أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - كاتدرائية و جامع















المزيد.....

كاتدرائية و جامع


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 03:27
المحور: الادب والفن
    


صرح أثري ضخم عجيب، عجيب في تصميمه، عجيب في بناؤه المعماري، عجيب في هويته، عجيب حتي في الأسماء التي أطلقت عليه.
أطلقوا عليه هذه الأسماء، "كاتدرائية – جامع قرطبه" و "مسجد الكاتدرائية" و "الكنيسة المسجد".

حينما تدخُل المبني، يختلط الأمر عليك، هل انت داخل كنيسة ولا جامع!
الفن المعماري للمبني يجعلك تتشكك، وذلك لتداخُل فن العمارة المسيحية مع الإسلامية، ولذا يُعتبر هذا الصرح من أشهر المعالم الأثرية بأسبانيا، أو بمعني أدق بقرطبة.

مدينة قرطبة تقع علي ضفة نهر الوادي الكبير، في جنوب أسبانيا، وأسبانيا تقع في جنوب غرب أوروبا.
مدينة قرطبة، إشتهرت أيام الحُكم الإسلامي لأسبانيا، حيث أنها كانت عاصمة الدولة الأموية، وهذا الصرح الديني الأثري الضخم العجيب، يُعتبر من أهم معالمها، وتم إدراجه في قائمة مواقع التراث العالمي، كما تصدر سنة 2007 قائمة كنوز أسبانيا الأثني عشر.

علي مر الزمن تأرجح هذا الصرح الأثري، ما بين الكاتدرائية والجامع، في حين أن الموقع في الأصل، كان معبدًا وثنيًا، ثم تحول إلي كنيسة مسيحية في زمن القوط الغربيين، ثم تحول إلي مسجد أثناء الحكم الأموي في الأندلس، ثم تم بناء مسجد جديد في الموقع.

وبعد حروب الإسترداد، حول الأسبان المسجد إلي كاتدرائية تتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وتسمي بكاتدرائية سيدة الإنتقال، وتُعرف من قِبل أهل قرطبة بإسم كاتدرائية مِسكيتا.
كلمة "مِسكيتا" باللغة الأسبانية "Mezquita" وتعني مسجد باللغة الأسبانية.

في عصر الخلافة الأموية بالأندلس، إتخذ المُسلمون قرطبة مقراُ للخلافة.

تطلع الوالي من فوق كرسي الخلافه، ليُمتع نظرة بمقر الخلافه، وإذ به يُشاهد مبني ضخم، جميل بتصميمه الهندسي والمعماري، فسأل عنه، قالوا، أنه مبني لعبادة الأخوة المسيحيين، يُطلقون عليه كنيسة في أغلب الأحيان، ولكن عندما يكون المبني كبيرًا وضخمًا بهذا الشكل يُطلقون عليه كاتدرائية، وضع في إعتبارك يا سيادة الوالي أن هذه الكاتدرائية مقر مطران أبرشية قرطبة.

إبتسم الوالي إبتسامة ذات مغزي، وهز رأسه مُفكرًا، وقال: بينا علي كاتدرائية قرطبة.

دخل الوالي الكاتدرائية، فأنبهر وأندهش من عظمة وفخامة هذا المبني الضخم، وتخيل نفسه كل يوم، ذاهبًا يُصلي في الكاتدرائية، آسفة ذاهبًا يُصلي في الجامع، فصمم علي أنه سوف لا يخرج من الكاتدرائية، قبل أن يُشاطر المسيحيين في كنيستهم العظيمة، أي يستولي علي جزء ويعطيهم جزء يتعبدون فيه.

كما أن هذا الوالي كان يحلم بالذهاب إلي الكاتدرائية أقصد الجامع، جاء من بعده حُكام، حلموا نفس الحلم، فبعد أن تم توسيع المسجد في عهد الأمير الأموي الأندلسي، عبد الرحمن الأوسط،، أضاف المحراب والقنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي، الذي يمر غرب الجامع، لإنتقال الأمير من قصره إلي المسجد مُباشرة، دون المرور بالشارع.

بدأ المُسلمين في تأسيس المسجد بمبني الكاتدرائية، حوالي سنة 92 هجرية، وتم بناؤه في قرنين ونصف، بنوا في شطرهم وتركوا الشطر الآخر للروم.

وبمرور السنوات، تزايد عدد المُسلمين، وضاقت المدينة بهم وبجيوشهم، فقام الوالي عبد الرحمن الداخل، بشراء شطر كنيسة المسيحيين الروم، مُقابل أن يقوم ببناء ما تم هدمه من كنائسهم وقت الغزو.

ولم يكتف عبد الرحمن الداخل، بذلك بل قام بإنشاء مسجد جديد عام 785 م وكانت مساحته آنذاك 4875 متراً مربعاً، وكان المسجد قديماً يُسمي بجامع الحضرة، أي جامع الخليفة، أما اليوم فيُسمي ب"مسجد الكاتدرائية".

أهم ما يُميز هذا الجامع، ويجعله فريدًا في تاريخ الفن المعماري، أن كل التعديلات وأعمال الزينة والإضافات كانت تسير في إتجاه واحد، وعلي وتيرة واحدة، بحيث يتفق مع شكله الأساسي.

كان الشكل الأصلي لمسجد عبد الرحمن عام 170 هجرية، يتكون من حرم عرضه 73.5 متراً، وعمقه 36.8 متراً، مُقسم إلي 11 رواقاً بواسطة 10 صفوف من الأقواس، هذه الصفوف تتألف من طبقتين من الأقواس، الأقواس السفلي علي شكل حدوة فرس، والعليا تنقص قليلا عن نصف دائرة، وهي تحمل سقفًا مُنبسطًا يرتفع مقدار 9.8 متراً، عن الأرض وفوقها 11 سقفاً جمالونيا متوازياً.

للجامع باب غربي وباب شمالي وعلي الأرجح كان له أيضاً باب شرقي، أما واجهة المحراب فهي مُزينة بآيات قرآنية.

طبعاً حرص الولاة علي الإهتمام بالمسجد وعمل أعمال تجعله محط الأنظار، وأداه لجذب السائحين، فقاموا بمد قنوات المياه إلي السقايات والميضات، وقد وصل الماء إلي المسجد، عبر قناة تم مدها مُباشرة من سفح جبل العروس قرب قرطبة.

بالفعل يُعد صحن المسجد الكبير، قطعة فنية إسلامية رائعة، فهو مُحاط بسور تتخلله سبعة أبواب ، وفي جهته الشمالية توجد المئذنة، وقد سمحوا ببناء جزء من الكاتدرائية كمكان لعبادة المسيحيين، أما المسجد الكبير الذي يحمله أكثر من 800 عمود، فأصبح متحفًا يزوره السياح، وقد زرع الناس أشجار النارنج والليمون فيه، ولهذا أطلقوا عليه " صحن النارنج".


قام الحُكام أيضًا، بإنشاء عددًا من المقصورات، منها مقصورة "دار الصدقة" وموقعها غربي الجامع، وجعلوها مركزًا لتوزيع الصدقات، ومقصورة أخري أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكنًا لهُمْ.

في سنه 951 أنشأ عبد الرحمن الناصر، مئذنة جديدة، في أقصي صحن الجامع جهة الشمال، وتصميمها علي هيئة برج، ثم تم إضافة شرفتان للآذان، يصعد إليهما المؤذن بسلم داخلي، وهذه المئذنة لا تزال قائمة وقد تحولت إلي برج أجراس.

وفي عهد محمد بن أبي عامر المنصور، في عصر الأمير هاشم المؤيد سنة 987 تم توسيع مساحة الجامع، فأصبحت مساحته 22500 مترًا مُربعًا أي خمسة أفدنة.

أنا شخصياً أتمني زيارة هذا الصرح الأثري الرائع، وأشاهد كيف تم الإندماج الديني من خلال فن البناء المعماري، ولكن عندي بعض التساؤلات لم أجد لهم إجابات واضحة في المراجع التي إطلعت عليها:
هل هذا الصرح الأثري الآن، كاتدرائية وجامع معًا، ولا كاتدرائية فقط، ولا جامع فقط؟
وإذا كان المبني كاتدرائية وجامع معًا .. كيف يؤدي المُصلين (المسيحيين والمسلمين) العبادة وخصوصًا إذا كانت مواعيد العبادة واحدة؟
علي ما أعتقد أنه ستكون هُناك غلوشة وضوضاء من كل طرف تجاة الطرف الآخر!


المراجع:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9_-_%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D9%82%D8%B1%D8%B7%D8%A8%D8%A9



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الست سعاد و الدكتورة سعاد
- السير فارس ملك القلوب
- سيدتنا التي في زوول
- الأُختين
- وضحكت بهم الأقدار !
- وزيرة الهجرة تذبح طفلة !!!
- صراع الصمت
- حكاية كاترين المصرية وديرها
- حياتي تحت قدميه
- مَنْ يُقاضي القاضي؟
- هرمزد المُدهش
- الدون جوان
- أعجوبة الفاتيكان
- ليس له مثيل
- ساغرادا فاميليا
- إنت مصري .. طُظ !!!
- الورود السوداء
- إيفان كريسماس
- الحُصان الأحمر
- وإِنتَّ بِتَحبْو !!!


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليديا يؤانس - كاتدرائية و جامع