أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي جعفر - فكر و مدارس الفلسفة الإسلامية















المزيد.....

فكر و مدارس الفلسفة الإسلامية


مهدي جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


تغص كتب التاريخ التي تتحدث عن الفلسفة ، و دور الأوروبيين في ظهورها و تطورها ، خصوصا في المرحلة القدسية حيث ظهرت الفلسفة في القرن 6 ق.م ببلاد اليونان على أنقاض التفكير الأسطوري ، و من بعد طور الأوروبيون هذا الفكر العقلاني الجديد في المرحلة الحديثة ( من القرن 17 الى القرن 19 ) التي عرفت بروز فطاحلة التفلسف و في مقدمتهم رينيه ديكارت ، كما تميزت هذه الحقبة بولادة بعض العلوم بعدما خرجت من رحم الفلسفة بعد مخاض استغرق من الزمن كثيرا من الوقت ، حيث تميز من علماء المرحلة أربعة رجال يمليهم علينا التاريخ كآباء للعلم الحديث و هم : نيكولا كوبرنيكوس البولندي - غاليلو غاليلي الإيطالي - جوهان سكيبلر الألماني - و تيكو براها الدانيماركي ، الذي متح من معينهم كل العباقرة الذين سيأتون بعدهم و في طليعتهم اسحاق نيوتن ، لكن أي دور لعبه المسلمين في تقدم قاطرة العلم و الفلسفة ؟
الجواب عن هذا السؤال يوزع المسلمين بين متغطرس يعتقد أن العلم كلية يبدأ مع المسلمين فقط ، و آخر جاهل كل الجهل بما قدمه أسلافه للبشرية سواء قل أم كثر ، و هذا ما يؤكد على أن الأمة الإسلامية أمة تحتضر أمة تموت للأسف أمة امتلئت بكل أسباب الغياب لأنها تجهل تاريخها ، لذلك تحتطب في كل حبل و تركب أميال نفسها لأنها ضيعت خارطة الطريق و مرآة المستقبل و هي " التاريخ و الحضارة " ، و ذلك لفهم الحاضر و للتخطيط للمستقبل علينا مطالعة الماضي و إلا سنمضي كأمة بدون هوية حرامية غير شرعية لا تريد الحضارة أن تعترف بها ، لذلك يقول الشاعر اليوناني " سيمانديس" عن انتصار الأغارقة على مملكة إسبارطة "" هزمناهم ليس حينما غزوناهم لكن حينما أنسيناهم تاريخهم و حضارتهم "" ، و لك أن تقارن بين شهرة الحضارة الإغريقية قياسا على حضارة اسبارطة المنسية ، لذلك لكي لا نسقط في هذا المطب وجب إشهار موروثنا الحضاري و التاريخي و الثقافي و العلمي و ما صح من تراثنا الديني المسالم لا الداعشي .
فأي أمة إلا و لها أمجاد و حضارة غير أن هذه الأخيرة تعرف ولادة و ازدهار ثم انهيار و اظمحلال وفق مخطوطة ابن خلدون للعمران و الحضارة ، لذلك عرف المسلمون حضارة مزدهرة عرفت للعالم الشخصية الإسلامية المبدعة و الخلاقة ، حيث مهدت عوامل عديدة لظهور الفلسفة و الفكر الإسلامي خصوصا في عهد الخلافة العباسية التي شيد أركانها " أبو مسلم الخرساني " بعد قضائه على آخر خليفة أموي و هو "مروان ابن محمد" الملقب "بالحمار" ، حتى وصل الحكم إلى " عبد الله المؤمون " الذي لاحظ أن الفكر الإسلامي يقتصر على نسق العلوم الشرعية كعلوم الحديث و البيان و القرآت السبع للقرآن و يفتقر لنسق العلوم الطبيعية ، لذلك سيكلف مترجما مجتهدا اسمه " اسحاق ابن حنين " لترجمة التراث اليوناني و الآرامي و السرياني و الفارسي و غيره من حضارات المنطقة ، حيث تم تأسيس" بيت الحكمة " و عليه أتيحت للمسلمين فرصة الإلتقاء مع حضارات و علوم جديدة لم تكن سائدة من قبل ، ذلك أنهم انقطعوا للقراءة و التعلم و هكذا بزغ فجر تليد في ساحة الفكر الإسلامي فانطلقت الحضارة ، كل هذه العوامل ساعدة على ظهور فلاسفة أفداد ماتوا و لم تمت فضائلهم و كتاباتهم ، و في مقدمتهم " أبو يوسف ابن اسحاق الكندي " الذي حاول التوفيق بين الشريعة و الفلسفة و اعتبر أن كليهما يهدفان لتحقيق سعادة العبد في الدنيا و الآخرة فظلا عن تعريفنا بربنا بشكل عقلاني أكثر من سائد الماضي ، حيث دافع الكندي عن حق التفلسف في رسالته لأمير المؤمنين المعتصم قائلا " هي أعلى الصناعات الإنسانية منزلة و أشرفها مرتبة ، و أرقاها هي الفلسفة الأولى " أي علم اللاهوت thiologie , أي أن الكندي من خلال الرسالة حاول التوفيق بين الفلسفة و الغوام الحكمة انطلاقا مما توصل إليه من خلال قراءته للإرث اليوناني و تقديمه وفق رؤية عقلية إسلامية مزجت بين الدوق العرفاني و مبادئ الحكمة ، و هو نفس الدور الذي قام به علامة المغرب "ابن رشد " الشارح الأكبر لتنظيرات المعلم الأول أريسطو اليوناني ، حيث قال أن " الحكمة هي النظر في الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان ، و أن المعرفة هي تناسق الغاية مع العقل ، و أن فعل الفلسفة ليس شيءا غير أكثر من النظر في الموجودات و اعتبارها بالعقل من جهة دلالتها على الصانع " ، لكن هذا لا يعني أن الفلسفة الإسلامية عالجت فقط علاقة حب الحكمة بالدين في ارتباطها مع الخالق و مخلوقه العاقل ، لا فقد توزعتها مدارس أشهرها ( المدرسة المشائية ) التي تعبر و تترجم طريقة التدريس التي تميزت بها أكاديمية أريسطو و أشهر المشائين المسلمين هم الشيخ الرئيس ابن سينا و الفرابي و الكندي و كذا ابن رشد ، كما توجد " المدرسة الإشراقية " و مؤسسها " سوفما وردي المقتول " و هي مزيج من باكورة فلسفات غلب عليها الدوق العرفاني و الأفلاطونية المحدثة صحبة التالوث المقدس { الله - النفس - العقل } ... فظلا عن " المدرسة المتعالية او الجوهرية " و هي خلاصة لفكر الفيلسوف الإيراني العظيم " مولا صدر الدين الشيرازي " المشهور بمولا صدر و المتوفى 1050ھ ، القرن 11 الميلادي ، و هو تلميذ لجهبذ الفكر الحكيم و الفلسفة الإرانية " ميير داماد " ... كما تجدر الإشارة إلى أن آخر فيلسوف معاصر هو الكبير العراقي " محمد باقر الصدر " الشيعي المذهب المقتول على يد عصابات المجرم الهالك صدام حسين ، حيث اعترف بكتابات باقر الصدر عالميا حيث كان داهية في الإقتصاد إلى جانب الفلسفة ، لذلك في فاتح سنة 2015 ثم نصب تمثال نصفي له في جامعة موسكو الدولية للإقتصاد ، و كشف الغطاء يومها عن هذا التمثال رئيس روسيا " فلادمير بوتن " بحضور وزير الخارجية العراقي ... أما الفيلسوف المسلم الوحيد الذي لا زال حيا يرزق و يعترف به الغرب و لا يعرفه أحد من المسلمين لضحالتهم المعرفية للأسف ، هو الإيراني البروفيسور " سيد حسين نصر " الذي يعود نسبه لسبط الرسول صلى الله عليه و سلم الحسين ابن علي ابن ابي طالب . و يدرس حاليا في أرقى الجامعات الأمريكية .
فهؤلاء هم أشهر و أبرز المفكرين و الفلاسفة المسلمين ، و هذه هي أشهر مدارس الفكر الإسلامي ، الذي أجد عيبا يبلغ عنان السماء في جهلها من طرف من يدعون الثقافة بين المسلمين و هم يجهلون ماضيهم ، فحتى لا ندعي التعالي من فراغ وجب القول أنه لا ثقافة و لا مستقبل بدون إدراك للهوية و التاريخ .



#مهدي_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز الكون
- ‏الموسيقى حديث الملائكة
- صناعة التطرف
- حول الكون نظريات علمية أم تخاريف بشرية
- قصة و عبرة !!
- علمانية علمانية ... حديث شريف !!
- الإنقلاب أولى النتائج العكسية للسياسة الطائشة لأردغان
- -تهافت -فكرة الإله- بين سداجة المؤمنين و جموح الفلاسفة و الع ...
- الربيع العربي ( مخلفات ، أرقام و إحصاءات صادمة )
- عبقرية ألبرت أينشتاين قياسا بعبقرية العلماء و الفلاسفة اليون ...
- - ما لم نفهمه من شعار داعش باقية و تتمدد -
- - المرأة العربية عقلية دون الظرفية المعاشة .-


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي جعفر - فكر و مدارس الفلسفة الإسلامية