كوسلا ابشن
الحوار المتمدن-العدد: 5261 - 2016 / 8 / 21 - 23:30
المحور:
كتابات ساخرة
20 غشت 1953, حلقة من حلقات مخططات المؤامرة الاستعمارية
عرفت فترة اواسط القرن 20, مرحلة جديدة من تاريخ الشعوب المقهورة, بجانب كفاح الحركات التحررية في المستعمرات من اجل حرية شعوبها واستقلالها عن الانظمة الاستعمارية, ستتشكل المنظومة الاشتراكية بوزنها المؤثر في قرارات الاممية, هذا المتغير في ميزان القوى العالمي من اجبر القوى الاستعمارية بالانسحاب المباشر من مستعمراتها, هذا التغيير الجديدة في الساحة الدولية من ارغم فرنسا الاستعمارية من الغاء اتفاقية حماية المخزن العروبي في المروك وخصوصا بعد نهاية مهمة الوجود العسكري الفرنسي, سواء من ناحية القضاء على التسيير الذاتي لايمازيغن في اغلبية التراب المروكي, ما سمي في الخطاب الاستعماري العروبي بأرض ((السيبة)), او من ناحية توحيد هذه الجغرافية بالقوة تحت سلطة الاستعمار.
الانسحاب وتمرير السلطة من استعمار الى استعمار آخر, لم يكن ممكن الا بخلق ظروف مبررة و مناسبة تغطى بهالة من طقوس ومراسيم ومسرحيات ضرورية لابداع صورة من الشرعية (( الوطنية والدينية)) للسلطة الجديدة لتجنب اعادة سيناريوهات الرفض الامازيغي للحكم الاجنبي.
وسيلة ايجاد الشرعية ((الوطنية )) للمقيم العام الجديد, كان من السهل على الحنكة السياسية والمعرفية للكادر الفرنسي الاستعماري فبركتها وتلميعها بالهالة النضالية والقدسية, لصناعة بطل من تربة غريبة غارقة في بحر دماء الاهالي.
ضرورة الاستلاء على مقاليد السيادة ستكلف السفاح محمد الخامس سنتين بعيد عن قصوره وعبيده, في هذا الصدد قال شارل دغول " لتكون كبير عليك ان تعاني".
الحنكة الفرنسية رسمت بدقة مخططات المؤامرة ضد الشعب الامازيغي, بخلق كيان ورقي عروبي في البلد الامازيغي, بعد اتمام لعبة المنفى وانتاج وطنية الزمرة الخيانية الارتزاقية في مختبر وزارة المستعمرات الفرنسية في باريس.
مسرحية الشرعنة لم تمهل بطلها الا بعض السويعات ((للعزل )) و((النفي)) خارج الضيعة المستقبلية, وكذا في رمشة عين ستنطلق مسرحية البارود والكفاح المسلح من اجل الرجوع والاستقلال, والغريب انه طيلة 44 سنة من الوجود سلطة الحماية لم يسمع صوت الخونة المرتزقة ولو بأضعف الايمان, التنديد بالوجود العسكري الفرنسي, وبين عشية وضحاهى يتعالى صوتهم الشاد " يحيى الملك" "يحيى الاستقلال" (((الاستقلال))) هو الاسم المعطى للزاوية الخيانية برئاسة علال الفاشي والمهدي ((المنتظر)), لتستكمل مسرحية المؤامرة بشكل هزلي لا يختلف عن بدايته, نظرا للزمن الفاصل بين بداية عمليات جيش التحرير و رجوع محمد البطل من ((المنفى)), ( بداية المقاومة في اول أكتوبر 1955 و نقل محمد بن يوسف الى باريس نهاية أكتوبر ومنها الى الرباط في 16 نوفمبر 1955).
استكملت مسرحية (( ثورة الملك والشعب)) على عزف ميلودية اكس ليبان الاستعمارية القائمة على تحديد المهام الجديدة والمستقبلية في العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين, الكولونيالي العروبي العميل والامبريالي الفرنسي السيد.
خطاب استقبال لمحمد الخامس بقصر المستعمرات بباريس يوضح من دون شك مهام سلطة الحماية الفرنسية المباشرة في المروك ( دون الحديث عن جوهر الاستعمار), " يمكن لي اليوم وانا اودي واجب التحية لجلالتكم واقوم بالترحيب بمقدمكم ان اتحدث بكامل الثقة والاخلاص عن مصير مملكتكم السعيدة التي تعتبرجلالتكم الشريفة الوارثة مجد الدولة العلوية النبوية رئيسها السياسي ورئيسها الديني , ولا يمكن لسلطتكم ان تمتد اليها بسوء وهي مبسوطة علىى المغرب كله من طنجة الى اقصى حد في الجنوب ومن المحيط الى تخوم الاراضي الجزائرية " عن مؤرخ القصر السابق عبد الهادي بوطالب, هذا الخطاب يؤكد ان طبخة (( ثورة الملك)) لا اساس لها من الصحة, فهي مجرد مؤامرة استعمارية اولية لتبرير تمرير السلطة السياسة للكولونيالية العروبية.
اخر اطوار المسرحية لاتمام النجاح, استدعى خلق وهم تصدقه العامة وكذا يكون قابل للديمومة في العقول الصغيرة وما أكثرها في بلدنا متخلف المؤمن بالخرافات والاساطير والاكاذيب, مثل الاكذوبة التي انتشرت في نفس الفترة والمستمرة في الزمان والقائلة برفع العائلة العلوية الى القمر, واقناع الناس ان صورتهم تظهر في القمر, لتصبح الخرافة ظاهرة جماعية ايمانية متغلغلة في عقول الملايين من الاغبياء والسذج, وطبعا الهدف من نشر مثل هذه الخرافات هو تغليف العائلة العلوية بالقدسية للشرعنة الدينية في مجتمع أمي ومتخلف وبالتالي الحصول على البيعة الدينية والسياسية. الاكذوبة الثانية تجلت في صناعة البطل ((الوطني)) الورقي مع ديمومة هيمنته على العقول عبر الشارع و المدرسة والادارة, وبهذا اقترح الجزار محمد الخامس الاحتفال كل سنة بمناسبة 20 غشت تحت اسم ((( ثورة الملك والشعب ))) لرتسيخها في العقول, كحقيقة واقعية. فالاكذوبة تصبح حقيقة مع الزمن اذا تغلغلت في عقول الجماهير, يتوارثها جيل بعد جيل.
((الثورة )) الحقيقية و الميدانية لمحمد الخامس وجماعته الارتزاقية لم تبدأ الا بعد الظهير العروبي- الفرنسي (اكس ليبان), بتصفية قيادة جيش التحرير الامازيغي وعلى رأسهم قائد منطقة الشمال عباس لمساعدي وتنظيم حملة اعتقالات واسعة في صفوف الثوار الحقيقيين في الشمال والجنوب وتمزيق صفوف جيش التحرير بضربات قاتلة خدمة لشرعنة الكولونيالية العروبية وخدمة لمصالح الامبريالية العالمية, لينهيها الجزار بالآبادة الجماعية للقوم الامازيغي في الجنوب الشرقي وبالغزوات الوحشية بمنطقة الريف في الشمال,بارتكابه هو وخدامه من الزمرة الخيانية وعلى رأسها علال الفاشي والمهدي المنتظر لاكبر مجزرة وابشعها في حق الشعب الاصلي والاصيل من اهل منطقة الريف بقتل اكثر من 8 الاف امازيغي وجرح عشرات الالاف واعتقال الالاف من المعتقلين ومن بينهم نساء وشيوخ واحراق هيكتارات من المحاصيل الزراعية وبقر بطون الحوامل واغتصاب البنات وهدم البيوت, ف((ثورة)) المجرم العروبي استهدفت الضعفاء الغير المسلحين من اهل الريف وكما قال ابن خلدون ( ان العرب لا يتغلبون الا على البسائط ) , هذه هي ( ((ثورة الملك))), رمز الا ستعمار العروبي وقاتل ابناء الشعب الامازيغي والمشرع للاستغلال الامبريالي لثروات وخيرات الشعب, وربط البلد بالتبعية للاقتصاد الرأسمالي الامبريالي ومؤسساته المالية.
(( ثورة )) محمد الخامس العلوي و زمرته الخيانية لم تكن الا وجه للمؤامرة الاستعمارية الدنيئة للحرمان المطلق للشعب الامازيغي من سيادته و حريته واستقلاله ولشرعنة نهب خيراته واخضاعه للاضطهاد القومي والاجتماعي.
في مثل هذه المناسبات الاستعمارية, كما جرت العادة يكافئ المقيم العام العروبي, اخوته في الكتلة الاجرامية من امثال شيوخ الارهاب الاسلامي او من امثال مغتصبي الاطفال, وهذا من كرم محمد السادس مثلا في تكريم منظري السلفية الجهادية المتورطين في العمليات الارهابية بالدار البيضاء سنة 2003 واطلق سراحهم بعفو محمدي سنة 2012 (الشيوخ: أبوحفص, محمد الفيزازي وحسن الكتاني ), والكرم المحمدي يشمل كذلك الموهوسين ب (( جنس الاطفال)), من مرتكبي الجرائم الجنسية في حق الطفولة المروكية, وهذا ما حصل مع تكريم احد اكبر مرتكبي جريمة لا تغتفر, وهو كلب ادمي من اصل عربي عراقي حامل للجنسية الاسبانية, اغتصب 11 طفلا وطفلة واطلق سراحه بعفو محمدي, اكراما له عن المساعدة في اهانة كرامة الشعب المقهور. هكذا يصون الاستعمار العلوي العروبي حرمة القاصرات والقاصرين, ولأبس ان اشير الى عملية انتحارية حدثت مؤخرا, نفذتها مراهقة لوضع حد لحياتها بعد حكم المحكمة المولوية باسم المقيم العام العلوي باطلاق سراح مغتصيبها الثمانية, لتنضاف الضحية الى عميات متسلسلة للانتحار لنفس السبب, وليكون الانتحار وسيلة للتنديد بالفساد السلطوي العلوي الارتزاقي.
من محمد الى محمد ((ثورة)) الاستعمار والاضطهاد, لم تنتهي حلقاتها بعد.
#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
