أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟














المزيد.....

هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى عصرنا ؟
طلعت رضوان
هل تتوفــّـر شرط حد الزنا فى العصر الحديث ؟
هل مصر (غير إسلامية) لإنها لا تقطع اليد ولا تجلد ؟
يـُـلاحظ أنّ التشريعات الحديثة ، حتى فى الدول التى يدين أغلب سكانها بالإسلام ، لا تطبق عقوبة قطع اليد ، بإستثناء السعودية ، وفترة من حكم نميرى فى السودان ، وحكم طالبان (طلبة الشريعة) بينما المعمول به فى معظم الدول (الإسلامية) هو توقيع عقوبة الحبس أو الغرامة.
تــُـمثــّـل عقوبة قطع اليد تحدٍ للنظام السياسى والاجتماعى (فى أى بلد) يدور حول الاستقرار. ولماذا لا يـُـنظر للسارق على أنه (مريض) ويحتاج إلى (علاج) لتحويله إلى إنسان صالح ومفيد ومنتج ؟ من خلال العمل الشريف الذى يتدرب عليه فى السجن ، ولكن هذا العمل (الشريف) لا يمكن أنْ يتحقق بعد قطع يده ، خاصة إذا كان هذا الإنسان (السارق) يعتمد على يديه فى الأعمال الحرفية (نجار، حداد إلخ) فإنّ قطع يده سيحرمه من إمكانية الاعتماد على العمل الشريف ، وبالتالى فإنّ النظام السياسى الذى يـُـطبق عقوبة قطع اليد ، يحوّل مجموع مقطوعى اليد إما إلى منحرفين أو متسولين.
وتعريف المال المسروق فى الفقه الإسلامى لدى غالبية الفقهاء أنّ ((حد السرقة لا يـُـطبق فى سرقة أموال الدولة ولو بلغتْ الملايين ، لأنّ لكل مسلم حقــًـا فى هذه الأموال هو ما يـُـسمى بشبهة المُـلك ، فيسقط الحد . كما أنه لا يـُـطبق على المختلس (أى خائن الأمانة) وهكذا فإنّ سارق رغيف العيش تــُـقطع يده ، بينما مختلس ملايين الجنيهات تكون عقوبته الحبس أو السجن أو تــُـطبق عليه عقوبة (تعزيرية) وهى فى كل الأحوال أخف من قطع اليد ، أى أنّ مختلس الملايين أفضل من سارق رغيف العيش وفقــًـا للفقه الإسلامى ، بينما القوانين الوضعية تحكم على سارق الرغيف بالحبس وربما يعفو القاضى عنه وفقــًـا لسلطته التقديرية. كما أنه وفقــًـا لتفسير الأصوليين الذين يـُـحرّمون منجزات العصر الحديث، ويرون أنها (بدعة ضارة) فإنّ سرقتها حلال شرعـًـا مثل : الآلات الموسيقية والتماثيل واللوحات الفنية..إلخ.
أما أخطر إشكالية فهى تتمثل فى ظهور براءة المتهم بعد قطع يده . وظهور البراءة ليس فرضية ذهنية ، وإنما هو واقع تكرّر كثيرًا ، سواء فى مصر أو فى غيرها من البلاد . فما هو شعور الإنسان الذى قــُـطعتْ يده وهو بريىء من التهمة (التى ربما تكون ملفقة لأسباب سياسية أو خصومات شخصية ، كما يفعل الكفيل السعودى) وهل أموال التعويض (بافتراض حدوثه كما هو فى العالم المتحضر) مهما كان حجمها تعنى شيئــًـا قياسًـا على اليد المقطوعة؟
وعقوبة حدية أخرى هى الجلد مائة جلدة فى حد الزنا. وهذا الحد كى يتم تطبيقه يجب وجود أربعة شهود يؤكدون أنهم رأوا الجماع الجنسى المُـحرّم ، ومع مراعاة أنه لا يمكن أنْ يمر الخيط بين جسديهما. ولو أنّ أحد الشهود تراجع ، فإنه لا يجوز إقامة الحد. كما أنّ تصميم المنازل العصرية، حيث الشقق المغلقة ، يصعب معه إمكانية التلصص على الآخرين كما كان الحال فى إطار نظام الخيام وقت نزول النص القرآنى . ورغم هذه الحقائق فإنّ الجماعات الإسلامية تــُـطالب بأنْ يكون قانون العقوبات مطابقــًـا للتشريع الإسلامى.
وهناك حدود أقل شهرة مثل حد القذف (ثمانين جلدة) وحد الحرابة (وهو القتل أو الصلب أو النفى فى الأرض) وعقوبة شرب الخمر وهى عقوبة (تعزيرية) لأنها لم ترد فى القرآن أو السنة وإنما استخرجها على بن أبى طالب قياسًا على حد القذف. وهذه الحدود كما كتب المستشار محمد سعيد العشماوى- هى عقوبات شرطية ، بمعنى أنها لا تــُـطبق إلاّ بعد توافر شروط معينة هى قيام مجتمع إنسانى تحققتْ فيه العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبالتالى تــُـستخدم الأحكام الشرعية فى أغراض غير شرعية. وتــُـستخدم العقوبات باسم الإسلام ضد المسلمين ، من خلال حكومات ظالمة أو حـُـكام فسقة أو محاكم استثنائية أو تــُـطبق اعتسافــًـا وظلمًـا بناءً على ضبط زائف أو شهادة مزورة أو حكم جائر، كما حدث فى كثير من التطبيقات على مدى التاريخ الإسلامى وفى التطبيقات المعاصرة على وجه الخصوص (الخلافة الإسلامية- ص183)
فهل يجرؤ أى نظام (حتى ولو ارتدى مسوح الإسلام) على تطبيق الحدود الإسلامية فى العصرالحديث ، دون أنْ يخل بمبدأ العدالة الاجتماعية. وهل مصر (غيرإسلامية) لأنها لا تقطع يد السارق ، ولا تجلد الزانية كما تفعل السعودية؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على السيد (تونسى من تامزغا)
- لماذا يقول متعلمونا (أندلس) ولا يقولون إسبانيا ؟
- وقائع ما حدث بين صديقى وصديقته : قصة قصيرة
- الدكتور محمد عنانى وترجماته
- مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية
- عداء بنى إسرائيل لمصر
- ما مغزى بيع الامتحانات ؟
- النقد العلمى لتأليف التوراة
- هل عمل الخير يحتاج إلى تشجيع ؟
- رد على السيد الأمازيغى التونسى الملحد
- هل سيخرج العرب من التاريخ ؟
- ما مغزى اعتراض الحكومة على حكم لصالح مصر؟
- ما مغزى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ؟
- المملكة العبرانية فى العهد القديم
- العلاقة بين كنعان وإسرائيل
- مصر بين التوراة وعلم المصريات
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)
- المسرح فى الحضارة المصرية
- لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟