أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد محمد منتصر - لا وطنياً ولا قومياً بل أممياً ثورياً















المزيد.....

لا وطنياً ولا قومياً بل أممياً ثورياً


أحمد محمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 21:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


انطلاقاً من جملة برنارد شو " الوطنية هي القناعة بأن هذا البلد هو أعلي منزلة من جميع البلدان الأخري لمجرد أنك ولدت فيه " .
إذا نظرنا في الأصل لمفهومي الوطنية والقومية , فالوطنية : هي ارتباط الفرد بقطعة من الأرض تعرف باسم الوطن , أما القومية : هي ارتباط الفرد بجماعة من البشر تعرف باسم الأمة أو الشعب .
إذا تتبعنا المصطلحين سنجد إن كلاً منهم ليس بشيء طبيعي منذ البداية مع بدايات الحياة , و ان هذين المفهومين نتاج تجييش كامل لأفكار الأفراد الذين تربطهم لغة أو دين أو أرض واحدة ولكن الوطنية تسبق القومية و أحياناً تكون الوطنية والقومية سواء .
مفاهيم الوطنية والقومية هي نتاج صراع قوي السيطرة العالمية وعلي أساس هذا الصراع تم خلق الحدود والأوطان والقوميات , و لابد أن نحدد هنا إن طبيعة الصراع هنا بيكمن بين القوي المسلحة القادرة علي فرض سيطرتها علي محيط ما وتارة تنتزع قطعة أرض وتارة تُترك لحق إستقلالها , وفي النهاية بيتم تصدير الأزمة بمصطلحي الوطنية والقومية .
ففي سياق الوطنية الممنوحة نجد 4 أشكال للوطنية :
أولاً : وطنية الدول المستقلة ذات العلم الخاص بها وحكومة وجيش خاصين , و واجب علي الشعب هذه الأرض أن يكون أمة واحدة لحب الوطن وتبجيله وخدمته .
ثانيا ً : الوطنية الألمانية عام 1870 , وفيها تكون الأمة مؤلفة من دول عديدة وكل واحدة مستقلة بذاتها , و تقوي كل دولة وطنيتها الخاصة بها , بينما تتجاوز قوميتها سياق الوطنية الفردية و تحاول ربطها برابط معنوي ما .
ثالثاً : الأمة البلغارية مثلاً التي كانت خاضعة للتاج العثماني - فترة ما قبل حرب البلقان 1912 - و هنا تتعارض الوطنية مع القومية حيث أن الأمة محرومة من دولة خاصة بها وتابعة لدولة أجنبية عنها وفي هذه الحالة تفرض الدولة الحاكمة على جميع أفراد الأمم الخاضعة لها "وطنية عامة واسعة النطاق " وتطلب منهم أن يرتبطوا بها وبسائر الأمم الخاضعة لها برباط هذه الوطنية وأن يخدموها بدافع هذه الوطنية , أما القومية فتعارض ذلك أشد المعارضة وتولد في نفوس الأفراد نزعاً إلى الاستقلال عن الدولة المذكورة وتجعلهم يصبون إلى الانفصال عن الأمة الحاكمة ويسعون وراء تكوين دولة خاصة بهم .
رابعاً : الأمة البولونية - في الفترة التي مضت قبل إقتسامها وفترة الحرب العالمية الأولي - وهنا الأمة قد تكون محرومة من الاستقلال وفي الوقت نفسه مجزأة وموزعة بين عدة دول أجنبية عنها و من الطبيعي أن كل دولة من هذه الدول الحاكمة ـ في مثل هذه الأحوال ـ تفرض على جزء الأمة الخاضع لها وطنيتها هي وتعمل على ربط أفرادها برباط هذه الوطنية ولكن روح القومية في تلك الأمة المجزأة تعارض ذلك معارضة شديدة وتحمل جميع أفراد الأمة في جميع الأقسام المذكورة على مقاومة الحالة الراهنة وذلك بالاستقلال عن جميع الدول الحاكمة من جهة وبالاتحاد فيما بينها من جهة أخرى لتكوين دولة قومية جديدة .
الوطنية سابقاً إتخدت أشكال عديدة من الإرتباط الوثيق والخلط بين الدولة والوطن والملك , وأصبحت الوطنية لا تعني شيئاً سوي الدفاع عن التاج الملكي والبلاط المقدس و أن ما من شرف يبذل إلا في سبيل المملكة وملكها , و تطورت بتطور أشكال الحكم والأنظمة الملكية المُزاحة و إحتلال النظام الجمهوري فأصبحت الوطنية ترتبط أكثر بمعنويات الأرض والدم والشرف والعرض ومفاهيم نزعية وتمايزية أخري أضيفت .
أما القومية فهي الوليد الجديد للقرن ال19 ونزاعاته بصدد أن العالم مقسّم لقوميات وهذه هي إحدي آليات حكم أداة الراسمال , إغراق العالم في النزاعات القومية والمفارقات بين فرد و آخر تجمعهم نفس أداة البطش الحاكمة :
الإمبراطورية الإنجليزية التي تحكم العامل الإنجليزي والعامل الإيرلندي , ومن خلالها بيري العامل الإنجليزي نظيره الإيرلندي كمنافس له يقلل من مستوي معيشته , وتجاه الإيرلنديين بيتحول الإنجليز لأداة في إيدي أرستقراطيي بلده في وجه إيرلندا .
أيضاً في مركز القوي الرأسمالية - أمريكا - نجد مدي كره العامل الأسود الأمريكي لمواطنه الأبيض الأمريكي في ولاية ديترويت التي يتقاضي فيها الأبيض راتب أعلي من الأسود , بينما نجد مدي كره العامل الأبيض بولاية ديترويت لمواطنه العامل الأبيض بولاية تكساس لأنه يتقاضي أعلي منه راتباً.
وبينما تري القومية أن العالم منقسم إلي قوميات لا إلي طبقات فإن هذا لا يعني أن نضال القوميات المضطهدة يُعد إنحرافاً عن الصراع الطبقي , ففي زمن الإمبريالية ستتطور بالضرورة إنفجارات إجتماعية عميقة تأخذ أحياناً أشكال قومية وتتطور في إتجاد معادِ للإمبريالية و منهنا يصبح التأكيد علي حق الأمم في تقرير المصير كأداة لتوحيد صراعات تلك القوميات في صراع أممي واحد يجمع كافة المضطهَدين ويوجههم للصراع الحقيقي .
ولعل هذا التباين أو ذاك المنحني الصاعد في دينامية الصراع طبيعي جداً أن يأخذ شكله القومي في البداية نظراً لما يُضفيه التطور والتآزر العالمي لبطش اليد الحاكمة ولعل ما يناسبه هو قول ماركس في البيان الشيوعي :
" ففي البدء يناضل العمال فُرادى، ثم يناضل عمال فبركة واحدة، ثم عمال فرع صناعي في منطقة واحدة، ضد البرجوازي الفرد الذي يستغلهم مباشرة. وهُم لا يوجّهون هجماتهم إلى علاقات الإنتاج البرجوازية فحسب، بل أيضا إلى أدوات الإنتاج نفسها، فيتلفون السلع الأجنبية المضاربة، ويُحطِّمون الماكينات، ويُضرمون النار في الفبارك، ويَسعون إلى استعادة الموقع المفقود، موقع الصانع في القرون الوسطى.

وفي هذا التطور يُشكّل العمال جموعا مبعثرة في البلاد كلها تُـشتـتها المُزاحمة. فتآزر العمال الواسع الجماهيري، ليس بعدُ نتيجة اتحادهم الذاتي، بل هو نتيجة اتّحاد البرجوازية التي عليها، لبلوغ أغراضها السياسية الخاصة ... "


هكذا هي حقيقة الصراع , صراع طبقات حاكمة مع بعضها أحياناً ومع شعوبها دائماً لمراكمة الثروات والمال , قوة راس المال يجعل من العالم شبكة من المضطهِدين والمضطهَدين , شبكة تفرض مفاهيمها للوطنية والقومية والحرية والديمقراطية ... وإلخ وكل هذه المفاهيم فقط مرتبطة بنظام وشكل الحكم , لذلك صراع الفلسطينيين ضد الصهاينة جزء لا يتجزأ من صراع المصريين والشعوب العربية مع حكوماتها العميلة للصهاينة , التجييش الفكري بتقدّم الغرب و أمريكا وإنحطاط الشرق و افريقيا ما هو إلا إنعكاس لدعايا الطبقات الحاكمة بخلق صراع بعيداً عن الصراع الحقيقي , الصراع هو أمة واحدة مضطهَدة ضد طبقة حاكمة عالمية مضطهِدة .
في النهاية ما علينا في الحقيقة هو الوصول إلى فهم أعلى وأعمق للإنسانية , إلي فهم أن القبور ليست فقط للموتي بل هناك مقبرة حياتية نحيا بها أشباه أموات ما دُمنا خاضعين لها و لقوانينها هذه المقبرة تُدعي الرأسمالية , لذلك فإننا حينما نتحدث عن مآساة اللاجئين السوريين فإننا لم ننسي سابقيهم من ضحايا الغرق , و حينما نتكلم عن القضية الفلسطينية فإننا بالطبع لم ننسي مُعاناة العراق , و حين نذكر أزمة الشعب اليوناني فإننا بالضرورة لم يغيب عننا الطفل الذي يموت جوعاً كل ثلاث ثوانٍ في افريقيا , لم ولن ننسي الدماء التي سالت في ثورات الربيع العربي من عاصمتها تونس مروراً بالدماء المصرية التي سالت بإيدي و أوامر جنرالات الجيش من ماسبيرو لمحمد محمود إلي رابعة العدوية و النهضة , ثم الدماء السورية التي سالت تارة بإيدي الجيش النظامي للسفاح بشار و تارة بإيدي الميليشيات الدينية المسلحة , و الدماء اليمنية التي جرت من صنعاء إلي عدن جرّاء قصف قوات قتل المملكة و ميليشات الحوثي , لن ننسي الدماء المالية و النيجرية و الصومالية التي سالت وفق منظومة الحرب الأهلية و التعصبات القبلية , نحن هنا للناضل و نقول أنّ الإنسانية لا تتجزأ، وأنّ كلّ هذه الأزمات مصدرها واحد، فالحروب والمجاعات والأمراض والفقر والحرمان والتشرد هي منتوجات هذه المنظومة التي نحن وأنتم كلنا ضحاياها وأجزاء فيها، وهذه المنظومة لن تتغير طالما بقينا ننظر إلى مشاكلنا بنفس الطريقة البدائية ومن الزواية الضيقة , هكذا معني أن تكون أممي فوطنك هو حيثُ ما يوجد الإضطهاد وقومك هم أنصارك المضطهَدين .



#أحمد_محمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهيار النظام المالي العالمي
- الأفكار و الوعي نتاج للظرف المجتمعي
- كلنا غرقي في بحر الرأسمالية
- لرفاقنا الذين سبقونا بدفع الثمن
- دعماً لرفيقي المُعلّم .. محمود أبو حديد
- إلي عزيزي المواطن
- الإخوان المسلمون .. جُناة أم ضحية
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا
- مغلطناش في البخاري !!
- النعرة الناصرية .. من الإنقلاب للسقوط
- سلطوية رجال الدين .. من الأزل و إلي الأبد
- محمد إسماعيل - عبده - .. مُخبر شرطة عميد كلية
- ما يُقترف بِسم سُنة الحياة
- أنت و مالك رأس مال لأبيك
- التجنيد الإجباري المصري .. رأس مال القوات المسلحة


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد محمد منتصر - لا وطنياً ولا قومياً بل أممياً ثورياً