أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - حقوق المرأة بين المورث والوعي














المزيد.....

حقوق المرأة بين المورث والوعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حين تخضع المجتمعات لفترة طويلة من حياتها تحت الاستبداد ومفاهيمه تصاب بالخنوع والقنوط وتستسلم لقدرها ويصعب عليها التمييز بين أوجه الظلم وأوجه العدالة. ومع تتابع الأجيال وتناسل الاستبداد وتوجهاته، تُوسر المجتمعات في لاوعيها لتعتبر نمط حياتها حالة طبيعية، لاتسعى لتغييره وإنما تدافع عنه دون أن تعي الجانب الآخر من الحياة الذي تسوده الحقوق والواجبات. ولعل النساء أكثر الفئات الاجتماعية تعرضن للتغيب والظلم الذي يستمد توجهاته من المورث والأعراف والقيم الاجتماعية والدينية المضَللة وأصبحن لايميزن بين الحقوق والواجبات!.
هذا المورث المتراكم عبر الأجيال لم يمنح المجتمع الذكوري حقوقاً مكتسبة حسب، بل اعترافاً نسوياً بتلك الحقوق! وواجهت الناشطات في المجال النسوي مشكلة التعاطي مع توجهات النساء غير الواعيات لحقوقهن أكثر من الرجال الرافضين لحقوق المرأة. وأصبحت كفة النساء الساعيات لتكريس المورث التاريخي وما ينال من حقوقهن أكثر رجاحة، فهن قادرات على تحشيد المسيرات النسوية الأكبر للتصدي للناشطات النسوية المطالبة بحقوق المرأة.
لايعود ذلك لحالة اللاوعي بالحقوق وأنما لإعادة إنتاج وعي جديد يصبغ المورث التاريخي بلون عصري، يكون قادراً على التوائم مع متطلبات الحاضر لخداع جيل جديد وترسيخ القناعة لديه بأن التوجهات الداعية للمطالبة بالحقوق أنما هي توجهات (معادية!) تدعمها جهات دولية معادية للشعوب تسعى لتخريب المجتمعات وضرب ركائز الدين المساند لها!.
هذه البدعة (الدينية!) الجديدة لترسيخ المورث في اللاوعي للجيل الفتي، وتصوير الصراع على أنه صراعاً بين القيم الدينية والحداثة وليس بين المورث السيىء والحداثة، هو محاولة واعية لترسيخ مفهوم المورث وتوجهاته في أذهان الجيل الفتي خاصة في المجتمعات المتخلفة الرازحة تحت براثن الأمية والفقر والاستبداد.
يقول ((زهير حطب))"لعل في اضطرار المرأة للقيام بدورها التقليدي لفترة طويلة ما جعلها تقتنع به، وتعتقد أنه قدر محتوم لا إرادة له، وأنه يستمد أصوله ودواعيه من المبادئ الدينية لاسيما وأن شبكة من المسكنات والبدائل المتاحة للرجال لاستخدامها ضدهن جاهزة لتدخل مرحلة التنفيذ ومنها: الطلاق، الزواج المتعدد، وإساءة العشرة واستعمال حق القوامة من دون أية اعتبارات".
تتطلب إعادة تشكيل منظومة الوعي الاجتماعي المستندة للعدالة والمساواة القيام بحملة توعية لكافة فئات المجتمع خاصة النساء منهم اللواتي يزرحن تحت براثن الأمية والجهل والمورث....فبدون وعي النساء بحقوقهن العادلة في المجتمع، لاتستقيم أوجه المطالبة من الرجال المؤمنين بتلك الحقوق على المساهمة في النضال ضد المورث التاريخي غير العادل الذي ينال من حقوق المرأة.
وبالرغم من أن الحرية والعدالة والمساواة...منظومات متكاملة تسهم بها كافة فئات المجتمع، فإن النضال في نهاية الأمر منوط بالمرأة ذاتها لانتزاع الحقوق، ولن تقدم لها على طبق من ذهب وهي مستكينة لأسر المورث التاريخي والاتكال على الرجال المؤمنين بحقوقها للنضال لوحدهم لإنصافها في المجتمع.
يعتقد ((زهير حطب))"أن صحوة فئة من النساء واقتناعهن بأن الثقة بالنفس والاستعداد للمطالبة والمواجهة هي السبيل لتطوير أوضاع بنات جنسهن. ودور الرجال المتنورين ليس سوى دور مرحلي مؤقت، وتبقى الأدوار الأساسية للنساء أنفسهن، فلا يستطيع الرجال مهما بلغوا من الإخلاص لقضية النساء وتحريرهن أن يذهبوا في الشوط بعيداً".
تتطلب سُبل النضال للمرأة وعيها بماهية حقوقها، لتساهم في تشكيل منظومة الوعي الجمعي لتحرير المجتمع من براثن الأمية والجهل والفقر والاستبداد التي لاتقتصر على فئة اجتماعية دون أخرى. إن صياغة وعي جديد للمجتمع، يحتضن كافة المطالب الاجتماعية العادلة لايحدد دور ومسعى كل فئة اجتماعية لحشد طاقاتها وجعلها في قائمة ألولياتها، وإنما يفتح باب المنافسة بينهما لنيل الحقوق فالفئات الاجتماعية الأكثر نشاطاً هي التي تفرض مطالبها وأولويتها على الفئات الأقل نشاطاً!.
تقول ((حكمت أبو زيد))"أن الوعي السياسي بقضايا المرأة، عملية مادية ومعنوية في آن واحد، وذكرية وأنثوية في آن واحد، وموضوعية وذاتية في آن واحد، وسوسيولوجية وسيكولوجية في آن واحد في نهاية المطاف".
يشكل وعي كل فئة اجتماعية بعدالة قضيتها وسعيها لانتزاع الحقوق حجر الأساس لحشد المؤيدين، فالفئة الاجتماعية التي لاتعي حقوقها ولاتسعى إليها عبر سُبل النضال المتعددة لاتنتظر من الآخرين أن يلبوا مطالبها حتى لو كانت عادلة ومنصفة!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب
- الثقافة والجسد
- المرأة ومجتمعات العيب
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة
- خلافات وأزمات علاقة الحب


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - حقوق المرأة بين المورث والوعي