أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ميشال شماس - حين الحاجة يتذكرون شعوبهم














المزيد.....

حين الحاجة يتذكرون شعوبهم


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1406 - 2005 / 12 / 21 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



اعتاد الناس ليس في سورية وحسب، بل في جميع البلاد العربية أن المسؤولين سواء المنتخبين منهم أو المعيَّنين في الحكومات والبرلمانات والمحافظات وحتى البلديات ، لايتذكرونهم إلا في مناسبات محددة يحتاجونه فيها ثم يتجاهلونه بمجرد الانتهاء من قضاء حاجتهم منه .
فلا يتذكرون إلا حين يأتي موعد الاستفتاء الذي يسمونه "انتخاب" فينصبون الخيام ويقيمون المضافات، المحاطة بالمنافقين، ويطلقون الخطب الحماسية المليئة بالوعود الطنانة الرنانة ، والتزلف لهذا الشعب طالبين كسب صوته، وبعد أن تنتهي الحفلة، ويتلقى الفائزون التهاني، يذهب كل واحد منهم للتعويض عما صرفه في حملته الانتخابية "الاستفتائية" ، بينما الشعب ينتظر تنفيذ وعودهم ، فلا يسمع منهم وعنهم إلا القصص والحكايا عن قصورهم ومزارعهم وفيلاتهم التي شيدوها بغمضة عين ، والثروات الطائلة التي هربوها إلى خارج البلاد.
ولا يتذكرون هذا الشعب العظيم، إلا عندما يشعرون بالخطر في الأوقات العصيبة التي تشتد فيها المخاطر والضغوطات الخارجية فيخطبون وده، ملتمسين منه التوحد وتناسي الخلافات ، وأن يعبّر عن غضبه بوجه تلك المخاطر والتهديدات بالمشاركة في تلك الاعتصامات والخيام التي نصبوها له خصيصاً في الساحات والحدائق، والمشاركة في حلقات الدبكة والعتابا، والاستماع إلى شعبولا وعلي الديك، بدل الاستماع إلى سميح شقير وشاميات فيروز والأخوين رحباني وسيد درويش أو زياد الرحباني أو مارسيل خليفة .
حتى أن بعض رجال الأعمال أخذوا يعزفون على "أوتار الوطنية" حين تسابقوا إلى نصب الخيام وإقامة المضافات المحاطة بسيارتهم الفارهة، والتي اتخذوا منها مكاناً لإدارة أعمالهم ، وكأن الدفاع عن الوطن لايحتاج إلا إلى اعتصاماتهم ومضافاتهم ،إلى خطبهم وسيارتهم وربطات عنقهم الأنيقة، في الوقت الذي يستمرون فيه بنهب المال العام والخاص وتهريبه إلى خارج الوطن، بالتعاون والتحالف الوثيق مع بعض من هم في مركز المسؤولية ، والذين يكثرون من حضورهم في تلك الخيم ، لعلهم يضللون الشعب فينساهم ، لكن هيهات أن ينسى الشعب من أمعن في سرقة ونهب أمواله، وساهم في إفساده وانتهاك حرياته ، مهما تلونوا أوغيروا جلودهم.
تُرى كم كان سيكون الموقف رائعاً بمعناه، عظيماً بنتائجه، لو أن هذه الخيام وتلك المضافات تحولت إلى ملتقى للحوار الوطني وتبادل الرأي والرأي الآخر بين مختلف ألوان وأطياف هذا الشعب العظيم الذي لولاه لما أصبح هذا النائب نائباً، أو ذاك المسؤول مسؤولاً أو ذاك الشخص رجل أعمال.. ؟!
لقد علمنا التاريخ ومازال يعلمنا أن الدول التي تكون فيها السلطة قريبة من العدالة بعيدة عن الظلم ، ويقل فيها الفساد على اختلاف أنواعه، وتمنح مواطنيها قدراً معقولاً من الحرية والديمقراطية، تكون أقل عرضة للخطر الخارجي، فكلما كانت السلطة وفي أي دولة كانت أكثر تحسساً لمشاكل مواطنيها وأكثر استجابة لحاجاتهم ومطالبهم، كلما استطاعت عند تعرضها لخطر حقيقي أن تحتمي بمواطنيها الذين لن يبخلوا في الوفاء ورد الجميل بالدفاع عمن أكرمهم وأعطاهم ، ومثال فنزويلا مازال ماثلاً أمامنا، عندما دافع الشعب الفنزويلي عن رئيسه هوغو تشافيز وأعاده إلى قصر الرئاسة محمولاً على الأكتاف ، ودافع عنه مرة ثانية في الاستفتاء الذي جرى بهدف تقصير ولايته. وما كان للشعب الفنزويلي أن يفعل ما فعل لولا أن رئيسه هوغو شافيز وقف معه ونفذ ما وعد به شعبه خلال حملته الانتخابية من احترام حريات الناس والمشاركة في صنع القرار والتوزيع العادل نسبياً للثروات وبخاصة النفط ، حيث بدأ يشعر الفنزويليون بتحسن وضعهم المعيشي والاجتماعي والسياسي في عهد شافيز ، بخلاف ما كانوا يشعرون به من ظلم وقمع وفقر في العهد السابق.
فالوطنية لاتأتي من خلال الدروس أوالخطب والمقالات ، ولابكثرة الاعتصامات والمضافات ،بل هي أكبر من كل ذلك ، فهي حالة وجدانية يعيشها الإنسان، تتوهج في أعماقه وتتجلى بأبهى صورة لها عندما يكون هذا الإنسان معززاً مكرماً حراً سيداً في وطنه، وبالعكس تماماً من ذلك فإن الشعور بالوطنية يضعف إلى حد كبير إن لم يتلاش، عندما يكون ذلك الإنسان مهمشاً مقهوراً ومقموعاً لا إرادة له ، تماماً كأي شجرة مثمرة عندما نهتم بها ونسقيها ونحميها، فإنها سوف تجزي في العطاء ، أما إذا أهملت دون رعاية أو عناية، ستضعف قدرتها على العطاء لا بل قد تذبل وتموت .
باختصار، الوطن ليس بحاجة إلى تلك الاعتصامات والمضافات لتأكيد وطنية أبنائه في الدفاع عنه، بل جل ما يحتاج إليه هو أن يكون أبناؤه شركاء حقيقيون في إدارة شؤونه ، وقيادته عبر أطر ديمقراطية مشروعة، يناقشون قضاياه بلا خجل أو وجل ، لا أن يتم إهمال هذا الشعب في الرخاء وتذكره في أوقات الشدة أو عند الحاجة إليه فقط.



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ميشال شماس - حين الحاجة يتذكرون شعوبهم