أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - كوابيس كاتب مغمور














المزيد.....

كوابيس كاتب مغمور


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 19:53
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة: كوابيس كاتب مغمور

بقلم/ اسعد عبد الله عبد علي


- يا حاج بكم سعر كيلو الطماطة
- بألف دينار, أنها طماطة سورية ممتازة.
سوق مريدي صاخبا وقت الظهيرة, مع سخونة الصيف الغاضب علينا, أريد أن اشتري بعض الحاجيات لمطبخي التحفة, فقد مر زمن لم تدخل ثلاجتي الأثرية ضيوف جدد.
متى يا أيها السوق تنظف, فدروبك دوما متسخة ما بين الطين والماء الآسن, وأنت دوما تثير الحسرة في نفسي, كلما نظرت إلى التفاح أو الموز أو تلك الفاكهة العجيبة التي لا اعرف اسمها, هل اكتفي بالطماطة كي احتفظ بألف دينار للغد, تباً لك سعادة الرئيس اللص وتبا لكل حكومتك, فها نحن نعاني شغف العيش وانتم في قصوركم.
سيكون غدائي فاخرا اليوم, طماطة سورية طازجة, وعندي في الثلاجة ثلاث بيضات, ونصف رأس بصل, "المخلمة"* قادمة ايتها المعدة الجائعة.
جلس عند "بلكونة" شقته, المطلة على شارع الداخل, أشعل سيكارته وجلس يستمع لصوت موسيقى الفنان التركي حسنو, التي تداعب وتحرك الذكريات, ومع نفس شديد من سيكارة ارتسمت له صورة "عبير" حبه الكبير, التي تركته وهاجرت للسويد, كي تتزوج من عجوز عراقي مهاجر, نظر نحو الإسفلت وبصق, بقي ينظر إلى بصقته وهي تنزل نحو الأسفل, إلى أن التحمت مع تل النفايات المتجمعة في عند رصيف الشارع.
سحب نفساً عميقا أخر من سيكارته, ليغرق في ذكريات الشتاء الماضي, حيث كان على وشك نشر روايته الأولى, عن السياسة والعشق والحظ, وكان يحلم أن يشتهر, مثل نجيب محفوظ أو حنا مينة, حيث يتسابق الناس لطلب توقيعه أو اخذ صورة معه, لولا أن جده تمرض, عندها تبخر المال الذي جمعه عبر أشهر من الزهد, فلقد اشترى بأموال الطباعة الأدوية الأصلية التي يحتاجها جده المسكين.
عاد ليبصق من جديد, لكن هذه المرة موجهاً بصقته لصورة في الجدار المقابل له, لبقايا صورة احد مرشحي الانتخابات, فاستقرت البصقة على وجه السياسي بتحديد, فنظر لها وفرح بنجاح تصويبه.
رن هاتفه, أسرع ليرد, انه يرن, وأخير تذكرني احدهم, ألان فقد أدركت إنني مازلت على قيد الحياة, لكنه رقم غريب.
- الو؟!
- مساء الخير, أستاذ فريد؟
تعجب, فانه صوت نسائي ساحر, قد أعاد الروح لجسد ميت, لكن من؟
- نعم أنا فريد,من معي؟
- أستاذ فريد نحن شبكة الاتصالات, ونجري قرعة سنوية للمشتركين للفوز بجائزة, وقد فاز رقمك بالجائزة, وهي تبلغ عشرة مليون دينار مع رحلة لباريس ولمدة أسبوعين.
- حقااااا, وأخيرا تحرك حظي وفاز بشيء ما؟ لا اصدق؟ أنها نكتة, أو الكاميرة الخفية؟
- نعم, أنها حقيقة, ننتظرك غدا لتستلم جائزتك.
وسقط من الكرسي إلى الأرض, وانسكب الماء, كان مجرد إغفائه وحلم؟ يا لحظي التعيس, لا نفوز الا في الأحلام, وتلفوني الصامت لا يرن الا في الحلم, نحن معشر الفقراء لا يعرفنا احد, أو بعبارة أدق من نعرفهم مثلنا لا يملكون رصيد.
"ترن ترن ترن"
ما هذا انه يرن , سبحانك يا مظهر العجائب.
- الو
- أستاذ فريد؟
- نعم تفضلي
- نحن شبكة الاتصال, ومن خلال كشف وحدة المعلومات لدينا, تبين انك منذ أربع أشهر لم تدخل رصيد, فنخبرك إذا لم تدخل رصيد لرقمك خلال 24 ساعة فانه سوف يتم تعطيله.
- اوو, نعم , شكرا.
وضحك فريد حتى أدمعت عيناه, فسخرية القدر تستمر معه.
كانت جدتي دوما تقول أن الأحلام تفسر بعكس محتواها, وألان صدقت جدتي معي, نعم يا جدتي فحياتنا تسير بالمعكوس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المخلمة: أكلة عراقية تتكون من الطماطة والبيض والبصل واللحم والزيت



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة البرلمان الجديدة هل -ستطمطم-
- أفكار أبو نجم لحل مشكلة السكن
- صخب ونساء وكاتب مهموم
- ملحمة تكسير الأصنام قبل الهجرة, ومحاولات التعتيم
- قصة قصيرة / الخطيئة
- هل الخنادق هي الحل الأمثل لحماية المدن؟
- حوار مع شاب عراقي
- تغير مناخ العراق بفعل فاعل -الجزء الأول-
- النخبة الحاكمة تسرق الحصة التموينية
- تحليل بالقلم العريض ( الأعلام المنحرف)
- عراق الظالمين, لا يعطي ألا الموت
- قصة قصيرة/ كن ذكرا تكن غنيا
- تقرير لجنة تشيلكوت وحق العراق الضائع
- القشة وظهر البعير (حكومة ألعبادي) -2-
- القشة وظهر البعير (حكومة ألعبادي) -1-
- أحزان الحاج منصور
- العوامل التي أدت إلى مقتل الأمام علي
- ما بين دموع ميسي وعواهر السياسة العراقية
- الفرق بين راضي شنيشل وألعبادي
- انتشار المقاهي المشبوهة في أطراف بغداد


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - كوابيس كاتب مغمور