أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ثائر دوري - في العالم المعاصر الصحة تعني المرض















المزيد.....



في العالم المعاصر الصحة تعني المرض


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في العالم المعاصر، كما في عالم جورج اوريل الروائي ، الكلمات تعني نقيضها.فالسلام يعني الحرب،و حفظ السلام يعني إشعال الحروب،و الأخلاق تعني الانحلال،و النظام يعني الفوضى ، و الديمقراطية تعني الدكتاتورية، و الصدق يعني الكذب،و الصحة تعني المرض...........
قبل عدة أيام انتشرت فضيحة استثمار لجنة جائزة نوبل للسلام أموالها في صناعة الأسلحة،و منها أسلحة محرمة دولياً، فقد كشفت حركة «المستقبل في أيدينا» النرويجية أن الواقع لا يعكس الصورة الظاهرة عن تلك الجائزة.فالحركة كشفت أن لجنة نوبل النرويجية تستثمر قسماً كبيراً من أموالها في شركات أميركية، كشركة «تيرو برايس» التي بدو رها تستثمر أسهمها في شركات تصنيع الأسلحة و منها شركة «لوكهيد مارتين» التي تصنع أجزاء من القنابل الانشطارية المحظورة دولياً و أجزاء لصواريخ تحمل رؤوساً نووية، إضافة إلى شركة «هانيويل» التي لها دور أساسي في تطو ير برنامج الولايات المتحدة النووي.(1)
و حال قطاع الصحة في العالم المعاصر يعكس هذه الصورة ، فالصحة تعني المرض ..........
الطب علم أم موضة؟
أتذكر أن أحد أساتذتنا في كلية الطب كان يردد جملة اقتبسها من مكان ما توصف حال الطب.كان يقول:
(( إن أساتذة الطب يعرفون أن نصف ما يعلمونه لطلابهم خاطيء.لكن المشكلة أنهم لا يعرفون أي نصف هو الخاطيء ))
حفرت هذه العبارة عميقا في وعيي ، و إني أتذكرها كلما شاهدت أحد أولئك المنبهرين بالاكتشافات الطبية الحديثة،فيتحدث عنها بانبهار و كأنها ستنقذ البشرية !! أو حين يتحدث أحدهم،و خاصة مندوبي الدعايات الطبية، بحماس عن دواء جديد نزل إلى الأسواق، فيقدمه و كأنه سيقضي على كل الأمراض!!
عند ذلك أتذكر عبارة أستاذنا ، فأسأل نفسي :
-يا ترى هل يتحدثون في النصف الخاطيء أم في النصف الصحيح ؟
لكني متأكد أن التوتر و الشك الذي تحمله العبارة السابقة لم يلامس روحهم و إلا لما تحدثوا بهذا الحماس و هذه الثقة........
عندما كنت في السابعة كانت قصة الشعر الشائعة هي البيتلز ( الخنافس )،و عندما صرت في العاشرة اختفت،لكنها عادت ثانية في العشرين،ثم اختفت من جديد لتحل مكانها أشكال مختلفة من قصة الشعر القصيرة إحداها تسمى المارينز كانت منتشرة في الستينات ............
و عندما كنت في السابعة كانت موضة الشالصتو هي المنتشرة ،ثم انتشر الجينز الضيق،و بعدها عاد الشالصتو و اختفى الضيق، ثم اختفى هذا و عاد ذاك إلى درجة لم أعد قادراً على تحديد التواريخ بدقة..........
و عندما كنت طفلاً كان الأسبرين هو الدواء الأول ، الذي لا تخلو منه صيدلية البيت في الستينات و السبعينات ،لأنه يستعمل كخافض حرارة و مسكن ألم. لكن عندما دخلت إلى كلية الطب عام 1985 كان الكلام عن العلاج بالأسبرين من المحرمات،التي قد تؤدي إلى رسوبك في الامتحان.فقد نسق هذا الدواء بشكل تام بسبب اكتشاف أن العلاج به أثناء الإصابة بالأمراض الفيروسية قد يؤدي للإصابة بتناذر(( راي ))و هو شكل من أشكال التهاب الدماغ المميت. لكن عندما تخرجت من كلية الطب كان الأسبرين قد عاد بقوة إلى رفو ف الصيدليات و بدأ نجمه بالصعود حتى لم تعد وصفة طبية تخلو منه.فإضافة لكونه خافض حرارة و مسكن الم، اكتشفوا أنه يعمل بجرعات خفيفة كمميع للدم ، فهو يمنع التصاق صفيحات الدم.ثم اكتشفوا أنه يفيد اللاتي يعانين من الإسقاط أو من الولادة المبكرة فعولجن به.......
و عندما دخلت إلى كلية الطب كان هناك زمرة دوائية خافضة لسكر الدم اسمها الميتفورمين قد منع استخدامها لأنها تسبب اختلاطا نادراً مميتاً يسمى الحماض اللبني،و عندما أنهيت اختصاصي كانت هذه الزمرة قد عادت بقوة إلى وصفات أطباء السكري،فصارت في الخط الأول لمعالجة مرضى السكري .و بعدها تابعت هذه الزمرة صعودها و ما زالت لتصبح علاجاً لخفض الوزن،و الشعرانية،و الشواك الأسود،و كيسات المبيض.........
و في الستينات و السبعينات كانت الحمية عن مأكولات محددة كالبزر و الفستق و الشوكولا أساسية في معالجة المريضة المصابة بحب الشباب،و في الثمانينات و التسعينات قالو ا لنا إن نوعية الغذاء لا علاقة لها بحب الشباب فلغينا الحمية و بتنا نقول للمريضة كلي ما تشائين.لكن في العام الماضي بدأ رأي مناقض يقول بتأثير الزيوت و الحليب و الشوكولا على زيادة حب الشباب فأعدنا مرضانا للحمية الغذائية.......
في البداية قالوا إن الحمية الغذائية عن الحموض و القهوة و الشاي و الحاد و البهارات ضرورية عند مرضى القرحة الهضمية.و بعد ذلك قالوا إن بعض المرضى الهنود تناولوا الكاري أثناء معالجة القرحة فلم تتأثر نتيجة المعالجة، فاستنتجوا أن الحمية غير ضرورية ، فما يهم هو أن تتناول حبة الدواء ثم افعل ما تريد.و في هذا العام أصيب أحد أصدقائي بنزف هضمي، فراجعنا أحد الأطباء العائدين حديثاً من أمريكا حائزاً على شهادة البورد الأمريكي.و بعد أن أتم تشخيصه و وصف له الدواء (و هذا له قصة سأذكرها فيما بعد ).سألناه عن الحمية، ففوجئت به يقول للمريض :
- كل ما تريد . فقط لا تشرب قهوة على الريق ....
ماذا يجري ؟ هل نحن نتكلم عن الطب كعلم مستقر مثل علم الفيزياء، أم نتكلم عن موضات دوائية، بكل ما تعني كلمة "موضة" من معنى؟!!!
هل يجوز في علم الفيزياء، على سبيل المثال، أن تتغير الحقائق العلمية بين السبعينات و التسعينات كأن يكون قانون الجاذبية الأرضية حقيقة علمية مؤكدة تدرس للطلاب و يحلون مسائل الفيزياء استناداً إليه، ثم تنقلب الأمور في التسعينات لنكتشف أنه لا يوجد قانون للجاذبية و يدرس هذا الأمر للطلاب بنفس الجدية السابقة، ثم بعد عشر سنوات تعود الأمور سيرتها الأولى فنؤكد أن قانون الجاذبية الأرضية حقيقة مؤكدة؟!!

حاز العالمان الأستراليان باري ج.مارشال و ج.روبن وارن،لأبحاثهما حول دو ر البكتريا في التهاب المعدة و في مرض القرحة،على جائزة نوبل هذا العام لاكتشافهما جرثومةالهيلوباكتر 1982 التي تسبب القرحة.و لا أعرف لما حازا عليها هذا العام بالذات رغم أنهما قالا باكتشافهم منذ وقت بعيد و بعد أن كادت موضة الهيلوباكتر تنتهي.فهذه الجرثومة وصلت إلى ذروة مجدها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي فقد اعتبرت مسببة للقرحة الهضمية و تغيرت بناءا على ذلك طرق معالجة القرحة، فأصبحت المعالجة تعتمد على مضادات الجراثيم إضافة إلى مضادات القرحة الأخرى، و بعد ذلك امتدت موضتها من طب جهاز الهضم إلى اختصاصات الطب الأخرى.فقال بعضهم أنها سبب احتشاءات القلب!!و بنفسي أحصيت في مجال اختصاصي، طب الجلد، أكثر من عشرة أمراض جلدية اتهموا هذه الجرثومة بأنها المسببة لها . كما أنجزت إحدى زميلاتنا دراسة عن علاقة هذه الجرثومة بمرض الشرى ( التحسس)!!!و يومها ظننت أننا سنكتشف أن كل كوارث البشرية سببها هذه الجرثومة المسكينة، التي هي نوع من الجراثيم سلبية الغرام المتعايشة في الغشاء المخاطي للمعدة و التي لم يعرف لها ضرر قبل أن يأتي هذان العالمان و يشرشحانها لتصبح سبب كل بلاوي البشرية.فكل مرض مجهول السبب صار يلقى وزره على عاتقها!!!
قد يبدو هذا الكلام نوع من المزاح و في أسوأ الأحوال نوع من المزاح الثقيل.لكن الأمر ليس كذلك ، لأن الكلام السابق عندما يترجم بشكل عملي فهذا يعني مليارات الدولارات ، التي صرفت على معالجة هذه الجرثومة بالصادات الحيوية، و اتهامها بكل هذه الأمراض يعني أن كل وصفة طبية لمعالجة تلك الأمراض سيتصدرها الصاد الحيوي المعروف باسم كلاريترومايسين، و هذا يعني انتفاخ جيوب منتجي هذا الدواء بمليارات الدولارات.فهل منح جائزة نوبل لهذين العالمين بعد ربع قرن من "اكتشافهما" هو لضخ مزيد من الأموال في جيوب تلك الشركات!!
انقل عن الدكتور انطو ان قربان، المتخصص في تاريخ و فلسفة العلو م الطبية و أخلاقياتها، قول الطبيب و المفكر ايفان ايليتش في السبعينات:«أن المؤسسة الطبية تهدد الصحة» (2).لذلك علينا أن نفتش عن المستفيد الأول من كل ذلك و هي شركات الدواء.

شركات النفط و الدواء تتحكم بمصير البشرية
ما إن أعلنت شركة اكسون موبيل عن تحقيق أرباح اقتربت من 10 مليارات دولار خلال 90 يوماً،بمعدل 75 ألف دولار في الدقيقة فقط في الربع الثالث من العام الحالي2005 حتى قامت الدنيا و لم تقعد.فقد اتُهمت شركات النفط بأنها استغلت نقص الإمدادات الناجم عن إعصار كاترينا و ريتا لترفع الأسعار و تحقق هذه الأرباح .كما سُلطت الأضواء على الأرباح الضخمة لهذا القطاع الاقتصادي، فقد حققت ثلاث شركات ،و هي إكسون موبيل، شركة النفط البريطانية (بي بي)،و شركة شل، أرباحاً قدرها 32.8 مليار دولار في الربع الثالث فقط.و كانت شركة أكسون موبيل وحدها قد حققت أرباحاً بـ 25 مليار دولار في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، مع توقع أن يصل مجموع أرباحها السنوية إلى 32 مليار دولار مع نهاية العام...(3)
لكن هذه الشركات قالت إنها مظلومة محسودة و أنهم يرون القذى في عينها و لا يرون الشوكة في عيون غيرها فقدمت مقارنات لأرباحها مع شركات تربح أكثر منها بكثير وتتحكم بالأسعار و لا أحد يلتفت لها ، أو يتكلم عنها.و قام معهد النفط الأمريكي، الذي يعتبر لوبي هذه الصناعة في واشنطن، بشن حملة معاكسة أوضح فيها أن هذه الأرباح منخفضة نسبياً إذا ما قورنت بأرباح الصناعات الأخرى ،و يتابع لوبي شركات النفط شكواه:
((.......و بمقارنة سريعة، يظهر أن ما حققته صناعة النفط يمثل ثلث ما حققته البنوك و شركات صناعة الأدوية،و نصف ما حققته شركات صناعة الشرائح الإلكترونية )) (3)
أي أن صناعة الأدوية هي الأعلى مردودا و الأكثر ربحية و تحقق نتائج بمعدل ضعفي صناعة النفط و أسعارها، أيضاً،احتكارية.لكن الظلم الذي تتعرض له شركات النفط لا يتوقف عند حد حسدها على أرباحها بل يمتد إلى مجال الحرب و السلم،فهي متهمة بأنها تمول الأعمال الحربية للمحافظين الجدد و أنها المستفيد الأول من العدوان الأمريكي على العراق مع شركات السلاح.لكن هناك رأي آخر مفاجيء تماماً،فعودة إلى انتخابات الكونغرس النصفية عام 2002 التي هيأت للعدوان الأمريكي على العراق نرى أن شركات الأدوية هي أكبر داعمي بوش و الجمهوريين و صقور الحرب ،كما دلت على ذلك مبالغ تبرعات الشركات لفريق بوش.لقد حلت شركات الأدوية في المرتبة الأولى قبل شركات النفط و السلاح.و هذا أمر دعا الدكتور الألماني الجنسية ماتياس راث،قبل بدء العدوان الأمريكي على العراق،إلى توجيه رسالة ضد هذا العدوان نشرها في عدة صحف منها الأهرام و النيويورك تايمز كإعلان مدفوع الأجر بتاريخ 28/2/2003. يقول فيها:
((عشية الحرب المحتملة أناديكم بوقف جميع الأعمال العسكرية اعملوا للصحة لا للحرب.هذه الحرب لا تخدم مصلحة شعوب العالم بل تخدم مجموعة المصالح الخاصة والتي تضم قطاع الصناعات الدوائية إلى جانب صناعة النفط.فليس من قبيل الصدفة أن قطاع الصناعات الدوائية،و ليس قطاع النفط كان أكبر الجهات الراعية لأجندة الحرب خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة في نوفمبر 002 (انتخابات التجديد النصفي للكونغرس)
و يعدد الدكتور ماتياس في رسالته الأسباب التي تدعو شركات الأدوية لتأييد الحرب.فيقول:
((إن كل دولة تتبنى سياسة وطنية قائمة على العلاج الطبيعي الفعال تعتبر مسمارًا في نعش (التجارة بالمرض) الخاصة بقطاع الأدوية.و لن يخرج من المعركة العالمية بين الصحة الطبيعية و المصالح المالية لشركات الأدوية سوى منتصر واحد.و لهذا السبب فإن مجموعات المصالح في قطاع الأدوية قد وضعت المروجين لها في أهم المواقع السياسية:جورج بوش و توني بلير على رأس أكبر مصدري المنتجات الدوائية.كما أنهما من أكبر المروجين للحرب،و كذلك دونالد رامسفيلد الذي كان كبير المسئولين التنفيذيين و عضو مجلس الإدارة في عدد من شركات الأدوية المتعددة الجنسية (سيرل، جايلد،و غيرهما)،و هو اليوم من أشد المروجين للحرب في إدارة بوش.إن الحروب و الأزمات الدولية طويلة الأمد و تقييد الحقوق المدنية تصب جميعًا في مصلحة تكتل شركات الأدوية، كما أن الحقائق التالية تظهر اليوم في ضوء جديد.
إن صناعة الأدوية كانت أكبر مجموعة صناعية ترو ج لأجندة الحرب في إدارة بوش خلال انتخابات نوفمبر 2002، كما كانت شركات الأدوية أول المستفيدين من قانون الأمن الوطني حيث حصلت على ضمانات بالحصانة القانونية فيما يتعلق بأي أعراض جانبية تتسبب فيها منتجاتها.أما خطاب (حال الاتحاد) الذي ألقاه بوش فلم يدعم الرئيس بوش الصحة الطبيعية الفعالة بل وعد بتنفيذ برنامج يدعم شركات الأدوية بما قيمته 400 مليار دولار (!) تحت غطاء النظام الو طني للرعاية الصحية (ميدي كير)، و حتى الدعم غير المتوقع الذي قدمه بقيمة 15 مليار دولار لعلاج الإيدز في أفريقيا سيعود بالنفع على شركات الأدوية بالدرجة الأولى،و ليس على شعوب أفريقيا.فعلى الرغم من توفر البدائل الفعالة غير المكلفة فسيتواصل اعتماد هذه الشعوب على تكتل شركات الأدوية".))
إن الترافق بين مساري صناعة النفط و الدواء كبير،فخلال العام المنصرم،عام 2005، مر حدثان تاريخيان بالغا الأهمية ، أحدهما يخص قطاع النفط و الثاني يخص صناعة الدواء ، و كلاهما سيؤثر على مصير البشرية.فالحدث الذي يتعلق بصناعة النفط هو أن النفط قد بلغ ذروة إنتاجه حسب المنحني الجرسي الذي رسمه كينك هوبرت عام 1956، و ملخصه: أن كميات البترول المنتجة ستأخذ مسارا يناظر _ بتأخير يبلغ بضعة عقود – المسار الذي ستأخذه تزايد كميات البترول بفعل العثور على آبار بترولية جديدة.و بفضل المنحني هذا تنبأ هوبرت أن ذروة الإنتاج الأمريكي ستكون في نهاية الستينات أو بداية السبعينات و بعدها تبدأ بالتراجع،و حين نشر ذلك أمسى عرضة للسخرية.لكن التاريخ أثبت صحة نبؤته،فبلغ الإنتاج الأمريكي ذروته عام 1971و بدأ تراجعه منذ ذلك العام (4).و بتطبيق نفس المنحني على الإنتاج النفطي العالمي فإن النفط بلغ ذروة إنتاجه عام 2005 و منها بدأ التراجع.و بالتالي فإن هناك ظاهرة الجو ع للطاقة التي ستبرز خلال السنوات المقبلة، حيث أن الطلب العالمي على النفط يتعاظم بدخول مستهلكين جدد كبار كالهند و الصين بينما الإنتاج العالمي يتراجع .و تخيلوا أية صراعات و حروب ستفرزها ظاهرة الجو ع إلى النفط.......
أما الحدث الآخر الخاص بالصناعات الدوائية و حدث في عام 2005 فهو دخول اتفاقية "حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة" (TRIPs) موضع التنفيذ هذا العام على الصناعات الدوائية في العالم الثالث.و هذا أمر بالغ الخطورة ،فهو سيؤثر على صحة و حياة مليارات من البشر . و حين يكون المرض مصدر ربح و إثراء لشركات الدواء فتوقعوا الكثير الكثير من الأمراض !!!

حرية التجارة تعني احتكار التجارة !!
تفرض اتفاقية "حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة" (TRIPs) على مصانع الأدوية في العالم الثالث الحصول على إذن من الشركات الغربية المصنعة للدواء كي تصنع أدويتها ،و بالتالي عليها أن تدفع لتلك الشركات مبالغ من المال،و هذا أمر سيرفع تكلفة الدواء في العالم الثالث كثيراً و يجعل أغلب سكانه غير قادرين على الحصول على الأدوية الأساسية.
إن بدعة حقوق الملكية الفكرية هي آخر إبداعات العقل اللصوصي الاحتكاري النهاب المسيطر على العالم، ففكرة احتكار المعرفة تعود بالبشرية آلاف السنين إلى الوراء. إلى العصور القديمة،حيث كان كهنة المعابد يستغلون معرفتهم بالقراءة و الكتابة و بعض الأمور الضرورية لحياة الناس الاقتصادية، كمواعيد فيضان النيل في مصر القديمة و ما يرتبط به من شؤون الزراعة،كالبذار و الفلاحة، ليشكلوا طبقة تتحكم بشؤون الناس و تعيش حياة مترفة على حساب تعبهم و شقائهم و استخلاص فائض إنتاجهم كي يبقوا مرضى، جهلة، معدمين..الخ. إن احتكار المعرفة يعود البشرية إلى تلك العصور ، و هذا ما قننته اتفاقية الغات للتجارة الحرة التي انبثقت عن جولة أورغواي عام 1994 عبر إدراج حقوق الملكية الفكرية خاصة على المنتجات الصيدلانية و الزراعية ، و هذا ما صب مزيدا من المال في طواحين الأغنياء.يقو ل تشومسكي:
((..تعطي هذه التطورات دفعاً جديداً لمطالبة الولايات المتحدة بحماية متزايدة لـ (( الملكية الفكرية )) أثناء مفاوضات الغات المستمرة.(( إن اهتمام أمريكا بالملكية الفكرية ليس غيرياً على الإطلاق )) كما لاحظت الإيكونومست، (( من الأفلام السينمائية وصولاً إلى الرقائق الميكروية، جنت الولايات المتحدة /12 مليار / عام 1990 إضافي من تجارتها بالأفكار)) (5)
و يتابع:
(( يقصد بالإجراءات الحمائية الجديدة ضمان هيمنة الشركات الأمريكية على الصناعات الصحية و الزراعية، متحكمة على هذا النحو بأساسيات الحياة البشرية، إضافة إلى ضمان أرباح ضخمة للصناعات الصيدلانية الأمريكية.ارتفعت أسعار الوصفات الطبية بمقدار أربعة أضعاف معدل التضخم من عام 1984 إلى عام 1991، كما كشفت دراسة لعام 1991، مثمرة أرباحاً صاروخية لشركات الأدوية،و كرس 10% تقريباً من هذه الزيادة للتسويق و النفقات الإدارية.(5)
و حسب تشومسكي ستكلف تطبيق حماية الملكية الفكرية دول العالم الثالث من 100-300 مليار دولار حصة الولايات المتحدة منها 60 ملياراً. و هذا الوضع الذي يشبه فرض الإتاوة من القوي على الضعيف دعا مدير شركة بومباي للأدوية ليقول :
(( الغرب حمى صناعته الناشئة و نهب العالم ليراكم الثروة،و هو الآن يعظ الآخرين بفعل ما لم يفعله أبداً )).و (( لم تسمح الدول المتقدمة ببراءات الاختراع إلا بعد أن أنشأت صناعتها المحلية و بنيتها التحتية بشكل حسن )).فلم (( تسمح ألمانيا ببراءة اختراع المنتجات الصيدلانية إلا في عام 1966،و اليابان 1976،و في ايطاليا 1982 ).سيكون من شأن القواعد الجديدة أن تمنع بلادا مثل الهند،من إنتاج الأدوية المنقذة للحياة، حيث لا يكلفها إنتاجها إلا جزءاً مما ستتقاضاه الشركات التي تحظى بدعم الدولة في البلدان الغنية )) (5)
تتذرع شركات الأدوية بأنها تدفع الكثير من النفقات لتطوير الأدوية و إجراء الأبحاث و بالتالي لا بد لها من الحماية من أجل أن تسترد التكلفة التي دفعتها من أجل إدامة البحث و تطوير أدوية جديدة.لكن كثيراً من الباحثين المدققين لاحظوا أن لا صحة البتة لما تدعيه شركات الأدوية.
فالنقطة الأولى التي تنقض ادعاءات شركات الأدوية،هي أن غلب الأدوية ، في أمريكا ذاتها ، اكتشفت في المخابر الحكومية ((في العام 1995 اكتشفت مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا أنه من بين 14 دواء من الأدوية الواعدة في نظر مصانع الأدوية في الربع الأخير من القرن،هناك 11 دواء تم اكتشافه عبر أعمال مولتها الحكومات.هكذا نجد أن الكزالاتان و هو قطرة لمعالجة الماء الزرقاء،و قدرت مبيعاته في العام 1999بـ 507 مليون دولار ، قد تم اكتشافه بفضل مساعدة عامة بلغت أربعة ملايين دولار قدمت إلى جامعة كاليفورنيا.و بعد أن لاحظت صحيفة النيويورك تايمز أن هذا الدواء يعتبر بالنسبة إلى الشركة المصنعة،فارماسيا كوربورايشن،"ذهبا أسود"،أكدت أن" المساهمين لم يجنوا أي أرباح مالية على توظيفاتهم " ثم أضافت " في سنة الانتخابات هذه كانت كلفة الدواء محور المناقشات السياسية )) (6)
كما (( ادعت بارفس ولكم (هي الآن واحدة من شركات مجموعة جلاكسو ولكم) أنها اكتشفت عقارا لسرطان "أزيدوثيميدين"، في حين أن الحقيقة هي أن من اكتشفه هو فريق العمل التابع للمعهد القومي الأمريكي للسرطان الممول من الدولة، بالاشتراك مع فريق باحثي جامعة ديوك.هذا و يذيع عمالقة الدواء أنهم يعملون حاليا على تطوير 73 دواء للإيدز.و لكن دقق النظر،و ستجد أن معظم تلك الشركات يحصل بالفعل على مساعدات حكومية عن طريق الباحثين العاملين في معاهد الصحة القومية الممولة حكوميا! بمعنى آخر، إن عمالقة الدواء يدعو ن أنهم يقومون بالبحث و التطوير، إنما في الحقيقة هم يستخدمون أموال دافعي الضرائب في تطوير عقارات بهذه الأهمية لازمة لإنقاذ حياة البشر))(7 )
لكن هذه الأدوية التي تطور بأموال دافعي الضرائب تسعر بطريقة احتكارية تجعلها بعيدة عن متناول غالبية المتقاعدين و المسنين الذين هم بأمس الحاجة لها حتى في أمريكا نفسها ، و هذا ما دعا الرئيس الأمريكي بيل كلينتون نفسه لمهاجمة شركات الأدوية لأنها تزيد الأسعار فالملاحظ أن أسعار الأدوية في أمريكا تزيد بمرتين عن سعرها في كندا.(6)
و من الحيل الأخرى التي تلجأ إليها شركات الأدوية لتبرير احتكارها و أسعارها المرتفعة هو تقديم أرقام مرتفعة كتكلفة لتطوير الأدوية الجديدة ((تكلفة إنتاج دواء واحد جديد تصل إلى 500 مليون دولار .و لكن خبيراً بارزاً في مجال صناعة الأدوية هو ميريل جوزنر يوضح أن هذا الرقم مضلل لعدة أسباب، فمثلا،إن العديد مما تسميه الشركات الكبيرة "أدوية جديدة" هي ليست كذلك على الإطلاق.خاصة أن أكثر من 40 % من الإنفاق على البحث و التطوير في صناعة الدواء، يهدف إلى عمل تعديل طفيف في الأدوية المتداولة بالفعل، و ليس إلى خلق أدوية جديدة تماما)) (8)
كما أنها تضيف تكاليف جيش من العاملين في الدعاية و الإعلان و رواتب المديرين الضخمة على تكلفة تطوير الدواء.(( معظم النفقات المزعوم أنها مخصصة لتطو ير الدواء تذهب إلى الإنفاق على التسويق المصصم خصيصا لإقناع الناس أن يشتروا نسخة مختلفة من نفس العقار، لذلك فالتسويق هو القطاع الذي يشهد أكبر نمو في صناعة الدواء، و ليس قطاع البحث و التطوير.فهناك الآن حوالي 90 ألف شخص يعملون على ملاحقة الأطباء لكي يكتبوا أدويتهم للمرضى.فايزر وحدها تملك جيشا من 11 ألف من هؤلاء.يبتلعون ما قيمته 12 مليار دولار من نفقات الشركة، وفقا لبيانات مجلة تورنتو ستار، تذهب لأجو رو مرتبات هذه الطبقة غير الضرورية من العاملين.)) (7)
و هذه المصاريف الضخمة على الدعاية تجعل منتجات الشركات المعولمة هي الأكثر رواجا بغض النظر عن جودتها و بغض النظر عن وجود بديل وطني أو محلي له نفس الفعالية.((و هذا ما يوضحه السيد كيو رنزونغ، أستاذ الأخلاق الحيوية في أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية:"لقد نشأت شراكة متينة بين شركات الأدوية و إدارات المستشفيات و الأطباء.إننا ننتج أدوية لا تقل فاعلية عن الأدوية المستوردة،لكن الأطباء لا يصفونها".و تستكمل صحيفة النيويورك تايمز من جهتها هذا الرأي ملاحظة أن "مجموعات صناعة الأدوية في الخارج و مصنعي التجهيزات الطبية يدفعون تكاليف دراسة الأطباء الصينيين في الخارج 000و يؤمنون لهم تذاكر السفر و بدل الإقامة في الفنادق لحضور المؤتمرات )) (6)
فإذا ما أضفنا تكاليف الدعاية إلى ما يدفع للمديرين من رواتب ضخمة عرفنا لماذا تتضخم فواتير تكلفة تطو ير الأدوية بهذا الشكل.يقدم والدن بللو قائمة برواتب بعض مديري الشركات ((ما يحصل عليه رؤساء مجالس إدارات خمس من أكبر شركات أدوية في العالم سنويا:
اسم الشركة اسم المدير الراتب قيمة أسهم غير متداولة في الشركة
فايزر (هانك ماك كينل) 28 مليون دولار 30.6 مليون دولار
ميرك (رايموند جيلمارتن) 19.5 مليون دولار 48 مليون دولار
بريستول ماير سكويب (بي.آر.دو لان) 8.5 مليون دولار 3.4 مليون دولار
جلاكسو سميث كلاين جان بيير جارنييه) 11.8 مليون دولار
دي بون إل (كو هو يداي) 13.5 مليون دولار
.يضاف إلى ما سبق المرتبات الأقل و لكن أيضا الباهظة لألف من مديري الإدارة العليا في الصناعة،و لسوف تفهم حينها لماذا تضاعفت تكاليف الإنفاق على البحث و التطوير.هؤلاء المدراء هم بالضبط الذين كانوا يصرخون منادين بـ"حقوق الملكية الفكرية"و يزدرون ملايين و ملايين من المصابين بفيروس الإيدز الذين يمكن إنقاذهم عن طريق تخفيضات جذرية في سعر الدواء..(7)
إن قصة الإيدز قصة نموذجية لما تفعله حقوق الملكية الفكرية بالناس .فمرض الإيدز يتفشى بمعدلات مرعبة في دول أفريقيا جنوب الصحراء ، حيث تبلغ نسبة الإصابة به في جنوب أفريقيا حوالي 10 % من السكان (4,7 مليون مصاب بفيروس السيدا في جنوب أفريقيا يموت منهم سنوياً 250000 شخصاً.كما أن مرض السيدا يشكل 40 % من أسباب الوفيات في الشريحة العمرية بين 15و 49 من العمر) (8).و خلال السنوات الماضية تم تطوير مجموعة من الأدوية التي تبقي المريض على قيد الحياة، حيث تمنع تكاثر الفيروس و تقلل كميته في الدم.لكن تبقى المشكلة في غلاء ثمن هذه الأدوية فالشركات المنتجة للأدوية، بموجب نظام براءات الاختراع،تستطيع تحديد السعر الذي تريده،فدواء واحد من بين ثلاثة أو أربع أدوية مطلوبة لعلاج المريض هو ستافودين تبيعه الشركة (دف الأقراص من زنة 40 ملليغرام (الكمية المطلوبة يومياً للعلاج هي دفّان) بسعر وسطي يقدر 4.28 دولار ) (8).و تقدر التكلفة الإجمالية لعلاج مريض الإيدز بألف دولار شهرياً،و هو رقم تعجز جنوب أفريقيا و معها كل الدول الفقيرة على توفيره لمرضاها.فجاء الحل عن طريق شركة هندية للدواء فقد (عرض المصنّع الهندي شركة "سيبلا ليمتد" لبيعها كمية نوعية من "ستافودين" بسعر أدنى من سعر "زيريت" بـ"خمس و ثلاثين مرة )(8).و عندما منحته جنوب أفريقيا ترخيصاً لإنتاج الدواء اعتبرت شركات الدواء المتحالفة ذلك انتهاكا لاتفاقية التجارة الحرة التي تفرض حقوقاً للملكية الفكرية.
أقامت شركات الدواء المتضامنة دعوى على جنوب أفريقيا لانتهاكها تلك الحقوق،و رغم ضغط منظمات المجتمع المدني و الرأي العام خاصة في جامعة يال التي تم تطو ير الدواء في مختبراتها قبل أن تبيعه إلى شركة سكويب،حتى أن أحد مكتشفي الدواء الدكتور وليم بروسوف (81 عاماً) وجه رسالة باسمه أو ضح فيها أنه "يجب ألا يموت أي إنسان لأسباب اقتصادية، أو لأنه لم يتمكن من شراء الدواء،و سأكون سعيداً بالتخلي عن أي تعويض إذا ساعد هذا في استئصال المرض"(8). رغم كل ذلك لم ترضخ الشركة حتى كانت أحداث11ايلول و ما تلاها من تهديد بهجمات الجمرة الخبيثة، فاحتاجت الولايات المتحدة إلى تخزين كميات كبيرة من دواء السيبرو المضاد الحيوي النوعي للجمرة الخبيثة، فهددت أمريكا شركة باير الألمانية مالكة حقوق هذا العقار ، إما بإعطائها الدواء بسعر خاص أو باللجوء إلى إنتاجه دون ترخيص فرضخت الشركة.و هنا اضطرت شركة سكويب ( منتجة العقار المضاد للإيدز ) للقبول بتسوية مماثلة مع جنوب أفريقا .لكن هذه التسوية لم ترض منظمات المجتمع المدني لأنها لم توجد الحل الجذري لمشكلة براءات الاختراع.بل أبقت المرضى تحت رحمة سياسة التسعير التي تضعها الشركات و لا تراعي سوى تحقيق الأرباح . و رغم أن الدول النامية حصلت خلال المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي انعقد في قطر في 13 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2001 على حق الاستثناء من نظام براءة الاختراع في حال الأزمات الصحية فقط، فإن الأمر بقي بيد شركات الدواء.
و رغم كل تلك الأرباح و الأسعار الاحتكارية المرتفعة تتراجع البحوث الطبية ، و يدل على ذلك تراجع عدد الأدوية المسجلة سنوياً ففي عام 1996 أقرت إدارة الأغذية و الدواء الأمريكية الـ(FDA)(12) 53 دواء جديد في الولايات المتحدة، بينما أقرت 17 دواء جديد فقط عام 2003.و رغم (( أن أمراض المناطق المدارية كانت السبب الرئيس في موت الشعوب خلال الفترة من 1975و 1997، لم تتعد الأدوية المعالجة لتلك الأمراض 13 من مجموع 1233 دواء جديد طرحوا قي الأسواق خلال تلك الفترة )) (7)
فمرض مداري مثل الليشمانيا بنوعيها،الجلدي و الحشوي،صنفته منظمة الصحة العالمية بين أهم ست مشاكل صحية يعاني منها العالم ، حيث يبلغ عدد الناس المعرضين للإصابة به 350 ثلاثمائة و خمسون مليوناً من البشر . و كل عام هناك مليون و نصف إصابة جلدية ، و نصف مليون إصابة حشوية . و النوع الحشوي يعتبر مميتاً إن لم يعالج ، أما النوع الجلدي فمشوه. و رغم حجم الانتشار الكبير لهذا المرض فما زال يعالج بأدوية اكتشفت منذ الحرب العالمية الثانية ، و قد ظهرت مقاومة للطفيلي عليها و مع ذلك لا يوجد بحوث جدية على أدوية جديدة لأن الفقراء هم المصابون بهذا المرض و بالتالي لا يوجد مصلحة تجارية لشركات الأدوية لتقوم بتطوير أدوية جديدة،و بالمقارنة مع خافضات شحوم الدم نرى أنه يوجد عشرات الأنواع منها و لا زالت الأبحاث تجري على قدم و ساق لتطوير أدوية جديدة لأنها تعالج أمراض الأغنياء القادرين على الدفع . هذا دون أن نشير للأموال الهائلة التي تصرف على أدوية المتعة للقادرين على الدفع مثل الدواء الشهير :الفياغرا !! . و لعل فضيحة دواء eflornithine و مرض النوم الإفريقي خير معبر عن روح الجشع التي تحكم عالم الصحة و الدواء .
ينتشر داء النوم في أفريقيا جنوب الصحراء، هو مرض قاتل ينتقل عبر لدغة بعوضة تسمى ذبابة ( تسي تسي ).تنتقل المثقبيات المسببة للمرض عبر الدم إلى العقد البلغمية و تسبب حمى، ضعف، تعرق، آلام مفصلية، ثم يهاجر الطفيلي إلى الدماغ و يؤدي إلى اضطراب وعي و خبل و أخيرا السبات و الوفاة.استؤصل المرض في الستينيات من القرن الماضي لكنه عاد ليشكل حالة وبائية.و بدون معالجة فإن مصير المريض المصاب بهذا المرض الموت المحتم بعد إصابة الدماغ و النخاع الشوكي.
يوجد في أفريقيا 60 مليون إنسان معرضين للإصابة بهذا المرض،و يقدر عدد الإصابات بـ 500ألف إصابة سنوياً ،و هو ينتشر بمعدل أسرع بثلاث مرات من معدل انتشار الإيدز في أفريقيا،ففي العام 1974 كان هناك ثلاث تقارير فقط عن حالات إصابة بهذا المرض في أنغولا،أما في عام 2000 فقد قدر عدد الإصابات بأكثر من 100 ألف إصابة حسب ما هو منشو ر في الغارديان في 18 آب 2001.(10) و قد تصاب الأبقار بهذا المرض.و تتركز الإصابات في أنغولا، و الكونغو الديمقراطية، و الكونغو، السودان، إثيوبيا، المالاوي و تنزانيا.
كان هذا المرض يعالج بدواء اسمه MELARSOPROLو هو مشتق من الزرنيخ و قد اكتشف قبل سبعين عاماً و تبلغ نسبة وفيات المرضى المعالجين به 15-20%. لكن أثناء بحث إحدى شركات الأدوية عن دواء جديد لعلاج السرطانات جربت مادة دوائية اسمها eflornithine و بالصدفة البحتة اكتشفت الخواص الرائعة لهذا الدواء في معالجة مرض النوم، فهو يصل للدماغ و النخاع الشوكي و آثاره الجانية قليلة و تقتصر على ألم بالبلعوم لذلك سمي (( عامل الانبعاث )) لأن المريض يكون مخبولاً خاملاً و ما إن يتناوله حتى يستعيد وعيه و نشاطه بشكل سحري.
بدا أن هذا العقار سيحقق ثورة في معالجة هذا المرض.لكن في عام 1995 أوقفت الشركة إنتاجه بسبب عدم فعاليته في علاج السرطان و قلة الطلب عليه كدواء لعلاج مرض النوم لأن أسعاره غالية و تفوق مقدرة الأفارقة على شرائه.و لم تفلح المناشدات و الضغوط التي مارستها منظمة الصحة العالمية و بعض منظمات المجتمع المدني و بعض القادة، لم تفلح في ثني الشركة عن قرارها إيقاف إنتاج الدواء بحجة عدم وجود مشترين له.و حرم المرضى من هذا الدواء الفعال ست سنوات كاملة ، منذ عام 1995و حتى عام 2001.و في هذه المدة عاد الأطباء لاستخدام الأدوية القديمة،السامة،القاتلة .
في عام 2001 اكتشفت الشركة المنتجة خواصا أخرى غير متوقعة لأحد مشتقات هذا الدواء، فعندما طبق بشكل كريم على وجه المرأة منع نمو الشعر الزائد،فأنتجته الشركة بشكل كريم لأن لهذا المنتج كثير من المشترين في السوق الأمريكية و الأوربية.و تعرضت الشركة لفضيحة أخلاقية فهي رفضت في الماضي إنتاج الدواء لإنقاذ الأفارقة من الموت لكنها أنتجته لإزالة الشعر الزائد عن وجه الأمريكيات، و بسبب التشهير الذي تعرضت له أعادت إنتاج الدواء لاستعماله في علاج مرض النوم.
و رغم ذلك ما زال الدواء غير متوفر بشكل جيد في المناطق الموبوءة، كما أن هناك حاجة لتطوير مركبات أبسط منه،و بدون خطة متابعة طويلة الأمد سيظل هذا المرض بعيدا عن السيطرة.
يعلق أحد كتاب البلوغ على المعضلة الأخلاقية التي أثارها دواء eflornithine قائلاً:
Is this how far we’ve come? The burden of facial hair is more important to us than totally preventable deaths in Africa? We have the means, but not the will to do it
و ترجمة العبارة:
- هل هناك ما هو أبعد من ذلك يمكن أن نصل إليه ؟ أصبحت مشكلة الشعر الزائد على الوجه أهم بالنسبة لنا من منع وفيات يمكن بكل تأكيد منع حدوثها في أفريقيا؟ عندنا الوسائل و لكننا لا نملك الإرادة لفعل ذلك.
كما تتجاهل شركات الأدوية حقيقة أن المعرفة ملك للبشرية جمعاء،فهي تستفيد من الأعشاب الطبية و المنتجات الطبيعية الموجودة في العالم الثالث دو ن أن تحفظ حقوق البشر الذين حفظوا أسرار هذه النباتات و صانوها على مر القرون. و هناك مثال شهير على ذلك هي قصة اكتشاف خافضات ضغط الدم من زمرة الأنزيم القالبACE ، التي تعتبر من أكثر الأدوية استعمالاً ، فهي تستعمل:
كخافض للضغط الشريانيhypertension;
و لمرضى قصور القلب
heart failure/asymptomatic left ventricular dysfunction;

بعد احتشاء عضل القلب الحادacute/post-myocardial infarction;
اختلاطات السكري مثل اعتلال الكلية ( النفروز )و اعتلال الشبكية
diabetic complications, including nephropathy and retinopathy
و النفروز من منشأ غير سكري non-diabetic nephropathy.
بدأت قصة مضادات الأنزيم القالب في منتصف الستينيات عندما تم حضن سم أفعى
"Bothrops Jararaca" البرازيلية مع المصل الإنساني فنتج عنه مركب خافض للضغط،عزلت هذه البتيدات الموجودة في سم الأفعى و سميت عائلة البراديكينين.و هذه الببتيدات تثبط تحو ل الأنزيم القالب للانجيوتنسين 1 إلى النمط 2، و هذا يؤدي إلى تخفيض الضغط الشرياني .و أول ببتيد فعال عزل من هذه المجموعة هو treprotideو اعتبر أو ل مثبط للأنزيم القالب ACE ، ثم قاد البحث عن مركب فموي خافض للضغط إلى إنتاج الكابتوبريل في عام 1977.و بعد ذلك ازداد عدد الأدوية من هذه الزمرة فيتواجد منها اليوم عدد كبير نعدد منها:
بينازيبريل benazepril
كابتو بريل captopril
اينالابريل enalapril
فوزينوبريل fosinopril
ليزينزبريل lisinopril
موكسيبريل
كوينابريل quinapril
رامبيريل ramipril
تراندولابريلس trandolapril
و العدد مرشح للازدياد كل عام لأن سو ق هذه الأدوية واسع و أرباحها كبيرة.و هذه القصة نموذجية عن شركات الدواء التي اعتبرت أن المعرفة البشرية ملك للبشرية جمعاء لذلك لم تجد حرجا في إجراء البحوث على أفاعي من البرازيل، و التي لا بد أن السكان المحليين و بعض الأطباء الممارسين قد دلو ها على ملاحظتهم هبوط ضغط المرضى بعد تعرضهم للدغات هذه الأفاعي، فاستغلت شركات الأدوية هذه الملاحظة، ثم أجرت أبحاثها دون أن تدفع أي مقابل للبرازيل.و عندما أثمرت أبحاثها عن مركب الكابتوبريل اعتبرته ملكا لها و طبقت عليه حقوق الملكية الفكرية و بالتالي باعته في السوق بأسعار احتكارية ربما لا يقدر على دفعها من كان السبب في اكتشاف هذا الدواء، سكان البرازيل الفقراء في الأرياف.هذا هو الجانب الأول للقصة أما الجانب الآخر فهو تكاثر هذه المركبات بشكل غير مبرر على الإطلاق فهي ذات تأثير متشابه تختلف عن بعضها بأشياء بسيطة، مثل طول مدة التأثير.و لا يوجد من سبب يفسر هذه الزيادة سو ى أنه عندما انتهت مدة حماية الكابتوبريل و صار تصنيعه مشاعا لكل الشركات قامت الشركة الصانعة بتغيير بسيط بالمركب و أنزلته للأسواق كدواء جديد و بسعر جديد و له حقوق ملكية فكرية جديدة.و بالطبع فإن جيش الأطباء و مندوبي التسويق المرتبطين بهذه الشركة سيتولون تصوير الدواء الجديد الذي لا يختلف بتأثيره عن الكابتوبريل ،الذي بات رخيصا و بمتناول الناس بسبب تحرره من حقوق الملكية الفكرية،سيقومون بتصوير الدواء الجديد على أنه فتح طبي جديد في عالم معالجة الضغط كما ستمول الشركة المنتجة نشر المقالات عن هذا الدواء بحيث يبدو الطبيب الذي لا يصفه و كأنه متخلف عن ركب التطورات الطبية و أن معلوماته باتت قديمة و بحاجة للتجديد !!
و خلال سعي هذه الشركات نحو الربح لا تهتم بالحياة البشرية فهدفها هو تعظيم الأرباح و لو أدى ذلك لهلاك البشر. فما زالت فصول كارثة مضادات الروماتيزم من زمرة Cox-2s التي أطلق عليها اسم المسكنات القاتلة ،ما زالت هذه القصة تتوالى فصولها .
قصة المسكنات القاتلة
لعل مسكنات الألم التي يطلق عليها مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من أقدم الأدوية و أكثرها استخداما عند المسنين ، فهي من أكثر الأدوية التي تستعملها العائلات في أمريكا لأنها تريح الألم المتوسط و تعمل كخافضة للحرارة و تعالج الآلام المفصلية و أوجاع الظهر و أمراض الروماتيزم و إليها ينتمي الأسبرين و الإيبوبروفين.
خلال عشرات السنين كان لدينا أدوية فعالة من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لكن لها أثراً جانبياً شائعاً ، و هو تأثيراتها على الغشاء المخاطي للمعدة و احتمال تسببها بإحداث نزف هضمي، حيث قدرت حوادث الوفيات بسبب النزف الهضمي بسببها بـ 16 ألف حالة وفاة كل سنة في أمريكا مع وجود مائة ألف حالة دخول للمشفى.لذلك تم إنزال زمرة جديدة هي زمرة Cox-2s على أنها الحل لهذه المشكلة . فهي فعالة بتسكين الألم و ليس لها آثار على المعدة،كما قالوا،و هذا أمر هام أقنع المستهلكين بدفع الفروق الهائلة بين أسعار أدوية الزمرة الجديدة و بين الأدوية القديمة، لكن بعد عدة سنوات بدأت تتكشف حجم مشاكلها. فبعد بحوث أجرتها الشركة المنتجة للدواء ثبت لها بالدليل القاطع أن عقار فيوكس، درة هذه الزمرة، . ثبت أنه يزيد نسبة الإصابة بأمراض القلب و الشرايين و الجلطات الدماغية بنسبة الضعف ،مما اضطرها إلى سحبه من الأسواق نهاية عام 2004 لكن بعد أن أدى إلى آلاف الوفيات – يرجح أنه السبب بوفاة من 100إلى 140 ألف أمريكي - و بعد أن باعت الشركة المنتجة منه ما قيمته 12 مليار دولار ، فقد بلغ حجم مبيعاته في عام 2003 ملياري دولار و نصف في السوق الأمريكية وحدها.و يقدر عدد من استعملوه « بحوالى 84 مليون شخص من 80 بلداً مختلفاً و20 مليون اميركي تناولوا هذا الدواء، قبل سحبه من السوق عندما تبين إصابة آلاف بأمراض في الشرايين، إضافة إلى حدوث آلاف الوفيات المرتبطة بالآثار الجانبية للـ«فيوكس» (2).و كي تكتمل المفارقة أشارت الدراسات الحديثة أنه لا يوجد فروق جوهرية في الآثار الجانبية لهذا الدواء من ناحية تسببه في النزف الهضمي مع الأدوية القديمة مثل الأسبرين و الإيبوبروفين !!!(11)
و تتوافر الآن حقائق على أن الشركة تجاهلت الدراسات و التحذيرات عن أخطار هذا الدواء سواء بسبب مشاكله القلبية والدماغية أم بسبب تأثيراته الهضمية ، التي لا تختلف عن تأثيرات الأدوية القديمة . تجاهلت ذلك خلال أربع سنوات و نصف تمتد منذ عام2000 و حتى تاريخ سحب العقار من الأسواق. فقد «تبين ان شركة ميرك المنتجة للـ«فيوكس»، التي كسبت من خلاله 12 ملياراً و500 مليون دولار في 5 سنوات، أخفت نتائج دراسة «فيغور» التي أجرتها الشركة نفسها،والتي أثبتت أن استخدام الدواء يترافق مع زيادة في إصابة شرايين الرأس والدماغ... أثار الأمر شكوكاً بتورط FDA مع الشركة...بل وجاهر أحد مديري FDA نفسها برأي حمل تشكيكاً في قدرتها على حماية الولايات المتحدة» (2)
إن تحليل كارثة هذا الدواء تشير إلى تواطؤ ضمني من الـ F.D.A، حسب كثير من الباحثين، لأن المعطيات حول خطورة الدواء بدأت تتوافر منذ عام 2000،كما ذكرنا،و حينها طلبت الـ F.D.A من شركة ميرك الصانعة لهذا الدواء إضافة لصاقة تحذير على علبة الدواء تشير لإمكانية تسببه في مشاكل قلبية وعائية.لكن بعد هذا التاريخ استعمل الدواء مليوني أمريكي و يعزى ذلك على حملة إعلانية ضخمة قامت بها الشركة،فقد كانت تصرف كل عام 100 مليون دولار على حملات التسويق دون أن تعمل الـFDA شيئاً.لقد كانوا سلبيين تماما يقول الدكتور اريك توبول رئيس قسم طب القلب في كليفيلند(9)
أما السناتور الجمهوري عن آيوا تشوك جراملي فقد اتهم F.D.A بأكثر من السلبية،فبعد لقاءه مع الدكتور ديفيد جراهام أحد باحثي الـ FDA ، الذي أجرى دراسة عن العقار بين عامي 1999 تاريخ نزوله إلى السوق و عام 2003 أشار بها إلى صلته بـ 27 ألف حالة نوبة قلبية أو وفيات قلبية مفاجئة.و أشار الدكتور إلى أنه تعرض للنبذ و التخويف داخل الـ F.D.A كما شعر أن بيئة عمله صارت معادية،ثم طلبوا منه تلطيف نتائج دراسته !!
إنه تحالف غير مقدس بين الوكالات الحكومية التي يفترض بها أن تسهر على صحة المواطنين و شركات الأدوية التي لا يهمها سو ى جني الأرباح...........
إن شركات الدواء تتاجر بآلام الناس و أمراضهم.و رغم أن أغلب الأدوية يتم تطويرها في مختبرات حكومية أو من مواد طبيعية موجودة في العالم الثالث.فإنه لا دافعي الضرائب في الغرب و لا أبناء العالم الثالث يستفيدون من هذه الأدوية.بل يضطرون لدفع أسعار عالية للحصول على الأدوية. و في سبيل الربح تتجاهل شركات الأدوية كل قو اعد سلامة الدواء ، فهي تنزل إلى الأسواق أدوية لا حاجة لها ، أو لم يتم اختبارها بدرجة كافية و بأسعار عالية هدف الحصول على الأرباح فقط.
إن ما يجري في عالم الصحة يعكس صورة صادقة عن علاقات النظام العالمي القائم ،الذي لا يكترث سوى للأرباح و لا يقيم وزناً و لا قيمة للحياة البشرية فيبددها في حروب لا هدف لها سوى الربح . أو يتلاعب بصحتهم فيدفعهم لاستهلاك منتجات و أدوية ليسوا بحاجة لها ، أو تمنع عنهم أدوية هم بأمس الحاجة لها لأنهم لا يقدرون على دفع ثمنها !!!









1-جريدة الحياة اللندنية - 09/12/05فضيحة عشية توزيع الجوائز الأشهر في العالم ... لجنة نوبل داعية السلام تستثمر أموالها في صناعة السلاح!
2- جريدة الحياة اللندنية 2005/02/7ممارسات شركات الأدوية تشبه شعار ((مرض لكل دواء))
3-شركات النفط تربح 75 ألف دولار في الدقيقة،و تبقى خاسرة!
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/11/09/18466.htm
4- نهاية عصر البترول – سلسلة عالم المعرفة - سبتمبر 2004 كولن كامبيل و آخرون – ترجمة د.عدنان عباس علي
5- الغزو مستمر نعو م تشومسكي – ترجمة مي النبهان – دار المدى 1996
6- الصحة أمر ثانوي لتنعم المصالح بصحة جيدة -جولة في خضم مجاهل عالم الأدوية-محمد العربي بو غرّه*
MOHAMAD LARBI BOUGUERRA - لو مو ند الفرنسية
7- براءات الاختراع غير بريئة من قتل ملايين المصابين بالإيدز -و الدن بللو (ترجمة سلمى حسن)
http://www.ageg.net/opinions/walden_aids.htm
المجموعة المصرية لمناهضة العولمة
8- مليارات مرض السيدا - قضية ستافودين- فيليب دوميني *
PHILIPPE DEMENET – لوموند الفرنسية
9- Alliance for Human Research Protection http://www.ahrp.org/infomail/04/10/12.php
10-(Dr.Josenando Theophile, Director of the Institute for Combat and Control of Sleeping Sickness, The Guardian, August 18, 2001).
11- Study queries bleed benefit of COX-2 drugs
http://today.reuters.com/news/newsArticle.aspx?type=scienceNews&storyID=2005-12-02T152054Z_01_MCC255172_RTRUKOC_0_US-PAINKILLERS.xml
12- إدارة الأغذية و الدواء الأمريكية الـ(FDA) . و هي وكالة حكومية فدرالية مسؤولة عن إجازة و مراقبة الأدوية في السوق الأمريكية و كل دواء لا تجيز استخدامه يكون تداوله غير قانوني في الولايات المتحدة







#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحيم بغداد اليومي
- الإعلام بين السل و انفلونزا الطيور
- صدام الهويات المصطنع
- العالم يتمرد
- لشو الحكي خلص الكلام
- من مطبعة نابليون إلى انتخابات رايس
- تقديس الداعين إلى نموذج الحضارة الغربي على طول الخط
- بوش قصف لويزيانا بالقنابل
- تل عفر تصحح مسار التاريخ بعد مائة عام
- البحث الأمريكي عن إسلاميين معتدلين
- احتلال عقول النخب
- الصغائر و الكبائر عند عمرو موسى
- عصر الظواهر التلفزيونية
- كم هو عدد مساعدي الزرقاوي ؟
- الإحتلال هو اكبر اعتداء على الحرية الفردية و هو مصدر كل الدك ...
- قمة الأغنياء : القضاء على الفقر أم على الفقراء ؟
- خرافة الحرية التي تعم العالم
- تقلبات ا لطبقة السياسية اللبنانية
- نساء علاء الأسواني
- من جديد عن الحجاب ،و التقدم و التأخر ، و الغزو......


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ثائر دوري - في العالم المعاصر الصحة تعني المرض