرات فكره .. أم أنك كالعادة رميت كرتك ليبعث الآخرين عنها ..
دروست عزت / كارلستات / السويد ..
22 / 8 / 2016

#دروست_عزت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات