|
خدام الدولة أو خدام الملك المخلصين
رضا كورا
الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 21:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خدام الدولة ، او خدام الملك المخلصين.
اعادة قضية الوالي أفتيت الى الساحة ،النقاش الجديد القديم حول المستفيدين من الريع و من الاكراميات التي يمنحها الملك لرجال السلطة و العسكريين و رؤساء شركاته و بعض الاعلاميين على حد ما من التساوي ، على حساب كرامة المغاربة ، فقط ليؤدوا مهاما واحدة و وحيدة ، بقاء الملك في العرش متحكما في كل شيئ ، لانهم يعلمون جيدا أن زواله هو زوالهم و بقائه هو نعيمهم ، لذلك فهم لا يهتمون لا بالوطن او بالمواطن ، فهمهم ارضاء الملك و محيطه و نيل رضاهم . هولاء الذين يمثلون مواطنين من الدرجة الاولى يتمتعون بامكانيات و هوامش حرية كبيرة لا تتوقف الا عند امتارا من قصر الملك الإله المسيطر ،الملك الناجح سياسيا و اقتصاديا رغم فشل المغرب الرسمي في كل شيئ ، فهم لا يتساوون بتاتا مع الفئة الثانية من الشعب ، لان حسب الواقع المعاش في المغرب ، هناك فئتان من الناس فقط ، فئة تفعل ما تريد بدون حسيب او رقيب ، لانها تعتبر من خدام الدولة ، او بمعنى أصح : خدام الاعتاب الشريفة ، و فئة اخرى على اختلاف مستوياتها الاقتصادية و الاجتماعية ، يسري عليها القانون و الدستور و تعتبر فئران تجارب لدي الفئة الاولى التي يرأسها الملك. فوالي الملك المثار حوله الحديث بشكل غير بريئ ،ربما يكون كبش فداء قد ضمن اشياء اخرى حتى ان اقتضى الامر عزله ، علما انه لم يخرق القانون الذي فُصِلَ له ان يشتغل تحت لوائه او ما هو مكتوب في مرسوم غير غريب ظهر في بلاغ لوزارة المالية و الداخية يعود لوزير اول في عهد الحسن الثاني ، كل هذا ربما لمحاولة طمس الحديث عن نفايات ايطاليا ، أو تغييب التفكير في أموال بنما ، أو سؤال أين الثروة أو قضية قضية صندوق التقاعد أو تقاعد الوزراء و الربلمانيين أو او أو. فولي الله الرباطي لا يمثل سوى جناح بعوضة في تركيبة مافيا غير منظمة في ظاهرها ، هذه العصابة التي من السهل جد ان تعد في بعض مئات من الاشخاص الذين مهما كبروا و اغتنوا ،فهم يظلون اصغر من الملك بكثير ، فهو يتحكم فيهم كيفما شاء ، يلبسون في حضرته كما يشاء و يقولون ما يشاء ، و ينحنون له كما يريد مبغات رضاه . هؤلاء لا يؤثر فيهم و لا عليهم شيئ مادام سيدهم راض عنهم ، فمهما كتبنا و انتفضنا لا نكاد نحرك حلمة اذنهم ، لانهم يعرفون جيدا انهم محميون بشخص لا يقهر ، مهما بلغت حدة الاحتجاج او الانتفاض ضده ، و اظن اني لست بحاجة لان اذكر ما فعلته و تفعله الحركات الاحتجاجية المتباينة على عللها ، و على رأسها حركة عشرين فبراير ، باعتبارها الحركة الاجتماعية الوحيدة في تاريخ المغرب التي التفت حولها الجماهير ، و اعتبرتها ملكا لها ، لكن مع كل هذا الزخم الشعبي و الانتفاض العارم من لدن الفئة الثانية ، لم يتغير شيئ ، وان كان اولائك المتحكمون في المصير يحاولون تغيير ما هو مكتوب على مستوى القوانين و المساطر التنظيمية ، لكن يظل الجوهر المضمر هونفسه ، لانك كمغربي لا تهمهم ، و لا يهمهم ما تعانيه و ما تعيشه ، بل هم من خططوا ما انت عليه اليوم ، من صراع فقط مع ما تأكله و تشربه . الملك هو المسؤول عن كل شيئ في المغرب ، مسؤول وضع دستورا لنفسه يلغي عنه المتابعة و المحاسبة ، و حتى الانتقاد ، بل وحتى الحديث عنه و عن أسرته و محيطه ، فالمغرب لا يتوفر لا على حكومة و لا على برلمان و لا مؤسسات ممثلة للشعب حسب ما يروجون ، لان كل السلط في يد الملك ، وهؤلاء دورهم فقط الاغتناء و التقرب من القصر و المحافظة على الوضع كما هو عليه مقابل مثل ما حصل عليه والي الملك بالرباط أو أكثر أو اقل ، المهم لديهم ان يحصلوا على شيئ من عطف الملك ، تأكد اخي في الوطن أن رأيك و صوتك لا يساوي شيئا ، و لا يؤثر في احد ، و لا يهم أحد غير اجهزة المخابرات التي تتعقب كل سكناتك قبل تحركاتك ،حفاظا على ما هو موجود في مملكة الاله المسيطر الجبار شديد العقاب .
#رضا_كورا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل من اللائق وصف النظام المغربي بالديمقراطي؟
-
بين الواقع و واقع المغرب
-
الملك و المواطنة .. وأشياء اخرى
المزيد.....
-
رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر
...
-
إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي
...
-
مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي
...
-
بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس
...
-
مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
-
السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد
...
-
الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال
...
-
إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
-
ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن
...
-
أمير قطر يصل إلى نيبال
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|