أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الرازق أحمد الشاعر - سلام دي جانيرو














المزيد.....

سلام دي جانيرو


عبد الرازق أحمد الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 03:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


سلام دي جانيرو

"من يرفض مصافحة الخصم في المنافسات الرياضية غير العرب؟" سؤال استنكاري لا ينتظر أوفير جندلمان عليه ردا، فالسياسي الإسرائيلي المحنك يعلم أكثر من القارئ العربي المتابع عدد الرياضيين العرب الذي قبضوا أياديهم وأداروا ظهورهم للخصم الإسرائيلي بعد الفوز وبعد الهزيمة. كما يعلم رئيس قسم الإعلام العربي في مبنى رئاسة وزراء إسرائيل أن عدد الذين رفضوا النزال وأداروا ظهورهم للحلبة أكثر من الذين رفضوا هز رؤوسهم أو لي أعناقهم فوق البساط. لكن الرجل أراد أن يسجل انتصارا سياسيا يكون ردفا للإنجاز غير المسبوق الذي حققه مواطنه أور ساسون على غريمه المصري مرتين قبل صافرة البدء وبعد صافرة الختام.
كانت ركبتا إسلام الشهابي تصطكان وهو في الطريق نحو الحلبة وكأنه لم يستأسد فوق رقعتها قط، وكانت عيناه زائغتين كأن لم يذق طعم النوم شهورا. كان الرجل يدرك أنه مقدم على كارثة، وأن لعنة الانتصار ستطارده كمرارة الهزيمة. كم دعا شهاب ربه أن لا يدفع فاتورة العجز العربي وحده. لكن قدر المهندس السلفي الطيب كان أسوأ مما احتسب، فقد فرضت عليه القرعة التي لا ترقب في ملتح إلا ولا ذمة أن يقف وجها لوجه مع عدو التاريخ وسارق الخرائط في ريو دي جانيرو.
كان إسلام يمني نفسه بانتصار سريع كالذي حققه سلفه رمضان درويش في أوليمبياد موسكو عام 2012 حين انتصر في ربع النهائي على غريمه الإسرائيلي أريك زيفي ورفض مصافحته. لكن رياح دي جانيرو أتت بما لم تشتهه سفن إسلام ومراكبه. صحيح، رفض شهاب مد يده لساسون كما فعل درويش، لكنه أعطى الرجل كامل جسده يفعل به ما يحلو له. وبعد لقاء لم يدم طويلا، ارتفعت الأعلام الإسرائيلية كالعادة، وخيم على البعثة المصرية صمت ووجوم. وعاد إسلام من حلبة المصارعة مهزوما مكسور الوجدان، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
ظن إسلام شهاب - كما ظن جندلمان - أن مصافحة الأعداء أشد من التطبيع معهم، وأن رفض الانحناء للخصم أقسى من ملامسة الكتفين لرقعة المطاط. ونسي الرجل تاريخا من الدماء والحروب والمكائد تشيب لهولها رؤووس رياضيي دي جانيرو الذين استهجنوا موقف الشاة بعد الذبح في صالة مغطاة. وكما منح ساستنا الأرض ورفضوا التوقيع على البيع، منح إسلام جسده قربانا لمنظمي البطولة الذين لن يرضوا عن إسلام، وإن حصل على صفر مقابل مئة حتى يمد يده صاغرا بالسلام.
سلامنا نريده فوق الخرائط المدنسة أيها المتخاذلون أمام لكمات ساسون واللجنة الأوليمبية المنظمة. ونصرنا لا نريده فوق رقعة مطاط أيها المطبعون الأشاوس. نصرنا لن يتحقق من لكمة يسددها رياضي لوجه ساسون أو من نصر هزيل يحققه شهابي في صالة مغطاة. سلامنا ليس بالمصافحة ولا بهز الرؤوس أيها الرياضيون الطيبون، ونصرنا لن يتحقق برد يد ساسون أيها المتمسكون بالهراء حتى الفاجعة الأخيرة.
انتصر درويش، لكننا رغم نصره هزمنا. وهزم شهاب، ولامست كتفاة العريضتان بلاط الحلبة مرتين، وكأننا كنا في حاجة إلى هزيمة نفسية أخرى أمام عدو لا نستطيع أن نقف أمامه منتصبي القامة، لكن هزيمته رغم ذلك لم تزد في رقعة خسائرنا قيراطا. والواقفون في أقصى يمين الفاجعة ينددون بمشاركة الرجل، كما الواقفين في أقصى يسار التطبيع والتطبيل مهزومون ومحبطون ومهمشون فوق خريطة تزداد ضيقا كل نهار.
وتصحيحا لمقولة مستشار رئيس الوزراء الأسرائيلي جندلمان، أذكر بأن ماليزيا (دولة غير عربية) رفضت استضافة جمعية الفيفا مايو/ أيار المقبل لأنها تضم وفدا إسرائيليا، ورحب أحمد زاهدي حميدي نائب رئيس الوزراء بقرار الفيفا القاضي بحرمان ماليزيا من استضافة الاجتماع السنوي لجمعيته، مؤكدا أنه لا يستطيع منح تأشيرات للوفد الإسرائيلي، ولا يقبل أن يرفع علم إسرائيل فوق طاولة الاجتماعات لأن في ذلك "استفزاز لمشاعر المواطنين في ماليزيا". ولا يفوتني أن أذكر بأن الرجل وزير لداخلية بلاده، وأن أحدا في حكومة ماليزيا لم يتنصل من موقفه كما فعل رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية حين سئل عن رد شهاب ليد ساسون، حين قال بأنه قرار فردي لا يمثل البعثة ولا رئيسها.
عبد الرازق أحمد الشاعر
[email protected]



#عبد_الرازق_أحمد_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا بتول .. قصة لم تكتمل
- أطفال الرب
- صفارات الإنذار


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد الرازق أحمد الشاعر - سلام دي جانيرو