أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إكرام يوسف - -الصهينة-.. صنعة!















المزيد.....

-الصهينة-.. صنعة!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 11:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثارت مباراة الجودز التي هزم فيها اللاعب المصري اسلام الشهابي أمام لاعب صهيوني ضمن أوليمبياد ريو دي جانيرو، عاصفة من الجدل كانت متوقعة! غير أن تداعيات هذا الجدل بدت أكثر خطورة، بالنسبة لي ولكثيرين من جيلي على الأقل، بما كانت تمثله لنا القضية الفلسطينية.. نحن، من كان أحدنا لا يستطيع نطق لفظ "إسرائيل" ولو بينه وبين نفسه.. فاعتدنا على تسمية "الكيان الصهيونية"، و"العدو الصهيوني"، ثم "الدولة المزعومة"، وبعدها اعتادت أذاننا وألسنتنا وصف "دولة إسرائيل المزعومة" وأخيرا ـ بعد كامب ديفيد ـ صارت التسمية معتادة ومألوفة في وسائل الاعلام الرسمية "دولة إسرائيل".. في تطبيق لما تحدثت عنه في مقال سابق عما كنا ندرسه في مادة "الرأي العام والإعلام" عن سبل تحويل توجهات الرأي العام من النقيض إلى النقيض!! وأحسست بالذعر ، أمام ما شهدته من ردود أفعال بعض الشباب، من أن يأتي يوم ـ لا قدر الله ـ تصل فيه البجاحة بالبعض إلى تسميتها "دولة إسرائيل الحليفة" أو "الشقيقة"!
فبقدر ما كان اطمئنان أمثالي إلى صلابة الرفض الشعبي للتطبيع مع عدو، مازال يرفع علما يصور حلم الدولة الصهيونية من الفرات إلى النيل، ومازال يتحكم في تحركات قواتنا في سيناء، فضلا عن كونه مازال ـ كما كان دائما ـ شوكة في قلب الوطن العربي؛ بقدر ما كانت التغيرات ـ في وعي عدد من الشباب الذين ناقشتهم، أو قرأت تعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي ـ صادمة!
وكان أول التعليقات التي توقفت أمامها طويلا، تعليق لشاب يقول "أنا ـ كمصري ـ أخذت حقي في 73، ولم يعد لي حقا عند إسرائيل"!!! وإذا بأكثر من شاب يفترض أنهم من أنصار إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، يدعون أن رافضي التطبيع مع العدو الصهيوني "ينطلقون من منطلقات طائفية، انطلاقا من كراهيتهم لليهودية"!! وعندما ناقشت بعضهم، مستشهدة بالموقف من غزو العراق للكويت؛ وأن رفضنا لهذا الغزو لم يكن انطلاقا ـ بالطبع ـ من عداء للإسلام؛ وأنني أعادي الصهيونية ـ لا اليهودية التي يدين بها عدد من رموز الحركة الوطنية المصرية، نفخر بهم ونعتز بانتسابنا إليهم كمناضلين مصريين من أجل التحرر والعدل، أسسوا منذ الأربعينيات منظمات مناهضة للصهيونية، ومنهم المحامي المناضل العظيم شحاتة هارون الذي ظل حتى أخر أيامه معاديا للكيان الصهيوني، رافضا الاعتراف به! ويدين بها كثير من أنصار القضية الفلسطينية في العالم ـ لأن المشروع الصهيوني يهدف إلى إقامة الدولة الصهيونية الكبرى التي بدأت باحتلال فلسطين، وتعمل على التوسع من الفرات إلى النيل! فإذا بمن يحاججني بأن قيام الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين لم يكن على ايدي عصابات جاءت من أوروبا، وإنما "كانت حركة انفصالية قام بها اليهود من أهل فلسطين الأصليين"!! ويكذب ما ذكرته حول قيام وكالة الصهيونية العالمية، بالاتفاق مع عدد من حكام العالم على اضطهاد اليهود في بلادهم لدفعهم الى الهجرة إلى فلسطين ـ وضربتمثلا بما ماذكره ليخمان مستشار هتلر الذي كان وسيطا بين الوكالة والزعيم الألماني، فقام الصهاينة باختطافه واعدامه ـ ويرد على ذلك بأن من هاجروا الى الكيان الصهيوني، كانوا مهاجرين عاديين بعد قيام الدولة "مثلما تستقبل كندا مهاجرين"!! واتهمني محاوري بأن ما أقوله "دعاية خبيثة تهدف لاستمرار النزاع" مرددا: "ان الانجليز احتلوا أمريكا، والعلاقة بينهم وبين الهنود الحمر الأن صارت سمنا على عسل"!! ولما ذكرته بأن الهنود الحمر تمت ابادتهم، قال لي ان الممثل الأمريكي فلان الفلاني ترجع جزوره الى الهنود الحمر، ويعيش هانئا منعما في أمريكا اليوم!! والمصيبة ان المناقشة شملت عدة أشخاص، لم يبد أحدهم تحفظا على هذا الكلام! وقال أحدهم أن العدو الرئيسي بالنسبة له هو الإسلام السياسي، فلما أجبته بأنني أيضا أرفض الإسلام السياسي، وأرفض أفكارهم عن دولة الخلافة وأستاذية العالم، التي اراها لا تختلف عن الدولة العالمية التي تخطط لها الصهيونية العالمية.. لكنني أعتبر كل من قتل في صراعه ضد العدو الصهيوني شهيدا، سواء كان يحيى عياش، أو راشيل كوري، أو ناجي العلي، أو أبو علي مصطفى، وغيرهم من شهداء المقاومة!!
ولعل الصدمة الأكبر عندما قرأت تعليقا على مباراة الجودو، يعتبر أن رفض التطبيع "كان أمرا مفهوما أثناء الخمسينيات، عندما كان احتلال الصهاينة القادمين من أوروبا لأرض فلسطين في بداية عهده"! لكن الآن ـ وفقا لرأي كاتب التعليق ـ "صار هذا الرفض حنجوريا، فليس كل من يعيش في إسرائيل يهوديا، وهناك جيل ولد هناك ولا يعرف له بلدا غيرها"!! ويبدو أن أمثال هؤلاء لم يسمعوا عن بلد اسمه "جنوب أفريقيا" هاجر غليه الأوروبيون منذ القرن الخامس عشر، ومنذ منتصف القرن السابع عشر، استوطن فيه الهولنديون (الذين عرفوا باسم البوير)، ، وبعد تاريخ حافل من الصراعات والاحتلال البريطاني، منحت جمهورية البوير في عام 1907 حكمًا ذاتيًا مع قصر حق الانتخاب علي البيض فقط. وبعد انتخاب الحزب الوطني البويري (حزب البيض) في عام ( 1948 (لاحظوا التاريخ!) بدأ تطبيق سياسة التمييز العنصري المعروفة باسم الأبارتايد، للتفرقة بين الأقلية البيضاء (أربعة ملايين في ذلك الوقت) والأغلبية السوداء (29 مليونا) ولم يسمح للسود إلا بالعمل في وظائف دنيا، مع عدم المساواة في الأجور بينهم وبين البيض، وحرمانهم من حق الانتخاب وحق الملكية إضافة إلي عزلهم في المساكن وأماكن العمل والمدارس. وبداية من 1962، ونتيجة للضغط الدولي، أصدرت الأمم المتحدة عدة قرارات لمقاطعة اتحاد جنوب أفريقيا، كما قاطعته دول العالم الثالث. وبعد نضال مرير، تم إطلاق سراح نيلسون مانديلا زعيم حزب المؤتمر الأفريقي، الذي فاز في الانتخابات ليحقق حكم الأغلبية، في مايو 1994، ولم يستقر الأمر إلا بعد تطبيق العدالة الانتقالية بمراحلها الثلاث (المساءلة، ثم المحاسبة، ثم المصالحة). ولم يتم التعامل بمنطق "مافات قد مات"، كما يريد أن يقنعنا أصحاب نظرية أن أبناء الصهاينة المحتلين، الذين ولدوا في فلسطين ولم يعرفوا لهم وطنا غيرها، لا غبار على مصادقتهم والتطبيع معهم!! فأبناء البيض كان قد مضى على هجرة أجدادهم الأوروبيين واستيطانهم في جنوب افريقي،ا ما يزيد على ثلاثمائة عام، ولاشك أن اجيالا عديدة منهم لم تعرف لها وطنا آخر، لكن مقاطعة العالم لهم لم تتوقف، الا بعد رد الحقوق لأصحابها!
فهل تلاحظون مدى ما حدث من تغيير في عقول "بعض" شبابنا؟ وربما كان هذا "البعض" أقلية الآن، فمازال أغلبية شبابنا بخير، لم تنحرف بوصلة وعيهم. ومازال لدينا من يقرأون التاريخ، ويستطيعون الرد على هذا التزييف الفاجر لتاريخ مازال بعض شهوده أحياء. لكن هناك من يعبث بالفعل في عقول الأجيال القادمة، ويعمل بدأب على بث هذه السموم تدريجيا في عقولهم. ولم تكن هذه التغيرات وليدة هذه الفترة التي نعيشها، وانما بدأت قبل عقود؛ فقد سمعت قبل حوالي خمسة وعشرين عاما عن جمعيات دولية، مقرها أوروبا، ولها فروع في بلدان العالم، تهتم بالأطفال وتقدم لهم أنشطة فنية ورياضية واجتماعية، تناسب مراحلهم العمرية، وتتيح لهم قضاء فترات من العطلة الصيفية في مدن أوروبية، تقام فيها معسكرات، تجمع الأطفال من بلدان متحاربة، كي تعودهم على التعايش مع "الآخر" وقبوله!! ويبدو أن فروع هذه الجمعيات في بلداننا، نجحت في نشر هذه الأفكار داخل عقول بعض النشء، الذين لم يستطيعوا التفرقة بين "الآخر" المختلف فكريا او عقائديا أو جنسا أو لونا، الذي يتعين الاعتراف به والتعايش معه إنسانيا في عالم من المودة والسلام؛ وبين "الأخر" الذي يحتل أرضك، زمازال يستهدف التوسع والاستيلاء على مساحات أخرى من هذه الأرض، مع طمس هويتك وحضارتك، وتذويب ثقافتك لتصبح ثقافته هي المهيمنة، ليكون مصيرك كما قال أحدهم ـ صراحة ـ كمصير الهنود الحمر الذي يرى انهم يعيشون "زي السمن والعسل" مع المحتلين الانجليز الذين استوطنوا أمريكا!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختيارات!
- لا تصالح!
- درس المعارضة التركية
- الصورة الكاملة
- آسفين يا رمضان
- لا إفراط ولا تفريط
- المواطن بالغ الأهمية
- أصل الحكاية
- العمل حياة.. بجد!
- مجتمع -يلمع أُكر-
- أكان لا بد يا -لي لي- أن تزوري الفيل؟
- لمصر..لا من أجل ليليان
- آآآآآه.. يا رفاقة
- بنتك يا مصر!
- رفقا بجيشنا!
- دفاعا عن شرطتنا
- مطلوب ثورة!
- حصنوا أبناءنا
- اختيار رباني!
- السحر والساحر


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إكرام يوسف - -الصهينة-.. صنعة!