أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - العفيف الأخضر - تضامنا مع سعيد الكحل















المزيد.....

تضامنا مع سعيد الكحل


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 11:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا
لفقه الولاء والبراء
نعم
لفقه السلام وحوار الأديان
" إن تكلمت قتلوك، وإن سكت قتلوك؛ فقل كلمتك ومت"
الشاعر الجزائري الطاهر جالووت، الذي قتله الإسلاميون
التضامن مع ضحايا فتاوى فقهاء الإرهاب ، وآخرهم المفكر الإسلامي المستنير سعيد لكحل، حتى يكون فعالاً ، لا ينبغي له أن يقتصر على الشجب لأن فقهاء فتاوى الموت، انطوائيون فاقدون لكل صلة بالواقع ولكل ضمير أخلاقي، بل يجب أن يقوم أيضاً وخصوصاً على توضيح رهانات وشعارات فقه الولاء والبراء الذي يقتلوننا به وأفكارنا الحداثية العقلانية التي يقتلونا أو يحرضون على قتلنا من أجلها.
يقول فقيه القاعدة الشيخ د. أيمن الظواهري في كتابه "فرسان تحت راية النبي" :"يجب علينا الاستمرار في دعوة الناس إلى عقيدة التوحيد الخالص بأركانها الأساسية! الحاكمية والولاء والبراء". حيثيات فتوى أبي جهاد المغربي بقتل سعيد الكحل مستمدة من هذا الفقه: فالضحية موال لـ"المشركين وقوانينهم الوضعية ...". وبرئ من "المؤمنين" بأن الجهاد باق إلى قيام الساعة، وقتال اليهود والنصارى ومن والاهم من المسلمين فريضة على كل مسلم ومسلمة ....
ما هو فقه الولاء والبراء؟ هو الاعتراف قولاً وعملاً بجهاد غير المسلمين واضمار العداء لهم، ليس لما يفعلون بل بما هم غير مسلمين، ووجوب القطيعة الناجزة والشاملة معهم ومع معبوداتهم ومؤسساتهم وقوانينهم وقيمهم وعلومهم، خاصة الإنسانية ، والبراء من كل مسلم يحالفهم أو يصادقهم أو يتعاون معهم أو يحتمي بهم أو يطبق قوانينهم، بدلاً من الشريعة، أو حتى يواسيهم في مصائبهم ... مثل هذا المسلم مستوجب لحد الردة بإجماع فقهاء الولاء والبراء!.
"جريمة" التيار الفكري الحداثي العقلاني، الذي ينتمي إليه المفكر الإسلامي سعيد الكحل وكذلك كاتب هذه السطور هي توعية نخب العالم العربي بخطر فقه الولاء والبراء الانطوائي AUTISTE على مستقبل العالم العربي والإسلامي، وبضرورة القطيعة معه في الإعلام والتعليم والخطاب الديني،بتطهيرهم من فقه النرجسية الدينية، من الجهاد والاستشهاد ،ومن العداء العنصري لليهود والمسيحيين وغير المسلمين، وتعويضه بفقه بديل يفتح الوعي الإسلامي لحوار الأديان وتبني الاقتصاد والمؤسسات والعلوم والقيم الحديثة التي تمثل الطريق الوحيد لخروج العالم العربي والإسلامي من تأخره التاريخي.
فقهاء الولاء والبراء الإرهابي مهووسون بالحاكمية، أي بعبادة الأسلاف الذين أعطوهم حق حكم الأحياء من وراء قبورهم. وهكذا حرّموا وجرّموا كل جديد في الفكر والحياة وكل تجديد لسنة الأسلاف. على غرار القبائل البدائية التي تعتبر كل تجديد لتقاليد أسلافها أمارة على اقتراب نهاية العالم، وتحكم على المجددين بالموت. مقاربة التيار الحداثي العقلاني لتراث أسلافنا بالعقل حتى بمفهوم الحد الأدنى بما هو ذوق سليم، وحكم قويم وتمييز للصواب من الخطأ في الدين، وللواقعي من الهاذي في السياسة،وللحقيقة من الأسطورة في التراث كما يفعل سعيد الكحل يعتبر "رده" تستوجب دق عنقه! أما مقاربة تراثنا الديني بتاريخ الأديان المقارن وسسيولوجيا الأديان والانثروبولوجيا الدينية وعلم النفس واللسانيات والسيمائيه والفيلولوجيا والفلسفة،مختبر الفكر النقدي الذي مازال يفتقده تراثنا رغم حاجته الماسة إليه، لفهمه فهماً نقدياً يحرر الوعي الإسلامي المعاصر من الرق النفسي لأسلافه، فهو إحدى أمارات قيام الساعة! لماذا؟ لأن فقهاء الإرهاب ، فقهاء الولاء والبراء مهووسون بصفاء الهوية المهدد بمؤسسات وعلوم وقيم الحداثة. الهوس بالصفاء اكتسى اليوم بعداً هاذياً: المطالبة في الإعلام الديني وحتى في رسائل جامعية، نالت درجة مشرف في جامعتي القاهرة والحسن الثاني، بتطهير تفاسير القرآن الكلاسيكية وفي مقدمتها تفسير الطبري من "الإسرائيليات"؛ وأيضاً بتطهير صحيحي البخاري ومسلم من أحاديث أبي هريرة وغيره من المحدثين الذين "تتلمذوا على أهل الكتاب" كما يقولون. بالتأكيد تأثر التفسير والحديث والنص المؤسس نفسه باليهودية والمسيحية وبعض الديانات القديمة كالمصرية واقعة تاريخية، ودليل لمن مازال في حاجة إلى دليل على كونية قانون التلاقح بين الديانات والثقافات في كل مكان وعلى مر العصور. وهو يقوض من أساسه فقه الولاء والبراء الانغلاقي ويحدونا اليوم إلى تحويله عبر الإعلام والتعليم والخطاب الديني إلى تلاقح واع يحصن الوعي الإسلامي المعاصر من عدوى فقه الولاء والبراء، سليل القراءة الحرفية للنص التي تقود إلى التزمت، التعصب والإرهاب . شرحنا مراراً في "إيلاف" ضرورة استبدال هذه القراءة السلفية الحرفية بقراءة تعددية تشمل القراءة المقاصدية السنية، القراءة التأويلية الاعتزالية ، والقراءة الرمزية الصوفية وأخيراً القراءة التاريخية القرآنية. القراءة المقاصدية أحياها في النصف الأول من القرن العشرين كل من الطاهر بن عاشور وعلال الفاسي، وهي تقوم عند بن عاشور على مبادئ منها "السماحة" أي "العدل والاعتدال والتوسط" و"الرخصة" أي حاجة الأمة أو طائفة منها إلى "إباحة الفعل لتحقيق مقصد شرعي مثل سلامة الأمة وبناء قوتها[مما] يقتضي تغيير الأحكام الشرعية" كما يقول بن عاشور، التي تعتبرها القراءة الحرفية صالحة لكل زمان ومكان ؛ القراءة التأويلية تؤول النص لتكييفه مع قوانين العقل لأن النص الديني – كأي نص آخر- متعدد المعاني. إذن قابل للتأويل بحثاً عن معانيه المستترة التي يحددها العقل والمصلحة العامة حسب متطلبات الأزمنة والأمكنة؛ القراءة الرمزية الروحية لا تكتفي بظاهر النص بل تذهب إلى باطن النص الذي هو حقيقة النص الروحية التي يسقطها عليه القارئ حسب حالاته النفسية والاجتماعية وميوله الدينية. لذلك قال المتصوفة عن الفقهاء – وخاصة فقهاء الولاء والبراء – بأنهم " فقهاء الظاهر" ظاهر النص وظاهر الشريعة! الجهاد عند الصوفية هو "جهاد النفس الأمارة بالسوء" أو بلغة علم النفس التحكم في العدوانية الملازمة للنفسية البشرية؛ القراءة التاريخية للنص دشنها القرآن بالنسخ لتكييف النص مع حاجات المسلمين ومستجداتهم. واصل هذه القراءة الصحابة: أبو بكر وعمر ومعاذ وبعض الفقهاء مثل الونشريسي .
بإمكان هذه القراءة التعددية، التي تجد اليوم في علوم الحداثة سنداً نفسياً ،أن تشكل منطلقاً لفقه جديد على طرفي نقيض مع فقه الولاء والبراء . هذا الفقه الجديد ولد على يد المستشار سعيد العشماوي وجمال البنا وسعيد الكحل وآخرين. في منظور هذا الفقه الإسلام ليس "قرآناً وسيفا" كما زعم حسن البنا بل قرآن فقط، "والنساء شقائق الرجال" أي متساوون في الحقوق والواجبات كافة ، والمواطنون سواسية كأسنان المشط بقطع النظر عن دينهم ولونهم وعرقهم وليس للإسلام فيتو على جميع العلوم والمؤسسات والقيم الكونية بل أقصى مناه أن يقتبسها حيث يجدها.
نجح التيار الحداثي العقلاني، على تباين مشاربه، في هيكله النقاش الفكري – السياسي في العالم العربي وتوجيهه إلى ضرورة القطيعة مع فقه الولاء والبراء ، أي مع عبادة الأسلاف التي تتجلي لا في القراءة الحرفية الجهادية وحسب بل وأيضاً في وسواس صفاء الهوية المغلقة في وجه التلاقح الثقافي الضروري. لا ضرورة لانتظار تبني هذا الفقه الجديد في الإعلام والتعليم والخطاب الديني، بل علينا منذ الآن أن نشرع في نشره في الإعلام الذي هو مدرسة بلا جدران. يجب أن لا يبقى الانترنت وقفاً على فقه الولاء والبراء وبث فتاوى الموت كتلك التي كان ضحيتها المفكر الإسلامي سعيد الكحل أو تلك التي كنت شخصياً ضحيتها، بل لابد أن تغدو وسيلة أساسية لنقل فقه وثقافة السلام، وحوار الأديان، والتآخي بين جميع البشر والحوار بين جميع الملل والنحل والفلسفات والآراء والمعتقدات للتصدي للتحدي الأول الذي تواجهه الإنسانية: خطر الكارثة الأيكولوجية الوشيكة.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو موسى يستأسد على العراق
- القائمة الثالثة لمساندي العفيف الأخضر
- العفيف الأخضر يوجه من فراش مرضه نداء إلى المثقفين والمجتمع ا ...
- العلمانية هي مفتاح المواطنة الكاملة بين الرجل والمرأة والمسل ...
- إزاحة كابوس صدام تستحق حربا
- بعد اغتيال الحريري : ما العمل ؟
- مقدمة كتاب -معالم في طريف تحديث التعليم الديني
- الأصولية والفاشية استبطنتا المرأة كأم وربة منزل فقط
- في سبيل تعليم وإعلام ينشطان غرائز الحياة
- هل نتقدم ونحن نلتفت إلى الوراء؟
- قراءة جديدة للتراث: -عهد عمر- نموذجاً
- تحية إلى الأصولية الهندوسية
- كيف ننتقل من المدرسة السلفية إلى المدرسة العقلانية؟
- غياب الفكر النقدي من التعليم العلمي يعطي الإرهاب
- لقاء إيلاف الأسبوعي المفكر التونسي العفيف الأخضر
- استئصال الفقر يساعد علي استئصال التطرف الديني
- لا خوف على حرية مسلمات فرنسا
- خمسة أحداث تاريخية واعدة؟
- العلمانية ليست ضد الدين وهي مفتاح الحداثة المعاصرة
- حديث مع العفيف الأخضر - تجديد الفكر الديني يمر بتجديد التعلي ...


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - العفيف الأخضر - تضامنا مع سعيد الكحل