أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوسلا ابشن - جدلية التحرر الوطني-القومي والتغيير الاجتماعي















المزيد.....

جدلية التحرر الوطني-القومي والتغيير الاجتماعي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 23:31
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


التدخل الاستعمار الفرنسي - الاسباني لحماية العروبة الاستعمارية, ادى الى توسيع جغرافية المقاومة الامازيغية, بعدما كانت الثورة الامازيغية ضد النظام الاستعماري العلوي العروبي منحصرة حول فاس ( منطقة الاطلس المتوسط ), الا ان رغم اتساع مساحة المقاومة المسلحة التي خاضها احرار ايمازيغن, قادتها قيادة بدون رصيد سياسي ولا معرفي, لم تكن قادرة في التعامل مع قضية التحرر بناءا على استراتيجيات وتكتيكات العسكرية والسياسية, ولم تكن تستطيع مراعات ميزان القوى بين طرفي الصراع ولم تكن قادرة على استعاب مستلزمات الاحداث والوقائع الداخلية والدولية.
غياب المشروع السياسي والمعرفي الضروري والملازم للمقاومة المسلحة, لعب دور مهم في افلاس المشروع الامازيغي التحرري الشامل ( اواسط القرن العشرين), وسمح للزمرة الكولونيالية العروبية وبمساعدة دولتا الحماية (فرنسا واسبانيا ), الاستلاء على السلطة السياسية والاقتصادية واخضاع ايمازيغن لحكمها الكولونيالي وممارسة الاضطهاد القومي والاجتماعي ضد الامازيغ.
في مرحلة اعادة تشكيل العالم, وبسبب تفاقم الهوة بين المضطهدين (فتح الهاء) المحليين في بقايا المستعمرات, وبين الطغمة العنصرية الكولونيالية, ادى الى توسيع نطاق نضالات الحركات الوطنية-القومية بفضل بروز نمو الوعي الذاتي الوطني-القومي والاجتماعي عند فئات مختلفة من المقهورين المستعمرين (فتح الميم).
بروز الظروف الموضوعية و الذاتية (في حالتها الجنينية), في مرحلة ما بعد سقوط جدار برلين, ادى بدوره الى ظهور حركة مطلبية محتشمة لكنها كانت ضرورية في زمانها, لبلورة مشروع امازيغي نضالي يطرح قضية المجال الترابي اساسيا في مشروعها المطلبي النضالي في مواجهة الزمرة الكولونيالية الغاصبة لارض ايمازيغن والمهيمنة على خيراتهم والمستغلة للفئات الكادحة والمستبدة بالشعب الاعزل.
التراكم النضالي الثقافي والسياسي, ادى بالضرورة الى نمو (ولو حلزوني) للوعي الذاتي الامازيغي, وتشكيل النواة الاولى للنضال التحرري الوطني - القومي والتغيير السوسيو-ديمقراطي.
جدلية التحرير المطروحة في مواجهة المشروع الكولونيالي, تعد اكثر حيوية وفعالية في النضال الثوري الامازيغي وهي القادرة لاستقطاب واستعاب اوسع الجماهير الشعبية وخصوصا الشباب الطامح للتحرر والتحول الاجتماعي والتغيير الديموقراطي, وهذا ما نلمسه حاليا في الحركة النضالية للجماهير الشعبية الامازيغية في معاركها اليومية وخصوصا النضال التحرري الرابط بين الوطني- القومي والطبقي -الاجتماعي, الذي تخوضه الجماهير الشعبية الكادحة الصامدة على جبل عوام في مواجهة الطغمة العلوية الناهبة لثروات المنطقة, والممارسة للاستغلال اللاانساني والوحشي, و كذا نمو الحركة الاحتجاجية المنددة بمصادرة الاراضي الفلاحين الصغار واراضي السلالات و اتساع رقعة التنديد بسياسة التمييز العرقي و الاضطهاد السياسي. التهافت الجشع للاسرة العلوية الكولونيالية لازدياد حجم ارباحها على حساب استنزاف خيرات البلد واستغلال الوحشي للكادحين, وتهجير الفلاحين الفقراء من بلداتهم بسبب مصادرة اراضيهم الفلاحية واستغلالها من طرف الاسرة اللقيطة او تمريرها للمرتزقة من خدام السلطة الكولونيالية اوبيعها بشكل اللاطبيعي لامراء الدول الاجنبية العربية. ابادة ايمازيغن عبر التفقير و التهميش والاقصاء ومصادرة الاراضي والاستبداد والاستعباد سياسة ممنهجة قائمة على اعتبارات عرقية تمييزية بين السلطة الكولونيالية والشعب المحلي. و على الصعيد القومي استمرارية صمود ايمازيغن الاحرار في منطقة لمزاب, ولقبايل و ازواد, المطالبين بالحرية والاستقلالية السياسية والاقتصادية والثقافية والطامحين للعدالة الاجتماعية.
جدلية النضال القومي والاجتماعي يستمد واقعيته من كون الاضطهاد الاجتماعي نتاج النظام الطبقي وجزء من البنية الكولونيالية, فالفئة الاجتماعية المسيطرة على المجال الاقتصادي هي نفسها المسيطرة سياسيا, فهي الفئة المكونة للنظام الكولونيالي والمضطهدة للامة الامازيغية قوميا واجتماعيا, مثال على ذلك لا الحصر, فأعلى الهرم السلطوي الكولونيالي,محمد السادس اغنى ملوك وامراء العالم ( فيكيبيديا ), وحسب المختصين في المجال, فثروة الاسرة العلوية تقدر بأكثر من 6 مليار أورو, ومصدرها استثمارات الهولدينغ العلوي(الشركة الوطنية للاستثمار), المكون من 34 شركة نهبية, تستثمر في كل القطاعات مثل الابناك والتأمين والطاقة و حتى في المجالات اللااخلاقية مثل كازينوهات القمار(مكاو, الصين) ومؤسسات الجنة الضريبية (فضيحة وثائق بنما).
النضال الثوري الذي تخوضه الجماهير الشعبية الامازيغية يحتم فك ميكانيزمات الكولونيالية وفضح جوهرها الثنائي الطبقي والقومي العروبي الاستعماري, فالاسرة العلوية هي المالكة لجل ثروات الارض المروكية والمستغلة للشعب في ابشع مظاهر الاستغلال, وهي المنتهجة لسياسة التزييف القومي و التحول القومي وهي الخادمة المطيعة لاجندة الدوائر الامبريالية العالمية في المنطقة.
المشروع الاستعماري العروبي بطبيعته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, يشكل اداة تدمير الذات الامازيغية المضطهدة (فتح الهاء) في شموليتها, وما سياسة النهب الممنهج, وسياسة التمييز العرقي المنتهجة و سياسة الاستبداد السياسي الممارس ضد احرار ايمازيغن وسياسة فرق تسد الرامية الى تشتيت العمل الجماهيري الامازيغي الوحدوي و شرذمته, لمنعه من وحدة النضال التحرري, الا حلقة من حلقات هذا التدمير المنظم والممنهج.
النضال الاجتماعي في المجتمع الامازيغي الهادف لاسقاط النظام الطبقي لا يمكن ان يؤدي وظيفته الطبيعية في وجود الكتلة الكولونيالية الحامية للنظام السوسيو- اقتصادي والحامية في آن واحد للواقع الكولونيالي.
النضال الجماهيري الثوري الوحدوي ضد الكولونيالية وبنيتها الطبقية, هو وحده و في ازدواجية نوعية القادر على انهاء الكولونيالية وفي نفس الوقت تحطيم قيود الاستغلال الطبقي.
في المؤتمر 3 للاممية الشيوعية 1921 , قال لينين :" من الواضح تماما ان حركة التحرر الوطني لغالبية شعوب العالم لها دورا ثوريا أكبر بكثير في الحسم القادم في الثورة العالمية الموجهة ضد الرأسمالية والامبريالية, وربما ستلعب دور ثوري كبير, كما نتوقع. فجماهير الشغيلة والفلاحين في الدول الاستعمارية, على الرغم من تأخرها, ستلعب دور ثوري مهم جدا في المراحل اللاحقة للثورة العالمية", المؤلفات 32, ص.505.
لينين يؤكد على ان ازدواجية النضال التحرري الوطني-القومي والاجتماعي, هو العنصر الحاسم في الثورة ضد الاستعمار والامبريالية ونظامها الرأسمالي المتوحش, و ستجد اصوله وجوهره في الدور البارز لحركة النصال الثوري الذي تقوده حركات الجماهير الشعبية في البلدان المستعمرة و منها حركة النضال الثوري الامازيغي الهادف الى انهاء السياسة الكولونيالية والاستغلال الطبقي الوحشي, ومن اجل تحقيق الكرامة الامازيغية في السيادة والاستقلالية في مجتمع العدالة الاجتماعية والسياسية.
النضال الوطني-القومي يحمل في طياته شكل النضال الطبقي, ففي فترات تاريخية محددة (فترة الاستعمار), فالاهداف السوسيو- اقتصادية والسياسية لا يمكن ان تحسم بمعزل عن حسم استقلالية الجغرافية, وهنا يتجلى وحدة النضال من اجل الاستقلال السياسي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية.
الثورة التحررية تنبع من نضال حركة التحرر الوطنية - القومية الموجهة لتدمير الهيمنة الاجنبية والقضاء على الاضطهاد والاستغلال الكولونيالي, لهدف تحقيق حق الامة في تقرير مصيرها بانفسها وبناء دولتها المستقلة وانصاف جميع الكادحين.
مبررات البعض ان النضال الوطني- القومي هدفه خلق نظام بورجوازي استغلالي, ينسى ان العملية النضالية ليست مبنية على قاعدة ثابتة مطلقة, فكما قادت البورجوازية في السابق حركات التحرر الوطني - القومي والتي ادت الى برجوازية الدولة التبعية, ففي المقابل نجحت ثورات حركة التحررالوطني-القومي بقيادة كادحي المدن والارياف اثمرت على بناء دول متحررة سياسيا واقتصاديا, وابرزها الفيتنام بقيادة الزعيم هو شي منه, ومجموعة من البلدان التي اطلق عليها (البلدان اللارأسمالية), ليس بالضرورة ان يؤدي كل نضال تحرري ضد الكولونيالية الى بناء دولة بورجوازية استغلالية و استبدادية.
التحليل الماركسي للمسألة الاجتماعية, بلا شك يجب ان تحدد في اطارها التاريخي وهو نفس المنهج في تحليل واقع المجتمعات المختلفة, بالاخذ بعين الاعتبار الخصائص الملموسة التي تميز هذا المجتمع عن الاخر في نفس المرحلة التاريخية, ومنها مرحلة النضال الوطني- القومي, الذي يلعب فيه العنصر الاقتصادي دور بارز في اهداف حركة التحرر من اجل تقرير المصير وبناء الدولة المستقلة, وبهذا من الضروري الترابط النضالي الوطني - القومي والاجتماعي, الذي قد ينتج الظروف الملائمة للمرور الى عصر جديد يكون مقبرة للكولونيالية والرأسمالية معا, تحقيق الاستقلال الوطني-القومي والانتقال الى مجتمع العدالة الاجتماعية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحراء بين الهوية وتقرير المصير
- أنوال, درس من زمن العزة والحرية
- البورجوازية الفرنسية تضحي بشعبها من اجل مصالحها
- بين اشرف الخلق والاسوة الحسنة, نقطة استفهام
- من بول البعير الى رسم الهويات
- التقية مبدأ اساسي للزاوية بن كيرانية
- العداء للامازيغ وللامازيغية بين الاسلام والعروبة
- النضال الثوري التحرري وحده من سيغير الواقع الامازيغي
- غزوة جديدة لصبية التمركس العروبي في الجامعة المروكية
- رسالة شعبنا القبايلي الامازيغي في ذكرى تخليد الربيع الامازيغ ...
- من السبايا الامازيغيات الى السبايا الايزيديات
- بلجيكا تدفع ثمن التسامح والتساهل مع العقل الارهابي
- الفرنكوفونية والعروبية, وجهان للغزو الثقافي الاستعماري
- الاسلام وديسبورا الشمال الافريقي بأوروبا
- حوار الاديان ام صراع الاديان
- جروح الريف لن تندمل الا بالاستقلالية
- اغتيال الطالب عمر خالق مناضل الحركة الثقافية الامازيغية بموق ...
- المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية
- ذكرى 19 يناير, بين التحقير -الاوباش- والمقابر الجماعية
- السنة الامازيغية رمز القوة في عصر الخنوع


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوسلا ابشن - جدلية التحرر الوطني-القومي والتغيير الاجتماعي