أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - اخرج من اللعبة ياولدي22















المزيد.....

اخرج من اللعبة ياولدي22


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 17 تموز وانا في طريقي الى معسكر الرشيد لاداء خدمة الاحتياط بعد تخرجي من كلية الهندسة , الراديوا كان يذيع البيان الاول لمجلس قيادة الثورة , وعند بوابة المعسكر واجهنا ضباط برتب مرسومة على الكتف بالقلم الجاف , من عقيد الى ملازم , منعونا من الدخول , فعدنا الى بيوتنا . بعدها توالت الاحداث الى ان اعلن البعثيون استيلائهم التام على السلطة في 30 تموز .فبدأت البربوغندا البعثية تصدع رؤسنا , وبدأ حينها التغني بالقومية والوحدة العربية من المحيط الى الخليج .. كانت هذه بداية غرس مفاهيم بعيدة عن الحقيقية . فشعار امة عربية واحدة لها رسالة خالدة ليس لها وجود الا في عقول البعثين فالتاريخ لم يشهد على مدى 1400 عام غير امبراطورية اسلامية تتمدد وتتقلص وفق الظروف التاريخية .اوجدها الاسلام عبر التاريخ باحتلاله رقع جغرافية واسعة باسم الفتح الاسلامي ... و ما نسميه الان الدول العربية ما هو الا مزيج من اثنيات متعددة حوصرت وصودرت تطلعاتها القومية باسم الاسلام ...
بعد الانتفاضة الشعبانية وبخ ( طه ياسين رمضان ) بعض القيادات الحزبية البعثية المتخاذلة وذكرهم بان البعث تمكن من القيام بثورة بعدد قليل من الافراد وبالضبط حدد العدد بخمسة افراد وكان كلامه يحمل من الحقيقية الكثير .فحزب البعث كان قد فقد قاعدته الشعبية بعد توالي الاحداث عقب 8 شباط الدموي , ولم يتبقى منهم غير زمر من البرجوازية الصغيرة والعسكرين الطموحين للسلطة يحملون الفكر القومي بدلالالته المتعددة ..القيادة التي جاءت بعد 17-30 تموز كانت متشبثة بالحكم خوفا من التجربة السابقة فوظفوا جل اماكانياتهم من اجل تبعيث الجماهير العراقية واقاموا متاريس فكرية امام الشيوعين والافكار اليسارية والتقدمية في سلسلة كبيرة من التوجهات التقدمية ليستثمروا من خلالها رغبات الاكثرية من الشعب العراقي اما في المجال الاقتصادي فقد نشطوا التجارة والقطاع الخاص رغم تناولهم ادبيات الاشتراكية العلمية وقضوا على البطالة الواضحة المعالم واستبدلوها ببطالة مقنعة بتوظيف اعدادهائلة من العاطلين عن العمل بعد تقديم الاغرائات المادية والوظيفية بغية انتمائهم الى الحزب واستمروا بهذه الممارسة الى النهاية فلا غروا من ان يمتلك البعث كحزب اكثر من خمسة ملاين منتسب .. جرت عمليات اغتيال غامضة لكل من يحمل رؤية مخالفة لرؤية البعث وحاكوا المؤامرات الهزلية للقضاء على خصومهم من داخل الحزب وخارجه وبدات تظهر منذ تللك الفترة التوجهات العشائرية والمناطقية بتعزيز مواقع التكارتة في الحكم وكل هذا جرى تحت غطاء تعزيز البنية التحتية فقد قاموا بتشيد المصانع الحربية والمدنية التي رفدت لاحقا الماكنة العسكرية ... في السياسة الخارجية اتجهت السلطة الى اقامة علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي والاعتراف بالمانيا الديمقراطية وسن قانون العمل وحين تمكنت السلطة من تجير الشارع العراقي لصالحها بدات عملية التشويه والتغيب للعقل العراقي برؤية فاشية متطرفة فهجّروااعداد هائلة من العراقين بحجة التبعية الايرانية ومارسوا الضغوط على الحركة الكردية وحولوا الشارع العراقي الى شارع بعثي بامتياز . فأخذ الجار يهاب من جاره و الاخ يتجسس على اخيه والزوجة على زوجها ولم يكن امام الانسان من وسيلة لحماية نفسه من المطاردة غير ان يركن الى عمله وبيته بعيدا عن العلاقات الاجتماعية السوية ..
وحين تمكن صدام من الحكم .انهار ما تبقى من مفاهيم السياسة تحت يافطة القائد الضرورة والرمز الذي ارسلته الينا العناية الالهية فاخذ يزج الملاين الى اتون حرب ظالمة خطط لها بكل احكام ليعقبها حصار اكثر قسوة فلم يبقى امام الاليجنسيا العراقية ما يسد رمقها اليومي . وكانت هذه هي الضربة القاضية للثقافة العراقية ...
في الثمانينيات شاهدت احد الافلام الامريكية لباخرة غرقت وسط المحيط ولم يتبقى من مراكب الانقاذ غير مركب واحد لايسع الا الى عدد قليل من الركاب كان هناك رجل يمتلك سلاح ( مسدس ) و معه قبطان السفينة واعداد هائلة من البشر المشرفين على الغرق احتواهم المركب الخشبي الصغير . الرجل الذي يحمل المسدس قدم سلاحه الى القبطان ونصحه بان يمارس سلطته كبحار من اجل ابعاد اعداد من الركاب حتى يتسنى انقاذ البقية .. حينها اخذ القبطان يختار من بين الركاب وفق اسلوب خاص اتبعه .. كان يرمي الزوج العجوز في البحر ويبقي على زوجته والرجل الذي معه طفل صغير يبقي الطفل ويرمي الاب . والمتزوج وله اولاد يبقيه على حساب الاعزب .. كان الركاب مندهشين وذاهلين امام هذا العمل الذي يحمل في طياته وجهين , براءة وحنكة وقسوة منزوعة الانسانية . جرى كل هذا من اجل هدف نهائي هو ايصال المركب الى برالامان ..
عند وصول المركب احيل القبطان الى المحاكمة ولكن المفاجئة كانت مشاعر الناجين في المركب حين سجلوا شهادات ادانة له كونه وضع نفسه مكان الالهة وعزف على وتر انانيتهم ... حتى ان احدى العجائز طالبت القاضي باقسى العقوبات وقالت : ان هذا الرجل حولنا الى حيوانات..
هذه القصة السينمائية قد تكون خيالية لكن لها دلالات واضحة حول قدرة الفاشية على مصادرة مشاعر الانسان وتحويله الى مجرد رقم في تاريخ تسلطها .. كان صدام لايختلف عن هذا القبطان والذي نجد الان من يأسف على رحيله ..
نشاهد ايضا الان حالة غريبة بكينونة العقل السياسي العراقي فهو يتراجع نصف قرن الى الوراء و يتباكى ويضع مساحيق التجميل لشخصية سياسية مثل نوري السعيد .
كنا صبيان نسكن قريب من السفارة البريطانية وكثير ما شاهدنا الباشا يمرق بسيارته داخلا السفارة البريطانية ونحن لانعلم وقتها ان مفاهيم البروتوكول الدبلوماسي تقتضي ان يرسل رئيس الوزراء على السفير وليس العكس فليس من الغريب الان ما يسطره بروفسور عراقي سليل عائلة عشائرية ويعيش في كنف دولة خليجية راعية للارهاب و يصدر كتاب يلمع بها صورة هذا الباشا الذي حكم على مدى سنين شعب عدد نفوسه خمسة ملاين نسمة . عانى من الفقر والعوز والامية الشيء الكثير ,نتباكى على الملكية ونحن لانعلم انها زجت بمئات الافراد من خيرة النخب الثقافية في سجن نقرة السلمان الصحراوي و غيبت واعدمت مئات اخرى من ابناء الشعب بحجة مكافحة الشيوعية .. تصوروا لو قارنا نوري السعيد بحكام الصين الذي يبلغ تعداد شعبهم بالمليار وبنفس فترة حكم الباشا الذهبية ماذا سنقول للشعب الصيني من المؤكد سيضحكون على عقولنا ويقولون شعبكم بنفوسه لايعادل نفوس احد مدننا الصغيرة او قرية من قرانا.. حينها سندرك ان هذا السياسي الداهية لم يفعل شيء يستحق عليه الذكر عدا حلف بغداد واتحاد صوري بين بلد فقير انذاك وعراق مليء بالخيرات واقام حلف بغداد وقاد العراق كدولة في المقدمة لمحاربة حركات التحرر في العالم اما داخليا فلا اذكر غير تهديد بغداد بفيضان كبيراتى على محيطها بالكامل سنة 54 عند ما فاض نهر دجلة ودمر الاف الهكتارات من الاراضي الزراعية . مأساتنا تكمن قي .نوستالجيا العقل السياسي الذي استمنيناه في عقولنا اما الان فاننا نتلقى ما آل اليه الربيع الشرق اوسطي من مأساة على المنطقة والذي بدأ بالثورة الايرانية والى حد الان وماحدث في تونس ومصر وليبيا وسوريا هو امتداد لاحق لمصائبنا وكل هذا جرى بارادات ودوائر لاتريد لهذه المنطقة غير انهاكها وتخلفها الى مديات بعيدة جيرته لصالحها شرائح مجتمعية تحلم باقامة و ضع تاريخي وجغرافي يمتد الى ما قبل 1400 سنة .. بالنتيجة يبدوا اننا امام تطلعاتنا نحوا الحرية الحقة والرغبة بالتطور لانملك من امرنا شيء انما هناك دوائر متمرسة لتحطيم شعوب هذه المنطقة والضحك على عقول افرادها باسناد مالي ولوجستي من ربيبتهم السعودية الوهابية كرأس رمح لتشويه حقائق التاريخ وحرف مسيرته .
المجتمع العراقي يحتاج الى سنين طويلة للخروج من المأزق الذي وضعتنا فيه امريكيا بعد احتلالها للعراق فقد اتت بسياسين لا يتمتعون برؤية موضوعية للامور تدفعهم رغبات سادية لسلب ما تبقى من عقول واموال العراقين ..جعلونا نترحم على ماضي يمتد الى خمسين سنة الى الوراء ..انها لمصيبة شنيعة يتطلب ان نخجل منها لا ندبلج الاقاصيص الكاذبة حتى نمتص ولو قليلا من احترام شعب مأخوذ ومبتلى على امره .
في احد تصريحات بريمر الذي يقول فيها اننا التقطناالسياسين العراقين من الطرقات . نقول لهذا الكلب الامريكي من الذي شجعك على هذا الفعل الدنيء لو كنت تعلم ان هؤلاء غير ملائمين لقيادة شعب مثل العراق . لكنها فصول من الضحك على استغبائنا السياسي .
كل تحليلاتنا السياسية ونكد جراحات الماضي ليس سوى محاكات مريضة لواقع افتراضي نرغب به لكننا في كل الاحوال وما آل اليه المآل لسنا سوى فوتونات شاردة تدور في افق الحدث حول ثقب اسود لم نكتشف مجاهيله الى الان ...



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخرج من اللعبة ياولدي1/2
- العقل الغيبي والعقل العلمي
- المحقق والدلال
- الثنائيات وازمة ضمير
- التاريخ والرؤية الاحادية
- نوستالوجيا المسلم وبداهة الغرب
- صباح تموزي
- 14 تموز والصناعات الثقيلة ..الاسكندرية نموذجا ً
- انفجار الكرادة والتحليلات المتضاربة
- الله في الميزان
- موروث شعبي , تعنت فقهي واضطراب سياسي
- اللامنتمي الثوري
- الاعلام والرؤية العوراء
- الدين والاخلاق
- داعش والكائن الخرافي
- الفلسفة والانسان 4/4
- الفلسفة والانسان 3/4
- الفلسفة والانسان 2/4
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - اخرج من اللعبة ياولدي22