أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - انتصارات جبهوية: او فرحة الخائبين














المزيد.....

انتصارات جبهوية: او فرحة الخائبين


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتصارات جبهوية: او فرحة الخائبين
نبيل عودة
قرأت بيان مركز الجبهة في بلدية الناصرة السيد شريف زعبي حول تغريم المحكمة بلدية الناصرة ب 7 الاف شيكل، اي تغريم كل مواطن في الناصرة بجزء من هذا المبلغ. وهذه ليست المرة الأولى ، وربما لن تكون الأخيرة. لهجة البيان تذكرني بفرحة انسان خائب ، خسر عالمه ولم يتبق له الا الانتقام ولو من جميع مواطني بلده.
ما اريد ان اهمس به لشريف الزعبي ان يتأكد من جديد من موضع مركزية الشمس او مركزية الأرض، من الذي يدور حول الآخر؟ الشمس حول الأرض ام الأرض حول الشمس؟ وقارن ذلك بواقع الحال في بلدية الناصرة، من الشمس ومن الكوكب ومن يدور حول الآخر ؟
كان والدي، رحمه الله، يقول بسخرية:" ما أكثر الجنرالات عند العرب.. كلما ازداد عددهم ازداد ضياعنا، كثرة بياناتهم العسكرية توهم السامع أنهم مشغولون بالحروب ضد أعداء الوطن، يبدو أن المواطن صار يفهم تكتيكات الحرب أفضل من أكبر جنرال"، اليوم عندما استعيد أقواله وأستعرض تصرفات الجبهة وجنرالاتها السياسيين والبلديين في شتى الميادين، خاصة في عاصمة الجماهير العربية ، مدينة الناصرة، أعرف تماما ما كان يقصده والدي!!
كم كنت اتمنى لو اعادت الجبهة وحزبها الشيوعي التفكير بما اوصلهم الى خسارة كل مواقعهم تقريبا في السلطات المحلية، وان يستنتجوا النتائج الضرورية، ان يعرفوا حجمهم وضرورة عقلنة تصرفاتهم وبياناتهم، والنزول عن جحش توزيع التهم لكل من لا يروق لهم او ينتقدهم، ربما كانوا كسبوا بعض الاحترام وبعض الشفقة من الجمهور الذي ملهم ومل شعاراتهم وانتصاراتهم التي تشبة انتصارات دون كيخوت مصارع طواحين الهواء.
المحكمة غرمت مدينة الناصرة ومواطنيها، هل هذا فخر لكم؟ ما حدث في الناصرة كان عاصفة اطاحت بفكركم وعقلياتكم التي أصبحت بضاعة قديمة فاسدة لا تصلح للتسويق.
قال لي والدي وأنا في بداية طريقي السياسية ان الانقلابات لم تجلب للعرب إلا رؤساء مؤبدين في الرئاسة، زادوا فقر الشعب وطوروا بجدارة أجهزة الأمن والقمع.. وحذرني لا تتفاءل كثيرا بالقيادات الشيوعية لحزبنا او لأي حزب آخر.. اليوم نستقبلهم برحابة صدر ، غدا سيجدون من هو افضل منا وسيعطونك ظهورهم. للأسف لم افهم هذه المعادلة الا على جلدي.
نصيحتي يا استاذ شرف زعبي الذي احترمه وأحترم غيرته على مدينته، لكني على ثقة انك تدفع او ستدفع ثمنا صعبا سبقناك الى دفعه.. انت الآن في جسم سياسي بدأ يتفكك منذ سموات التسعين من القرن الماضي.. جسم يديره قادة لم ينجزوا الا الفشل.. جسم خسر كل مواقعه تقريبا في السلطات المحلية. لماذا لم ينزعجوا مع خسارة اول موقع؟ كيف نفهم جسما سياسيا فقد حسه الاجتماعي بين رفاقه داخل التنظيم؟ هل تعرف ما اعني؟ كيف يمكن ان نفهم ان قائد سياسي يعيش بعشرات الاف الشواقل بين دخل شهري وخدمات متنوعة ، وموظف حزب يقوم بعمل اسود لا يتجاوز دخله ال 5 الاف شاقل ، هذه هي ماركسيتكم وشيوعيتكم وعدالة تفكيركم ونضالكم من اجل المساواة؟
اذا كان هذا الواقع السائد داخل التنظيم، هل من غبي يظن انه تبقى من فكره الشيوعي، الاشتراكية، المساواة والعدالة الاجتماعية أي نقطة بيضاء تستحق الرعاية؟
ستدفع بلدية الناصرة الغرامة، لكنه ليس انتصارا الا لخائب الرجا.. وسيعوم قليلي العقل على شبر من الماء.. وقد يصفق المتزعمين في الحزب بظن انم انجزوا مكسبا سيعيد لهم مجدهم في الناصرة اولا والوسط العربي ثانيا. لا يا شاطرين، هذه التصرفات تعني انه حان الوقت لاسقاطكم نهائيا من الكنيست أيضا ومن مجتمعنا ثانيا. لا تنسوا ان علي سلام حرك الاف المصوتين لدعمكم. لو كنتم عاقلون لوجدتم الطريق الى التعاون من اجل الناصرة. علي سلام ليس نبتة غريبة في بلدية الناصرة، علي سلام اشغل منصب نائب رئيس وقائم باعمال الرئيس كاحد اعضاء الكتلة الجبهوية. تصرفاتكم وتآمركم عليه وعلى اقرب مؤيديكم دفعته ودفعت سكان الناصرة لسحب الثقة منكم.
هل المشاريع التي يواصل علي سلام تنفيذها تشكل تجاوزا يستحق عليها التهجم والذهاب الى المحاكم؟ انتم اخترتم طريقا غبية، طريق التخريب وليس البناء، طريق وضع العراقيل وايجاد الحجج الواهية لتسجلوا انتصارات لا تليق الا بالخائبين.
كل التبريرات التي ساقها بيان شريف الزعبي لا تبرر هذا العداء، لا تبرر النظر لبلدية الناصرة ورئيسها كأنهم اعداء. المنافسة على تقديم الخدمات ليس عداء. ان من يحرككم كالدمي سيقودكم الى مآزق شخصية.. اجعلوا وعيكم معيارا لمواقفكم قبل فوات الأوان!!
تذكروا ما اقوله لكم..انا السابق وانتم اللاحقون. والثمن سيكون قاسيا..وانا جربت طريقكم من قبلكم!!
راجعوا كتابات شيوعيين قدموا اجمل سنوات عمرهم للحزب ، فلم يحظوا الا بتهم غبية وعداء بهيمي. الحمدلله انكم لستم سلطة ، والا كان مصيرنا النفي الى "الغولاغ" في سيبيريا لعشرين سنة على الأقل.
يخافون ان ينجز علي سلام الجامعة في الناصرة التي اشبعونا ثرثرة حولها. يخافون ان ينجز علي سلام مبنى الثقافة الذي لم يحركوا ساكنا للبدء فيها قبل 40 سنة. لا يريدون ان يروا علي سلام ينجز مبني البلدية الجديد والحضاري الذي كان يجب ان ينجز قبل ثلاثين سنة على الأقل. نعرف ان هناك مشاكل في الحصول على الميزانيات، لكنكم لم تحركوا ساكنا . من لا يتحرك ويصر على تنفيذ المشاريع الحيوية لا يستطيع توفير الميزانيات الضرورية. ما الذي أشغلكم؟ رأب تصدع حزبكم الشيوعي؟ فشل اعلامكم الحزبي؟ عبادة قيادات لدرجة رؤيتهم أشباه آلهة ؟انتم كنتم جهازا للشعارات وترويج اتهامات لكل من ينتقدكم وقد مللنا شعاراتكم واتهاماتكم ومروجيها.
انا على ثقة ان الزوابع التي تثيرها الجبهة هدفها افشال نشاط البلدية التطويري، لا يريدون ان يروا الناصرة ترقي بسلم التطور برئاسة علي سلام . واسمحوا لي بأن أختتم مقالي بتصريح علي سلام في رده على بيان الزعبي:" "اهم مشروع قمت به لاهل الناصرة والوسط العربي اسقطت الجبهة والحزب الشيوعي".
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة القصيرة بين التنظير والابداع
- درس في الأخلاق السياسية
- رؤية فكرية بين الاعلام والتأريخ
- يوميات نصراوي: هكذا تعرفت على المناضل تيسير العاروري
- يوميات نصراوي: بورسعيد عربية والقنال مصرية
- يوميات نصراوي: يحكون في بلادنا
- يوميات نصراوي: قصيدة -بطاقة هوية- لمحمود درويش
- لا تضعوا كل بيضكم بسلة أردوغان
- كمن يصطادون السمك في البحر الميت
- رؤية ثقافية فلسفية
- المكان الأكثر أمانا..لكل المتفلسفين!!
- قصص من أمريكا
- ملاحظات نقدية
- 1967: هل اللقاء بين شقي البرتقالة الفلسطينية كان بشارة خير؟
- اشكالية التطبيع بين مجتمعات في عداء سياسي وقومي
- التغيير ليس مرغوبا فقط لكن لا يمكن منعه
- رد هادئ على بيان متشنج لشباب التغيير:
- كل ما لا تستعمله زوجتي!!
- حوار مع دكتور أفنان القاسم: حول مشروعه عقد مؤتمر عربي عالمي
- العنف: هل هو ظاهرة ام نتاج واقع وموروثات اسطورية؟!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - انتصارات جبهوية: او فرحة الخائبين