أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - حلب ... حرب الدولاب والطيران















المزيد.....

حلب ... حرب الدولاب والطيران


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علمتنا التجارب ان السلطات الامريكية، مثل كل نظيراتها الغربية، تعتمد مبدأ التدرج عندما تشرع في اتخاذ مواقف تراجعية حادة، وتلجأ الى اطلاق العديد من بالونات الاختبار قبل الاقدام عليها تمهيدا لها، ولذلك لم يخامرني ادنى شك بأن المبعوث الدولي ستيفان دميستورا لم يكن يمثل نفسه عندما فاجأ الجميع بقوله، وبعد اجتماع مطول مع الاسد في دمشق، بأن الاخير جزء من الحل السياسي للازمة السورية، ثم تلا ذلك، وسار على الدرب نفسه، جون برينان رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية “سي اي ايه” الذي فجر قنبلة من العيار الثقيل عندما قال امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك انه لا امريكا ولا روسيا ولا دول المنطقة، ولا التحالف الدولي ضد “الدولة الاسلامية” يريد انهيار الحكومة او المؤسسات السياسية في دمشق، كلام خطير وغير مسبوق نزل بردا وسلاما على قلب الرئيس الأسد وجنرلاته، وحليفته ايران ومليشياتها اللبنانية والعراقية، واعتبرت ذلك بمثابة الضوء الأخضر لتغيير المعادلات على الأرض، وبالتالي إسقاط حلب وتطهيرها عرقياً وتهجير سكانها، وصولاً الى مؤتمر جنيف حيث الأرض تتحكم بالمفاوضات الجارية على الطاولة.
الازمة السورية دخلت مرحلة جديدة كان المطلوب في تلك المرحلة ان لا يكون هناك مكان للمعارضة فيها، معتدلة او غير معتدلة، بينما كان هناك دفع قد لتضخيم دور النظام وداعميه، الا ان ذلك لا يعني انتهاء الازمة وظهور رابح ومهزوم، بل ربما اعادة تدويرها، وتغيير بعض اللاعبين.
بمحاولة جدية لكسر المعادلة الأميركية، وفرض الاعتراف بالأسد كطرف رئيسي مشارك بالحل في سوريا، بطل ان يسلم الحكم، بدأت المعارضة السورية،ليوم الأحد، عملية عسكرية واسعة في جنوب مدينة حلب، لفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري منذ مطلع الشهر الجاري، وذلك تحت اسم "ملحمة حلب". واستطاعت الفصائل تحرير عدة نقاط جنوب المدينة، مثل قرية العامرية، وتلة الجمعيات، وتلة السريتل، وتلة المحية، ومدرسة الحكمة. وتداولت حسابات مقربة من الفصائل السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن أسر مجموعة من الجنود الإيرانيين، فضلاً عن مقتل عدد من عناصر حزب الله المقاتلين في الصفوف الأمامية لقوات الأسد. بدأت أولى الهجمات جنوبي حلب بمشاركة فصائل من الجيش الحر، إلى جانب "جيش الفتح" (تحالف فصائل إسلامية معارضة).
تمتد المعركة على جبهة بيلغ طولها 20 كيلومتراً بدءاً من الريف الجنوبي الغربي للمدينة، وتحديداً بلدتي الحويد والسالقية، وصولاً إلى مداخل حلب الغربية، بما فيها حيا الراشدين والزهراء فضلاً عن الأكاديمية العسكرية. وتهدف العملية إلى كسر خطوط دفاع النظام عن حلب وفتح طريق جديد للمدينة المحاصرة.
ويبدو من حجم الهجوم آن التجهيزات كبيرة جداً لهذه المعركة وهي أضعاف ما تم حشده لمدينة إدلب قبل تحريرها (عام 2015).
ما لفت النظر في معركة حلب هو التنسيق الذي حصل بين الفصائل المقاتلة، والأهالي، حيث شارك فصائل المعارضة وأهالي مناطق ريف حلب بعملية أحرق كميات كبيرة من البلاستيك وإطارات السيارات لحجب الرؤية عن الطيران الروسي الذي يساند قوات النظام في هجماته. منذ بداية الشهر الجاري، دخلت أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، والتي تضم نحو 350 ألف مدني، حالة من الحصار الخانق، إثر سيطرة قوات النظام على طريق الكاستيلو آخر خط إمداد للمنطقة في السابع من الشهر الجاري.
بظل شراسة المعركة جرى نقاش حول الفصائل الاسلامية وضرورة دعمها من عدمه فكان ابرز تعبير عن حالة الوسط ما بين التأييد من عدمه هو للإعلامي يوسف بزي الذي قال " ببساطة، مع الثورة السورية (وما بعدها من سيئات وحسنات وإسلامويات وميليشياويات) ليس فقط نكاية بأحقر نظام ولا نكاية بحزب الله، بل وفاء لكل أصدقائي السوريين..ونقطة عالسطر".
وكان حسن نصرالله آمين عام حزب الله قد قال " ان معركة حلب ستغير وجه الأمة" ليقف مشدوهاً أمام مشهد هجوم الثوار السوريين وتغييرهم لوجه الأمة لصالح الثورة والتغيير في سوريا.
هذا المظهر الاسلامي للثورة والحالات الغير صحية هي نتيجة تراكم طويل من الاستبداد، وتغول الأجهزة الأمنية السورية، وسيطرة الحزب الواحد، ومنع تبلور حالة ديمقراطية، مدنية، والسيطرة على الحياة السياسية، والثقافية، والاجتماعية، فأصبح النظام ككل كتلة أمنية، وأصبحت سوريا مجرد قلعة مغلقة يستباح فيها كل شيء. بظل هذه الهيمنة الأمنية للنظام انشطر الشعب السوري الى طبقتين، طبقة النظام التي تملك كل شيء والنَّاس بالنسبة لها هي مجرد أقنان وعبيد وتابعين، وهم يشكلون الطبقة الثانية، والعلاقة بين الطبقتين تنسجها المادة الثامنة التي تعطي سلطة مطلقة للنظام على كل سوريا.
معركة حلب هي تعبير عن أمنية وارادة الشعب السوري بالتحرر، وارادته بالدفاع عن كرامته الانسانية.
مما لا شك فيه ان هذه المعركة هي بمثابة تمرين بالنار والذخيرة الحية على الحوار المنتظر في جنيف. ما لا يفهمه راعيي الحوار امريكا وروسيا ان الحوار هو مفهوم مدني يتطلب بيئة وركائز محددة واعتراف بالآخر، وتحديد هدف للحوار، يستند اليه طرفا الحوار للوصول الى حل. ان ما يحصل في سوريا لا يؤدي الى حوار بين طرفين متوازيين خاصة بظل المادة الثامنة التي يبدو انه هناك إتفاق روسي أمريكي بأن تكون هي سقف الحوار وان يكون التغيير شكلي ويبقي على الأسد وسلطته.
ما قاله ثوار يوريا من خلال هجومهم ممنوع الحوار من موقع الضعيف خاصة بظل وجود دبابات النظام في الشارع الى جانب حلفائه النظامين الروسي والايراني، وما يتبعه من مليشيا جمعها من شتى اصقاع العالم وعلى رئس تلك المليشيات حزب الله اللبناني، والمليشيات الشيعية العراقية. وفي ظل الاعتقالات الهمجية، والتعذيب في المعتقلات، وآلاف القتلى، وملايين المهجرين.
وقائع الميدان الجديدة ان نجحت بفرض نصر للثوار في حلب، ستعلن ان زمن الحوار قد انتهى، ومن الخطأ الحوار مع نظامٍ فعل ما فعل، ومازال مصراً على القيام بآكثر من ذلك، عبر حصار وتشريد وقتل واعتقال واذلال الشعب السوري. انتصار الثوار في معركتهم سيفرض البحث في آلية سلمية لتسليم السلطة الى من يمثل الحراك، على ان يكون بديل ديمقراطي وتعددي ومدني.
فالنظام فقد شرعيته الشعبية، والسياسية، ومشروعيته القانونية، التي أصلاً لا يمتلكها، لأنه وصل الى السلطة بانقلاب عسكري عامة1963.
الازمة السورية ستطول حتما، والمفاجآت فيها واردة، وخريطة التحالفات مفتوحة على كل الاحتمالات، فمن كان يصدق ان النظام سيستمر اربع سنوات، وان امريكا ستتحاور معه، وستوقع صفقة نووية مع ايران بعد ان كانت تستعد لحرب ضدها؟
الشعب السوري تعرض للخديعة الاكبر في تاريخه، وتآمرت عليه جميع الاطراف، ودفع ثمنا باهضا من دمه واستقراره ووحدة بلاده الجغرافية والوطنية، لانه او بعض قطاعاته، صدق امريكا ووعودها وحلفائها، فلم يراهن احد على امريكا وانتصر، وحتى لو انتصر فانه انتصار مؤقت وباهظ الثمن وسرعان ما ينقلب الى كوارث لاحقا.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استيقظوا ... هو أبا محمد وليس محمداً
- خير أمة ... تستعرض بالقتل
- ناجي العلي ... حنظلة ... فلسطين
- اردوغان والسيسي ... وجهان لعملة واحده
- ليليان ... هي مصر وهي حريتها
- لرفاق جورج حاوي ... لا تخذلوه
- لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة
- بين مالي وإيطاليا ... صحراء وموت وامل
- قيادة بلا قلب وبلا عقل
- كرد سوريا ... ما لهم وما عليهم
- حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....
- الفيدرالية الكردية .... الى سوريا
- حكايات البحر واللجوء .... هو بتاء التأنيث
- العام الجديد للكرد ... ما لهم وما عليهم
- بوتين هتلر العصر ... الحرية لشعبي سوريا وإيران
- حسن الترابي ... ثعلب الاسلاميين
- حكايات البحر واللجوء ... الصومال وعود بحوريات الجنة
- الحريري والمشنوق على خطى باسيل ...
- لا مذهب للظلامية ... قتل المفكر حسين مروه نموذجا
- ريفي امر اليوم ... لا لهيمنة حزب الله


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - حلب ... حرب الدولاب والطيران