أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مركز الدراسات الاشتراكية - مفاهيم ماركسية: ما هو “الاغتراب”؟














المزيد.....

مفاهيم ماركسية: ما هو “الاغتراب”؟


مركز الدراسات الاشتراكية

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 11:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أحد أكثر المواضيع المتكررة في كتابات ماركس بين عامي 1844 1845 هو مفهوم الاغتراب الإنسانيAlienation) ). ورغم أنه استقي الفكرة من هيجل، إلا أن ماركس فعل ذلك بطريقة تسمو فوق فلسفة هيجل ذات الجوهر الإنساني. فبالنسبة لماركس، لم يكن تحقيق الحرية آتي من العقل من خلال إدراكه “للحقيقة المطلقة”، ولكن تأتي من العالم المادي، عن طريق إلغاء العمالة بالأجر، والإطاحة النهائية بالمجتمع الطبقي. تصور ماركس تطور الصناعة من منظور الجدلية، بمعنى أنه رأى في تطور التكنولوجيا واحتمالات الوفرة المادية التي نشأت عنها فتحاً لباب نحو التحرر الحقيقي للإنسان، لكن النتائج الفورية كانت “زيادة في تجريد الإنسان من الإنسانية” بسبب طبيعة النظام الرأسمالي.

تهدف هذه المقالة لتقديم الخطوط العريضة للصور المختلفة الموجودة من الاغتراب، وكيف تؤثر على المستوى الفردي والمجتمعي.

سنبدأ من واقع اقتصادي معاصر. “يصبح العامل أكثر فقراً كلما زادت الثروة التي ينتجها وكلما زاد إنتاجه من حيث القوة والكم. يصبح العامل سلعة أرخص مما مضى كلما صنع المزيد من السلع. انخفاض قيمة العالم الإنساني يزداد في علاقة مباشرة مع زيادة قيمة عالم الأشياء. لا يخلق جهد العامل السلع فقط، ولكنه ينتج أيضا نفسه ويخلق العامل كبضاعة وبنفس المعدل الذي يخلق به السلع”. (مخطوطات ماركس، ص 13) يوجد، حسبما رأى ماركس، أربعة أشكال من الاغتراب يتعرض لها العامل الحديث:

الاغتراب عن منتجات العمل، التي لا تعود ملكيتها للعامل بل للرأسمالي. حيث توضع حياة العمال بالكامل في صناعة أشياء لا يملكونها وبداخل نظام لا يملكون السيطرة عليه، فيصبح جهدهم ذاته سلعة تؤخذ منهم وتباع مثله مثل الأشياء التي ينتجونها. ويكون الفصل بين العمال ونتاج جهدهم في التاريخ الحديث بحيث أنهم قد لا يكونون حتى على علم بما ينتجون، فقد أصبحت أماكن العمل أكثر تقسيماً وأقل اعتماداً على المهارة.

الاغتراب داخل عملية الإنتاج نفسها، حيث يدخل العامل في مهنته داخل قيود العمالة بالأجر وليس لإشباع رغبة حرة بل لإشباع رغبات مستقلة عن العمل نفسه، ونتيجة لذلك لا يصبح العمل عملية مشبعة للذات ولكن يتحول إلى شر لابد منه. تعود ملكية وسلطة التحكم في كل جانب من جوانب عملية الإنتاج إلى الرأسمالي، بدءاً من تصميم المنتج والأشكال الأخرى من “العمل الذهني” إلى العمل اليدوي للعامل والمنتج الذي ينتجه. يتم التعامل مع العمال كما لو كانوا تروس في آلة، منخرطين في مهام رتيبة ومتكررة تهين أجسادهم وتدمر أرواحهم.

الاغتراب عن الوجود البشري، لأن الطبيعة الأساسية للبشرية تكمن في القدرة على تشكيل وإعادة تشكيل العالم من حولنا وفقا لاحتياجاتنا وقدراتنا الإبداعية، ولكننا محرومون من ذلك بسبب الطبيعة اللاإنسانية للرأسمالية. وأشار ماركس إلى أن هذا النوع من الاغتراب موجود أيضاً في الطبقة الرأسمالية، ولكن بطريقة مختلفة تماماً عما يشعر به العامل، ويفسر ماركس قائلاً:

“يظهر من الطبقة المالكة وطبقة البروليتاريا نفس القطيعة مع البشرية، ولكن تشعر الطبقة المالكة بالراحة والقوة في هذه القطيعة، فهي ترى في القطيعة قوتها الذاتية وما يعطها مظهر الوجود الإنساني. في المقابل تشعر طبقة البروليتاريا بإبادتها، بمعنى أنها تزول من الوجود في هذه القطيعة، حيث ترى فيها انعدام قوتها ووجود غير إنساني”. (العائلة المقدسة, 1884).

اغتراب “الإنسان عن الإنسان”، نتيجة لتعميم الطبيعة اللاإنسانية للرأسمالية في المجتمع واستخدام جهد العمال كسلعة، بدلاً من أن يكون نشاط اجتماعي واقتصادي بنّاء يستخدم لتحسين المجتمع. يخلق الرأسماليون في سعيهم وراء الربح الصراعات الاجتماعية حيث يحرضون العمال للتصارع فيما بينهم من أجل الحفاظ على بقائهم عندما يقل نصيب العمال في قيمة إنتاجهم.

الاغتراب ليس مجرد مفهوم للأكاديميين ليتدارسوه، بل يمكن ملاحظته في كل جوانب الحياة اليومية، سواء كان ذلك شخص من العمال البريطانيين المفصولين يلقى اللوم على مهاجري أوروبا الشرقية لعدم وجود وظائف في بريطانيا، أو شخص يعمل لساعات طويلة في وظيفة مخدرة للعقل مشتاق ليوم إجازته وفرصة الهروب من المشقة والملل في بيئة العمل التي تغيب عنها المهارة. على هذا النحو، يحول الاغتراب في العمل جوهرنا الإنساني إلى وسيلة للوجود المجرد، حيث تُقيد القوى المنتجة في المجتمع والقدرات المحتملة للإبداع البشري ضمن الحدود الجامدة للنظام الرأسمالي، ويُحرض العامل العادي، الخاضع لوعي مزيف مفروض عليه، ضد أبناء طبقته من هم في نفس وضعه. لا يمكن التغلب على الاغتراب إلا من خلال استعادة الجوانب البشرية للعمل. وهذا لن يتحقق ولا يمكن تحقيقه في ظل نظام مبني على الاستغلال والسعي وراء المكاسب الخاصة. فقط من خلال العمل من أجل تلبية احتياجات المجتمع والسعي وراء إشباع الإمكانيات الضخمة للإبداع البشري، الذي يبقى في الوقت الحالي راكداً وغير مستغل، يمكن للبشر أن يدركوا إمكانياتهم الكاملة وأن يتحرروا بحق.

*المقال منشور باللغة الإنجليزية بموقع مجموعة الاشتراكيين الأمميين باسكتلندا

ترجمة أحمد بكر



#مركز_الدراسات_الاشتراكية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة الاقتصادية العالمية والاستقطاب السياسي
- الثورة الروسية – خبرات ودروس
- مقدمة في الاشتراكية الثورية
- مقدمة في الإشتراكية الثورية
- الرأسمالية والتغير المناخي
- عاش كفاح العمال.. يسقط نظام مبارك القمعي : بيان مركز دراسات ...
- لا.. للهجمة البوليسية ضد الحركة العمالية
- تحالفات اليسار خطوة في طريق البديل الاشتراكي
- لا للعنصرية.. لا للنفاق - بيان الإشتراكيين الثوريين في مصر ض ...
- لا لتصفية شركة كابري لا لطرد العمال وسلب حقوقهم
- لن نقبل أبدا سياسة القتل بدم بارد تسقط العنصرية .. يسقط العا ...
- المرأة في مصر ومعركة التغيير
- كفاية ديكتاتورية
- مصر: -مش .. كفاية-
- أيام اشتراكية – 2005
- تسقط حكومة النهب ورفع الأسعار - الحكومة الإلكترونية وغضب الف ...
- حكومة جديدة .. ليبرالية جديدة
- بيان تضامن مع مركز -النديم- تسقط دولة الاستبداد
- دعوة لندوة العمال بعد الخصخصة
- لا يا شيخ الأزهر.. لا يا شيراك - لا لاضطهاد الأقليات في أي ب ...


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مركز الدراسات الاشتراكية - مفاهيم ماركسية: ما هو “الاغتراب”؟