|
ثورة في محراب صمت
اخلاص باقر النجار
الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 17:11
المحور:
الادب والفن
د.إخـــلاص باقـــر النجـــــار العراق / جامعة البصرة / الإدارة والإقتصاد قسم العلوم المالية والمصرفية
ثورة في محراب صمت
هدوء خيم على الكون.... وحاصر الذات في دوامة كابوس الأشرار .... وأنا ... لا زلت موثوقة قابعة خلف متاعبي التهمها كمثلث برمودا ... الذي يبتلع الكائنات ... والسفن وكل الأشياء ... وانكفئ على نفسي أكابد هضمها ... واقتل أعصابي إن هاجت ... كما تفعل الشمس بغرائز الأحجار ... وأوصد الأبواب الحديدية المطلة على العالم بألف رتاج لامتلك الدير ... كقديسة دون منازع ... وسط هذا الصمت المطبق ... تهدج صوت خفيّ من الأعماق ... هنيهة حتى مارت السماء ... وسجّرت البحار ... وتناثرت على رصيف الذاكرة حصباء الرمال ... هتفت الروح منتفضة في عتمة نفسي وراء القضبان مميطة اللثام عن فمها قائلة : - سأرفع الستار المسدول على حقيقتي ... وأمزق الأوداج المحتقنة بالدماء التي تحاصرني بأسلاكها الشائكة الهوجاء .... امقت ناموس الكون الذي كبلني في قارورة الجسد ... أريد الخروج ... أريد الارتقاء ... اريد الاختيار ... على سلم اللهفة وجناح الشوق ... أريد أن أهز أعطافي مع ريح الصبا مع الآلق ... مع حبات المطر على رموش الفؤاد بزهو واختيال .... لأني ... أنا ... التوهج في النفس أنا بيت الأسرار ... وأنا ... التي يعزف عليها القدر بغير أنامل ولا أوتار .... للقياك ... ولو ... لهنيهة ... أتوق ... في لحظة طيف لارتشف من نهرك السلسبيل القراح شربة تطفئ لهيب الشوق ... ولكن الباب مؤصد ... والمصابيح مطفأة ... والغراب ينعق ... لكني سأبحث عنك ... سأسير الدرب مدلجة ... و لكل باب اطرق ... اسأل عن ثمة عنوان ... لنافذة اطل منها إليك ... دلفت عند كل باب اسأل ... غير إني لم أجد سوى طرش ... ومس من الجنون أصاب الناس وغش ... لا أحد يجيب ... والإجابة قابعة ملء شدقيه ... ولسان الحال يشهد بمئة مصداقية ... كيف إن الأرض أصابها الجدب وهي في أحضان الشتاء وكيف إن الدار داهمتها حلكة السواد ومصباح النهار مسروج وكيف إن الجبال الشم ماجت في فم الاخدود ... ولا زلت اسأل واسأل الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟ لكنهم في كل مرة يدعّوني ... وأمامهم على الطاولة شذى الخبز فواحاً إن خرج من التنور فلم يبق لي غير مقصد ولعل السماء به تمور ... وان كلت قدماي واستحالت خطوات كسل ... وان صارعني الحب والخوف والخجل ... سأدخل في حلبته العظيمة ... ففتحت نافذة هنا ... عند ابتهالاتي ... وأزدهت ... عندها ألوان الطيف السبعة على بساط الأفق وإزدانت بالصوت السماوي المتألق ... وانفجرت كل لغات العالم في فم الأبكم ...
مزدحمة تتسابق للخروج محتفية بمجيء من أحب ... تفتّح الأقحوان بمئة إكليل بض متبسم ... وأمطرت الورود من مقلها قطرات لؤلؤية ... متوجة بتاج البهجة الوردية ... عندها ... سجد خافقي في محراب جوانحي ألف صلاة شكراً لله وأعلنت بساتين الروح ربيعاً اخضر ... سأوقف عقارب الساعة حين ألقاك وارجع القهقرى ... سنين عديدة ... إلى ضجيج طفولتي ... شقاوتي ... أياماً جديدة ... بكائي على دمية ويد واسعة ... سعة الفضاء تربت على كتفي مرحى لكرنفال فرح.... وبحر عميق ... بلا شطــآن ... ومرح ... وحيتان تتراقص مع الآهلة المدعوة في دياجير الظلام على أنشودة القمر ... سأجمع لك من كل بستان زهرة فواحة ... ومن كل لون سماوي ... وأنثرها على قدميك ... سامحيني ... يا من تصاغرت الجنة صاغرة خجلة تحت قدميها... سامحيني ...
#اخلاص_باقر_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(100) سؤال وجواب ( معلومات عامة )
-
أذرع الإخطبوط
-
حوكمة العمل المصرفي / الموازنة ما بين الصلاحيات الإدارية
...
-
ظاهرة الغش ما بين سطوة الطالب وغفوة المراقب
المزيد.....
-
-نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال
...
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|