أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - موريس صليبا - -الكافر سعيد- يتصالح مع الذات والأهل















المزيد.....

-الكافر سعيد- يتصالح مع الذات والأهل


موريس صليبا

الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 00:21
المحور: مقابلات و حوارات
    


المصالحة مع الذات والأهل والآخرين والإعلان عن الإيمان بالمسيح


نتابع في هذه الحلقة حوارنا مع الأخ سعيد الذي قبل سر المعمودية و بدأ حياة جديدة. سيطلعنا اليوم على التحوّل الجذريّ الذي طرأ في حياته وكيف تغيّر سلوكه ونظرته إلى الأمور، وبنوع خاص كيف أعلن عن إيمانه بالسيّد المسيح لبعض من أفراد عائلته ومعارفه وخاصّة رفاقه الذين قضى معهم فترة من طفولته ومراهقته

س – مرحبا بك مجدّدا أخ سعيد. بعد قبولك سرّ المعموديّة، حصل إذا تغيّر كبير في نظرتك إلى المفهوم الديني في تلك المرحلة المفصليّة من حياتك، ولا بدّ من وجود عامل رئيسيّ فعليّ وراء هذه العمليّة. هل بالإمكان تفسير أو بالأحري تحديد هذا المحرّك أو هذا العامل؟

ج - في الماضي عندما كنت مسلما، لم يكن بوسعي أن اطلب شيئا من إله الإسلام أو أن أحدّثه عن أحزاني وهمومي. أما ما تعلّمته من الإنجيل، فقد جعلني اشعر بأنّني حقيقة إبن الربّ. هذه الهويّة الروحيّة الشرعيّة التي اكتسبتها تفوّقت على كلّ شيء، وجعلتني أتصالح مع نفسي مصالحة حقيقيّة، جعلتني أحترم ذاتي وأحبّها وأعرف من أنا. اصبحت إنسانا جديدا. إنّها ولادة جديدة غيّرت كلّ شيء في حياتي، وأوصلتني إلى حالة من العيش المتوازن والمتّزن في هويّتي العربيّة والبربريّة والفرنسيّة. اكتشفت تجانسا جديدا يعني أنّني أنا "سعيد المغربي" ، أنا مسيحي وإبن الربّ، وكذلك أنا مغربيّ وفرنسيّ معا. فالديانة المسيحيّة صالحتني مع هاتين الهويّتين، هاتين الدائرتين، خاصّة أنّ إحداها اسمى من الأخرى، أي الهويّة التي وهبني إيّاها المسيح. لذلك أقول بكل فخر واعتزاز: هويّتي اليوم لم تعد قائمة على دين، بل على علاقة مباشرة مع يسوع المسيح.

س - هل هذا يعني أنّك طلّقت الماضي وطويت نهائيا صفحته؟

ج - أريد أن أكون واضحا. طلّقت نهائيا ديانة والديّ التي وُلدت فيها وأورثاني إياها دون إرادتي وخياري. ولكن لم أتخلّ عن ثقافتي وتقاليدي، عن المطبخ المغربيّ وكلّ الثراء المتجسّد في الحضارة العربيّة البربريّة منذ سنوات وأجيال، والتي تعود جذورها العميقة إلى المسيحيّة. أستطيع القول إنّ هذه الهويّة المسيحيّة التي اكتسبتها وعرفت حقيقتها وثراها هي الأجمل والأروع في الكون.

س - هل لاحظ محيطك فعلا هذا التغيير في حياتك وسلوكك؟

ج - قلت لك إنّني ولدت من جديد، ليس فقط بالنسبة لي، بل أيضا في نظر البيئة التي كنت أعيش فيها. فرفاقي في الحيّ لاحظوا ذلك، وأمّي أيضا، وكذلك إخوتي. بين ليلة وضحاها، لم أعد نفس الشخص. فكلّ ما فعلته سابقا من مساوئ وسرقات، قرّرت الندم عليها وتعويضها. ذهبت إلى أصدقائي، خاصّة أفراد الزمرة التي كنت أحد أركانها، وأعلمتهم بندمي على كل ما فعلت معهم واستنكاري لكلّ عمل أو جنحة شاركتهم فيها. أوضحت لهم جمال وروعة ما اكتشفت من تعاليم سامية في الإنجيل، لأنّها تكفيني للتخلّي نهائيّا عن كلّ ما كنت أشارك به معهم سابقا. أعلمتمهم أنّ الإدمان على المخدّرات كان جذّابا وممتعا، والكسب المادّي من المتاجرة بمختلف أنواعه كان يسهّل لنا الحصول على ما نتمنّاه ونحلم به. ولكنّني بعد ولادتي الجديدة بالمسيح، لم أعد بحاجة إطلاقا لكلّ ذلك. فأنا اصبحت سعيدا لدرجة أنّني لم أعد أهتمّ إطلاقا بكل هذه الأمور كي أشعر بنشوة الفرح.

س - وكيف ترجمت ذلك عمليّا؟

ج - عندما يدرك الإنسان أنّه إبن الربّ، فإنّ روح الربّ القدّوس سيعمل حتما في داخله ويسكن في قلبه. تذكّرت بعض الأعمال السيئة التي اقترفتها سابقا. وأثناء صلاتي، كان الربّ يشير إلى ما فعلته. تذكّرت مرّة أنّني في سنّ السادسة من عمري، سرقت 150 فرنكا فرنسيّا من حقيبة إحدى المعلّمات في المدرسة الإبتدائيّة. فشعرت بالروح القدس في داخلي يوحي لي بضرورة تعويض هذه الجنح، الواحدة تلو الأخرى. في الحقيقة، اعترفت أمام ضميري بما فعلت، وطلبت الغفران من الربّ، وقمت بتعويضها. وهكذا ذهبت إلى المدرسة الإبتدائية والتقيت بالمعلّمة، واعترفت لها بندمي على سرقة كميّة المال من حقيبتها عندما كنت طفلا في سنّ السادسة. فأعدت المال إليها، طالبا منها المغفرة. نظرت إليّ بتعجّب قائلة: "يا سعيد، أنا كنت أعرف ذلك!". وما أدهشني في موقفها، أنّها لم توبّخني إطلاقا على تلك الجنحة، وكأنّها كانت مقتنعة بأنّني سأعود يوما إليها. كانت تعرف أنّني السارق ولكنّها لم تحكم عليّ ولم تدينني. ولا تعلم كم كنت سعيدا عندما تحررّت من هذا العبء الثقيل على ضميري.

س - وهل تحرّرت من أعباء أخرى؟

ج - نعم، كنت سابقا موسوما بكلّ الصفات السيئة التي تلصق بالعرب، أيّ لصوص، حراميّة، كذبة، منافقون، محتالون، يعتدون على النساء ويتحرّشون بهنّ، مهووسون بالجنس، وما شابه. ولا أنكر أبدا أنّني مارست كلّ ذلك رغما عنّي. ولكنّني بفضل يسوع وتعاليمه تحرّرت من هذه الصورة الشنيعة التي كانت تكبّلني ومن هذا العبء الثقيل الذي كان يقضّ مضجعي. هذا التحرّر أعطاني جرعة كبيرة من الأوكسيجين, فشعرت وكأنّني خفيف الظلّ مثل الهواء. فحتّى وإن كانت هذه الصورة الشنيعة ما زالت تُلصق بالعرب والمسلمين حتّى اليوم، فأنا لم أعد أشعر بها إطلاقا. فيسوع المسيح قبلني مثلما أنا، وحرّرني من هذا العبء الثقيل، من هذا الرعب، من هذه الهويّة السلبيّة التي جرى توريطنا فيها.

س - هل عدت إلى الأحياء التي تشكّل اليوم نوعا من الغيتوات حيث تسكن فيها غالبيّة من المسلمين والأفارقة والمهاجرين من بلدان عديدة؟

ج - نعم، عدت إلى تلك الأحياء وتصالحت مع الجميع، مع أصدقائي كما مع خصومي. ذهبت أيضا إلى مسكن العائلة، وطلبة المغفرة من والدتي، من إخوتي وإخواتي الصغار. أردت التعويض عن كل ما فعلته سابقا. قرّرت أن أبلغ الجميع أنّ "سعيد" المشاغب والمراوغ والثائر والمتمرّد واللصّ والمعربد والحشّاش والعنصريّ والحقود والكاره قد مات، وأصبح في خبر كان. فقلت للجميع: "أنا لم أعد بائع مخدّرات. أنا وُلدتُ ولادة جديدة. أنا أؤمن الآن بيسوع المخلّص، وأنتم بحاجة إلى يسوع ايضا." ولكن لم يفهم أحد شيئا. ذهبت أيضا إلى المدرسة الثانويّة التي طُردتُ منها، وأعلمتُ الجميع بولادتي الجديدة. وعندما التقيتُ زوجة مدير تلك الثانويّة، رأت على وجهي ابتسامة بريئة ونظرة محبّة واحترام، إندهشت كثيرا لأنّها لم تر سابقا إلاّ علامات الكراهيّة والغضب بارزة على وجهي. في الحقيقة، كنت مفعما بالحبّ والفرح، كما كان بوسعي أن أحبّ أعدائي دون أيّ تحفّظ. أحيانا كان أصحابي يأتون إليّ بسيّارات فاخرة، كالـ"ب.م.ف"، والبيجو 504 المكشوفة وغيرها، كي نذهب معا إلى علب الليل والملاهي. ولكنّي كنت أقول لهم: "أنا لم أعد بحاجة إلى ذلك.".

س - أقدمت على الإعلان لذويّك وأصحابك عن اختيارك للمسيح. كيف تمّ استعدادك نفسيّا لذلك؟

ج - أوّلا، قرار الإلتحاق بالمسيح ليس أمرا سهلا، ولم أندم إطلاقا على ما فعلته. غير أنّني في الوقت ذاته، انتابني شعور بالخيانة تجاه المجموعة الإتنيّة الدينيّة التي ولدتُ فيها والتي كنت أنتمي إليها طوعا أو كرها. فقد جرى تكييفنا وتوضيبنا ودمجنا والإغلاق علينا مرغمين في الجماعة التي ولدنا فيها، وكذلك تصنيفنا بهدف إبراز صفات خاصّة بنا تميّزنا وتفصلنا عن الآخرين، وهذا أمر أدّى بنا إلى الإنغلاق على الذات، والتقوقع قي مجموعة ليس فقط داخل فرنسا بشكل عام، بل أيضا داخل الأحياء التي نسكن فيها. فعند اتّخاذ قرار اختيار طريق المسيح وتعاليمه، كانت اعتبارات وتساؤلات عديدة تراودني وتدور بقوّة في ذهني. كيف سيكون ردّ فعل أبي وإخوتي الكبار الذين يفرضون إرادتهم وسلطتهم عل الإخوة الصغار؟ كيف سيقبل ذلك أئمة المساجد الذين يهتمّون بكلّ شاردة أو واردة لها علاقة بالمغاربة وكلّ فرد من افراد هذه الجالية؟ ماذا سيفعلون؟ ما هي مكامن الخطر التي ستواجهني وتواجه أسرتي؟ إذا، أستطيع القول بأنّ الفترة الزمنيّة الفاصلة بين قرار اتّباع المسيح والتتلمذ له والإعلان عن ذلك، كانت مؤلمة للغاية، ولا أستطيع وصفها إطلاقا، بالرغم من بروز التغيّير الجذريّ في نمط حياتي ومواقفي وسلوكي مع الآخرين، كذلك في كلّ نشاط مارسته. حتّى أنّ طريقة تجوّلي في الأحياء الشعبيّة ومعاملتي مع الناس والرفاق والزملاء أصبحت مختلفة تماما، وكانت موضوع اندهاش وتساؤل.

وماذا عن إخوتك الكبار؟

ج - أذكر بنوع خاصّ أحدهم الذي كان قد درس القرآن وتعمّق في مضمونه. فعندما اكتشف هذا التحوّل وهذا التغيّير الجذريّ في حياتي، أدرك سريعا ضرورة التصدّي لذلك وابتداع خطّة لردعي وإعادتي إلى حظيرة الإسلام. اعتقد أنّ لديّ رغبة شديدة في الزواج بعد تجاوزي سنّ الرشد، وأنّ الفرصة أصبحت مؤاتية لتزويجي واستخدام طريقة جذّابة لإرجاعي إلى المغرب. فبادرني بطريقة لطيفة وهادئة قائلا: "تعرف أنّنا سنذهب هذا الصيف لقضاء العطلة في المغرب. وأنت الآن أنتهيت من دروسك الثانويّة ولا بدّ لك من أن تختار مهنة الوالد. سنغتنم هذه المناسبة الرائعة وسنجد لك هناك عروسا للزواج، وقد تحدّثتُ عن هذا الأمر مع شقيقة زوجتي، وهي فتاة رائعة سيبهرك جمالها. ستكون سعيدة بلقائك."

س - ألم تقبل بهذا العرض؟

ج - كلاّ، رفضت أوّلا العمل في نفس المهنة التي مارسها أبي. لم أدرس كي أذهب إلى تكسير الحجارة على الطرقات، رغم اقتناعي بعدم وجود مهنة أشرف من أخرى. ثانيا، وقبل أن أرفض عرض الزواج، آلمني كثيرا أن أجرح معتقده ومشاعره وأخبره بأنّي مسيحيّ. ولكنّي فعلت.

س - ألم يكن يعلم بذلك؟

ج - نعم، كان قد سمع عن عبوري إلى المسيحيّة، ولاحظه في سلوكي وعلاقاتي مع الآخرين. غير أنّه أراد التحقّق بنفسه من ذلك. فعندما قلت له: "لا أستطيع، أنا أصبحت مسيحيّا، وقرّرت أيضا تكريس حياتي ليسوع المسيح"، انهار تماما أمامي، إذ أخذ يصرخ وينتحب وكأنّ خنجرا سامّا أصابه في كبده. غريب أمره، لأوّل مرّة رأيت الدموع تنهار بغزارة من عينيه بسبب موجة الحزن والرعب والألم التي انتابته وهزّت كيانه.

س - هل تركك وشأنك أم أنّه أعاد الكرّة عليك؟

ج - لقد حاول مرارا وتكرارا، هو وغيره، لإقناعي وممارسة كلّ الضغوط عليّ كي أقبل بالسفر معهم إلى مسقط رأسي في المغرب، فلجأوا إلى كلّ أنواع السحر المغرية. ولكنّهم لم يفلحوا، عكس ما كان يحصل عادة مع شبّان مغاربة آخرين. اندهشوا كثيرا من فشلهم وعدم الوصول إلى هدفهم. في الحقيقة، في خضم كلّ هذه المحاولات لم يتركني يسوع كما لم يترك شقيقتي فاطمة ولم يترك لهم الفرصة لتنفيذ خطّة شيطانيّة من شأنها تطبيق حدّ الردّة على "سعيد الكافر".

س - هل من تفسير راودك في تلك اللحظة أمام هذا المشهد المؤلم الحزين؟

ج - أعتقد أنّ "التحوّل الجذريّ" هو كلمة، ولكنّ معناها كبير جدّا في نظري. الإنسان لا يتحوّل من دين إلى آخر ولا من عقيدة إلى أخرى بطريقة مفاجئة ودون تفكير، كما يدّعي كثيرون ويزعمون أنّنا نترك الإسلام ونتحوّل إلى المسيحيّة طمعا بالحصول على تأشيرة فيزا أو أوراق ثبوتيّة أو أموال أو للإندماج في المجتمع الجديد أو لعدم التكيّف في بيئتنا الأصليّة. في الواقع، "التحوّل الجذريّ" هو خيار شخصيّ يقوم على تفكير صادق مع الذات وبعد اقتناع عميق.

س - هذا ما حصل مع أحد إخوتك، ولكن هل أعلمتَ الوالدة بذلك وما كان ردّ فعلها؟

ج - لم أتحدّث معها عن هذا الأمر إلا بعد مرور سنوات. ولكنّها منذ البداية، لاحظت جيّدا كلّ هذا التغيير في حياتي. فكان المسلمون وروّاد المسجد القريب من مكان سكننا يأتون إليها ويعاتبونها قائلين: "كيف يُعقل أن يتحوّل وِلدكم ويصبح نصرانيّا؟ كيف تركتم إبنكم يخون الإسلام؟ هل هذا ممكن؟ ألا تشعرون بالعار الذي ألحقه بكم وبديننا الحنيف؟" وفي إحدى المرّات، كانت تتسوّق حاجات للبيت ودخلت إلى مجزرة (ملحمة) لشراء اللحم، فبادرها الناس هناك بالسؤال عن صحّة الخبر. فأجابتهم بهدؤ وصبر: "أنا أفضّل أن أراه كما هو الآن، وليس كما كان سابقا." فأخرستهم جميعا. وبالفعل، هذا كان جوابها باستمرار، كلّما طُرح عليها السؤال أو أُثير الموضوع أمامها.

س - هناك رفاق الطفولة والمراهقة وزمرة المشاغبين الذين ترعرعت معهم فترة طويلة وشاركتهم في كل النشاطات الجميلة والممارسات السيئة، خاصّة في أعمال الشغب والاعتداءات على الآخرين وتجارة المخدّرات، كما تعرّضتم معا للملاحقة من قبل الشرطة والقضاء. أرجو أن توضّح كيف واجهتهم وأعلمتهم عن انضمامك للمسيح؟

ج - كان الأمر مؤلما للغاية مع هؤلاء الأصحاب والرفاق. أذكر بنوع خاص خليل، وعليّ، والعديد غيرهم. صعُب عليّ كثيرا أن أحدّثهم بهذا الأمر، خاصّة أننا نشأنا سويّة وكانت تربطنا صداقة متينة. فعندما كانوا يأتون ليأخذوني معهم يوم السبت مساء للذهاب إلى السينما أو الملاهي الليليّة أو والمراقص، كان يصعب عليّ كثيرا رفض ذلك. ولكن ، بفضل يسوع المسيح، كانت لديّ الشجاعة لأقول لهم: "دعوني وشأني، هذه الأمور لم تعد تعنيني إطلاقا." نعم، "التحوّل الجذريّ" قلب مسيرتي رأسا على عقب، وشّكل زلزالا في حياتي. ولكن لم يكن ذلك كافيّا. كان عليّ أن أجد القوّة اللازمة لإعلامهم بهذا التحوّل.

س - هل وجدت هذه القوّة وكيف حصل ذلك؟

ج - أذكر مرّة كنت بصحبتهم نتحادث عن أمور كثيرة. حينها لم تكن لديّ نفس الهوايات ولا الأهداف. أخذوا يدخّنون سيجارة مخدّر وينقلونها من واحد إلى آخر. وعندما وصلت إليّ، نقلتها مباشرة إلى الرفيق الجالس جنبي دون أن أقرّبها من فمي. ولم تمض ثوان حتّى تعرّضوا جميعا بسبب ذلك للإختناق، كما لم يكن بوسعهم إدراك قوّة الرفض لديّ التي صدرت منّي بفضل الربّ الذي منحني إيّاها. ولكن عندما قلت لا، أدركوا جيّدا بأنّي أصبحت حقّا مسيحيّا، وبالتالي مختلفا عنهم، وأنّ تغيّيرا جذريّا ومفصليّا قد حصل في حياتي.

س - ما كان ردّ فعلهم؟

ج - بدلا من الفرح والتهليل، لاحظت إشارات الأسى والمرارة والحزن ترتسم على وجوههم. لم أعد زميلا ولا رفيقا ولا فردا من زمرتهم. أصبحت جسما غريبا عنهم. لذلك أقول واردّد: "إن ما حصل معي هو تغيّير جذريّ". فالتخلّي نهائيا عن مجموعة إتنيّة أو دينيّة كان الإنسان عضوا فيها أو ينتمي إليها، يعتبر خيانة، تماما مثل المافيوزي الذي يخون عصابة المافيا التي انتسب لها وعمل فيها لفترة طويلة من الزمن واستفاد منها. وهذا ما لا يجرؤ على قوله العابرون. ولكنّ التعبير عنه مهمّ للغاية. فأنا فخور بما فعلت، ولست نادما إطلاقا على هذا الخيار. فضّلت الزهد تماما بالملذّات الواهية العقيمة، بعدما اكتشفت ووجدت ما هو أفضل وأسمى بكثير، وجدت يسوع المسيح، ولن أندم أبدا على ذلك. فأنا سعيد جدّا بما فعلت.

شكرا أخ سعيد، وإلى اللقاء مع القراء الكرام في حلقة جديدة



#موريس_صليبا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكافر سعيد يقبل المعموديّة (11)
- الكافر سعيد، و صرعة حبّه في يسوع المسيح (10)
- -الكافر سعيد- يعود إلى التمرّد والتشدّد والإنحراف (9)
- الكافر سعيد يشكّك في الإسلام (8)
- - الكافر سعيد- رسول المغاربة (7)
- - الكافر سعيد- رسول المغاربة (6)
- - الكافر سعيد- رسول المغاربة (5) -شقيقتي الكبيرة تعتنق المسي ...
- - الكافر سعيد - رسول المغاربة (4)
- -الكافر سعيد- رسول المغاربة (3)
- -الكافر سعيد- رسول المغاربة (2)
- سعيد الكافر، رسول المغاربة
- هوبار لومار : -المسلمون يكذبون علينا وعلى أنفسهم-
- القرآن في مشرحة -اللوغاريتم-
- حول كتاب حامد عبد الصمد - انهيار العالم الإسلامي -
- ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية - الحلقة الثالثة والأخيرة
- ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية - الحلقة الثانية
- ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - موريس صليبا - -الكافر سعيد- يتصالح مع الذات والأهل