مقطوعة من سيرة ذاتية مستمرة
ثـُمً لما فـُجرتْ ثورة ُ تموز العظيمة
رقص الشعبُ وغنى وانبرَتْ كل عزيمة
لتصونَ الوطنَ الغاليَ منْ كل هضيمة
يا حماة الدار هبوا هبة َالأسد العريمة
قـُبرَ العهدُ القديمْ
وتوارى في الجحيمْ
فتحتْ أبوابَها الجنة
وانثال النعيمْ
فهنيئا لكمُ المستقبل الزاهر
والعيش الكريمْ
أيها الشعبُ العظيم
حطًم ِالصرح القديم
إنها الحرية الكبرى وأطياب النسيم
ولتكونوا كلًكمْ خلف الزعيم
إنه عبدُ الكريم
قائدُ الشعب الذي قوًضَ أركانَ الرجيم
موقدُ الشعلةِ والأنوارِ في الليل البهيم
فغدتْ أسوارُ موسكو عند مرمى البصر ِ
وتراءتْ لعيون الشعبِ جنًاتٌ بطيبِ الثمر ِ
*
عند هذا خُيبَتْ آمالُ ناصر
فغدا يحشُدُ جيشَ المكر منْ كل العناصر
وينادي العُرْبَ هيا اجمعوا كل الكوادر
إنها الوحدة تمتْ بين مصرٍ والعراقْ
غيرَ أنً العقبة َالكأداءَ يا خيرَ الرفاقْ
هيَ قاسمْ والشيوعيون منْ أهلِ الشقاقْ
فأزيحوا كلً مَنْ يمنعُها أن تتحققْ
وأنا أرفدكمْ بالمال والقوةِ والقول المنمقْ
إنً قاسمْ قسم الشعبَ العراقي فهْوَ آثمْ
والشيوعيين ضدً الوحدة الكبرى ضراغمْ
*
بدأتْ أبواقهُ أبواقُ صوتِ العربِ
تنفثُ السُمً زعافاً في رذيل ِالخطبِ
فسرى الحقدُ كنارٍ في هشيم الحطبِ
*
عند هذا أصبح الشعب العراقي فئتين
فئة تبني نظاماً اُسًُه ثورةُ تموز وقاسمْ
وتعادي كل مَنْ نادى بناصرْ
وبتوحيد العواصمْ
ضمت الحزبَ الشيوعي والأقلياتِ
والكردَ وجيشَ الكادحينْ
أملا ًبالروضة الغنـًا وعبق الياسمينْ
لكن ِالأمرُ بدا ملتبساً ما بين شك ٍويقينْ
فغدتْ في الليلة الظلماء تستهدي نجومَ الحائرينْ
سيطرتْ في بادئ الأمر بعزم ٍلا يلينْ
فأذاقتْ كلً مَنْ خاصمَها مُرً المذاقْ
وغدا الإرهـابُ يختالُ بأثواب الرفاقْ
غير أنً القائدَ الأوحدَ قدْ شدً الخناقْ
قاصداً كبْحَ جموع الثائرينْ
وبهذا حطم السورَ الحصينْ
والذي يدرأ ُعنه هَجَماتِ الطامعينْ
ناسياً لولاهُمُ ما كان في هذا العرينْ
*
وهناك الفئة الأخرى من البعث الذي
التفتْ حواليه حشودُ الحاقدينْ
بين مخدوع ٍببعث العربِ
وثري قَـلِق ٍمُرتعبِ
وطـَموح ٍحالم بالمنصبِ
ويتيم ِالعهد عهدِ النخبِ
*
ثـُم قامتْ قلًةٌ كانتْ تنادي
بتخلي الجيش عن حكم البلادِ
وبتسليم مقاليد القيادة
لأناس فهموا معنى السيادة
لينالَ الشعبُ عزاً وسعادة
لمْ يُعـِرْها أحد سمعاً ولا استهْوَتْ فؤادَه
فانزوتْ فوق أعالي التل تستجدي مِهادَه
*
ألـًهوا قاسمَ يا للغلطة الكبرى وسهو العابثينْ
فغدا يضرب أخماساً بأسداس وُيؤوي المعتدينْ
وهُمُ مَنْ نصبوا ألفَ كمين وكمينْ
لينالوا الحكْمَ منْ غـُفـْلٍٍ ومغرورٍ مُبينْ
لكن ِالأوحدُ لمْ يُدركْ بأن الأمرَ جـِدٌ
فهُوَ الفردُ الذي ليس له مـِثـْلٌ ونـِدٌ
ولديه الشعبُ، إنً الشعبَ للقائد سَـنـْدُ
وهُوَ الدرع الذي يحميه إنْ صوًبَ وغدُ
وهو السيف الذي ضرْباته ليست تـُصَدٌ
لكن ِالحزب الذي يخشى هو الحزب العريق
وهو الحزب الذي كان له خيرَ رفيق وصديق
فإذا أمْعـنَ في كادره سجناً وإبعاداً وضربا
فبهذا يُضعِفُ الحزبَ فـلنْ ينـتزع َالكرسي غصبا
وكذا يوحي لمنْ عاداه أنْ يوليه إخلاصاً وحبا
فيكون الحكمُ للقائدِ حكماً مُستـتـبًا
كان حقاً واهماً أنْ جعَل الأعداءَ صحبا
*
غير أنـٌا قد نسجناها نسيجَ العنكبوت
وتغلغلنا عميقاً في خلايا الملكوت
وأزحْـنا كلً منْ نخشى بصَمْتٍ وخُـفـوت
وهـتـَفْـنا بحياة الوطن الغالي وعز الجبروت
وتظاهرنا بأنا مع خير الزعماءْ
وبأنً الحقً يعلو فوق كل العملاءْ
*
عندما قد رجحتْ كفتـُنـا في المِحَـن ِ
والزعيمُ الفذ مسرور بتلك الفتن ِ
يُبعدُ المخلصَ، يُدني كل خصْم ٍفطِن ِ
ثـُم لما حارب الأكرادَ جمعاً في شمال الوطن ِ
أودع الأصحابَ في السجن بشتًى الظـُنـُن ِ
عند هذا انقلب الأمرُ عليه بعد قطْع الرسَن ِ
انتهزناها، فكانتْ فرصة العمر وعرس الزمن ِ
فركبـْناهُ قطاراً أمَـريكياً يُغـِذٌ السيرَ عُمْـقَ الدُجُـن ِ
*
ثـُم كانتْ إثرَ هذا مجزرة
سال فيها الدمُ كالنهر بأرض مقفرة
حيثُ صار الحكْمُ حكماً (عفتره)
*
قـُتل القائد مظلوماً ولمْ يأتِ بذنبِ
يوجبُ القتْلَ سوى الرغبةِ في إسعاد شعبِ
إنني أشْـهدُ لوْ ظلً زعيماً للعراق
وتخلى كل حزبٍ عنْ أساليب النفاق
وأصمً السمعَ عن كل نَشاز ٍواختلاق
ونأى كلٌ رئيسٍ وزعيمٍ عنْ مفاهيم العشيرة
نابذاً أحلامَه الجوفاءَ واستهدى البصيرة
وغدا يسعى لجمع الشمل في حُسنِ سريرة
عاش هذا الشعب في جنـة عدن ووفاق
*
كان حقاً وطنياً ونزيهاً وأبيًـا
لمْ يكنْ يؤمنُ بالأحزابِ
أنْ تحكمَ شعباً قبليا
غير أن الخطأ الأكبرَ والأمرَ الجليلا
لمْ يكنْ يعرفُ منْ كان عدواً أوخليلا
واهماً أنًهمُ لنْ يَحفظوا إلا الجميلا
وبذا يبقى زعيماً أوحداً فذاً نبيلا
وهُمُ قدْ أضمروا الغدرَ به حتى يزولا
كان قد حُـذرَ مراتٍ فلمْ يـُجْـدِ فتيلا
كان شخصاً مستبداً وعنوداً ومَلولا
لمْ يكنْ قط سياسياً ولمْ يَقبلْ حلولا
ولذا كان ينادي أنه فوق الميول ِ
وبأن الشعبَ خلفَ القائد الفذ الأصيل ِ
**
رقص الفرعون في مصر وهنا عارفا
ذلك الغـِرٌ الذي يَنزف حقداً جارفا
طائفياً وجـهـولاً كان، لا ينطق إلا هارفا
*
لمْ تـَتـُمً الوحدة الكبرى ولمْ تـُنحَرْ أباعرْ
رحل العارف محروقاً بتدبير الأكابرْ
بعد هذا مرغتْ صهيون في التـُرْبِ
قـِوى المغرور ناصرْ
حطمتْ هيبته الكبرى فولى
صاغراً بين الأصاغرْ
ما الذي قد حصلتْ مصرُ عليه
بعد هذا منْ مفاخرْ؟
غيرَ حرمان ٍوفقر ٍورقود البؤسا
بين المقابرْ