أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - حقيقة الدور الأمريكي ... في الاطاحة بأردوغان ...؟؟














المزيد.....

حقيقة الدور الأمريكي ... في الاطاحة بأردوغان ...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد كانت محاولة الانقلاب الفاشلة التي اعلن عنها منتصف الشهر الماضي في تركيا تعبيرا واضحا عن رغبة الولايات المتحدة لتذكير حلفائها بأنها لا تتوانى عن اتخاذ الموقف الذي يبقيها قائدا للتحالف العسكري والغربي الذي يحافظ على مصالحها في المنطقة والعالم الى أمد غير معلوم. فوفقا للصحيفة التركية Yeni Safak ان الانقلاب الفاشل قد أعد من قبل القصر الأبيض بعد تردي العلاقات بين الرئيس أدوغان وادارة الرئيس أوباما.

ففي الفترة الأخيرة تصاعدت الانتقادات في الصحافة الغربية والأمريكية خاصة ضد اردوغان بنفس الوقت الذي شكلت واشنطن ضغوطا على المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وبعض قادة الاتحاد الاوربي لمنع تركيا من الانضمام اليه برغم الوعود التي قطعت من قبلهم خلال العقود الثلاثة الماضية لقبولها عضوا فيه. وكان السفير الأمريكي السابق في أنقرا قد طلب من أردوغان شخصيا التنحي عن السلطة حالا وفقا لما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست الامريكية مما دفع بالعلاقات بين واشنطن وأنقرا الى مزيد من الاحتقان. وقد بلغ التردي أسوء درجاته في شهر أبريل - نيسان الماضي عندما هددت أنقرا بنتيجته بمنع العسكريين الأمريكيين من استخدام قاعدة أنجيرليك العسكرية التركية.

و يعزى فشل محاولة الانقلاب العسكري الى الارباك الذي نتج عن السرعة في الاعداد له فواشنطن أصيبت بالصدمة من محاولة تركيا لتحسين العلاقات بينها وبين روسيا على حسابها هي فأرادت التخلص من أردوغان باجباره على التنحي قبل أن يباشر بتنفيذ خطة التعاون مع روسيا. فالتعاون المقترح بين أنقرا وموسكو قد جاء بمبادرة من أردوغان بعد الضرر الذي تعرضت له علاقات البلدين بعد حادثة اسقاط الطائرة العسكرية الروسية من قبل القوات الجوية التركية وقتل أحد طياريها فوق الأراضي السورية تحت ذريعة دخولها المجال الجوي التركي والذي على أثره جمدت روسيا العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. فالأنباء المسربة عن عن التوجه التركي لبناء علاقات ايجابية مع روسيا اعتبرته واشنطن خطرا يهدد جديا الهيمنة الامريكية في الشرق الأوسط وهو أمر لا يمكن أن تسمح به واشنطن بصرف النظر عمن يتربع على رئاسة القصر الأبيض. وسيشمل التعاون استئناف العمل ببناء انبوب نقل الغاز من روسيا عبر تركيا الى سوق أوربا وانهاء المقاطعة الاقتصادية والسياحية التي باشرتها روسيا ضد انقرا بعد حادث اسقاط الطائرة العسكرية الروسية.

لقد خصصت الولايات المتحدة مبلغا مقداره ( 2 ) بليوني دولار للاعداد للانقلاب الذي جرى تخطيطه باشراف الجنرال الأمريكي John F Campal القائد السابق لهيئة الاستخبارات الأمنية العالمية ( ISAF ) التي مقرها بأفغانستان. وكان هذا قد أوعز لقادة عسكريين في الجيش التركي يعمل بعضهم في قاعدة أنجيرليك التركية من الموالين لرجل الدين التركي اللاجئ في ولاية بنسلفانيا الأمريكية فتح الله جولين وان مبلغ المليوني دولار المخصص لتنظيم الانقلاب قد استخدم لمكافءة ضباط الجيش التركي الذين سيساهمون في الانقلاب.

ويذكر ان هنري بكري وكيل السي آي أيه الذي أشرف على تنفيذ عملية الانقلاب من داخل تركيا ويحتل حاليا منصب مدير البرنامج الأمريكي Woodrow Wilson International قد أقام في فندق lle de Paris في استبول ومنه كان يمارس نشاطاته التحضيرية للانقلاب. ولكونه كان واثقا من نجاح الانقلاب فقد طلب من ادارة الفندق ان تستعد لعقد مؤتمر صحفي في بهو الفندق ليلة 15 - 16 تموز - يوليو الماضي بحضور وسائل الاعلام الأمريكية الثلاثة سي أن أن ، ان بي سي واذاعة صوت أمريكا.

محاولة الانقلاب ضد الرئيس التركي أردوغان لم تكن المحاولة الأمريكية الأولى ولا الأخيرة التي تتخلى فيها الادارة الأمريكية عن حلفائها برغم ما قدموه ويقدمونه لها من خدمات لتعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية. فهذا المبدأ في السياسة الخارجية للدول الامبريالية واضح تمام الوضوح لقادة الدول من الرواد الحقيقيين لحرية واستقلال دولهم ولا يجهله أيضا الساسة الآخرون الموالون والسائرون في ركاب سياساتها انما هؤلاء يجهلون قيمة الحرية واستقلال الوطن لذا فهم لا يتحرجون من المساومة على سيادة بلدانهم.

الرئيس التركي ربما لم يكن أسوء السيئين من قادة الدول الذين سلموا مقادير أوطانهم للدول الامبريالية لتكون قواعد وجسورا للعدوان على الدول الوطنية المستقلة وتهديد الأمن والاستقرار الاقليمي والعالمي. فتركيا عضو مهم في حلف الناتو منذ عام 1952 وقد شاركت بكل نشاط في الحرب الأمريكية ضد كوريا الشمالية 1950 – 1953. وتعتبر قاعدة أنجيرليك في تركيا أهم قاعدة لحلف الناتو في منطقة الشرق الأوسط علما ان تركيا واحدة من خمسة دول هي ( هولندا ، بلجيكا ، ايطاليا والمانيا ) الذين يحتفظون لحلف الناتو على أراضيهم بقنابل نووية تاكتيكية ( 61ب ). فتركيا وحدها تحتفظ بين 70 – 90 قنبلة تاكتيكية في قاعدة أنجيرليك العسكرية.

الولايات المتحدة يمكن أن تتخلى عن أردوغان أوغيره لكنها لن تتخلى عن تركيا بسبب موقعها الجيوستراتيجي المهم ودورها في التحالف الغربي ( الناتو ) والمحاولة الفاشلة الأخيرة هي دليل على الرغبة الأمريكية للمجيئ بشخصية أخرى أكثر استعدادا لخدمة مصالحها في المنطقة والعالم. ولا علم لنا بالخطوة أو الخطوات الأخرى التالية التي ستتخذها الاجهزة الاستخباراتية الأمريكية بعد فشل محاولتها الانقلابية ضد أردوغان فهي بالتأكيد تعيد حساباتها جيدا قبل الاقدام على محاولتها التالية للاطاحة به أو اغتياله. الولايات المتحدة لا يمكن أن تسمح لتركيا بالذهاب بعيدا في خطتها للتعاون مع روسيا فمثل هذا الاحتمال غير مسموح به حتى لو تطلب الأمر احتلال العاصمة التركية. فالادارة الأمريكية الحالية باشرت بالفعل حربا باردة ثانية ويبدو أنها مقتنعة بأن تركيا بزعيمها الحالي غير مستعدة للعب الدور الذي تريده لها لتنفيذ سياساستها العالمية الجديدة.


علي الأسدي 8 - 8 - 2016



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر ... في المرشح الجمهوري دونالد ترامب......؟؟
- الانقلاب الذي ... تمناه أردوغان ...؟؟
- هل يسقط نتنياهو لتورطه ... بفضائح فساد ...؟؟
- هل تكرر الولايات المتحدة ... خطيئة هتلر..؟؟
- آراء في زيارة اوباما ... لنصب ضحايا هيروشيما...؟؟
- تحرير الفلوجة ... اختبار للوحدة الوطنية العراقية ...؟؟
- الأهمية التاريخية ... لذكرى الأول من أيار...؟؟
- مالم يقله الرئيس الأمريكي ... للكوبيين ...؟؟
- تعليقا على مقال - هل شارفت الرأسمالية على نهايتها -.. ( الجز ...
- تعليقا على مقال : ( هل شارفت الرأسمالية على نهايتها...؟؟ ) . ...
- تركيا ...على طريق الفاشية من جديد... ؟؟
- لا ... ليس كل شيئ هادئ في كردستان.. ...؟؟
- ماذا جرى,,, في مدينة كولون الالمانية...؟؟
- خطة ترومان السرية .... لابادة الاتحاد السوفييتي ... ؟؟
- أردوغان ... والحلم ببعث الامبريالية العثمانية ....؟؟
- البرزاني ... وأردوغان ... من يضحك على من...؟؟
- الحروب بالنيابة ... ومهمة جون ماكين في العراق ....؟؟
- سوريا... والتجربة الأفغانية الجديدة ....؟؟
- رد الفعل الروسي... تجاه تركيا...؟؟
- من أسقط الطائرة الروسية ...على سيناء ..؟؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - حقيقة الدور الأمريكي ... في الاطاحة بأردوغان ...؟؟