أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسنين السراج - بعد ان تفحم سبعة من اقاربي لم يعد للكتابة معنى















المزيد.....

بعد ان تفحم سبعة من اقاربي لم يعد للكتابة معنى


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 05:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انا الان اكتب هذه الجملة ولا اعلم ماذا سيكون محتوى هذا المقال وكيف سينتهي ... لكن ما اعلمه (اذا كنت مؤمن مكتمل الايمان او ملحد مكتمل الالحاد فلا انصحك بمتابعة القراءة) .

قضيت كل سنين عمري مسالم سواء في الفترة التي كنت فيها متدين اصولي او في الفترة التي تحولت فيها الى انسان منفتح او الفترة العصيبة التي اقضيها الان .

في عالمنا (الكرة الارضية كلها) المسالم ليس له قيمة ... اكثر الكائنات المسالمة على وجه الارض هي الخراف وكلنا نعرف مصيرها ...

قبل اكثر من عقدين من الزمن كان لدي ثلاث اصدقاء مقربين ... كانوا يزعجوني ببعض التصرفات الصبيانية ... قررت ان اذيقهم الطعم المر الذي اذاقوني اياه وفعلا فعلت معهم اشياء حقيرة اوصلتهم للانهيار ... كانت غايتي ان اوصل لهم رسالة مفادها ان الحقارة شيء سهل وممكن ويستطيع اي انسان ممارسته واذا كنت ساكت عنكم فهذا ليس لاني لا اقدر على مجاراة اساليبكم بل لان اساليبكم تخالف منظومتي الاخلاقية ... اصدقكم القول اني بعد ان اخذت ثأري منهم شعرت بمزيج من الراحة والالم ... الراحة سببها الثأر والالم سببه قيامي بافعال لاتوافق طبيعتي .
بامكانكم الان ان تلمسوا بسهولة من كلامي ان مع مرور اكثر من عقدين من الزمن الا ان سلوك اصدقائي (الذين لا زالوا اصدقائي) لا زال يوجعني .

بعد ان انهيت كتابي الثاني والاخير قررت ان لا اكتب مرة اخرى في مجال الفلسفة ونقد الفكر الديني لعدة اسباب اهمها ... ان الكتابة في هذا المجال تنهك العقل والجسد وتجعل الانسان يتجه نحو النكوص والانعزال لانه يصبح اكثر حساسية للاوجاع المحيطة به والبعيدة عنه ... والسبب الثاني هو ان ما كتبته في ثمان سنين وجمعته في الكتاب يكفي جدا لايصال الفكرة ولا حاجة لاعادة نفس الافكار باشكال مختلفة ...

لكني الان اسأل نفسي لماذا كتبت اصلا ولماذا انهكت نفسي من الاساس ؟؟؟

ماذا يمكن ان احقق في افضل الاحوال ؟؟؟ يصبح اسمي لامع في عالم الكتابة ؟؟؟ ثم ماذا ؟؟؟

في انفجار الكرادة الاخير فقدت سبعة من اقاربي ... تزامن الحادث مع صدور كتابي فنسيت الكتاب وانشغلت بالفاجعة فعدى اقاربي معظم من ماتوا في انفجار الكرادة اعرفهم كوني من ابناء الكرادة ... بعد مدة حاولت ان اعاود حياتي بشكل طبيعي وقبل ايام انزلت مقالات تعريف بالكتاب ... لكن توقفت لبرهة وفكرت مليا ووجدت اني اخدع نفسي فما هي الجدوى من الكتابة اصلا ؟؟؟... بعيدا عن انفجار الكرادة ... الحياة ممتلئة الم ووجع في كل مكان وكل زمان ... قد يكون للكتابة اثر ايجابي او سلبي بل لها فعلا اثر لكن هل ما اكتبه انا له اثر ؟؟؟ لا اتصور ان له اثر يستحق العناء والجهد ... اعتقد ان التعايش مع الفشل في مجال معين افضل بكثير من السير خلف سراب الامل ... التعايش اكثر جدوى وسابذل قصارى جهدي للتعايش مع واقع ان ما اكتبه لم يحقق ما اصبو اليه ولا اتصور انه سيحقق شيء يستحق العناء .

تذكرت بعد انفجار الكرادة قصة ابراهيم حين تحولت النار لاجله بردا وسلاما ... ابراهيم واحد فقط وكان البرهان لعدد لا يتعدى الف شخص او عشرة الاف في افضل الاحوال الان الضحايا اكثر من 500 والبرهان لاكثر من ستة مليار شخص ... اما كان الاولى ان تتحول النار بردا وسلاما ليؤمن جميع العالم؟؟؟ ارجوك لا تجيب عن هذا السؤال لان غيرتك ارتفعت على الله ... فالله نفسه سيجيبني بطريقة او باخرى ... اذا كنت لا تصدقني فانت بطريقة او باخرى ملحد لانك لا تعطي احتمال ولو واحد بالمليار ان يتواصل مغمور مثلي مع اله عظيم مثل الله . وبهذا انت تنسف عالم الغيب

لنترك سخافات التلاعب بالالفاظ وننزل الى الواقع مرة اخرى ...

انا اعيش في عالم الطعام فيه كائن حي يكون اسرة ويحب ويربي ثم يتحول في لحظة الى طعام .

انا اعيش في عالم التعاطف فيه مع الخروف جريمة وتصرف غير سوي

انا اعيش في عالم من يسمون انفسهم نخب هم رب المشكلة ورب العجرفة واحاطوا انفسهم بعالم من المصطلحات والبهرجة والزخرفة ولا يخاطبون الا انفسهم

انا اعيش في عالم حقير يسمي الحذق (نغل) مدحا ويستخدم جملة (دير بالك على نفسك ) كتهديد

انا اعيش في عالم يختار مفردات جميلة لوصف اشياء سيئة فمن يدعون انهم علميين يبررون ذبح الحيوانات واكلها تحت عنوان ( دورة الحياة او البقاء للاقوى) والمتدينين تحت عنوان (الله محلله) تبا لكم جميعا .... تعسا لكم جميعا

انا اعيش في عالم يتظاهر فيه الشعب للمطالبة بحقوقه ايام الجمعة فقط (كانها سفرة او كسلة ايام زمان) لانه ليس مستعد ان يضحي بيوم من حياته الرتيبة ... ليس مستعد ان يخسر يوم عمل ...

انا اعيش في عالم لا بقاء فيه الا للاقوى والاقوى هو من يكون علاقات ويتملق لينال رضى هذا وذاك ... حتى في مجال الكتابة بامكانك بالعلاقات ان تحفر لنفسك اسما من ذهب فلا تصدق كل كيل المديح الذي يكال ... نعم هناك كُتاب لهم قيمة حقيقية يكال لهم المديح لكن ليس كل من يمتدح هو كاتب فعلا ... فالناس اعتادت ان تمدح من يكون ذمه في نظر النخبة خروج عن العلمية والثقافة .

انا اعيش في عالم اعطاني واقراني الحاصلين على شهادة بكلوريوس رتبة شرطي واعطى لخريجي الابتدائية رتبة ضابط

اخر دورة عسكرية دخلتها من ضمن فعاليات الاستعراض فيها تقطيع اوصال ارانب مسكينة امام الناس ... وكأن ابن الثلاث سنين لا يستطيع ذلك ... وكأن هذا العمل يعبر عن قوة ... كيف يكون التعبير عن الضعف اذا كان هذا التعبير عن القوة ... ارسلت رسالة لمسؤول رفيع في الوزارة في صفحته الرسمية في الفيس بوك طلبت منه الغاء هذه الفقرة لانها مخزية ولا تعبر الا عن ضعف وخواء ... (ضربني بلوك )

لم اكل اللحوم منذ اكثر من اربع سنوات تقريبا ... اذا وجدتم مؤمن لديه جواب شافي لسبب خلق الله لطعام الانسان يتالم فارجو ان تخبروني بذلك ... واذا وجدتم ملحد او علماني لديه جواب شافي لاكل الحيوانات غير (دورة الحياة او نظام الطبيعة او البقاء للاقوى او اي شي من هالخريط) ايضا اخبروني

الشر في هذا العالم قد يكون باسم الدين وقد يكون باسم الراسمالية وقد يكون باسم الاشتراكية وقد يكون باسم الانسانية ... كل الاشرار (نغول) ولدوا من رحم واحد وهو الشر لكن من اباء مختلفين .

لا جدوى من الكتابة واشعر بالاسف لاني خسرت جهدي ووقتي فيها ... ستبقى حياتي كابوس حتى لو حققت كل ما اصبو اليه ... من لا يجيد فن الحياة مصيره الفشل ... البقاء للاقوى ... اما الضعفاء مثلي فمصيرهم الألم والوجع .

واخيرا ادعوكم الى عدم شراء كتابي ... لا تهدر اموالك على كتاب كتبه كاتب مغمور فلا تتوقع ان تجد شيء جديد او نافع فيه ...

واخيرا ... لا يمكنني ان انسى كل انسان كتب تعليق على مقال من مقالاتي في الحوار المتمدن او اماكن اخرى ... اقول لكم بصدق انكم العلامة المضيئة الوحيدة في هذه التجربة ... لن انساكم ابدا ... اتذكر كل رد من ردودكم وارجع اليها بين فترة واخرى لانها لحظات مقتطعة من حياتكم لاجل ما اكتب فلكم مني كل التحية والتقدير والامتنان .

ولا يفوتني ان اشكر من كل قلبي كل من قرأ مقال من مقالاتي حتى لو لم يعبر عن رأيه فانا من الناس لا اعبر عن رايي دائما في كل مقال اقرأه ... لكم مني كل الشكر والامتنان على الدقائق التي اضعتموها من عمركم وانتم تقراون مقالاتي .

من قراوا مقالاتي ومن عبروا عن رايهم فيها بردود ... ممتن منكم جدا من كل قلبي



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهود العراق بين الفرهود العراقي ومبيد الحشرات الاسرائيلي
- لماذا لا ينام الملحدين مع محارمهم؟؟؟
- النسخة الورقية من كتاب جرائم ارتكبتها ... حين كنت حارسا لدين ...
- كلاكيت ثاني مرة . سنخترع عيد الكراهية يا اعداء الله لنشوش عل ...
- سنخترع عيد الكراهية يا اعداء الله لنشوش على عيد الحب
- الحمد لله خالق المشوهين
- مؤمنين يهينون الله وملحدين يدافعون عن الله وعفويين يعيدون تش ...
- الحمد لله على نعمة الاسلام ... فضيحة الأله نينساه
- ذات الثوب الاسود
- ليس المهم أن أنجح المهم أن يفشل الاخرون
- ليس المهم أن أنجح المهم ان يفشل الاخرون
- صدق أو لا تصدق ... السبب الرئيسي للأنهيار الامني
- كتاب / جرائم أرتكبتها ... حين كنت حارسا لدين الله
- الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 3
- الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 2...العهود التوراتية
- الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 1
- التعذيب وانواعه وطبيعة الجلادين
- الحقيقة من صنع الانسان ... فلاسفة الاغريق 2
- أبن عم الريس من يحن أليه؟؟؟
- التجرد والتجديد...فضل الله وحسن المالكي نموذجين


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسنين السراج - بعد ان تفحم سبعة من اقاربي لم يعد للكتابة معنى