أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - شيزوفرينيا المثقفين














المزيد.....

شيزوفرينيا المثقفين


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 13:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(1 ):

( لقد نشا بعد 14 تموز على ضفتي الصراع السياسي بين القوميين بمختلف فصائلهم , واليساريين بمختلف انتماءاتهم , مثقفون غدوا على حين غفلة منهم او بارادتهم حراسا للمباديء السياسية ,يذودون عنها عبر كتابات تعني بالتعبير عن افكار تلك العقائد . والحق ان ماكان يوحدهم على هامش الحرية النسبي في العهد الملكي , هو معارضتهم لهذا النظام , باعتباره تابعا للغرب ومنفذا لمشاريعه , انتهى بهم الى تفكك لا على مستوى الانشغال بالمعارك السياسية , بل فقدان دورهم النقدي في المجتمع , فقد وضع الكثيرمنهم نتاجاته في خدمة الاحزاب او السلطة باعتبارها راعية للثقافة )
الباحثة فاطمة المحسن من كتابها ( تمثلات الحداثة في ثقافة العراق ) – الناشر:منشورات الجمل – بيروت – لبنان – ط1 – 2015

(2 ):

شعر المثقف العراقي بالتفوق والانفصال عن الاخرين استنادا الى الفكر الشمولي والموروث الاسلامي القائمين على الشعور بالتفوق وتهميش الاخرين .وبسبب انضواء المثقفين الى الاحزاب الراديكالية والشعور بالاغتراب والتناقض بين الجذور الريفية للمثقف وواقعه المديني الجديد وشهادته الاكاديمية او معيشته في الغرب الاوربي , لذا فان من يشتغل على الوتر الحساس لهؤلاء المثقفين يكون ردهم عنيفا ولا عقلانيا بخلاف افكارهم الحداثية والعقلانية.انها نوع من الشيزوفرينيا الفكرية والثقافية .

.يستعرض الباحث سعد محمد رحيم في كتابه الجديد (المثقف الذي يدس انفه ) – ط 1 – 2016- الناشر:دار سطور للنشر والتوزيع – بغداد – شارع المتنبي , كتابي الباحثة والناقدة فاطمة المحسن (تمثلات النهضة ) و ( تمثلات الحداثة ).

تتحدث فاطمة المحسن عن اغتراب المثقف العراقي والذي كان يفكر بعقلية النخبة والطليعة ويعد نفسه رسولا للفكر والثقافة . تشرح فاطمة المحسن مفهوم الطليعية عند هؤلاء المثقفين المغتربين في كتابها ( تمثلات الحداثة في ثقافة العراق ):
( يكمن في نوع من الوعي بقيمة الذات المتفوقة وتفردها وترفعها عن المحيط الذي ليس بمقدوره سوى تقديم فروض الاعجاب والانبهار بها ).وتكمل فاطمة المحسن ( ولكن الاغتراب سيتخذ بعدا اكثر تعقيدا ,حينما يتداخل الثقافي مع السياسي , ويسوغ المثقف طليعيته , عبر دور سياسي , قبل ان يبدا المشروع الحداثي عينه الذي بشر به المثقف بالتلكؤ ..نشات مفاهيم الطليعية ضمن توترات طموح الانتلجنسيا العراقية نحو تحقق فردانية تضمن تمايزهم مع توق الى تحمل مسؤولياتهم في التعبير عن الهموم الاحتماعية ,بل دفعت نسبة كبيرة من المثقفين الحداثيين الى الانضواء تحت لواء الاحزاب والحركات الراديكاليةالمعادية للنظام الملكي ).

( رغم ان مشروع الحداثةالسياسية والاجتماعية تشكل تحت مظلة هذا النظام الذي وسمه اليسار بسمة (الاقطاعي ))..ينقل الباحث سعد محمد رحيم عن الباحثة فاطمة المحسن ( فالوعي بالحداثة كحالة معاشة تفرض احساسا بالتفوق والانفصال عن الاخرين وتمييز النفس بمظهر يلفت الانتباه ويشيع بين الناس قدرا من الدهشة والعجب ).

لذا فان المثقف من اصول ريفية يصاب بالاغتراب بين جذوره الريفية , وواقعه المديني وشهادته الاكاديمية وربما معيشته في بعض العواصم الاوربية .لقد كان المثقف العراقي في زمن الحرب الباردة يبيع الاوهام ويسطر خطابات سياسية ايديولوجية في حين ان عامة الناس مشغولة بالبحث عن لقمة الخبز .

في الفترة الاخيرة فقدت عدد من الاصدقاءعلى صفحتي ومن زملائي في الحوار المتمدن والذين كنت التقي بهم في بغداد على فترات متباعدة, مفضلا الصمت وعدم الرد . والصمت يشير في ثقافة اللاعنف الى الاحتجاج السلبي حاله حال الصيام والاعتكاف . ان منظومة افكاري القيمية واخلاقي المسيحية تمنعني من الرد على الاساءة بالاساءة . فالمسيح بشر بالمحبة .فضلت الاحتفاظ ببقايا صور جميلة عن الماضي محاولا نسيان الاساءة . بينما الاخرين لديهم الشعور بالتفوق وهو من سمات الثقافة الاسلامية والافكار الشمولية.متصورين انفسهم مثقفين نخبويين وطليعيين متناسين ان المثقف قد تبدل دوره وان مشاريعه باءت بالفشل.

يكتب الباحث سعد محمد رحيم في ص 193 من كتابه (المثقف الذي يدس انفه ):
( كان الايديولوجيون العرب باعة اوهام بائسين انخدعوا بما يعتقدون وخدعوا مجتمعاتهم به, والنتيجة اننا خسرنا اكثر من نصف قرنا من امكانيات النهضة والتحديث والتقدم ).
ويكتب الباحث سعد محمد رحيم في ص 202 من كتابه :
( وحين ستضع ثورة 14 تموز 1958حدا لتوسع التيار الليبرالي , ستبدا مرحلة قلقة وعاصفة من الصراع الذي سيتخذ طابعا دمويا اكثر منه سجاليا – فكريا بين التيارين الشيوعي الماركسي والقومي العروبي .وستتلكا مشروعات التحديث , تحت وطاة الحكم الشمولي الخانق , تاركة ثغرات خطيرة ستنفذ منها فيما بعد قوى الاسلام السياسي).

كلمات لابد من قولها :
ان الصمت احد انواع الاحتجاج السلبي حاله كحال الصوم والاعتكاف , وان السياسة هي نوع من الجدران التي تفرق بين الاصدقاء .
علينا الفصل بين مشاعرنا وبين مواقفنا السياسية من جهة وبين علاقاتنا الانسانية وصداقتنا واخوتنا وزمالتنا .
لايجوز تفضيل السياسة على الصداقة والاخوة والمشاعر الانسانية .
السياسة قذرة وهي تتعارض مع الاخلاق ..

لااخلاق في السياسة..

السياسة تقتل ,السياسة بلا اخلاق ..

علينا ان نكون اخلاقيين وانسانيين ..

الاخوة والصداقة والزمالة والعلاقات الانسانية فوق المصالح السياسية !
الصداقة لاتعني الفيسبوك فقط !
يكتب الباحث سعد محمد رحيم في ص 132:
(نحن نكون بقدر مانتحاور ونفهم الاخر ونتمثله .وعلى الاخر ان يقر بالحقيقة نفسها . لااحد يستطيع ان يغلق ابوابه ونوافذه . فالعالم سينفذ اليه عبر وسائل التواصل والاعلام .وكل مجموعة بشرية بحاجة الى الاخرى من ناحية الموارد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة .ولكي تواجه التحديات المشتركة وتخلق بيئة طابعها السلم والاستقرار ).
نلتقيكم على خير ..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف بين عصرين
- الله للمسلمين فقط
- شكر وتقدير الى ادارة الحوار المتمدن
- ملاحظات حول سلسلة مقالاتي عن 14 تموز 1958
- تهميش المسيحيين في العالم الاسلامي
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج4 والاخير
- شروط صيرورة الامة
- ( مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج3 ).
- اضطهاد المتنصرين في الدول الاسلامية
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج 2
- الارهاب الاردوغاني ضد المسيحيين
- مشكلات المتنصرين في اوربا
- ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958
- العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة
- الحوار المتمدن : قراءة انثروبولوجية
- انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين
- سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى
- المسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام
- فرج حواء والخطيئة الاولى
- اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - شيزوفرينيا المثقفين