أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراق على كف عشيرة!














المزيد.....

العراق على كف عشيرة!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ما يجري في العراق من أحداث لا علاقة لها بالسياسة التي تعني فن ادارة شؤون الناس والوطن.نعم،لك ان تقول عنها..صراع مصالح،لكنه يدار بخبل عقلي تحكمه ثلاثة اسباب عند العراقيين،الأول يتعلق بفهم من يصل الى السلطة و(يعظ عليها بسنونه، او :تصير عنده وما ينطيها)،واثنان يعودان الى اننا ورثنا من ماضينا (سيكولوجيا الخلاف مع الآخر ) وتشبعنا من حاضرنا بـ(ثقافة العنف).
والمتابع لأحداث ما بعد التغيير يكتشف ان في كل مرحلة هنالك (قضية) تقدح نار هذه الأسباب الثلاثة ولن تخفت الا بعد ضحايا ودماء،بدأناها بالطائفية التي دفعتا ثمنها عشرات آلآف الضحايا بين 2006 و 2008،وابتدانا الآن قضية جديدة..عشائرية صرفة. فبعد استجواب وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي من قبل البرلمان في الفاتح من آب 2016وتبادل التهم التي تعرفون (أبطالها)، دعت عشيرة (آلعبيد) الى مؤتمر عقده شيوخها في بغداد لنصرة ابنها (خالد العبيدي)..أعقبه مؤتمر عقدته عشيرة الكرابلة في بغداد ايضا لنصرة ابنها (محمد الكربولي)..وكلا العشيرتين انطلقتا من مبدأ (انصر اخاك ظالما او مظلوما)..بتعبير أوضح:انصر خالد العبيدي فاسدا كان أم نزيها،وانصر محمد الكربولي فاسدا كان أم نزيها..قبل ان يثبت القضاء التهمة على احدهما،فيما يقتضي المبدأ الوطني انتظار نتائج التحقيق،فمن كان بريئا..احتفت به عشيرته ومن كان مدانا..تبرّأت منه.
وقبل أن نأتي الى تبيان خطورة ما سيحصل،لنقل حقائق بخصوص العشائر العراقية وازدواجية مواقف شيوخها.
مع أن العشائر العراقية كانت قد قامت بثورات وتمردات ضد سلطات الحكم العثماني،إلا أن أبرز دور لها هو اشتراكها في ثورة العشرين،إلى جانب رجال الدين الذين رفعوا شعار (إخراج الكافر الأجنبي من البلاد) بوجه القوات البريطانية التي دخلت العراق عن طريق البصرة عام 1917.ويحسب للعشائر العراقية أنها أسهمت من خلال هذه الثورة في تعميق الحس الوطني ومناهضة السيطرة الأجنبية ،وإضعاف الروح الطائفية التي جعلت بغداد ساحة احتراب طائفي في فترة الحكم العثماني.
ومنذ ذلك التاريخ تعزز موقع شيوخ العشائر في العراق ،إلى عام 1959 الذي وجهت فيه ثورة 14 تموز ضربة كبيرة لشيوخ العشائر وملاّك الأراضي بأن جردتهم ليس فقط من حيازتهم أراضي واسعة ،بل ومن عبوديتهم لملايين الفلاحين وسلطتهم الاعتبارية والعرفية بإلغاء نظام دعاوى العشائر .
والواقع إن عشائر وسط وجنوب العراق تختلف عن عشائر المنطقة الغربية،في أن الأولى تتحكم بها قيم المرجعية الدينية فيما تتحكم القيم البدوية في الثانية ،لاسيما تلك التي تسكن في سهول الشمال الغربي من العراق.غير أن كلا الفريقين تجمعهما "العصبية القبلية" بوصفها الوسيلة التي تلزم الجميع بحماية كيان العشيرة لقاء تأمين حاجات أفرادها لاسيما حاجة الإنسان إلى الشعور بالأمان،التي تجسدت بشكل واضح في عام 2003.فحين سقطت الدولة في نيسان التي كانت تمثل خيمة الأمان،وتعطّل القانون وصارت السلطة لمن هو الأقوى في الشارع ،برزت لدى الفرد العراقي سيكولوجيا الحاجة إلى "الاحتماء" فكانت العشيرة هي ملاذه الأول.
والتاريخ يحدثنا أن شيوخ العشائر كانوا يقفون مع الأقوى.ففي التقرير الذي أعدته دائرة الاستخبارات البريطانية في العراق عن مشايخ ولاية بغداد سنة 1917،يذكر مترجمه الدكتور عبد الجليل الطاهر أن بعض شيوخ العشائر كانوا متعاونين مع الإنكليز،وأنهم كانوا يحصلون منهم على الرشوات،وأن الإنكليز استعملوا أساليب الإغراء وتلويث الضمائر واستطاعوا شراء ذمم بعض شيوخ العشائر.والشيء نفسه فعله صدام حسين بتشكيله (شيوخ أم المعارك)،ونوري المالكي ايضا.0و(النكتة) ان شيوخ العشائر لا يحسبون ما يقدم لهم على أنه رشوة ،بل بسبب قوتهم واضطرار الآخرين على تقديم ذلك لهم رغبة في التزلف لهم أو تخلصا من شرورهم!.
إن من خصائص شخصية شيخ العشيرة أن الحمية على وطنه لا تأخذه قدر ما تأخذه الغيرة على الشرف الشخصي او الاعتباري ،بمعنى أنه يغلّب قيمه العصبية ومصالح عشيرته على مصلحة الوطن.ومن خصائصها أيضا أن شخصية شيخ العشيرة ميالة إلى التباهي بما تملك من ثروة وممتلكات وخيول وأبقار وأغنام..ونساء أيضا!.وقد توفرت الفرصة لعدد من الشيوخ أن يجمعوا بين رئاسة العشيرة والعمل كرجال أعمال حتى أثروا من التهريب ومن التحايل على نظام العقوبات في تسعينات القرن الماضي.ويذكر علي علاوي في كتابه(احتلال العراق) أن بعض رؤساء العشائر اندفعوا للتعاون مع سلطة الائتلاف الموقتة لأسباب مالية صرف.
وللدكتور على الوردي رأي أنّ من طبيعة العشائريين أن اتفاقهم موقت وتنازعهم دائم،فإذا أتيح لهم أن يتفقوا على أمر ما ،وينالوا فيه انتصارا ،فسرعان ما يختلفون فيه ويتنازعون بعد نيل الانتصار..وأنّ هذه هي عادة العشائر في كل زمان ومكان ولا يمكن أن يتخلوا عنها إلا إذا تخلوا عن عصبيتهم القبلية.
والخطورة الآن..ان هنالك ثلاث عشائر كبيرة يمكن ان تشعل حربا تطيح حتى بالحكومة.فالمعروف عن (آلعبيد) انها قبيلة عريقة من يوم كان شيخها (عبد الله الشاوي)يدخل مع حاشية باشا بغداد العثماني الذي جعله وسيطا بين الحكومة والناس،فضلا عن ثوراتها ضد العثمانيين.ومع ان معظمهم يعمل في الزراعة وتربية الجمال فان بينهم محاربين اشدّاء شاركوا في الجهاد عام 1914.
والكرابلة ايضا عشيرة عريقة تضم اكثر من 14 فخذ. واذا اضفنا لهما عشيرة (الجبور)،التي تضم اكثر من تسع قبائل و 290 بطنا،ويدها على الزناد منتظرة نتائج التحقيق التي انتهت ببراءة ابنها (سليم) بسرعة قياسية!،وعلمنا ان هذه العشائر الثلاث يتحكم بها العقل البدوي..فان العراق سيكون فعلا على..كف عشيرة!

9 آب/اغسطس 2016



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد
- - مأمون وشركاه-.دراسة في سيكولوجيا البخل والبخيل
- لا تجعلوا النصر في الفلوجة طائفيا
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- أسباب فشل العملية السياسية في العراق..دراسة علمية.
- هوس العراقيين بكرة القدم..جنون!
- سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك
- مؤتمر (التراث الحي والصراع في الشرق الأوسط)..هل حقق أهدافه؟
- حدث (30 نيسان) ثورة جياع أم فوضى رعاع؟
- استفتاء لدراسة علمية
- من قتل انجلينا جولي..فقدان شهية أم فقدان انسانية؟
- خمسة أيام فنتازيه..هزّت برلمان حراميه!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراق على كف عشيرة!