أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - عالم كيمياء وفقيه كلام














المزيد.....

عالم كيمياء وفقيه كلام


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استعمل كهنة المسيحية واليهودية تُهم الهرطقة والزندقة والتكفير ضد خصومهم، بعدما زعموا ان خصومهم اعداء الله، وان هذه الافعال موجهة ضده. كذبة فاضحة، لأن الله إذا كان موجودا فهو غير محتاج لكل هذه المؤامرات والدماء التي اريقت باسمه. سمو الله الذي وصفوه به يستحيل ان يهبط إلى مستوى تهمهم، التي أثبت التاريخ انها مجرد سلاح وضيع استخدموه ضد بعضهم بعضا حين اختفى الولاء والطاعة وضد خصومهم ليس إلا.
رغم ان الاسلام لا كهنوت فيه، فقد استخدم كهنة الاسلام (المشايخ والعلماء) طوال القرون السابقة وحتى اليوم السلاح نفسه لإغتيال الخصوم الثقافية والأدبية والمذهبية، وحتى السياسية، لأن الاسلام دين وسياسة حسب زعمهم، وكان من مؤسسات هذا السلاح على سبيل المثال "ديوان الزنادقة" الذي أسسه المهدي، الخليفة العباسي الثالث بمؤازرة كهنة الاسلام، لملاحقة خصومه عقائديا وسياسيا. كما استخدم الأمويون السلاح نفسه سياسيا ومذهبيا.
استهدفت تهم الزندقة أو الهرطقة أو التكفير في العصور الإسلامية علماء وأدباء المسلمين البارزين، ومنهم ابن رشد وأبي حيان التوحيدي وحسين بن منصور الحلاج وابن سينا والجاحظ، وعباس محمود العقاد الذي حاول الاخوان المسلمون اغتياله لذندقته رغم ان الرجل مفكر إسلامي من الدرجة الاولى، ونجيب محفوظ وفرج فودة وهاشم شعباني الشاعر الاحوازي التي اعدمته إيران لأنه شن حربا ضد الله! كما طالت مشايخ منهم الشيخ حسين الذهبي وزير الاوقاف المصري الذي اغتالته جماعة التكفير والهجرة سنة 1977، والمؤكد ان محاولة الاغتيال الفاشلة الأخيرة التي طالت مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة كان ورائها تهمة من هذا القبيل.
استُخدم سلاح الهرطقة والزندقة والتكفير في الادبيات الابراهيمية كافة، لكنه توارى عند المسيحيين واليهود بعد عصر التنوير الذي كان كل رجاله علمانيين ولم يكن فيهم رجل دين واحد، وظل المسلمون يستخدمونه حتى يومنا هذا دينيا وسياسيا، وفق فتاوى تكفير الحاكم أو تكفير المجتمعات أو تكفير الأفراد، وكان أتباع نظرية "الحاكمية" و"الجاهلية" هم مفكرو هذه الفتاوى في العقود الاربعة الاخيرة، ومن نتائج هذه "التكفيريات" اغتيال الرئيس أنور السادات، لأنه اهان علماء المسلمين، على يد تنظيم الجهاد سنة 1981، واغتيال رئيس مجلس الشعب المصري رفعت المحجوب سنة 1990 على يد الجماعة الإسلامية، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية النبوي إسماعيل، ومن بعده محاولة إغتيال وزير الداخلية حسن الألفي سنة 1993، ورئيس الوزراء عاطف صدقي.
مقياس ريختر العقلي
سلاح التكفير والتفسيق والزندقة تواروا عند المسيحيين واليهود، بعد عصر التنوير لأن فقه اللاهوت إنزوى داخل الكنيسة فقط، وزالت صفة العلم عنه، بعدما بدأ العلم يثبت "هرطقات" بعض نظريات "الكتاب المقدس" عن الفلك والتاريخ والعلوم والطب.
الامر نفسه لم يحدث عند المسلمين، ولم يتوار فقه الكلام داخل الجوامع، ولم يزل اسمه "علم الكلام"، ومازلنا نسمع نسمع اسئلة المسلمين في الفضائيات طالبين فتاوى عن الحلال والحرام حتى بالنسبة لعمليات تصغير الانف وجواز إرتداء الكعب العالي للمرأة، ولم اسمع ابدا أي فقيه كلام يتهكم على سائل: ما علاقة تصغير الانف او تكبير الثديين بالحلال والحرام أو بدخول الجنة والنار؟
لم اسمع ولن اسمع لأن هذه الاسئلة هي مقياس "ريختر العقلي" وتدل عن مدى خنوع المسلم في السمع والطاعة وحاجته لكهنة المسلمين، بدءا من اموره الجنسية حتى حياته السياسية، واختفاء هذه الاسئلة يدل على ان العقل بدأ يعمل بعد غيبوبة، وهذا ما لا يرضاه كهنة الاسلام لأنه يفقدهم سطوتهم وقوتهم.
الداعية المصري وجدي غنيم في جملة كهنة المسلمين الذين يضعون انوفهم في كل شيء ليشعل مواقع التواصل الاجتماعي ويشغل الناس بالتوافه ويبعدهم عن التفكير وشرور مقياس "ريختر العقلي"، وقد أفتى منذ ايام في إحدى الفضائيات: "لا أقول إن زويل مشرك، لا بل هو كافر، ولا يجوز الترحم عليه".
ما العلاقة بين علم الكيمياء وفقه الكلام؟ وما علاقة علمانية الدولة التي يؤمن بها احمد زويل بالترحم عليه؟ بأي صفة يحكم فقيه على عالم؟ وإلى متى سيظل كهنة الاسلام يتحكمون في الدنيا والآخرة؟ إذا كان هناك آخرة من الاساس!
الغريب ان هؤلاء الكنهة يصرون على مناداتهم بسماحة الشيخ أو فضيلة الشيخ.
قال عبد الوارث عسر لنجيب الريحاني في الفيلم الخالد "غزل البنات"
- ما يصحش تتشائم بالشكل ده. ده انت راجل فاضل.
- هو فاضل مصيبة ما وقعتش فوق راسي؟ رد الريحاني.
لن أهازر عن السماحة بعد كل المصائب التي وقعت فوق البشر جميعا وليس المسلمين فقط، وتكاد ان تجرهم إلى عصور وسطى ثانية، وهو امر بدأ يظهر شيئا فشيئا في دول بدأ مفكروها وفلاسفتها عصر التنوير، لكن الظلامية بدأت تصبغ مجتمعاتها.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية
- أتنادون باالخلافة وتبخلون على خليفة رسولكم بجزيرتين؟!
- في معضلة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم
- يعيش يعيش حكم المرشد
- هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟
- افراط البطش الذي يتجاهل القرآن والاحاديث
- تعدي مؤسسة على صلاحيات الله المطلقة
- -موال الهوى-: رواية تعبق بثقافات البحر المتوسط
- المسلمون المتنورون والصم المسيحيون
- ختان العقل ووأد الروح واستهجان الاستنارة
- تحت خط الفقر العلمي
- التمييز والعنصرية والتقية ومصادر التمويل
- الازدواجية الاخلاقية في الضمير الجهادي
- ليته يستقيل قبل تشرين
- الفرق بين رجال السياسة وبائعي التمائم
- تحديث الخطاب الديني مهمة العلمانيين
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا(8)
- قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (5)


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - عالم كيمياء وفقيه كلام