أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - المشتاق 5















المزيد.....

المشتاق 5


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 13:03
المحور: الادب والفن
    


قلت اغابى بعد المطانية لم انتظر معه كثيرا اجريت اعترافى سريعا قبل ان اخرج من قلايته واسير فى محيطى الصامت من جديد اضرب الرمال اريد الصراخ ولا يمكننى كان عليه العديد من التمارين والصلوات اليومية لتاديتها..ولكن فى غرفتى الصغير اجلس صامتها ..حينما استطعت ان اجعلهم يصدقونى وانا احيا هنا فى وسطهم اعتقدت اننى تخلصت من ذلك ابن النجس هنا يمكننى بدأ كل شىء من جديد لكنى لم ارى جديدا!!فى وقتا قصير علمت من عليه ان اكره واحاذر ان مثلى يكرهنى يعتقد ان سارتقى اسرع منه لانى اصمت دائما وانفذ المطلوب فحسب لاول مرة اسمع من يمدخنى باسمى الجديد للحظة نسيت ان الشخص المنشود بالمدح هو انا ..تعلمت اللكنة قلت على مدينتى البعيدة انها السوداء حيث لا شىء بها نحن المجهولون نتبع اسيوط ..ولا احد يعرفنا..مات اهلى يس لى احدا..مارست الصمت اكثر من الجميع من احبنى ومن راقبنى .. اخاف من نظرات العجوز ان تكشفنى..لم اذكر تلك الليلة سوى مرة واحدة فحسب..عندما رايته عيناه توضع على مريم يشرب وياتى يتطلع اليها يقترب منها يريد ما هو لى ..ولا يمكننى اخذ ما هو له..صرخت باذنه انت ابن النجس الان ساخبرها ..دفعته صدمت رأسه مثلما فعل هو فى السابق كانت عيناه جاحظتان مذهولتان ..اقسمت على ان اصدم راسه وهاقد فعلتها به ..لما لم يتركنى ارحل مع النجس منذ زمن كنت انتمى له شيطانا صغيرا مثله .كنت اعرف اننى ساشوى فى النار ايضا مثله لم اكن لاتعذب خوفا كنت ساقبل مصيرى فحسب لكنه لم يتركنى ...هو ايضا سيتعذب لقد قتل وسرق وشرب وزنى بالجنوبية...لطمت امى الجديدة وجهها ضربت الجنوبية بقدمها اسقطتها ارضا ضربت معدتها المرتفعة...
ملاكى وشيطانى اراهما امام عينى يتصارعان،اسمع الصراخ وسط الرياح انهما لا يتوقفان ابدا عن اخافتى ..اعتقدت اننى رأيت النور هنا وسط الصحراء ،بحثت عنها فى الكتب واعتقدت انها ستظهر لى ذات ليلة مظلمة هنا فى داخل قلايتى كما حدث للسابقين ..تدربت كثيرا كى اكون مستعدا..ولكن طال انتظارى من ينتقم منى انا لم اخطىء ..نعم لم افعل ..هم ابى امى الجديدة ابى الاخر من فعلوا ..
فى النهاية شعرت بالتثاؤب ..لم اعد استيقظ الليل واصبح الاستياقظ باكرا كدرا لا احبه فاحنى وجهى مخفيا تبرمى طيلة الطريق من قلايتى حتى تنتهى الصلاة..
طال انتظارى وشوقى والمكان يضيق ،تلك المرة لم يعد هناك مهرب، ظللت اراهن على صورة مريم الجنوبية ،لم اعتقد ابى الجديد اننى نجس لا استحقها فاخذها له.
لم تكن جميلة ولا قبيحة كانت لى فحسب دعيت على اسمى امام الجميع لكنها لم تعد ،طرقاتهم على الارض بتلك العصاه الغليظة تعود انه منتصف الليل قد حل ،مكانى مضاء اهمس بكلماتى حتى يسمعوها فيتركونى وشأنى ..نظرات العجوز تفضحنى قالوا لى انه يعرف كل شىء ..يظل يسألنى احاول الا اتلعثم فى اجابتى لا يمكننى ان اعود للخارج من جديد الكل يعرفنى وابن من انا هنا فقط يمكننى الهروب من شيطانى..



.رائحة طعامى تفضحنى..الجوع انه لا يتركنى لما عليه ان اجوع هنا ايضا من جديد ...من بعد الجوع اشهر تعلمت سرقة اللحم الشهى ..تذوقتها بدمائها استعذبتها كما لو كانت كاملة الطهو..تعلمت كيف اقطمها اتلذذ بكل قطعة قوية منها وألقى بسيئة المذاق ..حينما سمح لى بدخول موقدى الصغير تعلمت ان اطهو عليه ...اكتشفت اننى القديم كنت دائما جائع والان صرت اتخيل اشكال الطعام المختلفة واشتم رائحتها بينما قدور من البقوليات تملىء قاعة الطعام والمضيفة للزوار دائما ..كرهت كل البقول ولم اشتهى سوى اللحم ..كنت اسمع من بعيد ان الجائع ملعون عابد لمعدته لن يخلص ابدا بينما تسقط حبات المرق على ملابسى فاشعر بالغبطة...
لا يطفىء اللحم جوعى فاسعى ليلا لاقطف ثمار التين على شجرها لا استيطع ان انتظر حتى تنو كفاية اكلها خضراء فاتلذذ وحينما تكون فى اوجها اتذوق طعما اخر..وضعونى بين القدور اطهو لكل هذا العدد اراقبهم يأكلون فى صمت ينتهون ينصرفون بهدوء..لااستمع سوى للرتابة مضغ طعامهم اتخيل من منهم يتلذذ بطاعمه الكل عابس ولا واحد ..اتذوق العدس ..اكرهه ..اضعه فى الاطباق ..يمر يوما والاخر ..يطول طعم البقول فى الافواه ..لا اتذكر متى اكلت معهم اللحم ....انظف القلالى القديمة اراقب الثلاجات الصغيرة اتلصص عليها ..تبدو ممتلئة ..لكن التلذذ اخر..
لوثه طعام اصابته فاحبه ممسوس شيطانه يغويه ليأكل ..كانت امه الجديدة فقط تعرف ان شيطانه يطعمه الان ..اعتقدت انه هنا قد صار اخر ..انتظرت اشهر تبكى لتراه وكلما رفض رؤيتها حسب ما اخبروها كانت تفرح اكثر...تطاردها ام امام تريد عربونا تلو الاخر تصرخ بوجهها علاما يا بوم قتل الزوجة وفضحنا وقطع الجنوب علاقته بنا ..ماتت الشابة دون ذنب...كانت تراه افعى فى الليل يرخ بوجهها تراه امها وابيها تراه اختها التى نستها منذ زمن تسمع الصوت قتلتى الرجل والولد لتاخذى البيت وكل شىء لك ..مرحومة محرومة..كان وجهها القديم يعود من جديد ..تصرخ اما مارى..كان الكل يناديها امنا كانت الوحيدة التى ارتدت زيها الاسود ولكن سمح لها الخروج من بين الاسوار والتجول فى القرية لاجل مساعدة الصغار فلتفوا من حولها ..تذكر وجهها تصرخ ملعونة سارقة ..كاذبة..
كل منهما فقدته.. كانت طاعة لها ان اسير من خلفها ،لا ادرى ان كنت اعاقب لانى ولدت فقيرة لاب واما واختا وحيدة كنت مثل الفتاة الجنوبية لكن ما كنت لاقتل بل اردت ان احيا كانت غبية اما انا فلا..اطهو واغسل اترك الاعين تراقب الظهر وانا امسح العرق واغسل واطهو وانظف من بيت لاخر ارملة طاعنة فى السن خادمة لزوجة ارسل لقضاء طلبات ..كنت فتاة من خمس فتيات نخدم القرية ..اسأل لما نحن فقط الفقيرات هنا؟ اصعد تلك الكنيسة ملابسهن غيرى اذهب لاخرى ملابسهن مثلى فلن اتناول طعاما ..عمدت فى تلك وسميت لتلك ..ولم احب..صرت سيدة لبيت عجوزا لم اره من قبل من مدينة البحر هو وانا لم ارى بحرا فى حياتى ..ليس هناك صغير ولا يمكن الحديث حتى اتى ذلك الصغير لم يكن لى ولكن احببته لانه مثلى يشبهنى وكأنى من انجبته ..كنا نجوع ونكره العجوز ..ولكن كنت قوية لاصرخ فاخفف من ألمه لم يقتله العجوز بفضلى دعاه ابن النجس وهو ابنى انا ..لكنه لا يرى..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلعة والمقدام 25
- المشتاق 4
- المشتاق 3
- المشتاق2
- عليا2
- المشتاق 1
- عليا
- القلعة والمقدام 24
- القلعة والمقدام 23
- قوانين مدنية تحمى المراة
- ايام الكرمة1
- روح الكاتبة
- القلعة والمقدام 22
- انثى تساوى 10رجال!!!
- رجال العرب لا يرون نسائهم
- متوحد
- القلعة والمقدام 21
- القلعة والمقدام 20
- من سيهتم لحضارتنا؟
- القلعة والمقدام 19


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - المشتاق 5