أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - ظاهرة التيار الصدري














المزيد.....

ظاهرة التيار الصدري


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة أسمها التيار الصدري لم تأخذ ، للأسف الشديد ، حقها من الدراسة والبحث حتى الآن. أتحدث عن التيار بوصفه ظاهرة دينية وسياسية وإجتماعية غالباً ما يتحاشى الباحثون الخوض فيها ، أو ربما إن كتبوا سيكتبون عن الظاهرة الإجتماعية متجاهلين الظاهرة الدينية والسياسية. هناك أسباب لهذا العزوف عن الكتابة قد تكون مفهومة لدينا كلنا.

بإعتقادي من الصعب الحديث عن التيار الصدري بنفس النمطية التي نتحدث فيها عن بقية أحزاب الأسلام السياسي. فالتيار الصدري ، وإن كان تياراً إسلامياً شيعياً ، تيار ديني غير تقليدي لا يعترف ببديهيات أحزاب الأسلام السياسي الشيعي ولا يعمل بالتوازي معها لمصلحة "المذهب" ، (المفهوم الذي عادةً ما تخفيه الأحزاب الإسلامية في أدبياتها العامة) ، على الأقل بعد عام 2007 او تحديداً عام 2010 ، عام الشرخ الكبير الذي حصل بينه وبين حزب الدعوة جناح السيد المالكي. ذلك لأن التيار وليد لحظة مختلفة. عندما أقول لحظة مختلفة فأنا أعني بها لحظة عام 2010 لأنني أعتقد أنها لحظة ولادة التيار السياسي ، لحظة عبور الوطني على الديني. قبل ذلك العام لم يكن هناك تيار صدري سياسي ، بل تيار ديني/إجتماعي شعبوي يقوده رجل دين شاب قليل الخبرة ، تعوّد أن يطل على الجمهور من برّاني أبيه المرجع المرحوم الصدر ليعطيهم فتاوى وتوجيهات دينية/إجتماعية مع وصايا سياسية مرتبكة ينقصها الكثير من التأني.

لكنه سرعان ما تحول هذا التيار الى ممارس ممتاز للعمل السياسي بعد عام 2010. عرف كيف يفاوض وبدأ يهتم كثيراً بمظهره السياسي مستخدماً إحدى أهم نقاط قوته وهي شعبويته (والشعبوية هنا ليست سُبَّة بل وصفاً لحراك إجتماعي يقول بالبساطة وعدم إكتراث للنخبوية).

مشكلة التيار الصدري أنه لا توجد نخبة سياسية تقوده ، ليس لأنه لا يمتلك الكوادر الجيدة بل بسبب الرمزية الدينية القوية التي يملكها زعيم التيار على أتباعه ، الرمزية التي تطغى وتسحق أي شخصية سياسية في التيار الصدري مهما علا شأنها.

حتى السيد الصدر نفسه ، بإعتقادي ، لا يعتقد بنفسه ما يعتقده به أنصاره لكنه مضطر أن يقبل وينساق مع تلك القدسية الشديدة التي يلقوها عليه لأنها الوسيلة الوحيدة التي يمكنها أن تضمن التواصل السليم بينه وبينهم ، بمعنى آخر ، بين الظاهرة الدينية والظاهرة الإجتماعية في التيار الصدري. أي خلل في هذه التراتبية خلل في التواصل بين السيد الصدر وأتباعه ، وبالتالي خلل في طاعتهم وسماعهم للأوامر. هذا هو شأن حزب الرمز الواحد.

عليّ أن أعترف أن التيار يشارك بقية الأحزاب العراقية ، حتى غير الإسلامية منها ، هذه الخصلة ، خصلة "الرمز" الواحد. فجل أحزابنا اليوم هي أحزاب رموز تزول تماماً بزوال تلك الرموز. أنظروا مثلاً: حزب الچلبي ، علاوي ، البرزاني ، الطالباني ، الحكيم ، المالكي ، صالح المطلگ ، وآخرون. هل ستبقى هذه الأحزاب إن ذهبت رموزها؟
مع ذلك ، لا يمكن مقارنة تلك الأحزاب بالتيار الصدري في ظاهرة "الرمز" هذه. فالرمز في التيار الصدري أشد وضوحاً وقوة عمّا موجود في بقية الأحزاب ، الى درجة تذوب كتلة بشرية اجتماعية كبيرة في شخص السيد الصدر تماماً ولا أحد بإستطاعته التكهن بسياسة التيار أبداً. ذلك لأنها سياسة رجل واحد قد يغيّر رأيه في لحظة دون مشاورة شخصيات التيار السياسية.

في أكثر من موقف ، تتصرف الكتلة السياسية الصدرية (بنوابها ووزرائها) تصرفاً ما ثم تُفاجَأ بمعارضة زعيم التيار لها ، حتى أنها تتعرض الى "توبيخ أو إهانة" منه أحياناً.

مع أن السيد الصدر غير محزور تماماً ولا يمكن قراءة الخطوة القادمة التي يخطط لها حتى بالنسبة لسياسيي تياره ، لكني أعتقد أنه أدى إداءً سياسياً ملفتاً في الأعوام الخمسة المنصرمة ولا زال يمثل عنصر سياسة ضاغط وقريب من نَفَس الشارع العراقي العام في معارضته للمنظومة السياسية الطائفية الحاكمة في العراق. أستطيع القول أن كل الأحزاب السياسية الأخرى ، الإسلامية وغير الإسلامية ، إختارت مسارها السلطوي الخاص ، إلّا التيار الصدري (الأصح السيد مقتدى الصدر) ، فهو إحتفظ لنفسه بمسافة واحدة مع السلطة والشعب. فتياره مشارك في السلطة لكنه محتفظ بمعارضته لها مما جعله أكثر مرونة في تقبل آراء الناس والتخلي عن مناصب تياره في الحكومة العراقية.

التيار الصدري ليس تياراً دينياً أو سياسياً أو إجتماعياً بقدر ما هو ظاهرة مرتبكة من هذه التوصيفات الثلاثة يصعب فيها الحديث عن حزب سياسي تقليدي لأن التيار ، ببساطة شديدة ، عبارة عن شخص أسمه السيد مقتدى الصدر.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيستاني والدولة العراقية .. جدل الشرعيّة والمشروعيّة
- في نقد الخطاب الإسلامي ح 4 .. التفسير ، التأويل ، الإعجاز ال ...
- في نقد الخطاب الإسلامي ح 3 .. القرآن ليس كلام الله
- في نقد الخطاب الإسلامي ح ٢-;-
- في نقد الخطاب الإسلامي - ح ١-;-
- مجلس محافظة بغداد وتقنيات السرقة الذكية
- عن معركة الموصل وتشابك اللُحى وأحلام الهاشميين
- عملية دادي
- إمكانية عالية ومحتوى بائس
- عن شارل ايبدو وإساءاتها
- حوار كاثوليكي
- اللعب مع الأفعى
- موقف عابر للطائفية Trans-Sectarian Action
- فرصة العبادي الكبيرة
- وثيقة السيستاني المهمّة
- لستَ إبراهام لنكن يا حاج
- عودة الكعبي .. حكّاء السخرية السومري
- صراع المظلوميات
- عن -التفّاگين- وكركوك والمتنازع عليها
- النخبة العراقية .. إغتراب ما قبل النحر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - ظاهرة التيار الصدري