أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - ميونخ وصورة أخرى للإرهاب















المزيد.....

ميونخ وصورة أخرى للإرهاب


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مساء الجمعة 22 يوليو (تموز) الجاري، وقف العالم أجمع مذهولاً أمام هجوم إرهابي على مركز أولمبيا التجاري في ميونخ، (عاصمة بفاريا، وثالث أكبر مدن ألمانيا)، وأصيب بالحادث الإجرامي أكثر من 27 شخصاً، بينهم 10 قتلى وعدد من الجرحى، 3 منهم في حال حرجة، وعُثر على جثة رجل على مسافة كيلومتر من موقع الحادث، قيل إنه المهاجم، الذي فضّل الانتحار على تسليم نفسه إلى الشرطة. وقالت الشرطة الألمانية إن المهاجم هو ألماني من أصل إيراني ويبلغ من العمر 18 عاماً، وقد استخدم مسدساً لإطلاق النار العشوائي.
ويعيد هذا الحادث الإجرامي إلى الأذهان، القاتل النرويجي أندرس بهرنغ بريفيك، الذي قام بهجوم مماثل في أوسلو قتل فيه نحو 92 شخصاً في 22 يوليو (تموز) 2011.
الشاب الذي تعرّفت إليه الشرطة بعد مصرعه، لم يكن معروفاً لديها من قبل، وليس له سوابق. وقالت إنه كان يتلقى علاجاً نفسياً من مرض الكآبة. أمّا دوافع الهجوم، فهي حتى الآن لا تزال غامضة وغير واضحة، فهل هناك علاقة له بالإرهاب الدولي، سواء بتنظيم داعش أو القاعدة أو غيرهما؟ أي هل تم تجنيد "المهاجم" من جماعات إرهابية؟ أم أن الأمر له علاقة بأوضاع نفسية واجتماعية وسلوكية دفعته لارتكاب هذه الجريمة؟ حتى الآن ليس هناك قول فصل في هذا الموضوع، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث الإرهابي – الإجرامي.
ويأتي هجوم مدينة ميونخ بعد أيام من الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية يوم 14 يوليو (تموز) الجاري، وراح ضحيته 84 شخصاً، حين قام سائق شاحنة بدهس الناس المحتفلين في اليوم الوطني الفرنسي، كما يأتي بعد أسابيع من العمل الإرهابي الذي أودى بحياة 50 إنساناً في ملهى ليلي بمدينة أورلاندو في الولايات المتحدة في 12 يونيو (حزيران) 2016.
وفي الحالات الثلاث إضافة إلى حادثة أوسلو، فإن الإرهابيين لم يستخدموا وسائل تقليدية، مثل السيارات المفخخة أو المتفجّرات أو الأحزمة الناسفة أو غيرها، بل تم استخدام أسلحة خفيفة، إضافة إلى شاحنة عادية، وهو ما يذكّر باستخدام سكاكين وأمواس حلاقة حين تم خطف طائرتين لصدم برجي التجارة العالمية في نيويورك العام 2001، الأمر الذي يعني أن الوسائل الإرهابية من التنوّع بمكان لدرجة لا يمكن حصرها، وبالتالي، فإنه إذا أريد مكافحة الإرهاب حقيقة، فالأمر يتجاوز الوسائل الأمنية والعسكرية، ويحتاج إلى وسائل أخرى غير تقليدية.
وكانت الشرطة الألمانية قد نفت وجود دلائل تثبت تورّط "مسلمين" في حادث إطلاق النار في ميونخ، وهو ما تردّد في بداية الأمر، ونقلت بعض المصادر أن أحد المسلحين الثلاثة (اتضح أنه واحد) كان قد ردّد عبارة: الله أكبر، وهو يقوم بإطلاق النار، ولم يكن ذلك سوى دعاية سوداء جاهزة واتهامات مسبقة الصنع، يُراد لها توجيه الأنظار والسخط إلى العالم العربي والإسلامي، باعتباره منبع الإرهاب، فما أن يحدث أي شيء في العالم، إلاّ ويكون وراءه "مسلمون" أو عرب من البلدان الإسلامية والعربية أو من الجاليات المسلمة والعربية في الخارج، مثلما تصوّر الدعاية المعادية، ونتذكّر حين تم اتهام المسلمين بتفجيرات أوكلاهوما في 19 أبريل (نيسان) العام 1995 في الولايات المتحدة، الأمر الذي اتّضح زيفه وتلفيقه، لكن الاتهام ذهب بعيداً وحلّق في كل الأماكن.
وعلينا من باب الاعتراف بالحقيقة القول إن الإرهاب كظاهرة عالمية موجود في كل مكان، وأن العالم العربي والإسلامي، ليس استثناء، ففيه "إرهابيون" وقام هؤلاء بأعمال إجرامية، كما حدث في هجوم 11 سبتمبر (أيلول) العام 2001، أو الهجوم على أنفاق إسبانيا (مدريد) في 11 مارس (آذار) 2004، أو تفجيرات بريطانيا (لندن) في 7 يوليو (تموز) 2005، أو في الحوادث المتكرّرة في فرنسا كما حصل الاعتداء على مقرّ صحيفة شارلي إيبدو في باريس 7 يناير (كانون الثاني) 2015، وبعدها هجمات باريس الإرهابية في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، والتي شملت إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن.
وإذا كان الإرهاب خطرٌ أخذ يهدّد أوروبا، فإن العالم العربي والإسلامي عانى منه الأمرّين على مدى عقود من الزمان، سواء كان إرهاباً دولياً "حكومياً" أو جماعياً أو فردياً، ولا يزال الشعب العربي الفلسطيني يدفع الفاتورة كل يوم، حيث يعاني الاحتلال والعدوان، ويُحرم من أبسط حقوقه، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره. وما زال العراق يعاني من تأثيرات الاحتلال الأمريكي العام 2003 ولحد الآن، حيث بدأ بيض المنظمات الإرهابية يفقّس فيه، وخصوصاً تنظيم القاعدة وتنظيم دولة الخلافة "داعش" وأخوانهما، تلك التي تمتد إلى سوريا، وخصوصاً في الرقة ودير الزور.
ومنذ احتلال الموصل في 10 يونيو (حزيران) 2014، فإن الإرهاب اتسعت رقعته وامتدت جغرافيته، ناهيك عن انتشاره بطريقة زئبقية من المشرق العربي إلى المغرب العربي، ومنه إلى الجنوب العربي، ومن ليبيا ومروراً بتونس ومصر وصولاً إلى عدن وصنعاء. وشهدت المملكة العربية السعودية ثلاث هجمات إرهابية مؤخراً في 29 رمضان الماضي (4 يوليو / تموز الجاري)، في المدينة المنوّرة والقطيف وجدّة، مثلما تزامن ذلك مع الحادث الإرهابي المروّع الذي شهدته منطقة الكرادة ببغداد.
الإرهاب لا وطن له ولا جنسية ولا لغة ولا دين ولا منطقة جغرافية. إنه يضرب في جميع أنحاء العالم، وألحق ضرراً كبيراً بشرياً ومادياً ومعنوياً بالسكان والتنمية والعلاقات الإنسانية، وهو ظاهرة مستمرّة، على الرغم من صدور 3 قرارات دولية بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) العام 2001، و4 قرارات دولية بعد احتلال داعش للموصل، ونحو 13 اتفاقية وتصريح دولي منذ العام 1963 وحتى أحداث 11 سبتمبر. (العام 2001)، لمكافحته، لكنه ينتعش حين يجد تربة خصبة يتغذى عليها، وقد ارتفعت خطورته، باستخدامه نتائج الثورة العلمية – التقنية وتكنولوجيا الإعلام والاتصالات والمواصلات والطفرة الرقمية "الديجيتال" ومواقع التواصل الاجتماعي.
إن تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مصادره واجتثاث جذوره، بما فيها الفقر والعنصرية والتمييز بكل أشكاله وعدم المساواة، يتطلّب أولاً وقبل كل شيء البحث في أسبابه ودوافعه، خصوصاً الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية والدينية والتربوية والنفسية، وغيرها.
وبعد كل ذلك، فالإرهاب لا يقتصر على أصوليات "إسلامية" متطرّفة ومتعصّبة، كما تذهب إلى ذلك الدعاية الصهيونية والإمبريالية، بل يشمل أصوليات دينية أخرى، يهودية ومسيحية وغيرها، وفي جميع المجتمعات والبلدان والأديان والقوميات، وهو ما ينتعش اليوم في أوروبا والغرب عموماً، في موجة العداء للاّجئين والأجانب بزعم تهديد الحضارة الغربية، حتى قيل إن الإرهابي كان يردّد عبارات ضد الأتراك وهو يطلق النار. وسواء كان الأمر صحيحاً أو نُسب إليه، فإن ذلك قد يكون وجهاً آخر للإرهاب.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تبحث عن حصة في الانتصار -العراقي-..
- -نيس- وخريطة الإرهاب
- تقرير تشيلكوت وماذا بعد؟
- حقائق تقرير تشيلكوت ودلالاته..!!
- جدلية الهوية والمواطنة في مجتمع متعدد الثقافات
- داعش والفلوجة ودلالات الهزيمة
- ماذا بعد نشوة النصر في الفلوجة؟
- الوجه الآخر لبريطانيا -الأوروبية-؟
- تيسير قبعة: غيمة فضية في فضاء الذاكرة
- الاتجار بالبشر.. والأمن الإنساني
- الفساد والوجه الآخر لمعركة الفلوجة..!
- الأزمة العراقية الراهنة: الطائفية، الأقاليم، الدولة
- زيد الحلي: حين يغمّس يراعه بحبر المودة
- اسرائيل والخطيئة الجديدة
- الموصل وبعض تداعيات معركة الفلوجة..!
- هل يبقى العراق موحداً؟
- أي مخاض جديد بعد الفلوجة؟
- أي ثمن لتحرير الفلوجة؟
- حوار ومثقفون وأمم!
- حوار الفكر والثقافة -رذيلتان لا تنجبان فضيلة-


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - ميونخ وصورة أخرى للإرهاب