أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثاني1














المزيد.....

بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثاني1


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 14:26
المحور: الادب والفن
    


رفض أبو أرز كل حوار. كانت أم مريم على حق. كان منافسها يبحث قبل كل شيء عن إظهار قوته. لكنها كانت تبخس قيمته بشكل فظيع. نحن الذين دفعتنا الصدفة إلى التحالف مع عبد السلام، كنا نعرف أن سلاحنا فقط من سيسمح بتدمير سور ابن الشرموطة هذا، وسيكون نفس الشيء لتدمير مدينة بيروت. فكر عبد السلام طويلاً: كان هذا ينسف تقسيم سوق الإسمنت المتفق عليه مع أبي أرز. كان يعتبره قادرًا تمام القدرة على تدمير ليس فقط بيروت لكن كل لبنان أيضًا. غير أنه بقي كثير الحذر منه، وقرر أن يمتحنه. إذا كان أبو أرز يحلم بامتلاك العاصمة اللبنانية وحده، فسيكون من واجبه أن يدمر كل أوهامه. عندما دفع حلفاءه، سكان الأحياء الفقيرة، إلى النزول إلى الشوارع مطالبين بالخبز، وهم يهتفون الشعارات المعادية لأبي أرز، راق لعبد السلام تَخَيُّلُ أنه سيأخذ مكانه قريبًا، وأنه لن يتأخر عن السيطرة على الجميع سيدًا مطلقًا.
كان أبو أرز يخاف من مظاهرات الجماهير، فأمر أبا مزة بوقف بناء السور حالاً، ووضع قواته في حالة استنفار. يوم الأحد، انتظر أن يشكل فيض الناس الذاهبين إلى الكنيسة في بيروت الشرقية تجمعًا يعقب هذا الفيض ليخاطبهم. قال لهم إنهم يستطيعون القيام بواجبهم الرباني بكل اطمئنان، لأن رجاله على استعداد لتقديم حياتهم لأجلهم. تأثرت العمة مريم بهذا الخطاب. لم يكن هناك أحد في الوجود يقول لها إنه مستعد للموت لأجلها. عندئذ، خبأت آية الكرسي، وأظهرت صليبها قبل الدخول في الكنيسة، وروحها تفيض حبًا وصفاء.
كان الأمر بوقف بناء السور قد أغاظ عبد السلام كثيرًا. هذا الحائط الصغير الذي لا قيمة له كان يمكنه أن يكون حجة ممتازة ليشن حلفاؤه الحرب. كان يأمل أن توقظ تعبئة قوات أبي أرز الغريزة القتالية عند حلفائه. هذا ما أخبر العمة مريم به حال خروجها من الكنيسة، اعتمادًا منه على ما تكنه له من عاطفة. عندئذ، خبأت الصليب، وأظهرت آية الكرسي. طمنته عن دعمها إياه ودعمنا كلنا، فطلب عبد السلام من تقي الدين أن يهدئ مظاهرات المغضوب عليهم من المحرومين. أفهمه أن أحسن حل، في الأخير، هو القتال. منذ أن استنفر أبو أرز رجاله، أصبحت الحالة لا يمكن انعكاسها. طلب منا بطرس الأحمر بصوت يغلب عليه الحزن ألا ننسى ابنة عمه برناديت. حض أبو أرز ناسه على الذهاب إلى الكنيسة من جديد. خلال ذلك، ذهب إلى أقرب بنك ليسحب بعض النقود. لما رأى أن موظف الشباك وحده، سدد سلاحه عليه في اللحظة التي فتح فيها الصندوق، وجعله يقسم ألا يقول لأحد ما جرى، وإلا أرسله إلى العالم الآخر.
عندما خرج من البنك، لم يكن بإمكان أحد أن يشك في أن هذا الرجل المحترم كان يحمل في حقيبته مبلغًا معتبرًا حصل عليه تحت تهديد السلاح. كان نصف المبلغ المسروق لدفع ثمن شحنة صغيرة من الأسلحة الأمريكية، والنصف الآخر له. وهذا ما كان قد أغاظ أكثر ما يكون العمة مريم.
عند انتهاء القداس، خرج المؤمنون من الكنيسة، والأحاديث تدور حول الهولد-أب الذي انتشر خبره بسرعة على إيقاع التساوق الموسيقي لِتَتَابُعٍ لباخ. رفع القيادي الكتائبي إصبعه باتجاه عبد السلام، باتجاه حلفائه، وحتى باتجاهنا، العمة مريم ونحن. "اللصوص، هم، رمى، المجرمون، المسئولون عن كل عمل سيء."
كان عبد السلام ساخطًا من الطريقة التي يحرض فيها أبو أرز الناس ضده. كان أكثر سخطًا لاتهامه بالهولد-أب، دون أن يقبض أقل فلس. وهي تفكر في حصتها، هي كذلك، وشت العمة مريم بهوية الساطي.

يتبع...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الأول3
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الأول2
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الأول1
- بيروت تل أبيب كلمة الغلاف
- المؤتمر العربي العالمي فرنسا هذا لا يعنيك!
- المؤتمر العربي العالمي فرنسا سرقت فكرتي
- المؤتمر العربي العالمي إلى الحمير من المحيط إلى الخليج
- المؤتمر العربي العالمي المكتوب واليوتيوب
- المؤتمر العربي العالمي يا كتاب -الحوار- أين أنتم؟
- المؤتمر العربي العالمي انعقاده في 5 حزيران
- المؤتمر العربي العالمي
- النظام العالمي
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني النص الكامل
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 51
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 50
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 49
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 48
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 47
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 45
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 44


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثاني1