أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ثقافة الزّيف، والنّفاق














المزيد.....

ثقافة الزّيف، والنّفاق


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


فنّ المجاملة لا يعني النّفاق بأيّ حال من الأحوال.
نحن نجيد النّفاق، نؤمن أنّه ذكاء، فطالما أوصلنا إلى منصب ما وجلب لنا المال لا بأس.
جوهر الإنسان هو الكلمة الحقّ التي تعرّف الآخر بك . قد يكون جوهرك ثميناً، أو غثّاً، الموضوع ليس بيدك. هي التّربية الأولى التي غرست في كيانك كما تغرس نبتات الأشجار سواء تلّقيت تلك التّربية في المنزل، أو الشّارع أو المدرسة، وأغلبنا يتربى بطريقة غر مباشرة على تقديس الاستبداد على سبيل المثال.
احتقار المرأة هو تربية شائعة في البيت، والشارع، والمدرسة، ولكلّ طريقته في احتقارها ، ولا يوجد مدرسة عربية واحدة لا تقدّم المرأة على أنّها سلعة، كما أنّه لا فرق بين الأقليّات والأكثرية حتى لو بدا لباس المرأة عصريّاً فالبيوت أسرار.
نتائج تلك الثّقافة الطويلة، ونتيجة اليقين بأنّ اللسان لا يزلّ إلا إذا كان العقل مؤمناً بتلك الزّلة فإنّ زلاّت اللسان السّورية فاقت في عددها الكميّة المطلوبة حتى أنّك بتّ تقتنع بأنّها هي الأصل وليست الاستثناء.
من قمّة الهرم في المجتمع وحتى أسفله يشتمون بعضهم البعض بالأم والأخت. هي ثقافة المجتمع، والمدرسة، والشّارع التي أعفت الرّجل من تلك الألقاب، وعندما تقول عن شخص بأنّه مثقّف في سورية فإنّك تعني شخص يستطيع التّغلب على خصمه بصفّ الكلام أي " اللّت" باللغة العاميّة ، وهذا لا يعني أنه لا يوجد الكثير من أصحاب الفكر المتنور قد ابتعدوا عن المجتمع، وأحاطوا أنفسهم بعزلة كي يتمكنوا من الاستمرار في العيش وبخاصة أنهم لا يملكون ثمن رحلة هجرة، وربما لا يملكون ثمن سياحة ضمن سوريّة .
في سورية اليوم تسعى الفئات المتوافقة، والمختلفة إلى خلق ساحة عراك بالكلام تصبح بالتّدريج ساحة عراك بالرّصاص حتى أنّ أحدهم قتل أمّه بحجّة أنّها كافرة!
على وسائل التّواصل التي هي المكان الوحيد الذي يجتمع عليه السّوريون ليل نهار " السّياسيون، والمتدّينون" تنتشر ثقافة المجاملة أيضاً. مجاملة ليس غرضها السّمو بالقيم بل غرضها رخيص، وأغرب المجاملات تلك التي يقدّم فيها الشّخص المعنيّ نفسه على أنّه ثوريّاً علمانيّاً، إسلاميّاً ، مع القتل، وضده بآن واحد، ويعطي قيمة لكلّ تلك الأصناف. هو يرغب أن لا يخسر الشّخص كصديق افتراضي فهو لديه مشروع ربح افتراضي وخسارة صديق تعني خسارة بعض الرّبح.
السّوري يتحدّث عن العائلة المحبّة وينسى أن يتحدّث عن العائلة المفكّكة الموجودة بكثرة، تلك العوائل التي ربطها مصلحة ما وربت أولادها على قيم الزّيف والنّفاق.
أعتقد أن جوهر الإنسان لا يعبّر عن الأشياء الضّحلة فهذا ليس جوهراً الجوهر هو أن يعبّر الإنسان عن أصالته، وانتمائه إلى الإنسانيّة.
ثقافة البذاءة تنتشر بسرعة عبر العالم حتى أنّ الأمريكي ترامب وصف كلينتون بالشّيطان.. جرى هذا في أمريكا التي تحكم العالم.
نقل السّوري أمراضه النّفسية إلى الأماكن التي هاجر إليها، ونجد المقالات تكتب عن سوريين متفوقين في الصّف الأول أو البكالوريا، أو قصّة نجاح مبتكرة، ومن يكتب تلك الأشياء المواقع العربية في دول الهجرة ويتناقلها السّوريون ويبنون عليها قصصاً ومقالات.
إن لم نشر إلى أماكن الخطأ لا نستطيع أن نغيّره، ولا أعرف إن كنّا نستطيع تغيير أنفسنا أمّ سنستمر في ثقافة الهوبرة والنّفاق.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم
- هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
- تزوير التّاريخ في سوريّة
- مناضلات بفساتين سهرة حمراء
- آثار هجرة العائلة السّورية
- رويدة -6-
- رويدة -5-
- رويدة-4-
- رويدة -3-
- رويدة-2-
- رويدة -1-
- وهمٌ حولَ الحبّ
- زهر اللّوز -20- النّهاية
- زهر اللّوز -19-


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ثقافة الزّيف، والنّفاق