أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي














المزيد.....

التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يزل العالم العربي يعيش نقائضه وتعليق أخطاءه على شماعة الآخرين، وتسيطر نظرية المؤامرة على عقول الغالبية العظمى من كتابه ونقاده سواء السياسيين أو الاجتماعيين.



وفي ظل محاصرة الأفكار التي تسند حالة التردي التي يعيشها المواطن العربي إلى الغرب نجد الكاتب العربي دوماً يقع في مأزق الرفض الاجتماعي له، فالكاتب أو المثقف العربي الذي يبحث عن مساحة ديمقراطية يقع بين حربتين موجهات لصدره، فمن ناحية نجد معظم الحركات الإسلامية ترفع في وجهه سلاح التكفير بحجة الترويج لأفكار الكفر الغربية من ديمقراطية وتعددية وحقوق إنسان، ومن ناحية أخرى نجد أن البعض من مدعي التقدمية يرفعون بوجهه سلاح التخوين والولاء للغرب الاستعماري.



الحقيقة أن الوطن العربي يعيش حالة مزرية جداً من التناقض والتخلف وتهميش القيم الإنسانية بشكل يشبه حالة أوروبا في العصور الوسطى، وسيطرة الإقطاع والكنيسة والسلطة الدينية والرجعية على قيم المجتمع، فالإقطاع في الوطن العربي تمثله اليوم الأنظمة العربية كافة من شرقه لغربه، بينما تمثل الحركات السياسية الإسلامية السلطة الكنسية الأوروبية وهنا يضيع المثقف العربي بين كلا الحالتين، ويزيد الأمر سوءا أن نجد حالة التردي الفكرية هذه تعشش في عقول جزء من المثقفين العرب الذين اتخذوا من التكفير والتخوين آليات التصدي إلى وجهات النظر الأخرى.



من السهل جداً على مثقفي الأحزاب العربية الإسلاميين والحركات الإسلامية هذه أن تتخذ سلاح (التكفير أو معاداة الدين) سلاحاً فعالاً لقمع وجهة النظر الأخرى التي تدعو للانفتاح العربي على العالم ونبذ قيم الاستبداد والتخلف في المجتمع، كما أن بعض الحكومات العربية تدعم وبشكل علني بعض هذه الحركات الإسلامية لتكون واجهة لها في تثبيت دعائم الديكتاتورية العربية بحجج مختلفة وبالتالي نجد أن الحركات الإسلامية تتفنن في التقصي في داخل الشريعة الإسلامية عما يثبت دعائم الأنظمة بإيجاد منظومة من الآيات والأحاديث النبوية التي تدعو للولاء للحاكم باعتباره "ظل الله على الأرض" وأن طاعة الحاكم و "أولي الأمر" من طاعة الله ورسوله.



أما في الدول العربية التي اتخذت المنهج العلماني منهج حكم، نجد أن الأنظمة وحتى حركات المعارضة سواء التي تدعي اليسارية أو الليبرالية في منهجها غير قادرة على الخوض في مسألة التكفير الديني لأنها في الأصل متهمة ضمناً بالكفر، فنجد أن هذه الحركات ابتدعت أسلوب التخوين كرديف لمفردة التكفير في رفض وجهة النظر الأخرى ومن هنا نرى أن التكفير والتخوين أسلحة خطيرة يحملها المدافعين عن الأنظمة واستبدادها في الدول العربية، ونجد أن الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية صارت تجد مواجهة عنيفة من قبل الحركات والأنظمة العربية وفي النهاية هذه الأسلحة تنتصر لصالح القمع والديكتاتورية في مقابل الحرية والديمقراطية.

إذا فالتكفير والتخوين أسلحة خطيرة جداً تقف في وجه التحول الديمقراطي في الوطن العربي، بذات الوقت تعتبر معوق ثقافي يحد من الإبداع الفكري والثقافي والأدبي، فتكفير وتخوني المثقف والمفكر والأديب يمنعه من الإبداع بالتالي يضعه في زاوية الانطوائية ويعيش عقد اجتماعي تتعدى مجرد صدامه مع السلطة وعلاقته كمثقف بالسلطة إلى كونها عملية فسخه عن المجتمع فسخاً كاملاً.



ما العمل :

العمل لا يكون في المواجهة العبثية في مقابل هذه الحركات والأنظمة، بل يكون في العمل الحقيقي على إيجاد مؤسسات مجتمع مدني، والتي هي أبرز مقومات الديمقراطية والتجسيد الحقيقي لها على ارض الواقع، كما أنها تمثل إن امتلكت الثقل المطلوب أن تبدأ بالتغيير والتصدي المنهجي لكل من دعاة التكفير والتخوين، وإيجاد منهجية فكرية واقعية تحرر الفرد العربي أولاً من ثقافة الخرافة والولاء التي تتملكه فجعلته يلجأ هو نفسه إلى إيجاد سلطة تحكمه سواء دينية أو فكرية مشوهة، فلا القيمة الدينية الحقيقية قادرة على تغيير أفكاره نحو الأفضل بالتالي ينعكس سلوكه السلبي إلى إيجابي ولا حتى القمعية الفكرية الحقيقية قادرة على تغيير أفكاره، فلا بد إذا من السعي نحو التغيير عن طريقة إقامة منظومة كاملة من مؤسسات المجتمع المدني الليبرالية الفكرة، ونعني بالليبرالية بالمعنى الحقيقي لها أي الحر لا الرأسمالي حصراً، ومن هنا يكون التغيير من الداخل دون الحاجة لأن يكون التغيير من الخارج والذي يضطر معظم حركات المعارضة العربية التقدمية إلى اللجوء إلى الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية لتغير الأنظمة لدينا بمنطق الجيوش، وبالتالي نقع في ورطة الاحتلال بدلاً من أنظمة القمع ونبقى ندور في دائرة مغلقة.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟
- أربعُ برقياتٍ ثائرةَ لنساءِ مدينتي ... لإعلانِ الثورة
- لماذا تموت غريب
- مقهى الغرباء
- ليست مرثية على القبر - شعر
- والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب
- ليست مرثية على القبر
- مدفع الإفطار
- وردٌ على النافذة
- تأملات في زمن ضياء
- حيثما تكونين سأصلي
- أزمة الماركسية العربية وفخ الصراع الديني
- اغتيال التراث الفلسطيني ... اغتيال الهوية
- الهوية الثقافية بعد الاندحار الصهيوني من غزة ...
- ندوة تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين في نابلس ... خطوة حقيق ...
- نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ... عن أي سلاح يتحدثون !!


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي