أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي خليل - العلويه النصيريه و الغنوصيه المسيحيه















المزيد.....


العلويه النصيريه و الغنوصيه المسيحيه


محمد علي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5261 - 2016 / 8 / 21 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقال الثاني ضمن سلسلة المقالات حول العلويه النصيريه التي تشكل 10% من سكان سوريا بالاضافه الى أن لها تواجد في جبل محسن بلبنان و لواء الاسكندرونه السوري و الذي تم ضمه لتركيا عام 1936 كان المقال السابق في هذا المنتدى بعنوان (العلويون تاريخهم و عقائدهم)
كلمة الغنوصية مشتقه من الكلمة اليونانية والتي تعني "المعرفة" ذلك أنها تدل على المعرفة السريّة لله التي يدّعي أتباعها امتلاكها انطلاقاً من بحوث العرفان (المعرفة السريّة)، أنظمة فكرية تخلط مذاهب التصوفية اليهوديّة والثنائية الزرادشتية بالعقائد المسيحيّة بالإضافة لاتجاهات ميتافيزيقية أفلاطونية وأفلاطونية حديثه
و أخترقت الغنوصيه أغلب الاديان و من بينها المسيحيه و الاسلام و في هذا المقال سنستعرض أبرز الحركات الغنوصيه في الاسلام و هي العلويه النصيريه بالاضافه الى الحركات الغنوصيه في المسيحيه و هي حركات انقرضت في المسيحيه الا ان اكتشاف اناجيل غنوصيه مثل أناجيل يهوذا و توما و فيليب بالاضافه الى كتابات الاباء الكبار في المسيحيه مثل اريناؤس في القرن الثاني الميلادي في رده على الغنوصيه تكشف لنا جزء من افكارهم في العقيده المسيحيه
أولا نستعرض النقاط الاساسيه فيما يسمى المسيحيه الرسوليه (الارثوذكسيه و الكاثولكيه ) و التي كانت الغنوصيه تهدم اهم افكارها
أولا الاقانيم الثلاثه و هو معتقد ديني مسيحي الثالوث في اللاهوت المسيحي، هو معتقد ديني يعني أن الله الواحد ثلاث أقانيم أو ثلاث حالات في نفس الجوهر المتساوي وهي الاب و الابن و الروح القدس و هم متحدون كما ان الانسان مكون من جسد و روح و عقل و كلهك كتحدون و تدل على ذات الانسان كذلك الاب و الابن و الروح القدس متحدون و متساون في الجوهر و كلهم تدل على الله
2_التجسيد حسب العقيده المسيحيه أن الاب ارسل الابن يسوع فتجسد بواسطة الروح القدس أي ان الابن الذي هو احد اقانيم الله الغير منظور اتخذ له جسدًا بشريًا من نفس طبيعتنا البشرية، ومعنى أن الله تأنس أن الله الغير منظور صار إنسانًا مثلنا وشابهنا في كل شيء ماخلا الخطية وحدها.. الله الغير منظور أصبح منظورًا في شخص يسوع الذي حلّ بيننا، وقال الإنجيل " والكلمة صار جسدا
ف يسوع حسب المسيحيه الرسوليه مكون من طبيعه ناسوتيه جسديه تأكل و تشرب حقيقة و مولود حقيقة اتحدت بهذه الطبيعه الناسوتيه طبيعه لاهوتيه منذ ان كان جنين في بطن العذراء
3_الفداء _ هى من أهم العقائد المسيحية، ولها إرتباط وثيق بلاهوت السيد المسيح، وتجسد الكلمة، حيث كان لابد من أن يكون الفادى هو الإله المتأنس،ليفدي البشر عن خطيئة ادم و حكم الموت على البشريه و عدم دخول ملكوت الرب بعد موتهم فكان تجسيد المسيح و موته على الصليب و الامه على الصليب هي فداء للبشريه عن تلك الخطيئه اذا المسيح مات موتا حقيقيا طبقا للكنيسه الرسوليه ثم قام من الموت و صعد للسماء و الموت وقع على الطبيعه الناسوتيه له الجسد أما الطبيعه اللاهوتيه له و هي الكلمه او الابن فلم تتأثر بذلك
أي ان الروح اللاهوتيه للمسيح ظلت متحده بالروح الناسوتيه له و لم تتأثر بينما جسده تالم و دفن في القبر ثم قام بعد ثلاثة أيام
وكما قال بولس الرسول "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" . وقال " بذل نفسه لأجلنا يفدينا من كل إثم" (متى2: 14). وقال أيضًا "المسيح افتدانا من لعنه الناموس
__________
الغنوصيه المسيحيه :لمنطلق الأساسي الأول للغنوص هو مشكلة الشر وعدم الكمال في العالم، فالغنوصي يرفض فكرة كون الله الخالد أبدا خالقاً لما هو قابل للفناء، ويرفض أن يكون الله الذي هو الكمال المطلق خالقا للعالم الغير كامل وما فيه من شرور، ويرفض أن يصدر من الله هذا الكيان الأزلي كيان محدث والحل الذي أبتدعه هو أن الإله خالق العالم وكل ما به من شرور ليس الإله الأول وإنما خلق بفعل قوة إلهية وسيطة بين الذات الإلهية والعالم ليست بكمال الذات الإلهية، قد تكون الابن(العقل الكلي) الذي فاض من الذات الإلهية كما في النصوص الهرمسية و لذا فالاله الاول لا يحمل اي صفه فهو أسمى من ذلك ام من يحمل صفات الخالق و الرازق و حتى اسم الله هو العقل الكلي الذي فاض منه او الكلمه ثم فاض من العقل الكلي نورا اخر و هو النفس الكليه
كما انهم اعتقدوا بأن الروح اصلها سماوي و لكن نتيجه لاخطاء ارتكبتها في السماء هبطت للارض
بنت أفكارها على أساس أن المادة شر، وعلى أساس التضاد بين الروح وبين المادة التي هي شر، في نظرها، ونادت بأن الخلاص يتم بالتحرر من عبودية وقيود المادة والعودة إلى الروح الخالص للروح السامي، وقالت بأن الاله ارسل الابن(العقل الكلي او اللوغوس )، وقالوا أن المسيح (الابن) نزل على يسوع الإنسان وقت العماد وفارقه عند الصليب و هذا يخالف اعتقاد المسيحيه التقليديه في ان المسح و يسوع واحد و ان اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظه واحده منذ ان كان جنينا و حتى على الصليب
، و كان اعتقاد الدوستية(أكبرفرق الغنوصيه المسيحيه (Docetism) و التي تشابه اعتقادات العلويه النصيريه في نقاط كثيره القائل أن المسيح هو الابن او العقل الكلي (اللوغوس)وقد نزل على الأرض في جسد خيالي لا حقيقي، أنه روح إلهي ليس له لحم ولا دم ولا عظام، لأنه لم يكن من الممكن، من وجهة نظرهم، أن يتخذ جسدا من المادة التي هي شر في نظرهم لذا قالوا أنه نزل في صورة وشبه إنسان وهيئة بشر دون أن يكون كذلك، جاء في شكل إنسان دون أن يكون له مكونات الإنسان من لحم ودم وعظام، جاء في " شبه جسد " و" هيئة الإنسان "، وقالوا أنه لم يكن يجوع أو يعطش أو ينام، ولم يكن في حاجة للأكل أو الشرب وأنه كان يأكل ويشرب وينام متظاهرا بذلك تحت هيئة بشرية غير حقيقية. وشبهوا جسده بالنور أو شعاع الشمس جاء في " أعمال يوحنا "(23) أحد كتبهم، أن المسيح عندما كان يسير على الأرض لم يكن يترك أثرا لأقدامه، وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت يده تخترق جسده بلا أي مقاومة حيث لم يكن له جسد حقيقي. وكانت طبيعة جسده متغيرة عند اللمس، فتارة يكون ليناً وأخرى جامداً ومرة يكون خالياً تماماً. كان بالنسبة لهم مجرد شبح وحياته على الأرض خيال. وكان يظهر بأشكال متعددة ويغير شكله كما يشاء وقتما يشاء!! (من كتاب تاريخ الفكر المسحيي_حنا جرجس الخضري)
وجميعهم لم يقبلوا فكرة أنه تألم ومات حقيقة ، بل قالوا أنه بدا وكأنه يتألم وظهر في الجلجثة كمجرد رؤيا . وقد أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي قائلا : ” إذا كان يسوع المسيح – كما زعم الملحدون الذين بلا إله – لم يتألم إلا في الظاهر ، وهم أنفسهم ليسو سوى خيالات (بلا وجود حقيقي) فلماذا أنا مكبل بالحديد، ” وهو إنما أحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص ، تألم حقا وقام حقا ، وآلامه لم تكن خيالا )
فكرة الغنوصيه و خصوصا الدوستيه منهم هذه كانت تنقض و تهدم أهم العقائد المسيحيه التقليديه و هو صلب المسيح و تألمه حقيقة من اجل فداء البشر من خطايهم

كما اعتقدوا بان المسيح رغم كونه احد الفيوضات الصادره من الذات و يحمل اسمائها و صفاتها مثل (الله و الخالق و الرازق) الا انه اقل من الذات الالهيه و لذلك لم يساو بين الابن و الاب كما تعتقد المسيحيه التقليديه الرسوليه و سجل القديس اريناؤس اسقف ليون هذه الخلافات و رد عليها
ويذكر فراس السواح ايضا في كتابه ( الوجه الاخر للمسيح ) عن اللوغوس ، ان فيلو الاسكندري( وكان من الغنوصيه) أطلق عدة تسميات على اللوغوس (الابن) ودعاه بالاله الثاني و بالرب وبالاسم و قد تأثر بها ايضا بعض غير الغنوصيه مثل اوريجانوس اعتبروا ان اقنوم الابن غير مساوي لاقنوم الاب فيذكر أسد رستم، أباء الكنيسه صفحـ 131 ـة. و لم يعتبر اوريجانوس الاقانيم مظاهر لاله واحد فالابن انبثق من الاب و بما ان كل شئ أزلي ابدي في الاب فهذا الانبثاق ازلي ابدي
) ثم يذكر و من يمعن النظر فيما جاء عن اوربجانس يجد انه يعتقد بثالوث متدرج فقد جاء في رده على كلسوس (فنحن الذي نؤمن بان العالم المنظور هو تحت ارادة من خلق هذا الكون لا نعتقد بان الابن أقوى من الاب بل دونه ) و جاء في تعليقه على انجيل يوحنا (أما نحن نصدق المخلص حين قال _ان الاب الذي ارسلني اعظم مني )
و سميت هذه الفكره الغنوصيه بفكرة التبعيه و اعتبرتها الكنيسه بأنها تعني تعدد الالهه و اعتقدت خلافها و هي المساواه بين الاقانيم و من بينها الاب و الابن


كما اعتقدت بالتناسخ و ان الروح هي سجينة الجسد و هبطت للارض و سجنت في اجساد بشريه نتيجه لخطيئه لذا أتى يسوع لاعطائها المعرفه التي تحررها من الجسد اما من لم يتبع تلك المعرفه او لم تتحرر روحه بالموت بسبب خطايه و ذنوبه تظل روحه تنتقل من جسد لاخر فيكون ذلك شقائها و عذابها

اذا ملخص عقيدة الدوستيه الغنوصيه أن المسيح هو الابن او العقل الكلي الذي فاض من الذات الالهيه فهو أزلي لانه فيض من الذات (الاب)و يحمل صفات و اسماء الاب فهو الله و الخالق الا انه اقل من الذات الالهيه الاولى (الاب )و انه ظهر في صورة بشر و لا يعتقدوا انه كان جسدا
و لذا لا يعتقدوا بأنه صلب حقيقة كما يعتقدوا بالتناسخ
__________________

أما العلويه النصيريه فتتفق مع الغنوصيه المسيحيه في تلك النقاط
فتتفق معها في احتقار الجسد و الاعتقاد بأن الارواح قبل هبوطها للارض كانت أنورا و عندما ظهر الله في صورة نورا مثلهم بعضهم عرفه و بعضهم أنكره فأهبطهم جميعا للارض و ألبسهم الاجساد البشريه مع وعد منه بأنه سيظهر لهم في صورة بشر ليعرفوه و ليعبدوه
كما تعتقد بالثالوث الاله (المعنى) و العقل الكلي (الاسم) و النفس الكليه(الباب) الذي يظهروا في صورا بشريه في كل دور وكور(فتره من الزمن) الا انهم ليسوا أجساد حقيقه و انما اجساد وهميه
فصورة علي بن أبي طالب الظاهرة للبشر ليست حقيقية وإنما كل إنسان يرى منها بحسب إيمانه، فأهل الباطل رأوه في صورة علي المعروف في الكتب، والذين اعلا أيمانًا منهم رأوا من الصورة غير ما رأى أهل الكدر، وأهل الحقيقة الكاملة لم يروا صورة علي بل رأوا الذات الإلهية لم تزل عن كيانها، فبمقدار إيمان كل مؤمن يرى من حقيقة الصورة
و ظهورات المعنى هي هابيل و كان الاسم ادم و شيت و كان الاسم نوح و يوسف وكان الاسم يعقوب و يوشع بن نون كان الاسم موسى و اصف وكان الاسم سليمان و شمعون الصفا و كان الاسم عيسى و علي و كان الاسم محمد
اما باقي الائمه الاثناعشر فهم ظهورات للاسم
و كلا من المعنى (الذات)و الاسم(العقل الكلي ) هم ظهورات في اجساد نورانيه خياليه و ليس لها عظم او دم و اتفقوا في هذه النقطه مع الغنوصيه الدوستيه المسيحيه كما اتفقوا مع الدوستيه في أن المسيح هو ظهور للعقل الكلي (الخالق و الرازق) الا انه تضيف ان شمعون الصفا كان ظهورا للمعنى المتوجه اليه بالعباده و هو الذات الالهيه في ذلك الدور(فتره من الزمن ) كما كان علي هو ظهور للذات (المعنى) عندما كان محمد ظهورا للاسم
و الاسم (العقل الكلي ) هو اقل مرتبه من المعنى على الرغم من انه يحمل اسماء و صفات الذات مثل (الله و الخالق و الرازق ) و انه فيض من المعنى الذات الالهيه و كل ما في الذات هو أزلي فبتالي الاسم أزلي كما قال محمد بن نصير في كتاب المناظرات عندما سئل هل محمد مخلوق قال محمد خالق و ليس مخلوق _و محمد كان يشير لعلي بقوله عندما كان يقول في القران كان ينسب الفعل لغيره (( وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها ) وقوله (و انه اهلك عاد الاولى و ثمود) بينما قال الامام علي عن نفسه في خطبة البيان التي ينسبونها له (أنا مزلزل الارض و جبالها انا ذابح ابليس انا اهلكت القرون بعد القرون أنا اعلم ما تبدون و ما تخفون انا اهلكت عاد و ثمود ) فأسند الافعال لنفسه فكان هذا تصريحا منه بعد الاشاره اليه في القران

و ايضا علي لم يأكل و لم يشرب الا خيالا فيترك حرية الاعتقاد به ك اله لهم فيذكر الخصيبي في الرساله الرستباشيه ص 19(فهو وصف نفسه بأنه نور فقال الله نور السموات و الارض الا انه يرى كالاجسام و لو لم يرى كالاجسام لم يثبت وجوده) و لا صح عيانه و تيقنه فان قال قائل ما الدليل على ظهوره بصوره مرئيه قلنا له و لو لم يظهر بصوره مرئيه لم يثبت وجوده و لا صح)
و في الرساله الرستباشيه ص 35(و اظهر الاكل و الشرب و النوم و هو أجل من ان يكون فيه شئ من هذا و لكنه أظهرها ايناسا لخلقه و لطفا بهم)
و يروى في المجموعه المفضليه في حديث طويل معناه ان ميثم التمار كان عند الامام علي فرأه ياكل فقال في نفسه يأكل كما ناكل و نشرب كما نشرب فما الفرق بيننا و بينه فقال له الامام علي يا ميثم تقول لنفسك يأكل كما نأكل و يشرب كما نشرب فما الفرق بيننا و بينه فكشف له عن الحجب فراى الذات الالهيه
و كذلك يرد في كتاب الجوهره الطالقانيه ما معناه فصورة علي بن أبي طالب الظاهرة للبشر ليست حقيقية وإنما كل إنسان يرى منها بحسب إيمانه، فأهل الباطل رأوه في صورة علي المعروف في الكتب، والذين اعلا أيمانًا منهم رأوا من الصورة غير ما رأى أهل الكدر، وأهل الحقيقة الكاملة لم يروا صورة علي بل رأوا الذات الإلهية لم تزل عن كيانها، فبمقدار إيمان كل مؤمن يرى من حقيقة الصورة
و في كتاب المثال و الصوره ل محمد بن نصير ("إن الذي رأيته يقول الناس هو علي إنما هو الله الذي يظهر كيف يشاء. لم يغب عن سمائه بمشاهدة أرضه ولا عن أرضه بمشاهدة سمائه. فمن زعم أنه رأى بعضًا فقد بعض الله. ومن قال: هو هو بذاته على أنه بدن فقد شبَّهه وحدَّه ووصفه. ومن قال: هو الله ظهر كيف يشاء لمن يشاء من خلقه لا موصوفًا ولا محدودًا ولا زائلًا ولا يقضَ عليه بحراك ولا حد ولا مثال استدللت به على صورته ومن استدل بمعرفته على صورته فقد صار بعون الله إلى سبيل النجاة"
أما الحسن و الحسين فهم ظهورات للاسم و ليسوا ابنائه حقيقة و لكن في الظاهر فقط أبنائه اما باقي ابنائه فهم ملائكه و لذا قال الخصيبي(بأنهم فراش النور و هم الابناء الذين ظهروا مع المعنى و دعوا في الظاهر انهم أولاده)
و يستدل بحديث يورد فيه قول الامام علي لسلمان الفارسي (نحن لم نلد و لم نولد)
كما اعتقدوا ان بن ملجم محمود باطنا مذموم ظاهرا كما ورد في الرساله الرستباشيه
و يفسر الحراني في كتابه الاصيفر ما حدث فيقول
أن علي بن ابي طالب خطب من على منبره في الكوفة فقال:
من منكم يتحمل فيَّ اللعن الى يوم القيامة؟ فلم يتكلم احد - و ذلك لسبق ارادة المولى فيهم - فتكلم عبد الرحمن بن ملجم فقال: انا يا مولاي اتحمل فيك اللعن الى يوم القيامة... فأظهر عند ذلك المولى الغيبة على يد ابن ملجم.. و قد سئل ( جعفر الصادق ) عن عبد الرحمن بن ملجم فقال: هو الوليّ...
و في كتاب الصراط المنسوب للمفضل بن عمرو الجعفي ان الامام الصادق قال عن و اعلم يامفضل لما أثبت اهل الاقرار و ألزم اهل الانكار جحودهم فقال المنكرون ها قد غاب عنا الم نقل لكم انه من حالنا و مثلنا ها قد هلك و زال كما نزول و انتم تقولون انه ربنا و خالقنا فأخبر الله عنهم أن الذين أجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون فكان غيبته امتحانا و اختبارا لهم
_اذا الامام علي في العقيده النصيريه لم بكن له جسد حقيقي و انما كل انسان يرى من صورته بحسب ايمانه كما انه لم ياكل و لم يشرب و لم بكن له اولاد الا ظاهرا و ليس حقيقة و كذلك غاب و لم يمت و ليس له قبر
فهو احد ظهورات المعنى(الذات الالهيه ) و لذا أخطأ القلقشندي في كتابه صبح الاعشى جزء 13 تفسير تقديسهم لابن ملجم بانه خلص اللاهوت من الناسوت _فالناسوت في العقيده النصيريه هو لفظ مجازي مقصود به الصوره المرئيه و ليس جسد بشري و انما اظهر الاكل و الشرب و الغيبه ايناسا للبشر و ايضا امتحانا للبشر لانه لو اظهر المعجزات فقط مثل رد الشمس و احياء الموتى لما اختلف اثنان على ألوهيته

و قد وردت الرد على هذه العقيده في كتب الشيعه ففي حديث طويل نذكر منه هذا الجزء ويذكر الطبرسي في كتابه «الاحتجاج» (ج 2/ص 439) فقال الرجل للامام الرضا عليه السلام : بأبي أنت وامي يابن رسول الله فإن معي من ينتحل موالاتكم ويزعم أن هذه كلها صفات علي عليه السلام، وأنه هو الله رب العالمين. قال:فلما سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه وتصبب عرقا، وقال: سبحان الله سبحان الله عما يقول الظالمون والكافرون علوا كبيرا، أو ليس كان علي عليه السلام آكلا في الاكلين، وشاربا في الشاربين، وناكحا في الناكحين، ومحدثا في المحدثين ؟ وكان مع ذلك مصليا خاضعا بين يدي الله ذليلا، وإليه أواها منيبا، أفمن كان هذه صفته يكون إلهاء ؟ فإن كان هذا إلها فليس منكم أحد إلا وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدث كل موصوف بها فقال الرجل: يابن رسول الله إنهم يزعمون أن عليا لما أظهر من نفسه المعجزات التي لايقدر عليها غير الله دل على أنه إله، ولما ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لبس ذلك عليهم وامتحنهم (2) ليعرفوه وليكون إيمانهم به اختيارا من أنفسهم. فقال الرضا عليه السلام: أول ما ههنا أنهم لا ينفصلون ممن قلب هذا عليهم فقال: لما ظهر منه فقر والفاقة دل على أن من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله فعلم بهذا أن الذي ظهر منه من المعجزات إنما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين، لا فعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف

و كذلك ظهورات الاسم مثل النبي محمد و باقي الائمه الاثناعشر لم ياكلوا و لم يشربوا الا ظاهرا و لم يموتوا و لذا قالوا بأن الحسين شبه لهم قتله لانه الاسم فهو (الله و الخالق و الرازق)فألقى شبهه على حنظله بن اسعد الشامي الذين كان تناسخ للضد عمر بن الخطاب
و ورد في مجموع الاعياد لميمون الطبراني ان عيد عاشوراء حيث قتل فيه الضد و يروي قصه في ذلك كما أورد الخصيبي في ديوان شعره يقول الخصيبي:
سلام على من حجب الله شخصه === وأظهر للأعداء شبها كصورته
كعيسى وهو عيسى ولا فرق بينهم ==== يرونه مشهورا ويا حسن شهرته
وقالوا قتلناه وما كان قتله === ولا صلبوه بل شبيها لرؤيته
و بالفعل حسب اللعقيده العلويه النصيريه الحسين و المسيح واحد لان كلاهما ظهور للاسم و قد ورد الرد على هذه العقيده في كتب الشيعه ورد في كتاب عيون أخبار الرضا «عليه السلام» ج1 ص219 ا عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا «عليه السلام»: يا بن رسول الله، إن في سواد الكوفة قوماً يزعمون أأن الحسين بن علي «عليه السلام» لم يقتل، وأنه ألقي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي، وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم «عليه السلام»، . فقال: كذبوا، عليهم غضب الله ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبي الله «صلى الله عليه وآله» في إخباره بأن الحسين بن علي «عليه السلام» سيقتل. والله لقد قتل الحسين «عليه السلام» وقتل من كان خيراً من الحسين أمير المؤمنين، والحسن بن علي «عليهم السلام»، وما منا إلا مقتول، وإني والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول الله «صلى الله عليه وآله» أخبره به جبرئيل


___________
تتفق العلويه النصيريه مع الغنوصيه المسيحيه في نقطة المراتب في العالم النوراني _ففي كتاب (تاريخ الفكر المسيحي - حنا الخضري ص 476), في العقيده الغنوصيه هناك *** النوع الأول : وهو الإله السامي? أو العظيم? وهذا الإله يرأس سلسلة كثيرة الحلقات من الآلهة المتميزين الواحد عن الآخر في الدرجة والسلطان قد انبثعوا سواء من هذا الإله الأعظم أو خرجوا الواحد من الآخر , وهذه الكائنات سواء كانت منفردة منعزلة أو كانت أزواجاً فإنها كوّنت معاً ما يسمى المجموعة الإلهية , (و هي فكرة الاب وابعث منه الابن (العقل الكلي )و منه انبعثت النفس الكليه ثم انورا من النفس و هكذا تستمر هذه الانبعاثات الى حد معين )
*** والنوع الثاني : وهو يشبه النوع الأول من حيث النظام والتكوين? ولكنه يختلف من حيث النوع لأن الذي يرأس هذه المجموعة شيطان وتعاون معه الآلهة الأشرار والمخربون, والصراع بين إله الشر وأعوانه? وإله الخير وأعوانه مستمر
و تبرز هذه الفكره في العقيده في مراتب الذات الالهيه(المعنى) و الاسم(العقل الكلي) و الباب (النفس الكليه) ثم مرتبة الايتام الخمسه و النقباء و النجباء
و الايتام انبعثوا من نور الباب (سلمان الفارسي ) عندما ظهروا في صورة : المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و عبد الله بن رواحة ,واليتيم الرابع : عثمان بن مضعون و قنبر بن كادان , و هؤلاء لهم اعمال تماثل الملائكه في عقيدة باقي المسلمين من التوكيل بالمطر و الموت و غيره
و بن سبأ في مرتبة النقباء
و كذلك هناك الضد (ابليس ) و اسمه و بابه وأيتامه و نقبائه و نجبائه فكان الضد هو قابيل عندما كان المعنى هو هابيل و كان الضد هو عمر بن الخطاب عندما كان المعنى هو علي و هو روح مثل ابليس لا تموت الا في نهاية العالم و لذا كان هو حنظله بن اسعد الشامي الذي كان في كربلاء و شبه لهم انه الحسين و كان باقي المراتب هي (ابوبكر الاسم )و عثمان الباب
__-
عقيدة التناسخ .تتفق العلويه النصيريه مع الغنوصيه المسيحيه في الاعتقاد بالتناسخ حيث تعتقدد بأن الارواح قبل هبوطها للارض كانت أنورا و عندما ظهر الله في صورة نورا مثلهم بعضهم عرفه و بعضهم أنكره فأهبطهم جميعا للارض و ألبسهم الاجساد البشريه مع وعد منه بأنه سيظهر لهم في صورة بشر ليعرفوه و ليعبدوه و بأن من عرف الله في ظهوراته البشريه نال الخلاص و تتحرر روحه من جسده البشري الى ان تعود ك نورا بين الكواكب كما كانت بعد سبع دورات من التناسخ اما من لم يعرفه فتظل روحه تنتقل من جسد لاخر سجينة فيه و قد تنتقل لجسد حيوان

و لذا مال اغلب الغنوصيه و كذلك العلويه النصيريه الى اسقاط العبادات مثل الصلاه و الصوم و الحج حيث من عرف الائمه و حقيقتهم الباطنيه نال الخلاص

المقال القادم الائمه في المنظور الشيعي _مخصص لايراد افكار الغلو و ما رد عليه الائمه و علماء الشيعه طبقا للعقبده في المذهب الشيعي الاثناعشري











#محمد_علي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلويه النصيريه و الغنوصيه
- المعتزلة و الامام علي
- العلويون(تاريخهم و عقائدهم)
- العلويون_ (1_4)
- السياسه و المذاهب (3_3)
- السياسه و المذاهب (3_2)
- السياسه و المذاهب (3_1)
- دم الاله(3_3)
- دم الاله (3_2)
- دم الاله (1_3)
- رساله عابره لالاف السنين
- وحدة الفن و الدين
- دعوه لاعادة قراءة ثورة الحسين


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي خليل - العلويه النصيريه و الغنوصيه المسيحيه