أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - خنجر في ظهر مصر














المزيد.....

خنجر في ظهر مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 11:35
المحور: بوابة التمدن
    


“أدعو على ابني، وأكره اللي يقول: آمين.” هذا ملخّص موقف أي مصري شريف مع مصر، لو طبّقنا المثل السابق بتصرّف. لا أحد يدعو على ابنه، ولا أحد ثمّة يدعو على وطنه. لكن الأمَّ قد تقولها من وراء قلبها، حين يضربها اليأسُ من سلوك ابنها العاقّ، لكنها أبدًا لا ترضى بأن يمَسّ أبنَها سوءٌ، وتكره مَن يؤمّن على دعائها، ولا تنسى له ذلك. وبالمثل، يغضبُ المرءُ من وطنه، والحقُّ أنه غاضبٌ من بشر في وطنه. فيقول عن وطنه كلامًا صعبًا حين يضربه ظلمٌ أو مهانةٌ، لكنه أبدًا لا يقبل أن يمَسّ بلادَه ضُرٌّ، ويكره مَن يساهم في هذا أو يرجوه، ويعدّه عدوًّا. لهذا يقول الشاعر: “"بلادى وإن جارت على عزيزةٌ ، وأهلى وإن ضنّوا على كرامُ."
ولا يُنكر أوجاعَ أقباطِ مصرَ إلا أعمى بصر وبصيرة. لا يُنكرها إلا جاحدٌ أو غليطُ قلب من صانعي تلك الأوجاع بفتاواهم البغيضة التي تؤجج صدور ضعاف النفوس وثُفخِّخ أدمغتَهم بالكراهية فيقتلون ويحرقون ويظلمون. أولئك ينكشفون يومًا بعد يوم، بعدما سقط عنهم غطاءُ التقية فباتوا وحيدين في قلب الظلام. هم أعداء الحق خصوم العدل كارهو السلام والجمال.
ولا ينكرُ مُنصفٌ أن أجهزة الدولة التشريعية والأمنية والتنفيذية المصرية متراخيةٌ في تطبيق القانون على المجرمين في حقوق الأقباط، لأسباب تتعلّق بسلطان بعض القبائل في جنوب مصر، وهو ما لا يليق بدولة ذات سيادة، وكذلك بسبب الجلسات العرفية التي يقبل فيها الأقباطُ التصالح مع الجناة، مضطرين، خوفًا من بطش تلك القبائل، فيتعطّل القانون وتتكرر المآسي.
كل ما سبق عن أقباط مصر، أما أقباط المهجر، فلا ينكر متابعٌ أن كثيرين منهم قد وقفوا وقفة حاسمة مع مصر في مواجهة الضغط الأمريكي والأوروبي على إرادتنا المصرية حتى انزاحت غيمةُ الإخوان السوداءُ عن سمائنا. لهذا يندهشُ المرءُ حين يقوم نفرٌ منهم بالتظاهر أمام البيت الأبيض الأمريكي (!) للتنديد بالدولة المصرية بحُجّة إنقاذ أقباط مصر من الاضطهاد! يا هذا، هل تستجيرُ من الإرهاب بزارع الإرهاب؟! يا رحمك اللهُ، هل تستنجدُ بالإدارة الأمريكية داعمة الإخوان وتيار الإسلام السياسي مُفرّخة التكفيريين التي تمدّهم بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي والتكنولوجي؟!
في يونيو الماضي، وقفتُ تحت العلم الأمريكي في واشنطن في مؤتمر لدعم الأقباط في مصر، لألقي كلمتي أمام الجالية المصرية القبطية بأمريكا. رفضتُ الحديث بالإنجليزية، وتحدثت بلغة بلادي، قائلة إن خطابي موجّهٌ لصُنّاع القرار في مصر، وليس للدولة الأمريكية. وحين عرض عليّ أحد الأصدقاء مصاحبتي ضمن وفد رفيع المستوى لزيارة الخارجية الأمريكية وعرض مظلمتي التي أتعرّض لها اليوم ونالني منها حكمٌ بالسجن سنوات ثلاثًا بتهمة ازدراء الإسلام، وساحتي بريئة من ازدراء أي دين، فضلا عن ديني، والتعريض بأن مصر لا تدعم حرية التعبير وتحارب الكتّاب، رفضتُ بحسم قائلة: “لن أكون خنجرًا في ظهر مصر".
مظلمة أقباط مصر، ومظلمتي، ومظلمة كل مظلوم في بلادي، لن تُحلُّ خارج حدود بلادي. الدستورُ المصري، لو فُعِّل، قادرٌ على ردّ حقوق الجميع، وحماية كل مظلوم من بطش الظالمين وجهلهم. إنما اللجوء لأي سيادة دولية خارجية للتدخل في مشاكلنا يعدُّ انتهاكًا مراهقًا على سيادة مصر الطيبة التي ما ظلمتنا، إنما ظلَمنا بعضُ مَن فيها. انتقاد وطنك من خارج وطنك ليس إلا مراهقةً غير مسؤولة تنمُّ عن وعي منقوص وفقر في النضوج الفكريّ والوطني. لهذا، أشكر قداسة البابا تواضروس على موقفه الوطني الشريف حين ناهض تلك المظاهرات ودعا أبناء مصر المسيحيين في أمريكا بعدم المشاركة فيها، مثلما فعل قداسة البابا شنودة، رحمه اللهُ من قبله حين قال: “إن كانت أمريكا سوف تحمي كنائسَنا، فلتحترق كنائسُنا وتبقى مصر.”



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو ظهر ابن رشد اليوم؟
- الشيخ كريمة وخفّة ظِل المصريين
- جميلةٌ من صبايا مصر
- ماذا تفعل لو كنت البابا؟
- فاتحةُ القرآن، والصلاةُ الربانية
- كل سنة وأنت طيب يا أبا زيد
- جيشُ مصرَ شعبُ مصرَ
- البجعة
- قلادتك
- الماكينة بتطلع قماش!
- وكرُ الأشرار
- المسجد النبوي .... هل غادرَ الإرهابُ من مُتردَّم؟
- هل احترام حقوق الأقباط عداءٌ للإسلام؟
- شيءٌ من العبث لن يفسد العالم
- حقلُ الألغام
- مصرُ التي نشتاق إليها
- يومٌ من عمري، وشموعٌ كثيرة بعد لم تُقَد
- موسم تسريب الامتحانات
- كيف سمحنا بأن نسقط؟
- ناضجون ومراهقون


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فاطمة ناعوت - خنجر في ظهر مصر