أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - المندائيون واستعمال الألقاب العلمية والعائلية والعشائرية















المزيد.....

المندائيون واستعمال الألقاب العلمية والعائلية والعشائرية


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5239 - 2016 / 7 / 30 - 22:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


المندائيون واستعمال الألقاب العلمية والعائلية والعشائرية



قد يختلف الكثير من الباحثين في تعريف العشيرة وموقعها في المجتمع، لكنهم أتفقوا على تعريف بسيط قد يكون معبراً عن رأي الغالبية منهم... وهو (أنها تنظيم اجتماعي فطري يلعب دوراً كبيراً في المجتمعات البدائية وشبه البدائية والرعوية والبدوية المتنقلة والقروية المستقرة)، وهذا التنظيم ينادي بالقيم والعادات والمصالح الضيقة البعيدة عن الوعي السياسي والاجتماعي ويبنى على أساس العصبية القبلية وآصرة الدم والوراثة في القيادة لكنه في نفس الوقت يوفر الأمن لأفراده أو المنضوين تحت لوائه.
بينما نرى أن التنظيمات الحديثة تبنى على أساس المبادئ والأفكار والسياسات التي تخدم شرائح اجتماعية أوسع لا تجمعهم صلة الدم المُشار إليها سلفاً، ومن هذه التنظيمات الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والأندية وغيرها، ويعتمد الانضمام والولاء في هذه التنظيمات على الايمان بأفكار ومعتقدات ثقافية وفكرية مختلفة، وعادة ما تأتي القيادة عن طريق الانتخابات التي تعتمد على الموهبة والكفاءة والخبرة والتجربة السياسية.
أما نحن المندائيين فقد اختلط الأمر علينا في كيفية التعامل بما يدور حولنا تجاه ظاهرة العشائرية أو ما تسمى أحيانا" العائلية واستغلال أسمائها من قبل البعض من دون الحاجة لها، فمن خـلال متابعتنـا لما يجري على الساحة المندائية نلاحظ كغيرنا من المتابعين أن هناك ظاهرة أخذت بالانتشار بين المندائيين المتواجدين في دول المهجر وعلى قلة تجمعاتهم، وهي استمراراً لما جرى في الوطن، ألا وهي ظاهرة التحزب للقب العائلة واستعمال الألقاب العائلية ةالعشائرية مما ادى الى تشكيل مجالس حضيت بمباركة رئاسة الطائفة في بغداد سميت بـ (مجالس العائلة)، مرفقة بالنرجسية والأنانية وحب الذات من قبل البعض، والتي أصبحت واضحة عند الكثيرين من خلال كتاباتهم وتصرفاتهم، فلم يعــد بإمكاننا اليوم أن نقرأ ما يكتبه البعض من دون أن ينهي أسـمه الشخصي بلقبـه العائلي أو العشائري أو بلقب يطلقــه هـو على نفسه دون ان نعرف اسم الأب والجد، وبعدها تنهــال عليه ألقاب شتى أخرى هو بعيداً عنها من أقاربه وأصدقائه ومحبيه لإرضائه ورفع شأنه مثل لقب الدكتور، الشاعر، الكاتب، المفكر العبقري، الأستاذ البروفيسور، الأستاذ الأكاديمي، الفنان الحقيقي المبدع، والباحث والأستاذ الاقتصادي، والأستاذ الموسوعي....الخ، ومن ينسى أن يطلق عليه أحد تلك الألقاب فقد قلل من قيمة ذلك الشخص وأساء اليه.. ومن المؤسف إن تلك التكتلات العشائرية والعائلية أخذت تتدخل في كل نشاط مندائي مدني أو ديني حباً في التسلط والزعامة، والغريب أيضاً أن الذي لا يفهمه من المحبين لتلك الألقاب، هو أن التعامل بتلك الألقاب بشكل عام يضفي طابع من العلاقات الرسمية في التخاطب بينهم وبين مجتمعهم ويضعف العلاقات الاجتماعية عموماً.
أما في المجال العلمي فنلاحظ انتشارها مع الأسف بين أوساط بعض المتعلمين والمثقفين وممن نطلق عليهم كتاب مبدعين وشعراء ومفكرين وناشطين في العمل المندائي ومهنين من أصحاب الوظائف الذين تلقوا تعليماً عالياً عكس من لهم تحصيل دراسي وثقافي بسيط.
لا ينكر أحداً أن من بين تلك الألقاب وخاصة العلمية ما لا يمكن التشكيك فيها، نظراً لكونها جاءت نتيجة لدراسة دامت سنوات مثل الدكتور أو المهندس الخ.. ولكن من المفترض استخدام تلك الألقاب في مجالات العمل وليس بين الأصدقاء وفي المراسلات واللقاءات والزيارات الاجتماعية والعائلية بالرغم من أن الباحثين في علم النفس يعتقدون أن الأكثار في استعمال تلك الألقاب يعتبر نوعاً من عدم الثقة في النفس، ونلاحظ نحن الذين قضينا سنوات طويلة في المهجر إن استعمال الألقاب العلمية شبه معدوم خلال التخاطب بين الأفراد وأن وجد فهو محصور في نطاق العمل الاداري في بعض مؤسسات الدولة فقط، في الوقت الذي يفترض أن يكون الشخص الذي حصل على درجة علمية عليا متواضعاً، متنوراً، وواثقاً من نفسه وقدراته وأن ينقل خبرته وتجربته الحياتية والعلمية إلى الآخرين بغض النظر عن عنوان وظيفته ومهنته لكي يكون قدوة للآخرين، ولكننا مع الأسف نلاحظ العكس من ذلك خاصة بين المندائيين في دول المهجر فالكثير ذو تحصيل علمي محدود أو متقاعدون أو يعيشون على المساعدات الاجتماعية التي تمنحها لهم دول اللجوء لأسباب مختلفة ونادراً ما نجد أحدهم يعمل بالشهادة التي حصل عليها من بلده ومع ذلك فهم يعتقدون بأنهم ما زالوا في مراكزهم الوظيفية السابقة، ويتحدثون عن أنفسهم كثيراً ويكررون كلمة (الأنـا) في حديثهم، وعادة ما يرغبون في مقارنة أنفسهم بالآخرين وأثبات أنهم الأفضل والأكثر ثقافة وعلماً والحط من الآخرين والتقليل من شأنهم بشتي الطرق، وتراهم يتكلمون عن انجازاتهم العلمية وخلفية وانجازات عشائرهم وحجمها وقادتها وعن العلم الغزير الذي يمتلكونه وتفوقهم وقدراتهم الذاتية في مختلف الاختصاصات وحتى البعيدة عن تخصصهم وبذلك فهم يسعون للسيطرة على كل نشاط ثقافي أو أدبي أو علمي ولا يؤمنون بالحوار الديمقراطي، والرأي والرأي الآخر بحكم العلاقات العائلية وما يحملونه من النرجسية والأنـــا.
الا نفكر جدياً من إيجاد حلول لهذه الظاهرة لدي المندائيين النرجسيين من أصحاب النظرة المتعالية نحو الآخرين؟ ألا نفكر في تحليل أسباب هذه الظاهرة في دول المهجر ونتجاوزها؟ خاصة وأن الدين المندائي يوصي أتباعه بالتواضع والمحبة ومساعدة الآخرين.
أن ظاهرة (الأنا) والنرجسية واستعمال الألقاب العلمية والعائلية في التعامل مع الآخرين هي حالة مرضية تصيب الإنسان كما يصفها المختصين بعلم النفس وتؤدي الى الابتعاد حتى بين أفراد العائلة الواحدة وبالتالي المجتمع المندائي عموماً، فتلك الظاهرة هي مقدمة لخراب الشخصية والمجتمع، وهي فى نظرنا آفة لابد من علاجها، فالذين يعيشون في أبراجهم السابقة لا يدركون طبيعة حياة مجتمعهم في المهجر.

وأخيراً لنبتعد عن ظاهرة التعالي والتفاخر العشائري لأن الديانة المندائية تدعوا الى المحبة والتسامح ولا تدعوا الى الكراهية والحقد والزعامة والأنانية والعشائرية وهي دعوة موجة للجميع.

تموز/ 2016



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائيون ويوم الشهيد الشيوعي
- أمي مخلص خير من مثقف هدام
- هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ الحلقة الأ ...
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ 6
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 5
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 4
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 3
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول ، إنقراض اللغ ...
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول
- أيام في كوبا ، الثائر تشي جيفارا ، الحلقة الأخيرة
- أيام في كوبا ، هافانا مدينة التراث والأعمدة ، الحلقة الخامسة
- أيام في كوبا ، الحصار الإقتصادي ، الحلقة الرابعة
- أيام في كوبا ، التوجه إلى هافانا ، الحلقة الثالثة
- أيام في كوبا ، منتجع فاراديرو ، الحلقة الثانية
- أيام في كوبا ، الحلقة الأولى
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الخام ...
- ذكريات أنصارية ، توما توماس كما عرفته ، الحلقة الرابعة
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ،الحلقة الثالث ...
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الثان ...


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - المندائيون واستعمال الألقاب العلمية والعائلية والعشائرية