أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الفدرالية الحقيقية تقلل من تاثير سلبيات المحاصصة في السلطة العراقية















المزيد.....

الفدرالية الحقيقية تقلل من تاثير سلبيات المحاصصة في السلطة العراقية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاريخ العراق منذ تاسيسه، مليء بالاجحاف بحق مكونات الشعب العراقي و في مقدمتهم الكورد في مراحله المتتالية . واقع الشعب العرقي متعدد الشكل و موزائيكي التركيب منذ الازل، اي لو تصفحنا تاريخه، فانه عاشت على ارضه اقوام و مكونات مختلفة و ان استاصلت بعض منها من جذورها او بقت مؤشرات لتاريخهم القديم، و هو بلد حضارة ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين )، و التغييرات التي حدثت فيه كانت نتيجة توجهات و سياسات السلطات التي حكمتها وفق خلفياتهم الفكرية الدينية قديما . بعد تكوين الدولة وتجسيداعمدتها، اعتمدت على الايديولوجيات و اكثر مراحل حكمها في العصر الحديث كانت مستندة على التعصب القومي و ان كانت باسماء و عبارات مختلفة؛ و منها فترة الادعاء بالاشتراكية ايضا، و لم تكن في مسيرتها الا سلطات قومية عرقية تدار بحلقة
صغيرة، سواء كانت اسسها و مبادئها التماسك العائلي او العشيري او الروابط العرقية على ارض الواقع و ان كانت بادعاءات مختلفة كما قلنا .
هذا الواقع فرض ما لا يمكن ان تنتج منه العدالة و المساواة و المواطنة الحقيقية و المشاركة الفعالة لادارة الدولة من قبل كافة المكونات منذ بزوخ فجر الدولة العراقية التي نعلم جميعا كيف تاسست و باي هدف واية مصلحة استرعيت فيها و باي تخطيط كان، هنا ليس مكان ذكره بالتفصيل المعلوم. ما نقصده، اننا و منذ العهد الملكي و الى ان وصلنا الى الزمن الجمهوري و ما مرينا بالانقلابات و التحركات و ما كان وراء الكثير منها اهداف و دوافع خارجية اكثر من داخلية ، الى ان وصلنا لحكم الدكتاتورية و هي قمة التعنت و الطغي و القمع الذي مورس في جمهورية القسوة و الصمت و الخوف حقا كان العراق بلد اللامساواة و العدل و الاجحاف و الاجحاد ايضا .
مختصر القول هنا، ان الدولة فرضت نفسها بالشكل الذي خطط لها الاخرون خارج الحدود و ثبتوا اركانها و حدودها رغما عن الشعب، و سار الشعب بطرق متعرجة بما لاقت اكثريتهم من الغدر و المظلومية و تعرضت اجيال للظلم و التعسف، و ماتوا او قتلوا اثر ظنك العيش او غدر السلطة او عند زجهم في الحروب المدمرة .
الشعب كما نعلمه على حقيقته، ليس بالمستوى الثقافي المثالي الذي يمكن ان يصحح مساره الخاطيء بنفسه، بل ما تعرض له طوال تاريخه فرض على افراد المجتمع صفات سلبية كبيرة اقحمته في زاوية العيش الذليل في العقد النفسية الجماعية الدائمة بعيد عن العيش بحرية و الاحساس بالذات و التكامل، بل انه عانى من الاحساس بالنقص طوال سنين طويلة من حياته، فاصبح ملكا للسلطة، بمعنى؛ انه و تحت سياسة الانظمة الابوية الراعية و اقتصاده الريعي و الذي يضعه تحت رحمة السلطة الموجودة على الدوام و هي اصبحت صاحبته و مقررة مصيره و المحددة لمساره، على العكس من الدول المتقدمة التي تكون السلطة ملكا للشعب و هو صاحبها و مقرر لمصيرها و يغيرها متى ما شاءت حسب سياساتها و اقتصادها غير الريعي المعتمدة على الضريبة التي تاخذه من المواطن الذي يحس بانه صاحبها و مقرر مصيرها .
اي شكل و نوعية السلطة هي السبب الاساسي في التباين في مستوى معيشة المكونات المختلفة للشعب العراقي، اضافة الى تاثيرات وتداعيات و متطلبات خلفياتهم القومية الدينية المذهبية المختلفة . و صدقت بعض السلطات السابقة المنفتحة الصريحة في تقييمها و تصريحاتها حول الموجود و وصفها بعدم وجود شعب متكامل المعالم و الاسس، و اقرت بوجود قبائل و عشائر و اديان و مذاهب فقط بعيدا عن معنى و مضمون الدولة الحقيقي، و الانتماء الثابت هو للقبيلة و العشيرة و الدين و المذهب طوال هذه السنين من عمر الدولة العراقية، و ان غطتها اغبرة الادعاءات اللفظية لبعض السلطات و ما ارادتها من فرض ما يحلوا لهم بالقوة و ليس بما موجود على ارض الواقع .
اي، على الرغم من وجود الدولة بمقوماتها الاساسية الا انها ليس لها شعب متماسك الاطراف و ليست هناك روابط لاضفاء صفة ما يمكن ان اقول بانها تفرض تسمية مفهوم الشعب عليه . هذا ما يدفع القول الى ان الواقع السياسي الاجتماعي الثقافي الاقتصادي الذي يتمتع به العراق يتلائم في الوقت الحالي بالنظام الفدرالي الحقيقي المتمتع باللامركزية المبنية على العلاقات الطبيعية بين الاقاليم و المحافظات و بالنظام الاتحادي ذات صلاحيات عامة تفرض عدم فرط عقد الدولة او حدوث الفوضى في اي وقت كان .
ان المحاصصة على الرغم من سلبياتها و كما نعلم هي مقيتة بالفعل، الا يمكن ان نقول بصريخ العبارة، انها هي القريبة من العدالة في توزيع السلطات،على الرغم من وقوف الاكثرية ضدها لفظا فقط و المطالبة بها تطبيفا، و لاسباب عديدة :
*ان مكونات الشعب العراقي ليست بنسبة متساوية في الحجم و الهيمنة و الثقل كي تفرض العدالة في المشاركة لجميع الفئات على حد سواء في السلطة الاتحادية لو كانت بعيدة عن المحاصصة .
* الثقافة العامة و الوعي العام ليس بشكل و قوة و هيمنة بحيث تفرض التساوي و العدالة الاجتماعية و يمكنها ان تمنع الغدر و اللامساواة، بل طالما اعتمدت حتى الديموقراطية بشكلها الناقص الموجود، فان الغدر و الاجحاف سيكون سيد الموقف و الحال .
*ان الاكثرية و الافلية في ظل الوعي العام المنخفض، و بعد كل هذا التاريخ من النزاعات وما تكمنه و تضمره المكونات من الحقد و الثار و الضغينة، فلا يمكن ان تسيطر العدالة و الحق على زمام الامور، و سيكون المسيطر هو الحاكم المطلق على ارض الواقع مهما كانت الانظمة متسمة بشيء من اسس اليموقراطية و متشحة بمبادئها .
اذن، الحل يكمن في تطبيق الفدرالية الحقيقية المستندة على اللامركزية في ظل المؤسسات الاتحادية بسلطات منقسمة على كافة المكونات، و ان بقت المحاصصة فلا تكون لها تاثيرات متباينة كبيرة و مضرة على المجتمع، لانها الدولة الفدرالية و باقاليم اصحاب السلطات التنفيذية التشريعية الملائمة لها، ستزيح ما تفرزه المحاصصة من المركز، و ان بقت المحاصصة كما نعتقد انها ستبقى مهما حاول البعض من العمل على تخفيفها، فان الواقع الاجتماعي السياسي الاقتصادي و الثقافة العامة و المتوارثات هي التي ستفرض هذه المحاصصة مهما كانت محاولات النظرية لتقليل من شانها . لان الاختلافات الجذرية في كافة جوانب حياة المكونات المختلفة ستفرض عدم الثقة في ظل اي نظام او سلطة حتى و ان تريد ان تكون مؤسساتية، بينما تُدار بمثل هذا الشعب و بهذه السمات و المواصفات . اي ستكون الفدرالية الحقيقية هي العلاج الحقيقي لمنع تاثير السلبيات التي تفرزها المحاصصة المركزية، اي بقطع مدى تنفييذتها و التقليل منها تدريجا لصالح الاقاليم في ظل بقاء النظام الاتحادي بصلاحيات معينة لبقاء كيان الدولة ستسير الدولة نحو العدالة الاجتماعية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات تلاشي الثقة بين اردوغان والجيش التركي
- اندثار الطبقة الاجتماعية الوسطى في كوردستان الجنوبية
- القيادة الكوردية و عدم الالتفات الى متطلبات المرحلة
- لم يترجل احد من كرسي السلطة في كوردستان بارادته
- اهداف الحشد الشعبي و موقف الكورد منه
- تغيير جوهر مفهوم الاستعمار و كيفية التعامل معه
- كوردستان الجنوبية تحت رحمة المخابرات الحزبية
- الانقلاب المفيد المضر للشعب التركي في الوقت ذاته
- على السلطة التركية مابعد الانقلاب ان لاتنسى فضل الكورد
- هل سيقضي اردوغان على نفسه بتوجهات مابعد الانقلاب ؟
- هل يتعض اردوغان من الانقلاب ؟
- تاديب اردوغان يقع لصالح الكثيرين وفي مقدتهم الكورد
- لازال البعض يراهن على حصان اردوغان المهزوم
- قيم الكورد لا تسمح باهانة الذليل
- التأني و التردد في القرار المصيري افضل من اتخاذ الخطوة الخاط ...
- ما اجبر اردوغان على تجرع كاس السم
- لا مباديء في قاموس اردوغان
- فقط انتم ليس لديكم مشروع ؟!!
- النية الصادقة تقترن بخطوات
- اقرار حق تقرير مصير الكورد من مصلحة مركز العراق


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الفدرالية الحقيقية تقلل من تاثير سلبيات المحاصصة في السلطة العراقية